آلية جديدة تكشف سبب التهابات القولون المزمن

التهاب القولون التقرحي يسبب نوبات متكررة من الالتهاب في بطانة القولون (جامعة شيكاغو)
التهاب القولون التقرحي يسبب نوبات متكررة من الالتهاب في بطانة القولون (جامعة شيكاغو)
TT

آلية جديدة تكشف سبب التهابات القولون المزمن

التهاب القولون التقرحي يسبب نوبات متكررة من الالتهاب في بطانة القولون (جامعة شيكاغو)
التهاب القولون التقرحي يسبب نوبات متكررة من الالتهاب في بطانة القولون (جامعة شيكاغو)

توصل فريق بحثي دولي، بقيادة جامعة غراتس الطبية بالنمسا، إلى اكتشاف آلية جديدة تفسر أحد أسباب الالتهاب المزمن في مرض التهاب القولون التقرحي.

وأوضح الباحثون أن هذه النتائج تُمهد الطريق نحو ابتكار استراتيجيات علاجية أكثر دقة، تساعد في تقليل الالتهاب المزمن لدى المرضى الذين لا يستجيبون للعلاجات الحالية أو يعانون من انتكاسات متكررة، ونُشرت النتائج، الاثنين، بدورية «Nature Communications».

ويُقدَّر عدد المصابين بالتهاب القولون التقرحي، وهو أحد أمراض الأمعاء الالتهابية المزمنة، بأكثر من 5 ملايين شخص حول العالم. ويتميز هذا المرض بنوبات متكررة من الالتهاب في بطانة القولون، إلا أن أسبابه الدقيقة ظلت حتى الآن غير مفهومة بالكامل.

وكشف الفريق عن آلية جديدة ومثيرة تسهم في نشوء هذا الالتهاب المزمن. وبعد تحليل عينات من سوائل القولون وأنسجة مرضى القولون التقرحي، اكتشف الباحثون أن البكتيريا الموجودة في الأمعاء لا تؤثر فقط من خلال وجودها المباشر، بل أيضاً من خلال إفرازها لحويصلات مجهرية صغيرة تُعرف باسم «الحويصلات البكتيرية خارج الخلية» (BEVs).

وتحمل هذه الحويصلات مكونات بكتيرية مثل البروتينات، وأجزاء من الحمض النووي، ومادة تحفّز الالتهاب. وفي الأشخاص المصابين بالتهاب القولون التقرحي، لوحظ أن عدداً كبيراً من هذه الحويصلات يكون مغلفاً بنوع من الأجسام المضادة يُسمى «IgA»، وهو في الأصل يلعب دوراً في حماية الأغشية المخاطية من البكتيريا الضارة، إلا أن هذا التغليف، في هذه الحالة، يؤدي إلى نتيجة عكسية.

وترتبط هذه الحويصلات المغلفة بـ«IgA» مباشرة بمستقبل خاص على بعض الخلايا المناعية في الأمعاء يُدعى «CD89»، وعندما يحدث هذا الارتباط، تستجيب الخلايا المناعية بشكل مفرط، وتُطلق استجابة التهابية قوية تؤدي إلى تلف الأنسجة واستمرار الالتهاب في القولون.

ولأول مرة، تم التعرف على أن الحويصلات البكتيرية الصغيرة، التي كانت تُعتبر سابقاً مجرد نفايات خلوية أو أدوات نقل بكتيرية، تلعب دوراً محورياً في نشوء الالتهاب عند تغليفها بـ«IgA».

ويشبّه الباحثون هذه الآلية بـ«حصان طروادة»، حيث تبدو الحويصلات المغلفة بريئة أو غير ضارة، لكنها في الحقيقة تحمل شحنات التهابية يتم إدخالها إلى الخلايا المناعية عن طريق الجسم المضاد (IgA)، مما يؤدي إلى تفاقم الالتهاب.

ورغم توفّر علاجات تستهدف الجهاز المناعي، فإن العديد من مرضى القولون التقرحي لا يستجيبون بشكل جيد أو يعانون من نكسات متكررة. ويعتقد الباحثون أن هذه الحويصلات البكتيرية قد تُشكّل هدفاً علاجياً جديداً، يمكن من خلاله تطوير علاجات تمنع تكوّن الحويصلات، أو تغليفها بـ«IgA»، أو حتى تعيق تفاعلها مع المستقبل (CD89).

وأضافوا أن الدراسة تسلّط الضوء على أهمية النظر إلى الميكروبيوم المعوي من زاوية جديدة، لا تقتصر فقط على نوعية البكتيريا الموجودة، بل تمتد لما تفرزه هذه البكتيريا، وكيفية تفاعل جهاز المناعة مع هذه الإفرازات.


مقالات ذات صلة

دراسة جديدة تحذّر من الحمل بعد 45 عاماً

صحتك احتمالات حدوث مضاعفات أثناء الحمل والولادة تزداد مع تقدم النساء في السن (جامعة أريزونا)

دراسة جديدة تحذّر من الحمل بعد 45 عاماً

حذّر باحثون من جامعة أوبسالا في السويد من أن الأطفال الذين يُولدون لأمهات تجاوزن سن الـ45 معرضون بشكل أكبر لمخاطر صحية عند الولادة مقارنة بأبناء الأمهات الأصغر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق تدوين الأحداث اليومية قبل النوم يُسهم في تعزيز ذاكرة كبار السن (جامعة ولاية أوهايو)

نشاط ليلي بسيط يحسّن ذاكرة المسنين

كشفت دراسة بريطانية أن نشاطاً بسيطاً قبل النوم قد يُسهم بشكل فعّال في تعزيز الذاكرة لدى كبار السن، بمن فيهم المصابون بمرض ألزهايمر في مراحله المبكرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك الصداع النصفي يتميز بنوبات متكررة من الألم النابض في الرأس (جامعة كاليفورنيا)

علاج للسكري يحقق نتائج واعدة لمرضى الصداع النصفي

كشف باحثون من جامعة نابولي الإيطالية عن نتائج دراسة واعدة، أظهرت أن دواءً شائعاً لعلاج السكري من النوع الثاني قد يقلّل بشكل كبير من نوبات الصداع النصفي المزمن.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
تكنولوجيا مع انتشار السيارات ذاتية القيادة تبرز الحاجة إلى أنظمة قادرة على اتخاذ قرارات أخلاقية في مواقف مصيرية على الطريق (غيتي)

في القيادة الذاتية... من يتحمّل القرار الأخلاقي عند اللحظة الحاسمة؟

مع اقتراب انتشار السيارات الذاتية القيادة، تبرز تساؤلات أخلاقية حول قدرتها على اتخاذ قرارات مصيرية، ومن يتحمّل المسؤولية عند وقوع الحوادث.

نسيم رمضان (لندن)
يوميات الشرق باطن الكوكب يتحكّم في الأكسجين (ناسا)

باطن الأرض يتحكَّم في مستويات الأكسجين بالغلاف الجوّي

اكتشاف مثير يربط بين النشاط العميق في باطن الأرض والتغيّرات في تركيبة الغلاف الجوّي، وتحديداً مستويات الأكسجين، وذلك على مدى أكثر من 540 مليون سنة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

وصفات طبيعية جديدة للتخلص من حروق الشمس في الصيف

أعراض حروق الشمس تشمل الاحمرار والألم عند اللمس (جامعة ييل)
أعراض حروق الشمس تشمل الاحمرار والألم عند اللمس (جامعة ييل)
TT

وصفات طبيعية جديدة للتخلص من حروق الشمس في الصيف

أعراض حروق الشمس تشمل الاحمرار والألم عند اللمس (جامعة ييل)
أعراض حروق الشمس تشمل الاحمرار والألم عند اللمس (جامعة ييل)

إذا نسيت وضع مادة واقية من الشمس في نهارات الصيف، قد تواجه الآن بشرة حمراء، متقشرة، ومؤلمة عند اللمس. هذه علامات واضحة على الإصابة بحروق الشمس التي لا تقتصر على كونها مزعجة، وإنما قد تكون ضارة إذا لم تُعالَج بالشكل الصحيح.

وعلى الرغم من أن الوقاية تظل الخيار الأفضل، فإن التعرض لحروق الشمس يبقى احتمالاً وارداً، لذا من المهم معرفة كيفية التعامل معها بسرعة وفاعلية.

يقول اختصاصي الجلدية وزميل الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية، الدكتور كاران لال، إن أعراض حروق الشمس تشمل الاحمرار، والشعور بالحرارة، والألم عند اللمس، والتورم، وأحياناً ظهور البثور. وقد تختلف حدة الأعراض حسب لون البشرة؛ إذ تظهر بوضوح لدى أصحاب البشرة الفاتحة، في حين قد تتأخر لدى ذوي البشرة الداكنة، وفقاً لما نقله موقع «Prevention» العلمي.

وشرحت طبيبة الأمراض الجلدية في مركز ويكسنر الطبي بجامعة ولاية أوهايو، الدكتورة سوزان ماسيك، أن الحروق تحدث نتيجة التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية، مما يؤدي إلى موت خلايا الجلد وبدء تفاعل التهابي يظهر على هيئة احمرار وألم. وقد يتأخر ظهور الأعراض لعدة ساعات بعد التعرض للشمس، وهو ما يفسّر الشعور بالحرق بعد فترة من التعرّض.

وقدّم طبيب الجلدية في مركز هابرمان للأمراض الجلدية والتجميل، الدكتور فريدريك هابرمان، مجموعة من النصائح والوصفات الطبيعية التي تساعد في تخفيف الألم والاحمرار الناتج عن حروق الشمس، وتسريع تعافي البشرة.

وأول ما يُنصح به هو الاستحمام بالماء البارد لتبريد الجلد، مع تجنّب استخدام الماء الساخن أو الصابون المعطر، لما لهما من تأثير مهيّج. ويمكن إضافة الشوفان المطحون إلى ماء الاستحمام لتقليل الالتهاب والحكة. كما يُنصح باستخدام كمادات باردة أو قطعة قماش مبللة بالماء المثلج، تُوضع على المنطقة المصابة لعدة دقائق يومياً لتخفيف الحرارة والتورم.

ولعلاج الحروق في محيط العينَيْن، يُفضّل استخدام أكياس الشاي الأخضر أو الأسود بعد نقعها في الماء البارد، إذ تحتوي على مضادات أكسدة تساعد في تهدئة الجلد. كما أن الحفاظ على ترطيب الجسم من الداخل ضروري، من خلال شرب كميات كافية من الماء وتناول فواكه غنية بالسوائل مثل البطيخ والخيار.

وبعد الاستحمام، يجب ترطيب البشرة بكريم خالٍ من العطور، ويفضّل تبريده قبل الاستخدام. ويُعد جل الصبار (الألوفيرا) خياراً فعّالاً شرط أن يكون نقياً وخالياً من الإضافات الكيميائية. ولضمان نوم مريح، يمكن رش القليل من بودرة التلك على الملاءات، وارتداء ملابس قطنية فضفاضة لتقليل الاحتكاك، ورفع الساقَيْن إذا كانت المنطقة المصابة تشمل الأرجل لتخفيف التورم.

أما عند ظهور بثور فيُنصح بعدم لمسها أو تفريغها، لأنها تحمي الجلد المصاب. وإذا انفجرت تلقائياً ينبغي تنظيفها بلطف وتغطيتها بمرهم مثل الفازلين دون إزالة الجلد المُغطى.