5 أطعمة يجب تجنبها عند تناول أدوية لضغط الدم

أظهرت الدراسات أن مكملات البرتقال المرّ يمكن أن ترفع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب (بكسلز)
أظهرت الدراسات أن مكملات البرتقال المرّ يمكن أن ترفع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب (بكسلز)
TT

5 أطعمة يجب تجنبها عند تناول أدوية لضغط الدم

أظهرت الدراسات أن مكملات البرتقال المرّ يمكن أن ترفع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب (بكسلز)
أظهرت الدراسات أن مكملات البرتقال المرّ يمكن أن ترفع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب (بكسلز)

ما تأكله يؤثر عند تناول أدوية علاج ضغط الدم، حيث يمكن للأطعمة أن تزيد أو تخفض أو تقاوم تأثيرات هذه الأدوية.

سأل موقع «هيلث» خبراء حول الأطعمة التي يجب تجنبها عند تناول أدوية ضغط الدم. وتشمل هذه الأطعمة الجريب فروت وعصير الجريب فروت والأجبان المعتقة والأطعمة الأخرى الغنية بالتيرامين والأطعمة الغنية بالصوديوم والبوتاسيوم وعرق السوس.

الجريب فروت

يعمل الجريب فروت على حجب إنزيم يسمى «CYP3A4». هذا الإنزيم يكسر العديد من الأدوية. عندما يحجب الجريب فروت هذا الإنزيم، يبقى الدواء في دمك لفترة أطول. هذا يمكن أن يجعل الدواء أقوى ويتسبب في آثار جانبية. كما يمكن أن يقلل عصير الجريب فروت من امتصاص بعض الأدوية، ما يقلل من تأثيرات الدواء.

يمكن أن يزيد الجريب فروت أو عصير الجريب فروت من تأثيرات حاصرات قنوات الكالسيوم. أيضاً، يمكن أن يقلل عصير الجريب فروت من امتصاص حاصرات بيتا.

الأجبان المعتقة

تحتوي الأجبان المعتقة على نسبة عالية من التيرامين. يمكن أن يتسبب التيرامين في رفع ضغط الدم فجأة عند تناوله مع مثبطات أكسيداز أحادي الأمين (MAOIs)، وهو نوع من مضادات الاكتئاب. تعمل مثبطات أكسيداز أحادي الأمين على منع الإنزيم الذي يحطم التيرامين. أي أن هذا لا ينطبق على جميع المرضى، من يتناولون مضادات الاكتئاب فقط.

تشمل الأطعمة الأخرى الغنية بالتيرامين الخضراوات المخمرة مثل مخلل الملفوف، واللحوم المدخنة مثل اللحم المقدد والسلامي، وبعض المشروبات الكحولية.

وقال ليونارد بيانكو، طبيب القلب في مركز «أفنتورا» لأمراض القلب والأوعية الدموية في فلوريدا، لموقع «هيلث»: «تتفاعل مثبطات أكسيداز أحادي الأمين مع الجبن المعتق، ويمكن أن تسبب ارتفاعاً مفاجئاً في ضغط الدم. الجبن المعتق، الذي يحتوي على نسبة عالية من التيرامين، ليس محظوراً إذا كنت تتناول أدوية ضغط الدم العادية».

الأطعمة الغنية بالصوديوم

تظهر الدراسات أن تقليل تناول الصوديوم يمكن أن يحسن مستويات ضغط الدم. كما توصي جمعية القلب الأميركية (AHA) بالحدّ من تناول الصوديوم إلى 1500 ملليغرام يومياً. يمكن أن يؤدي النظام الغذائي عالي الصوديوم إلى تقليل فاعلية أدوية ضغط الدم.

عادةً ما يأتي الصوديوم بكميات عالية من الأطعمة المعبأة، مثل الوجبات السريعة والوجبات المجمدة والصلصات والوجبات الخفيفة المالحة. تحقق من الملصقات الغذائية، واختر البدائل التي تحتوي على كمية أقل من الصوديوم لكل حصة.

ويؤكد بيانكو أن «تناول الأطعمة الغنية بالملح يمكن أن يقلل من فاعلية الأدوية، مثل مدرات البول وحاصرات بيتا، التي تهدف إلى خفض ضغط الدم. يمكن للملح في طعامك أن يزيد من احتباس السوائل في كليتيك، ما قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم. أوصي مرضاي بتوزيع تناول الملح على مدار اليوم بدلاً من استهلاكه دفعة واحدة».

الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم

يمكن لبعض أدوية ضغط الدم أن ترفع مستويات البوتاسيوم في الدم، لذلك لا ينصح بتناول هذه الأدوية للأشخاص المصابين بأمراض الكلى المزمنة، أو الذين يتناولون أدوية معينة، مثل السبيرونولاكتون، والذين عانوا سابقاً من مشكلات مع الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم.

بينما يوصى بالبوتاسيوم للعديد من مرضى ارتفاع ضغط الدم، فإن بعض أدوية ضغط الدم يمكن أن تسبب نقص بوتاسيوم الدم (انخفاض مستويات البوتاسيوم في الدم).

عرق السوس

عرق السوس هو جذر حلو المذاق بشكل طبيعي، ويستخدم في الحلويات والعلاجات العشبية. يمكن أن يتسبب عرق السوس في احتفاظ جسمك بمزيد من الصوديوم والماء، بينما يفقد مزيداً من البوتاسيوم. هذا يقلل فاعلية مدرات البول ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين. قد يؤدي هذا إلى رفع ضغط الدم، والتسبب في عدم انتظام ضربات القلب. في الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدي إلى أمراض قلبية خطيرة.

كيف تتفاعل بعض الأطعمة مع أدوية ضغط الدم؟

يمكن لبعض العناصر الغذائية أو المركبات في الأطعمة أن تؤثر على أدوية ضغط الدم بعدة طرق، منها وفقاً لموقع «هيلث»:

منع امتصاص الدواء

يمكن أن تقلل الأطعمة من امتصاص الدواء، ما يقلل من فاعلية الدواء.

تقليل تكسير الدواء

يمكن أن تمنع الأطعمة تكسير الدواء، فيبقى الدواء في دمك لفترة أطول. وهذا قد يتسبب في مزيد من الآثار الجانبية.

زيادة امتصاص الدواء

يمكن أن تزيد الأطعمة من امتصاص الدواء، حيث وجود كمية كبيرة من الدواء في الجسم يمكن أن يسبب آثاراً جانبية.

رفع ضغط الدم ما قد يقاوم تأثير الدواء

يمكن لبعض الأطعمة، مثل تلك الغنية بالصوديوم، أن ترفع ضغط الدم. وهذا قد يعاكس تأثيرات الأدوية.

التسبب في اختلال التوازن المعدني

يعدّ توازن البوتاسيوم والصوديوم مهماً للتحكم في ضغط الدم. بعض الأدوية تغير طريقة احتفاظ جسمك أو تخلصه من هذه المعادن.

على سبيل المثال، إذا كان دواؤك يحتفظ بمزيد من البوتاسيوم في دمك وقمت أيضاً بتناول كثير من البوتاسيوم، فقد يتسبب ذلك في فرط بوتاسيوم الدم. وهذا يعني وجود كمية كبيرة من البوتاسيوم في دمك، وهو ما قد يكون خطراً إذا لم يعالج.


مقالات ذات صلة

تعاني من ارتفاع ضغط الدم؟ تجنب هذه المكملات الغذائية

صحتك مكملات غذائية قد تسهم في ارتفاع ضغط الدم (أرشيفية - رويترز)

تعاني من ارتفاع ضغط الدم؟ تجنب هذه المكملات الغذائية

للتحكم الأمثل في ارتفاع ضغط الدم قد تحتاج إلى تجنب بعض المكملات الغذائية لأنها قد تسهم في رفع الضغط أو تقلل من فاعلية الأدوية الخاصة به

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يُعد سمك السلمون غذاء مفيدًا لصحة القلب وقد يساعد في خفض ضغط الدم المرتفع (بيكساباي)

اكتشف فوائد السلمون لضغط الدم

يُعد سمك السلمون غذاء مفيدًا لصحة القلب، وقد يساعد في خفض ضغط الدم المرتفع بفضل محتواه الغني من أحماض أوميغا 3 الدهنية والبوتاسيوم والبروتين الخالي من الدهون.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك رجل يعاني من السمنة (رويترز)

كيف تؤثر السمنة على ارتفاع ضغط الدم؟

يتناول التقرير كيف تزيد السمنة من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، والخطوات التي يمكنك اتخاذها للوقاية منه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يتميز التوت الأزرق والعنب بخصائص تُحسّن صحة القلب (بيكسباي)

ما تأثير عصير التوت على ضغط الدم؟

يعتبر عصير التوت، خصوصاً التوت البري، مفيداً لضغط الدم لأنه غني بمركبات الفلافونويد ومضادات الأكسدة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك القرنفل يحتوي على مضادات أكسدة مثل مادة الأوجينول التي تقلل الالتهابات وتحسن مرونة الأوعية الدموية (بيكساباي)

دور القرنفل في تحسين ضغط الدم

القرنفل غني بالمعادن ومضادات الأكسدة التي تدعم صحة القلب، قد يُساعد على تحسين ضغط الدم لاحتوائه على البوتاسيوم وخصائصه المضادة للأكسدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

تناول المياه المعبأة يومياً يعرضك لابتلاع آلاف الجسيمات البلاستيكية الدقيقة

من المهم أن نشرب كثيراً من الماء في الطقس الحار (رويترز)
من المهم أن نشرب كثيراً من الماء في الطقس الحار (رويترز)
TT

تناول المياه المعبأة يومياً يعرضك لابتلاع آلاف الجسيمات البلاستيكية الدقيقة

من المهم أن نشرب كثيراً من الماء في الطقس الحار (رويترز)
من المهم أن نشرب كثيراً من الماء في الطقس الحار (رويترز)

أظهرت مراجعة بحثية حديثة أن مستهلكي المياه المعبأة يومياً يبتلعون أكثر من 90 ألف جسيم بلاستيكي دقيق، مقارنة بمن يشربون مياه الصنبور، ما يستدعي اتخاذ إجراءات تنظيمية عاجلة للحد من المخاطر.

وتشير المراجعة أيضاً إلى أن متوسط ​​ما يبتلعه الإنسان سنوياً يتراوح بين 39 ألفاً و52 ألف جسيم بلاستيكي دقيق، يتراوح حجمها بين جزء من ألف من الملِّيمتر وخمسة ملِّيمترات.

وتُطلق الزجاجات البلاستيكية جسيمات دقيقة في أثناء التصنيع والتخزين والنقل؛ حيث تتحلل بفعل التعرض لأشعة الشمس وتقلبات درجات الحرارة، وفقاً لباحثين في جامعة كونكورديا بكندا الذين يحذرون من أن العواقب الصحية لابتلاعها «قد تكون وخيمة»، حسبما أفادت صحيفة «إندبندنت» البريطانية.

وفي السياق، قالت سارة ساجدي، المؤلفة الرئيسية للدراسة الجديدة المنشورة في مجلة المواد الخطرة: «يُعدُّ شرب الماء من الزجاجات البلاستيكية آمناً في حالات الطوارئ، ولكنه ليس خياراً مناسباً للاستخدام اليومي».

من المعروف أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة تدخل مجرى الدم وتصل إلى الأعضاء الحيوية، مما قد يُسبب التهابات مزمنة، ومشكلات تنفسية، وإجهاداً للخلايا، واضطرابات هرمونية، وضعفاً في القدرة على الإنجاب، وتلفاً عصبياً، وأنواعاً مختلفة من السرطان. إلا أن آثارها طويلة الأمد لا تزال غير مفهومة بشكل كامل بسبب نقص طرق الاختبار الموحدة لتقييمها داخل الأنسجة.

في هذه المراجعة، فحص الباحثون التأثير العالمي لجزيئات البلاستيك الدقيقة التي يتم ابتلاعها من زجاجات المياه البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد على صحة الإنسان، مستندين في ذلك إلى أكثر من 141 مقالة علمية.

تشير المراجعة إلى أن الأشخاص الذين يحصلون على الكمية اليومية الموصى بها من الماء من زجاجات المياه البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد فقط، قد يبتلعون 90 ألف جزيء إضافي من البلاستيك الدقيق سنوياً، مقارنة بمن يشربون ماء الصنبور فقط، والذين يبتلعون 4 آلاف جزيء دقيق سنوياً. كما توضح الدراسة أنه على الرغم من أن أدوات البحث الحالية قادرة على رصد حتى أصغر الجزيئات، فإنها لا تكشف عن مكوناتها.

ويشير الباحثون إلى أن الأدوات المستخدمة لتحديد تركيب جزيئات البلاستيك غالباً ما تغفل أصغرها، داعين إلى تطوير أساليب اختبار عالمية موحدة لقياس الجزيئات بدقة.

وكتب الباحثون: «يسلط التقرير الضوء على المشكلات الصحية المزمنة المرتبطة بالتعرض للبلاستيك النانوي والميكروي، بما في ذلك أمراض الجهاز التنفسي، ومشكلات الإنجاب، والتسمم العصبي، والسرطنة».

وتسلِّط المراجعة الضوء على تحديات أساليب الاختبار الموحدة، والحاجة إلى لوائح شاملة تستهدف الجسيمات البلاستيكية النانوية والميكروية في زجاجات المياه. كما يؤكد البحث ضرورة التحول من استخدام البلاستيك أحادي الاستخدام إلى حلول مستدامة طويلة الأمد لتوفير المياه.


نصائح لتحسين جودة نومك خلال فصل الشتاء

يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء (رويترز)
يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء (رويترز)
TT

نصائح لتحسين جودة نومك خلال فصل الشتاء

يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء (رويترز)
يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء (رويترز)

يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء. فالبرودة وقِصر ساعات النهار وزيادة التوتر أحياناً تجعل من الصعب الاسترخاء والاستغراق في النوم ليلاً. ومع ذلك، هناك بعض العادات البسيطة والتغييرات في نمط الحياة التي يمكن أن تساعد على تحسين جودة النوم، خلال الأشهر الباردة.

وذكر تقريرٌ نشرته صحيفة «التلغراف» أهم الطرق والنصائح للحصول على نوم أفضل ليلاً في فصل الشتاء، وهي:

ابدأ يومك بالتعرض للضوء

يمكن أن يساعد التعرض للضوء لمدة ثلاثين دقيقة، في الوقت نفسه كل صباح، في إعادة ضبط ساعتك البيولوجية، وتحسين جودة نومك.

وإذا جرى هذا التعرض للضوء أثناء المشي فإن هذا الأمر قد يُحسّن المزاج أيضاً.

لكنْ إذا لم تتمكن من الخروج نهاراً، فإن الجلوس بجوار النافذة يساعد على تحسين التركيز والمزاج وجودة النوم.

احمِ عينيك من الضوء ليلاً

يُفضَّل ليلاً استخدام إضاءة خافتة ودافئة، حيث يرتبط التعرض للضوء ليلاً بنومٍ أخف وأقل راحة.

ويبدأ إفراز هرمون النوم الميلاتونين عادةً قبل ساعة ونصف من موعد نومك المعتاد، لذا جرّب إشعال شمعة مع وجبة العشاء مع إغلاق مصادر الإضاءة الأخرى. سيساعدك الجمع بين هذه الأدوات على النوم بسهولة أكبر.

اجعل المشي وقت الغداء عادة

بغضّ النظر عن مدى لياقتك البدنية، فإن قلة الخطوات تعني تقليل تراكم «ضغط» النوم، مما يسهم في شعورك بالتعب ليلاً ويتسبب في اضطرابات بنومك.

ضع لنفسك هدفاً بالمشي وقت الغداء، بغضّ النظر عن الطقس.

حاول ألا تستيقظ مبكراً

إن الاستيقاظ مبكراً في فصل الشتاء قد يُسبب ارتفاعاً غير معتاد في مستوى الكورتيزول، مما قد يجعلك تشعر بمزيد من التوتر والإرهاق طوال اليوم.

قد لا يكون هذا ممكناً للجميع، لكن إذا استطعتَ الحصول على نصف ساعة إضافية من النوم صباحاً، فقد تنام، بشكل أفضل، في الليلة التالية.

استمتع بوقتك في أحضان الطبيعة

إن الخروج للطبيعة في فصل الشتاء يمكن أن يساعدك في تحسين جودة نومك، بشكل كبير، ليلاً. لكن ينبغي عليك الحرص على ارتداء الملابس الثقيلة أثناء الخروج.

خطط لوجباتك بذكاء

وجدت دراسات حديثة أن الأنظمة الغذائية الغنية بالأطعمة فائقة المعالجة ترتبط بارتفاع معدلات الأرق واضطرابات الصحة النفسية.

من الأفضل بدء وضع خطة وجبات أسبوعية. فالأطعمة الغنية بالألياف والمُغذية (مثل الفواكه والخضراوات الطازجة) ترتبط بتحسين جودة النوم.

وإلى جانب نوعية الطعام، فكّر أيضاً في وقت تناوله. توقف عن الأكل، قبل ساعتين على الأقل من موعد نومك، لتنعم بنوم هانئ.


الجسيمات البلاستيكية الدقيقة قد تُسهم بشكل مباشر في أمراض القلب لدى الرجال

الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين (رويترز)
الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين (رويترز)
TT

الجسيمات البلاستيكية الدقيقة قد تُسهم بشكل مباشر في أمراض القلب لدى الرجال

الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين (رويترز)
الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين (رويترز)

أظهرت دراسة حديثة أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين وتُسبب أمراض القلب، خاصةً لدى الرجال.

وتنتشر جزيئات البلاستيك الدقيقة، التي يتراوح حجمها بين جزء من ألف من المليمتر وخمسة ملليمترات، في كل مكان اليوم؛ إذ توجد في الطعام والماء والهواء. ومن المعروف أنها تدخل مجرى الدم، بل وتستقر في الأعضاء الحيوية.

وتُسهِم هذه الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في مجموعة واسعة من المشاكل الصحية، بدءاً من اضطرابات الهرمونات، وضعف القدرة على الإنجاب، وتلف الجهاز العصبي، والسرطان، وصولاً إلى أمراض القلب.

ومع ذلك، لم يكن من الواضح، فيما يتعلق بأمراض القلب، ما إذا كانت هذه الجسيمات تُلحق الضرر بالشرايين بشكلٍ مباشر، أم أن وجودها مع المرض كان مجرد مصادفة فقط، وهذا ما توصلت إليه الدراسة الجديدة، والتي نقلتها صحيفة «الغارديان» البريطانية.

وقال تشانغ تشنغ تشو، أستاذ العلوم الطبية الحيوية في جامعة كاليفورنيا، ومؤلف الدراسة الجديدة: «تقدم دراستنا بعضاً من أقوى الأدلة حتى الآن على أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تُسهِم بشكل مباشر في أمراض القلب والأوعية الدموية».

وفي الدراسة، قيّم الباحثون آثار الجزيئات البلاستيكية الدقيقة على فئران مُعرّضة وراثياً للإصابة بتصلب الشرايين.

تمت تغذية فئران الدراسة، ذكوراً وإناثاً، بنظام غذائي منخفض الدهون والكولسترول، يُشابه ما قد يتناوله شخص سليم ونحيف.

ومع ذلك، وعلى مدار تسعة أسابيع، تلقت الفئران جزيئات بلاستيكية دقيقة بجرعات تُقارب 10 ملغ لكل كيلوغرام من وزن الجسم.

واختار الباحثون مستويات التعرض هذه للجزيئات البلاستيكية الدقيقة؛ لتعكس كميات مُشابهة لما قد يتعرض له الإنسان من خلال الطعام والماء الملوثين.

وعلى الرغم من أن النظام الغذائي الغني بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة لم يتسبب في زيادة وزن الفئران أو ارتفاع مستويات الكولسترول لديها، وظلت الحيوانات نحيفة، فإن تلف الشرايين قد حدث.

ووجد الباحثون على وجه الخصوص فرقاً ملحوظاً في تأثير الجسيمات البلاستيكية الدقيقة بين ذكور وإناث الفئران.

وأدى التعرض للجسيمات البلاستيكية الدقيقة إلى تسريع تصلب الشرايين بشكل كبير لدى ذكور الفئران، حيث زاد تراكم اللويحات بنسبة 63 في المائة في جزء من الشريان الرئيسي المتصل بالقلب، وبأكثر من 7 أضعاف في الشريان العضدي الرأسي المتفرع من الشريان الرئيسي في الجزء العلوي من الصدر.

وخلصت الدراسة إلى أن إناث الفئران التي تعرضت للظروف نفسها لم تشهد زيادة ملحوظة في تكوّن اللويحات.

وبمزيد من البحث، وجد الباحثون أن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة تتداخل مع الشرايين؛ ما يُغير سلوك وتوازن أنواع عدة من الخلايا.

ووجدوا أن الخلايا البطانية، التي تُشكل البطانة الداخلية للأوعية الدموية، كانت الأكثر تأثراً.

وقال الدكتور تشو: «بما أن الخلايا البطانية هي أول ما يتعرض للجسيمات البلاستيكية الدقيقة المنتشرة في الدم، فإن خلل وظيفتها قد يُؤدي إلى بدء الالتهاب وتكوّن اللويحات».

يبحث الباحثون حالياً في سبب كون ذكور الفئران أكثر عرضة لتلف الشرايين نتيجة التعرض للجسيمات البلاستيكية الدقيقة، وما إذا كان هذا الاختلاف بين الجنسين ينطبق على البشر أيضاً.

وقال تشو: «يكاد يكون من المستحيل تجنب الجسيمات البلاستيكية الدقيقة تماماً. ومع استمرار تزايد تلوث الجسيمات البلاستيكية الدقيقة عالمياً، أصبح فهم آثارها على صحة الإنسان، بما في ذلك أمراض القلب، أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى».

وأشار إلى أنه نظراً لأنه لا توجد حالياً طرق فعالة لإزالة الجسيمات البلاستيكية الدقيقة من الجسم، فإن تقليل التعرض لها والحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية بشكل عام - من خلال النظام الغذائي، وممارسة الرياضة، وإدارة عوامل الخطر - يبقى أمراً بالغ الأهمية.