أظهرت دراسة أميركية أنّ برنامجاً افتراضياً يجمع بين التغذية والتمارين الرياضية يمكن أن يقلّل بشكل ملحوظ من الآثار الجانبية لعلاج السرطان.
وأوضح الباحثون في جامعة ميامي أنّ البرنامج يساعد المرضى على استكمال العلاج دون انقطاع، وقد عُرضت نتائجه خلال الاجتماع السنوي للجمعية الأميركية لأمراض الدم لعام 2025 في أورلاندو بالولايات المتحدة.
ويعاني مرضى السرطان أثناء العلاج الكيميائي أو الإشعاعي من آثار جانبية تؤثر في حياتهم اليومية وقدرتهم على مواصلة العلاج، مثل التعب الشديد، والألم، والقلق والاكتئاب، إضافة إلى مشكلات الهضم كالإمساك والغثيان وفقدان الشهية. كما قد يؤدي ضعف القوة البدنية والمناعة إلى زيادة خطر الإصابة بالعدوى، وهي أعراض قد تتسبب في تأخير جرعات العلاج أو خفضها، مما ينعكس سلباً على فاعليته وفرص البقاء على قيد الحياة.
ويهدف البرنامج إلى تقييم ما إذا كانت التدخلات المتعلقة بنمط الحياة يمكن أن تساعد المرضى خلال فترة العلاج. وشمل الاختبار الأولي 72 مريضاً بسرطان الغدد الليمفاوية خضعوا لستّ دورات من العلاج الكيميائي القياسي، حيث حصل 44 مريضاً على وصول فوري إلى برنامج افتراضي مخصّص للتغذية والتمارين، بينما وُضع 28 مريضاً في مجموعة انتظار للمقارنة.
وتضمّن البرنامج جلسات مخصصة تُقدَّم خلال فترة العلاج الكيميائي، تركز على تغذية متوازنة وتمارين رياضية آمنة تساعد في تقليل الأعراض الجانبية وتحسين القدرة البدنية. ويحصل كل مريض على جلسات أسبوعية عبر الإنترنت مع اختصاصي تغذية لتقييم الحالة الصحية ووضع خطط غذائية تعزز الطاقة وتحدّ من التعب وفقدان الشهية، مع تقديم نصائح للتعامل مع مشكلات الهضم المرتبطة بالعلاج. كما يشمل البرنامج جلسات تمارين أسبوعية مع اختصاصي رياضي، تُصمَّم لتقوية العضلات وتحسين اللياقة البدنية وضمان أداء التمارين بأمان.
ويجري تنفيذ جميع الجلسات عن بُعد، ما يسهّل مشاركة المرضى من منازلهم دون الحاجة إلى زيارة المستشفى. كما أن البرنامج فردي وشخصي؛ إذ يخضع لتعديلات مستمرة وفق حالة كل مريض، بهدف تعزيز الالتزام بالعلاج الكيميائي وتقليل احتمال تأجيل الجرعات أو خفضها بسبب الآثار الجانبية.
وأظهرت النتائج الأولية أنّ المشاركين في البرنامج سجّلوا انخفاضاً ملحوظاً في الأعراض الجانبية مقارنة بمجموعة الانتظار، بما في ذلك القلق والاكتئاب والألم والتعب والإمساك. ويؤدي الحد من هذه الأعراض إلى زيادة قدرة المرضى على تحمّل الجرعات المقررة، وتقليل احتمالية إيقاف العلاج أو تأجيله، وهو عامل حاسم؛ إذ إن الحصول على أقل من 85 في المائة من الجرعة الموصى بها قد يحدّ من فرص البقاء على قيد الحياة.
كما أظهر المشاركون تحسناً في قوة القبضة والأداء البدني العام، مما يعكس قدرتهم الأفضل على تحمّل العلاج الكيميائي. ويأمل الفريق البحثي أن تشجع نتائج الدراسة الأطباء على إحالة المزيد من المرضى إلى مثل هذه البرامج، خصوصاً في ظل محدودية الوعي بالتوصيات الغذائية والبدنية لمرضى السرطان خلال فترة العلاج.
