دراسة: شكل أنف البشر حالياً تأثر بجينات إنسان «نياندرتال»

أظهرت دراسة جديدة أن شكل أنف الإنسان الحديث قد يكون تأثر جزئياً بالجينات الموروثة من إنسان «نياندرتال».

ووفقاً لشبكة «سكاي نيوز» البريطانية، فقد عاش إنسان «نياندرتال» في أرجاء قارتي أوروبا وآسيا منذ نحو 350 ألف عام، إلا أنه انقرض منذ نحو 40 ألف عام بعد أن وطئ الإنسان الحديث أوروبا قادماً من أفريقيا.

ووفقاً للعلماء، فقد كانت أجسام «النياندرتال» أقصر وأكثر اكتنازاً عن الإنسان الحديث، وكان الجزء الأوسط من الوجه أكبر والأنف أكبر حجماً.

صورة تخيلية لإنسان «نياندرتال» (أ.ب)

لكن فريق الدراسة الجديدة، التابع لكلية لندن الجامعية، يعتقد أن «النياندرتال» تزاوجوا مع الإنسان الحديث، مما يعني أن بعض الحمض النووي الخاص بهم لا يزال في البشر المعاصرين.

وأشار الباحثون إلى أن هذا الحمض النووي الموروث من إنسان «نياندرتال» يمكن أن يكون قد أثر على شكل الوجوه البشرية الحديثة، وخاصة الأنف، الذي يعتقد العلماء أنه تطور مع تكيف البشر القدامى مع المناخات الباردة بعد مغادرة أفريقيا.

واستخدمت الدراسة بيانات من أكثر من 6000 شخص من جميع أنحاء أميركا اللاتينية، من أصول أوروبية وأميركية وأفريقية مختلطة.

وتمت مقارنة المعلومات الجينية من المشاركين مع صور وجوههم، مما دفع العلماء إلى تحديد 33 منطقة جديدة في الجينوم البشري مرتبطة بشكل وجه الإنسان.

وفي إحدى هذه المناطق الجينومية، التي تسمى «ATF3»، وجد الباحثون أن هناك مادة وراثية تعود إلى إنسان «نياندرتال»، وهي مادة مرتبطة بشكل أنف أطول (من أعلى إلى أسفل)، وربما هي التي دعمت قدرة البشر القدامى على التكيف مع المناخات الباردة.

وقال المؤلف المشارك في الدراسة، الدكتور كاوستوب أديكاري، الأستاذ في علم الوراثة والتطور والبيئة في جامعة كاليفورنيا: «إن تسلسل جينوم الإنسان البدائي مكننا من معرفة أن أسلافنا على ما يبدو تزاوجوا مع إنسان (نياندرتال)، وأننا ورثنا أجزاء من حمضهم النووي ربما أثرت على شكل أنوفنا في الوقت الحالي».

ويقول الباحثون إن الدراسة التي نُشرت في مجلة «Communications Biology»، هي الثانية من نوعها التي تؤكد كيفية تأثير الحمض النووي للبشر القدامى على شكل وجهنا في العصر الحالي.

وكان الفريق نفسه قد اكتشف في ورقة بحثية نُشرت عام 2021 أن الجين الذي يؤثر على شكل الشفاه حالياً موروث من إنسان «دينيسوفان» القديم.

قبل 70 ألف عام... إنسان «نياندرتال» تفنن في طهي وجباته

كشفت مجموعة من العلماء أن إنسان «نياندرتال» (الإنسان البدائي) استخدم البقول في طهي وجباته، وأنه كان يجمع بين المكونات الغذائية المختلفة ويتفنن في إعداد وجباته.
ووفقاً لشبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد تم العثور على بقايا مواد غذائية متفحمة في كهف شاندر في شمال العراق، وكهف فرانشثي في اليونان، واللذين عثر بهما على بقايا هياكل عظمية لإنسان «نياندرتال»، وقد كشفت هذه البقايا أن هذا الإنسان البدائي استخدم أطعمة متنوعة في الطهي وكان يُبدع ويتفنن في صنع طعامه.
ولفت العلماء في دراستهم التي نُشرت في مجلة «Antiquity» إلى أن المكونات الأساسية والأكثر شيوعاً التي كان يمزج إنسان «نياندرتال» بينها خلال صنع طعامه كانت المكسرات البرية والبازلاء ونبات البيقية العشبي والبقوليات مثل الفول أو العدس، وأحياناً الخردل البري.
وأشاروا إلى أن البقوليات كانت من المكونات المستخدمة في أغلب الوصفات.
وأضافوا قائلين إن إنسان «نياندرتال» قام بنقع البقول وطحنها بالحجارة لإزالة قشرها وإزالة المرارة من نكهتها.


وقال الفريق إن بقايا الطعام التي عُثر عليها في كهف شاندر تعود إلى أكثر من 70 ألف سنة مضت، في حين أن تلك التي عُثر عليها في كهف فرانشثي في اليونان يبلغ عمرها نحو 12 ألف سنة.
وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة الدكتورة سيرين كابوكو، عالمة الآثار في جامعة ليفربول في المملكة المتحدة: «على الرغم من اختلاف الزمن وبُعد المسافة بين الكهفين، فقد وجدنا أن نوعية المواد الغذائية المستخدمة وتقنيات الطهي متشابهة في كلا الموقعين».
وأضافت: «استناداً إلى بقايا الطعام التي قمنا بتحليلها، يمكننا استنتاج أن الإنسان المعاصر يستخدم نفس المكونات الغذائية وأساليب الإبداع في الطهي التي استخدمها إنسان (نياندرتال) الذي اختفى منذ نحو 40 ألف عام.
وقالت كابوكو إنها فوجئت عندما وجدت أن الناس في عصور ما قبل التاريخ كانوا يجمعون بين المكونات النباتية بهذه الطريقة، وهو مؤشر على أن النكهة كانت مهمة بالنسبة لهم بشكل واضح. فقد كانت تتوقع أن تجد بقايا جذور ودرنات (ساق النبات) فقط في الكهوف، حيث تبدو هذه المكونات أكثر تغذية وأسهل في التحضير.
وركز الكثير من الأبحاث السابقة على الأنظمة الغذائية في عصور ما قبل التاريخ، وظن معظم العلماء أن البشر الأوائل كانوا في الغالب من آكلي اللحوم. لكنّ كابوكو قالت إنه من الواضح أنهم اتّبعوا نظاماً غذائياً متنوعاً شمل مجموعة كبيرة من النباتات أيضاً.
بالإضافة إلى ذلك، كان يُعتقد أن تقنيات الطهي الإبداعية ظهرت فقط مع التحول من أسلوب حياة الصيد وجمع الثمار إلى تركيز البشر على الزراعة، خلال ما يُعرف باسم العصر الحجري الحديث، والذي يرجع تاريخه إلى ما بين 6 آلاف و10 آلاف عام.
وكتب العلماء في نتائج دراستهم أن الحياة في العصر الحجري «لم تكن مجرد معركة وحشية من أجل البقاء وأن البشر في عصور ما قبل التاريخ بحثوا بشكل انتقائي عن مجموعة متنوعة من النباتات المختلفة وفهموا ملامح نكهاتها المختلفة».​​​​​​​

تسلسل جينوم إنسان «نياندرتال» يمنح عالماً سويدياً «نوبل الطب»

حصل العالم السويدي سفانتي بابو، على جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء لعام 2022 "لاكتشافاته المتعلقة بجينومات أشباه البشر المنقرضة والتطور البشري".
من خلال بحثه الرائد، حقق بابو، الحائز على جائزة نوبل هذا العام في علم وظائف الأعضاء أو الطب، شيئًا يبدو مستحيلًا، وهو إجراء تسلسل جينوم إنسان نياندرتال، أحد الأقارب المنقرضين للإنسان الحالي، حسبما ذكرت الأكاديمية السويدية مانحة الجائزة في بيان صحفي اليوم.
ومن خلال بحثه الرائد، أنشأ بابو نظامًا علميًا جديدًا تمامًا، وهو علم الأحياء القديمة، وبعد الاكتشافات الأولية أكملت مجموعته البحثية تحليلات العديد من سلاسل الجينوم الإضافية من أشباه البشر المنقرضة. ويقول بيان الأكاديمية السويدية، إن اكتشافات "بابو" أنشأت موردًا فريدًا يستخدمه المجتمع العلمي على نطاق واسع لفهم التطور البشري والهجرة بشكل أفضل.
وتشير الأساليب القوية الجديدة لتحليل التسلسل التي توصل إليها، إلى أن أشباه البشر القدماء ربما اختلطوا أيضًا مع الإنسان العاقل في إفريقيا. ومع ذلك، لم يتم حتى الآن تحديد تسلسل جينومات من أشباه البشر المنقرضة في إفريقيا بسبب التدهور المتسارع للحمض النووي القديم في المناخات الاستوائية.
وتضيف الأكاديمية في بيانها "بفضل اكتشافات بابو، نفهم الآن أن التسلسلات الجينية القديمة من أقاربنا المنقرضين تؤثر على فسيولوجيا البشر في الوقت الحاضر، وأحد الأمثلة على ذلك هو نسخة الجين EPAS1، والتي تمنح ميزة للبقاء على ارتفاعات عالية وهي شائعة بين سكان التيبت في الوقت الحاضر، ومن الأمثلة الأخرى جينات النياندرتال التي تؤثر على استجابتنا المناعية لأنواع مختلفة من العدوى ".
وذهبت الجائزة العام الماضي إلى الباحثين ديفيد جوليوس وأردم باتابوتيان، مكتشفا مستقبلات الخلايا التي يستخدمها البشر لاستشعار درجة الحرارة واللمس. وتمنح جوائز نوبل 10 ملايين كرونة سويدية (900 ألف دولار) لكل فئة. ويجري بشكل تقليدي افتتاح الإعلان السنوي عن أهم الجوائز على وجه الأرض بالإعلان عن جائزة نوبل في الطب في بداية شهر أكتوبر (تشرين الأول).
وسيجري الإعلان عن جائزتي نوبل في الفيزياء والكيمياء يومي الثلاثاء والأربعاء، بينما ستعلن الأكاديمية يومي الخميس والجمعة عن الفائزين بجائزتي الأدب والسلام على التوالي. وفي النهاية سيجري الإعلان عن جائزة الاقتصاد يوم الاثنين المقبل، على الرغم من أنها لا تعتمد على الوصية النهائية لمؤسس الجائزة ومخترع الديناميت ألفريد نوبل الذي عاش خلال الفترة من 1833 إلى 1896. وسيجري تسليم الجوائز في ذكرى وفاة نوبل في 10 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.