برنامج صحي مبتكر للوقاية من السكري

مرض السكري يتطلب مراقبة دقيقة لمستويات السكر في الدم (رويترز)
مرض السكري يتطلب مراقبة دقيقة لمستويات السكر في الدم (رويترز)
TT

برنامج صحي مبتكر للوقاية من السكري

مرض السكري يتطلب مراقبة دقيقة لمستويات السكر في الدم (رويترز)
مرض السكري يتطلب مراقبة دقيقة لمستويات السكر في الدم (رويترز)

كشفت دراسة بريطانية أن البرنامج الوقائي الذي أطلقته هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا، نجح في تقليل معدلات الإصابة بالسكري من النوع الثاني بين الأشخاص المعرضين للخطر.

ودعا الباحثون من جامعة «إمبريال كوليدج لندن» إلى الاستفادة من تجربة إنجلترا الناجحة في الوقاية من مرض السكري، بوصفه نموذجاً يُحتذى به لتطوير برامج مماثلة في البلدان التي تعاني من ارتفاع معدلات الإصابة. ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية «الجمعية الطبية الكندية».

ويُعدُّ السكري من النوع الثاني اضطراباً مُزمناً يؤثر على كيفية استخدام الجسم للسكر (الغلوكوز)، وهو النوع الأكثر شيوعاً من السكري. ويرتبط غالباً بعوامل نمط الحياة، مثل قلة النشاط البدني، والنظام الغذائي غير الصحي، وزيادة الوزن. وإذا لم يُدَر بصورة مناسبة، فقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل أمراض القلب، وتلف الأعصاب، ومشكلات الكلى. ومع ذلك، يمكن الوقاية منه أو تأخير ظهوره عبر تبني نمط حياة صحي يشمل التغذية المتوازنة، والنشاط البدني المنتظم، والحفاظ على وزن مناسب.

وأطلقت إنجلترا أول برنامج وطني واسع النطاق قائم على الأدلة للوقاية من السكري، يُركِّز على الأشخاص المصابين بمقدمات السكري، أي من لديهم مستويات سكر مرتفعة، دون أن تصل إلى مرحلة المرض، ويُكتشفون من خلال الفحوص الصحية الدورية.

بدأ البرنامج عام 2015 على مراحل ثلاث، وامتد في 2018 ليشمل جميع أنحاء البلاد؛ حيث تلقى أكثر من 1.5 مليون شخص إحالات للمشاركة، وبدأ نحو 600 ألف منهم فعلياً البرنامج.

يخضع المشاركون لبرنامج منظَّم يتضمن ما لا يقل عن 13 جلسة، بإجمالي 16 ساعة من الدعم الصحي والتثقيفي، موزعة على أسابيع أو أشهر. يشمل البرنامج تدريبات على التغذية الصحية، وخططاً فردية لتقليل الوزن، وتشجيعاً على النشاط البدني، إلى جانب أدوات تحفيز نفسي وسلوكي، مثل تحديد الأهداف والمتابعة الذاتية، إضافة إلى دعم اجتماعي يُعزز الالتزام.

ويُنفَّذ البرنامج عبر مزودي خدمات صحيين مرخَّصين من هيئة الخدمات الصحية الوطنية، مع إمكانية حضور الجلسات شخصياً أو عبر الإنترنت. وأظهرت الدراسات فعالية كلا الخيارين في تقليل خطر الإصابة بالسكري.

ووفقاً للتقييم، انخفضت معدلات الإصابة بالسكري من 64.3 إلى 53.4 لكل ألف شخص سنوياً، بينما سجل المشاركون الذين حضروا أكثر من 60 في المائة من الجلسات، انخفاضاً بنحو النصف في معدلات الإصابة.

كما أطلقت إنجلترا في 2020 برنامجاً غذائياً خاصاً يعتمد على وجبات بديلة منخفضة السعرات، تتبعها إعادة إدخال الطعام الطبيعي، ودعم الأنشطة الرياضية، للحفاظ على الوزن. وأظهرت النتائج أن 32 في المائة من المشاركين أعادوا مستويات السكر إلى المعدلات الطبيعية دون أدوية، مع فقدان وزن متوسط بلغ 15.9 كيلوغرام خلال 12 شهراً.

ووفق الباحثين، تؤكد النتائج أهمية التدخلات الوقائية المبكرة القائمة على التغذية والنشاط البدني والدعم السلوكي، في تقليل عبء السكري ومضاعفاته على المدى الطويل.


مقالات ذات صلة

أداة ترصد العواقب النفسية لسوء معاملة الأطفال

يوميات الشرق مكّن النهج الجديد من تحديد التحديات السلوكية والعاطفية المرتبطة بسوء معاملة الأطفال (جامعة كمبريدج)

أداة ترصد العواقب النفسية لسوء معاملة الأطفال

طور باحثون يابانيون طريقة بسيطة لفهم عواقب سوء معاملة الأطفال وتقييم المشاكل السلوكية والعاطفية لديهم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الطلاء الجديد يعتمد على طبقة شفافة وصلبة ومقاومة لعوامل الطقس (جامعة رايس)

طلاء زجاجي جديد لمقاومة الطقس وتوفير الطاقة

ابتكر باحثون طلاءً زجاجياً جديداً قادراً على توفير استهلاك الطاقة، خصوصاً خلال فصل الشتاء، عبر الحد من فقدان الحرارة الناتج عن تسرّبها من النوافذ.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق السواحل تثير مشاعر الحنين إلى الماضي (تصوير: عبد الفتاح فرج)

سواحل البحر تُثير الحنين أكثر من الغابات والجبال

كشفت دراسة دولية، بقيادة جامعة كامبريدج البريطانية، عن أن الأماكن القريبة من سواحل البحار أو الأنهار أو البحيرات تُثير مشاعر الحنين إلى الماضي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك «حمية البحر المتوسط» تركز على تناول المكسرات والأسماك إلى جانب الخضراوات (جامعة هارفارد)

دراسة تربط بين 4 أنظمة غذائية وانخفاض خطر الإصابة بالخرف

توصَّل عدد من الباحثين إلى أنه يُمكن أن يُقلل الالتزام بـ«حمية البحر المتوسط» من خطر الإصابة بالخرف بشكل كبير.

«الشرق الأوسط» (سيول)
صحتك علماء توصلوا إلى صلة بين القهوة سريعة التحضير والتنكس البقعي المرتبط بالتقدم في العمر (إ.ب.أ)

احذر فنجان القهوة الصباحي قد يسبب العمى

إذا كنت تجد صعوبة في اجتياز يومك دون جرعة من الكافيين، لكنك تخشى الآثار الصحية الضارة للقهوة، فقد يكون «الماتشا» هو الحل.

«الشرق الأوسط» (لندن)

شخصيتك تحدد مدى استمتاعك بممارسة التمارين الرياضية

اختيار كل شخص للتمرين الذي يتناسب مع شخصيته يجعله أكثر استمتاعاً به (رويترز)
اختيار كل شخص للتمرين الذي يتناسب مع شخصيته يجعله أكثر استمتاعاً به (رويترز)
TT

شخصيتك تحدد مدى استمتاعك بممارسة التمارين الرياضية

اختيار كل شخص للتمرين الذي يتناسب مع شخصيته يجعله أكثر استمتاعاً به (رويترز)
اختيار كل شخص للتمرين الذي يتناسب مع شخصيته يجعله أكثر استمتاعاً به (رويترز)

يكافح الكثير من الأشخاص لإيجاد دافع لممارسة التمارين الرياضية بحماس والاستمتاع بها. وقد أشارت دراسة جديدة إلى أن هذا الأمر قد يتحقق عن طريق اختيار كل شخص للتمرين الذي يتناسب مع شخصيته.

وبحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد أجريت الدراسة على 132 شخصا تتراوح أعمارهم بين 25 و51 عاماً، قاموا بإكمال استبيان يكشف عن سمات شخصياتهم.

واستخدمت الدراسة نموذجاً شائع الاستخدام يصنف الشخصية من خلال خمس سمات: الانبساطية، والعصابية، واللطف، والانفتاح، والضمير.

ثم أجرى الباحثون اختبارات لياقة بدنية على المشاركين وقسموهم عشوائياً إلى مجموعتين. وخضعت المجموعة الأولى لبرنامج تدريبي لمدة ثمانية أسابيع لركوب الدراجات وتمارين القوة، بينما مارست المجموعة الضابطة تمارين التمدد لمدة 10 دقائق أسبوعياً.

ووجد فريق الدراسة أنه على الرغم من تحسن اللياقة البدنية لدى جميع أنواع الشخصيات التي أكملت برنامج تدريب ركوب الدراجات وتمارين القوة، فإن هناك فرقاً ملحوظاً في الاستمتاع بالتمارين.

فعلى سبيل المثال، استمتع الأشخاص الأكثر انفتاحاً بأداء اختبارات اللياقة البدنية عالية الكثافة مع الآخرين، بينما فضل الأشخاص الأكثر عصابية ممارسة التمارين المنزلية خفيفة الكثافة، بمفردهم دون أن يراقبهم الآخرون، على أن تتخلل تمارينهم فترات راحة قصيرة.

أما بالنسبة للأشخاص «الضميريين»، وهو وصف يطلق على الشخصيات التي تتمتع بضمائر حية وتهتم بالكفاءة والتنظيم في كل أفعالها، فقد «كانوا أكثر عرضة للتمتع بلياقة بدنية متكاملة» وفقا للدراسة التي أشارت إلى أنهم يميلون أكثر إلى الانجذاب إلى حقيقة أن التمارين الرياضية مفيدة لهم.

وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، فلامينيا رونكا، الأستاذة المساعدة في علوم التمارين الرياضية في كلية لندن الجامعية: «الشخصية تحدد شدة وأشكال التمارين التي ننجذب إليها... إذا استطعنا فهم ذلك، فسنتمكن من ممارسة التمارين التي تتناسب مع شخصيتنا مما يساهم في تعزيز صحتنا».

وأضافت: «لهذه النتائج آثارٌ مهمة على تشجيع المزيد من الناس على ممارسة الرياضة، خاصةً أن 22.5 في المائة فقط من البالغين و19 في المائة من المراهقين حول العالم يمارسون 150 دقيقة من النشاط البدني أسبوعياً».

ومن جهتها، قالت أنجلينا سوتين، الأستاذة في جامعة ولاية فلوريدا والمتخصصة في دراسة الروابط بين الشخصية والصحة، والتي لم تشارك في الدراسة، إنه من خلال التركيز على أنواع الشخصية، قد يتمكن مقدمو الرعاية الصحية من تقديم «نهج أكثر تخصيصاً لممارسة الرياضة».

وأضافت: «عادةً ننصح الناس بممارسة الرياضة ونقول لهم ببساطة: (التدريب المتقطع عالي الكثافة مفيد لكم، لذا عليكم ممارسته)، لكن بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من عصابية شديدة، فإنهم في الحقيقة لن يمارسوا هذه التمارين. ومن ثم، فإن معرفة أن شخصاً ما يعاني من عصابية شديدة، والتوصية بممارسته التمارين منخفضة الكثافة قد تزيدان من احتمالية قيامه بها بالفعل».

وتم نشر الدراسة الجديدة في مجلة Frontiers in Psychology.