«الفضاء السعودية» و«إكسيوم سبيس» توقعان مذكرة لدعم أبحاث الجاذبية الصغرى في الفضاء
جانب من توقيع اتفاقية التعاون بين وكالة الفضاء السعودية وشركة إكسيوم سبيس (وكالة الفضاء السعودية)
TT
TT
«الفضاء السعودية» و«إكسيوم سبيس» توقعان مذكرة لدعم أبحاث الجاذبية الصغرى في الفضاء
جانب من توقيع اتفاقية التعاون بين وكالة الفضاء السعودية وشركة إكسيوم سبيس (وكالة الفضاء السعودية)
وقعت وكالة الفضاء السعودية، اليوم، مذكرة تفاهم مع شركة إكسيوم سبيس الرائدة في مجال تطوير رحلات الفضاء المأهولة، للتعاون في مجالات الفضاء وتقنياته، ودعم أبحاث الجاذبية الصغرى في الفضاء.
ومن أبرز مجالات العمل لهذه المذكرة، دراسة إنشاء مركز مراقبة المهام الفضائية في المملكة، والذي سيسهم في تطوير التقنيات والمرافق المتعلقة بمتابعة المهام الفضائية والتجارب العلمية والتعليمية في بيئة الجاذبية الصغرى، كما ستسهم هذه المذكرة بدعم الأبحاث في المدار الأرضي المنخفض، وذلك سعياً لتطوير الصناعات الفضائية في المملكة ودعم الأنشطة الدولية للبحث والتطوير في هذا المجال.
وقع الاتفاقية الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء السعودية الدكتور محمد التميمي، والرئيس التنفيذي لشركة إكسيوم سبيس مايكل سوفرديني، بحضور وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله السواحه، الذي يرأس وفد منظومة الاقتصاد الرقمي والفضاء والابتكار الذي يقوم بزيارة رسمية للولايات المتحدة الأميركية، بغية تعميق الشراكات في المجالات ذات الصلة بالتقنية والفضاء والابتكار.
الجدير بالذكر أن وكالة الفضاء السعودية عازمة على عقد المزيد من الشراكات وتعميق شراكتها مع الجهات المتعاونة معها حاليا؛ بما يعزز التعاون والتكامل، ويوحد الجهود الرامية إلى تطوير قطاع الفضاء وتقنياته في المملكة.
التقط التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» التابع لـ«ناسا»، للمرّة الأولى، صورة لِما بدت عليه مجرّتنا في الوقت الذي كانت تتشكَّل فيه؛ جعلت علماء الفضاء يشعرون بسعادة.
«مرايا» الذكاء الاصطناعي تعكس دواخلها «مع كل التحيزات»
«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
قبل بضع سنوات، وجدت شانون فالور نفسها أمام تمثال «بوابة السحاب (Cloud Gate)»، الضخم المُصمَّم على شكل قطرة زئبقية من تصميم أنيش كابور، في حديقة الألفية في شيكاغو. وبينما كانت تحدق في سطحه اللامع المرآتي، لاحظت شيئاً، كما كتب أليكس باستيرناك (*).
وتتذكر قائلة: «كنت أرى كيف أنه لا يعكس أشكال الأفراد فحسب، بل والحشود الكبيرة، وحتى الهياكل البشرية الأكبر مثل أفق شيكاغو... ولكن أيضاً كانت هذه الهياكل مشوَّهة؛ بعضها مُكبَّر، وبعضها الآخر منكمش أو ملتوٍ».
تشويهات التعلم الآلي
بالنسبة لفالور، أستاذة الفلسفة في جامعة أدنبره، كان هذا يذكِّرنا بالتعلم الآلي، «الذي يعكس الأنماط الموجودة في بياناتنا، ولكن بطرق ليست محايدة أو موضوعية أبداً»، كما تقول. أصبحت الاستعارة جزءاً شائعاً من محاضراتها، ومع ظهور نماذج اللغة الكبيرة (والأدوات الكثيرة للذكاء الاصطناعي التي تعمل بها)، اكتسبت مزيداً من القوة.
مرايا الذكاء الاصطناعي مثل البشر
تبدو «مرايا» الذكاء الاصطناعي مثلنا كثيراً؛ لأنها تعكس مدخلاتها وبيانات التدريب، مع كل التحيزات والخصائص التي يستلزمها ذلك. وبينما قد تنقل القياسات الأخرى للذكاء الاصطناعي شعوراً بالذكاء الحي، فإن «المرآة» تعبير أكثر ملاءمة، كما تقول فالور: «الذكاء الاصطناعي ليس واعياً، بل مجرد سطح مسطح خامل، يأسرنا بأوهامه المرحة بالعمق».
النرجسية تبحث عن صورتها
كتابها الأخير «مرآة الذكاء الاصطناعي (The AI Mirror)»، هو نقد حاد وذكي يحطِّم عدداً من الأوهام السائدة التي لدينا حول الآلات «الذكية». يوجه بعض الاهتمام الثمين إلينا نحن البشر. في الحكايات عن لقاءاتنا المبكرة مع برامج الدردشة الآلية، تسمع أصداء نرجس، الصياد في الأساطير اليونانية الذي وقع في حب الوجه الجميل الذي رآه عندما نظر في بركة من الماء، معتقداً بأنه شخص آخر. تقول فالور، مثله، «إن إنسانيتنا مُعرَّضة للتضحية من أجل هذا الانعكاس».
تقول الفيلسوفة إنها ليست ضد الذكاء الاصطناعي، لكي نكون واضحين. وسواء بشكل فردي، أو بصفتها المديرة المشارِكة لمنظمة «BRAID»، غير الربحية في جميع أنحاء المملكة المتحدة المكرسة لدمج التكنولوجيا والعلوم الإنسانية، قدَّمت فالور المشورة لشركات وادي السيليكون بشأن الذكاء الاصطناعي المسؤول.
نماذج «مسؤولة» ومختبرة
وهي ترى بعض القيمة في «نماذج الذكاء الاصطناعي المستهدفة بشكل ضيق والآمنة والمختبرة جيداً والمبررة أخلاقياً وبيئياً» لمعالجة المشكلات الصحية والبيئية الصعبة. ولكن بينما كانت تراقب صعود الخوارزميات، من وسائل التواصل الاجتماعي إلى رفاق الذكاء الاصطناعي، تعترف بأن ارتباطها بالتكنولوجيا كان مؤخراً «أشبه بالوجود في علاقة تحوَّلت ببطء إلى علاقة سيئة. أنك لا تملك خيار الانفصال».
فضائل وقيم إنسانية
بالنسبة لفالور، إحدى الطرق للتنقل وإرشاد علاقاتنا المتزايدة عدم اليقين بالتكنولوجيا الرقمية، هي الاستفادة من فضائلنا وقيمنا، مثل العدالة والحكمة العملية. وتشير إلى أن الفضيلة لا تتعلق بمَن نحن، بل بما نفعله، وهذا جزء من «صراع» صنع الذات، بينما نختبر العالم، في علاقة مع أشخاص آخرين. من ناحية أخرى، قد تعكس أنظمة الذكاء الاصطناعي صورة للسلوك أو القيم البشرية، ولكن كما كتبت في كتابها، فإنها «لا تعرف عن التجربة الحية للتفكير والشعور أكثر مما تعرف مرايا غرف نومنا آلامنا وأوجاعنا الداخلية».
الخوارزميات والعنصرية وعدم المساواة
في الوقت نفسه تعمل الخوارزميات المدربة على البيانات التاريخية، بهدوء، على تقييد مستقبلنا بالتفكير نفسه الذي ترك العالم «مليئاً بالعنصرية والفقر، وعدم المساواة، والتمييز، وكارثة المناخ».
«كيف سنتعامل مع تلك المشكلات الناشئة التي ليست لها سابقة؟»، تتساءل فالور، وتشير: «مرايانا الرقمية الجديدة تشير إلى الوراء».
الاعتماد على السمات البشرية المفيدة
مع اعتمادنا بشكل أكبر على الآلات، وتحسينها وفقاً لمعايير معينة مثل الكفاءة والربح، تخشى فالور أننا نخاطر بإضعاف عضلاتنا الأخلاقية أيضاً، وفقدان المسار للقيم التي تجعل الحياة تستحق العناء.
مع اكتشافنا لما يمكن أن يفعله الذكاء الاصطناعي، سنحتاج إلى التركيز على الاستفادة من السمات البشرية الفريدة أيضاً، مثل التفكير القائم على السياق والحكم الأخلاقي، وعلى تنمية قدراتنا البشرية المتميزة. كما تعلمون. وهي تقول: «لسنا بحاجة إلى هزيمة الذكاء الاصطناعي. نحن بحاجة إلى عدم هزيمة أنفسنا».