«بقعة زرقاء» في الدماغ قد تحمل مفتاح الشيخوخة الصحية

طبيب ينظر إلى فحوصات التصوير المقطعي للدماغ في معهد بانر لألزهايمر بفينيكس (أ.ب)
طبيب ينظر إلى فحوصات التصوير المقطعي للدماغ في معهد بانر لألزهايمر بفينيكس (أ.ب)
TT

«بقعة زرقاء» في الدماغ قد تحمل مفتاح الشيخوخة الصحية

طبيب ينظر إلى فحوصات التصوير المقطعي للدماغ في معهد بانر لألزهايمر بفينيكس (أ.ب)
طبيب ينظر إلى فحوصات التصوير المقطعي للدماغ في معهد بانر لألزهايمر بفينيكس (أ.ب)

كشفت دراسة جديدة أن هناك بقعة زرقاء في الدماغ تلعب دوراً رئيسياً في إدراكنا، وقد تحمل مفتاح الشيخوخة الصحية.

وبحسب صحيفة «إندبندنت» البريطانية، تُظهر الدراسة أن هذه البقعة تمر بتغيرات جذرية مع تقدمنا ​​في العمر. ويعتقد الباحثون أن هذه التغيرات قد تُقدم أدلة قيّمة حول الأشخاص المعرّضين لخطر الإصابة بأمراض عصبية تنكسية خطيرة، مثل ألزهايمر، مع التقدُّم في السن.

ما «البقعة الزرقاء» في الدماغ؟

البقعة الزرقاء هي منطقة صغيرة لكنها قوية تقع في أعماق جذع الدماغ.

وتكتسب هذه البقعة لونها الأزرق المميز من صبغة تُسمى الميلانين العصبي، التي تتشكل من خلال تفاعلات بعض المواد الكيميائية، التي تتضمن النورإبينفرين. ويساعدنا هذا الناقل العصبي على التركيز، وتكوين ذكريات جديدة، وإدارة مستويات التوتر، وحتى تنظيم دورات نومنا.

ويعتقد الباحثون أن هذه البقعة هي منطقة الدماغ الأكثر عرضة للتغيرات الجسدية التي يسببها مرض ألزهايمر؛ حيث قد تظهر علامات المرض في هذه المنطقة قبل سنوات - أو حتى عقود - من ظهور أي أعراض ملحوظة على الشخص.

ويقول الدكتور آدم أندرسون، أستاذ علم النفس وعلم الأعصاب في جامعة كورنيل، الذي شارك في الدراسة الجديدة: «من خلال فحص صحة (البقعة الزرقاء) قد نعرف ما إذا كان الشخص على مسار شيخوخة صحي أو ما إذا كان معرضاً لأمراض التنكس العصبي مثل ألزهايمر».

كيف تتغير «البقعة الزرقاء» مع التقدم في السن؟

في الدراسة الجديدة، قام أندرسون وزملاؤه بتجنيد 134 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 19 و86 عاماً.

واستخدم الباحثون فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي المتقدمة لقياس كثافة الميلانين العصبي في أدمغة المشاركين، التي يُعتقد أنها تعكس صحة ونشاط «البقعة الزرقاء».

واكتشف الباحثون نمطاً واضحاً لكثافة الميلانين العصبي لدى المشاركين، فهي تبدأ منخفضة في مرحلة الشباب، ثم ترتفع تدريجياً إلى ذروتها، في أواخر منتصف العمر، ثم تنخفض بعد سن الستين. ولكن انخفاضها يكون حاداً لدى بعض الأشخاص أكثر من غيرهم.

هناك بقعة زرقاء في الدماغ تلعب دوراً رئيسياً في إدراكنا (د.ب.أ)

كيف تؤثر هذه التغييرات على الإدراك؟

في الدراسة، ارتبط ارتفاع مستويات الميلانين العصبي في منتصف العمر بتحسُّن التفكير والذاكرة، بينما ارتبط انخفاضه بعد سن الستين بتدهور الأداء الإدراكي.

ولم يتضح تماماً سبب ارتفاع مستويات الميلانين العصبي في بعض المجموعات مقارنة بغيرها، لكن الباحثين لفتوا النظر إلى أن هذه النتائج قد تفسر سبب تعرُّض بعض الأشخاص بشكل أكبر لخطر الإصابة بأمراض عصبية تنكسية خطيرة، مثل ألزهايمر، مع التقدم في السن، وسبب تمتع البعض الآخر بشيخوخة صحية.

كيفية الحفاظ على البقعة الزرقاء في دماغك

يستكشف الباحثون حالياً طرقاً للحفاظ على مستويات الميلانين العصبي الصحية مع تقدمنا ​​في العمر، بما في ذلك ممارسات الاسترخاء، مثل التنفس العميق والتأمل وغيرها.

بالإضافة إلى ذلك، تُعد التمارين الرياضية المنتظمة، خصوصاً التمارين الهوائية، طريقة مثبتة لتعزيز صحة الدماغ.

وتشير الدراسات، بما في ذلك دراسة من مجلة أكسفورد الأكاديمية، إلى أن التمارين عالية الكثافة قد تؤثر بشكل مباشر على نشاط البقعة الزرقاء، مما يعزز وظائف الدماغ بشكل عام.

وتشير الأبحاث أيضاً إلى أن الحفاظ على النشاط الذهني يُساعد في بناء احتياطي معرفي، مما قد يُخفف من التدهور المعرفي المرتبط بالعمر. ويمكن لأنشطة، مثل القراءة، وتعلم مهارات جديدة، أو ممارسة هوايات تُحفز العقل، أن تُسهم في ذلك.


مقالات ذات صلة

4 عادات عليك اتباعها إذا أردت أن تعيش حتى سن المائة

صحتك النشاط البدني قد يساعد في إطالة العمر (أرشيفية- رويترز)

4 عادات عليك اتباعها إذا أردت أن تعيش حتى سن المائة

نقلت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية بعض النصائح التي تم استخلاصها من البحوث التي أُجريت على مجموعات من المعمِّرين، والتي قد تساعدنا على العيش مدة أطول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الفاكهة والخضراوات والبقوليات تُعزّز فرص الشيخوخة الصحية (جامعة تافتس)

تناولي هذه الأطعمة لتأخير الشيخوخة

كلّما تعمَّقنا في فَهْم الشيخوخة الصحية، زادت قدرة العلم على مساعدة الناس على عيش حياة صحية لفترة أطول...

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك تناول الفواكه والخضراوات الغنية بمادة الفلافونويدات قد يعزّز صحتك مع تقدمك في العمر (رويترز)

فواكه وخضراوات تكافح الخرف وتعزّز صحة المسنين... تعرف عليها

أكدت دراسة جديدة أن تناول الفواكه والخضراوات الغنية بمادة الفلافونويدات قد يعزّز صحتك مع تقدمك في العمر ويقلل من خطر إصابتك بالخرف.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
صحتك الشاي يحتوي على مركبات طبيعية تعزز الشيخوخة الصحية (جامعة إديث كوان)

الشاي والتوت يعززان الشيخوخة الصحية

كشفت دراسة دولية حديثة أن تناول كميات كبيرة من الشاي الأسود والتوت والحمضيات والتفاح يمكن أن يُسهم في تعزيز الشيخوخة الصحية والوقاية من التدهور الجسدي والذهني.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك الأطباء يؤكدون وجود صلة راسخة بين النشاط البدني وصحة الدماغ (رويترز)

أفضل 5 أطعمة أرجوانية تعزز صحة الدماغ

قدم موقع «هيلث سايت» 5 أطعمة أرجوانية قال إنها تساعد على حماية الدماغ من التوتر والشيخوخة المبكرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

اكتشاف ميكروب جديد على متن محطة الفضاء الصينية... هل يشكل تهديداً؟

رائد فضاء يعمل داخل محطة الفضاء الصينية (رويترز)
رائد فضاء يعمل داخل محطة الفضاء الصينية (رويترز)
TT

اكتشاف ميكروب جديد على متن محطة الفضاء الصينية... هل يشكل تهديداً؟

رائد فضاء يعمل داخل محطة الفضاء الصينية (رويترز)
رائد فضاء يعمل داخل محطة الفضاء الصينية (رويترز)

اكتشف العلماء ميكروباً جديداً تطور على متن محطة تيانغونغ الفضائية الصينية، وفقاً لدراسة جديدة.

هذه السلالة، المعروفة رسمياً باسم «نياليا تيانغونغينسيس»، هي نوع جديد من البكتيريا الأرضية، وقد عُثر عليها في مقصورة داخل محطة الفضاء، بحسب تقرير لمجلة «نيوزويك».

كشف باحثون من مجموعة شنتشو للتكنولوجيا الحيوية الفضائية ومعهد بكين لهندسة أنظمة المركبات الفضائية عن هذه النتائج هذا الشهر.

ما أهمية هذا الاكتشاف؟

يحمل هذا الاكتشاف آثاراً كبيرة على مهمات الفضاء المستقبلية، وصحة رواد الفضاء، والأمن البيولوجي.

أظهرت «نيايليا تيانغونغينسيس» قدرة ملحوظة على الصمود في وجه الضغوطات الفضائية، بما في ذلك قدرتها على مقاومة الضرر الإشعاعي وتحمل الإجهاد التأكسدي، وهما عاملان أساسيان للحفاظ على سلامة رحلات الفضاء على المدى الطويل.

مع استعداد البشرية لرحلات قمرية ومريخية طويلة الأمد، سيُثري فهم كيفية تكيف الميكروبات مع الفضاء الممارسات الهندسية والطبية والزراعية، ليس فقط في المدار، بل أيضاً في التطبيقات المرتبطة بالأرض.

كيف اكتشف العلماء الميكروب؟

استخدم رواد الفضاء في مهمة «شنتشو-15» مناديل معقمة لجمع عينات ميكروبية من داخل محطة تيانغونغ في مايو (أيار) 2023.

وتم تخزين العينات في درجات حرارة منخفضة للغاية، ثم أعيدت إلى الأرض، وخضعت للتحليل الجينومي والأيضي والتطوري.

وجد الباحثون أن السلالة الجديدة تنتمي إلى نوع النياليا من فصيلة البكتيريا العصوية الخلوية، ولكنها تختلف وراثياً عن أقاربها المعروفين على الأرض.

يبدو أن هذا الميكروب قد تطور أو تكيف مع سمات تُناسب الحياة في البيئة الفريدة لمحطة تيانغونغ الفضائية، مما يميزه وراثياً ووظيفياً عن الأنواع المعروفة على الأرض.

اشتهرت البكتيريا الجديدة بقدرتها على البقاء في ظروف الفضاء القاسية؛ إذ أظهرت مقاومة متقدمة للتلف الخلوي الناتج عن الإشعاع.

ضرورة إجراء «دراسة متأنية»

لم يُحدد الباحثون بعد ما إذا كان الميكروب يشكّل أي تهديد صحي مباشر لرواد الفضاء على متن المحطة الفضائية.

يُعدّ هذا الاكتشاف جزءاً من برنامج يسعى إلى توصيف ومراقبة التجمعات الميكروبية داخل الموائل الفضائية. أتاح البرنامج إجراء أكثر من 180 تجربة علمية حتى الآن، بما في ذلك تطوير أصناف من الأرز المزروع في الفضاء، وفقاً لوسائل إعلام صينية.

من جهته، صرح خافيير مارتن توريس، الأستاذ بجامعة أبردين في اسكوتلندا، لمجلة «نيوزويك»: «إن اكتشاف هذا الميكروب الجديد ليس مثيراً للقلق الفوري، ولكنه يستدعي دراسة متأنية. تشير قدرته المُحسّنة على عكس الضرر الناجم عن الإشعاع إلى أنه تكيف مع بيئة الفضاء القاسية، الأمر الذي يُشكل مخاطر صحية على رواد الفضاء إذا لم يُدَر بشكل صحيح».

وأضاف: «ومع ذلك، فهو لا يُشكل حالياً تهديداً كبيراً للسفر الفضائي أو البشر على الأرض، حيث تُراقب الميكروبات في محطات الفضاء عن كثب، وتُطبق تدابير صارمة».

وتواصل فرق البحث مراقبة خصائص البكتيريا الجديدة، مع التركيز على الآثار الصحية المحتملة على الطاقم واستراتيجيات التخفيف من آثارها في البعثات طويلة الأمد. ومن المتوقع أن تُسهم النتائج المستقبلية في وضع بروتوكولات لمكافحة الميكروبات على متن تيانغونغ وغيرها من منصات الفضاء الدولية.