يُعدّ الأرق من اضطرابات النوم الشائعة، التي يعانيها كثيرون. وقد عرضت صحيفة «غارديان» البريطانية نصائح للتغلب على تلك المشكلة، قدَّمتها آنا بيل آبس، مؤلفة كتاب Sleepless: Discovering the Power of the Night Self.
وتقول آبس إن الاستيقاظ في الليل أمر طبيعي ومفيد، لذا يجب أن نتقبل الأرق ونتعلم الاستمتاع به.
وذكرت أنها كانت تعاني الأرق، ولم تكن تعرف كيفية التغلب عليه، لكنها طبّقت نصيحة قدَّمها لها أحد المتخصصين في النوم، الذي اقترح أن تتعامل مع الأمر بوصفه هدية فاخرة من الوقت الإضافي.
وذكرت أنها عندما نظرت للأرق من هذا المنظور، أصبحت ليالي الأرق فرصة للسفر مجازياً عبر أراضٍ جديدة، ولم تعد «حالة» تهددها بالقتل. واستعرضت ما تعلمته من ذلك:
لم يمت أحد من الأرق
لقد عانينا، نحن البشر، دائماً فترات قصيرة ومتقطعة من النوم، وتُظهِر الرسائل والمذكرات التي تعود إلى قرونٍ مضت أن الليل كان وقتاً لليقظة والاحتفال، وسواء أكان ذلك بسبب اضطرابات مثل الحرائق أو الحيوانات المفترسة والأعداء أو العواصف، أو رعاية الأطفال والمرضى، فقد عانى أسلافنا بشكل روتيني فترات الحرمان من النوم.
ويعتقد الدكتور تيم هيرن، من كلية نيونهام في جامعة كامبريدغ، أن القدرة على تحمُّل الحرمان من النوم أعطت النساء القدرة على التحمل.
ومن المثير للاهتمام أن عدداً من الدراسات حول آثار الحرمان من النوم لم تجد أي آثار ضارة على النساء.
الاستيقاظ في منتصف الليل أمر طبيعي تماماً
أكدت دراسة أن النوم على فترتين كان أمراً شائعاً حتى الثورة الصناعية؛ وذلك بفضل القيلولة، ولا يزال كثيرون ينامون بالطريقة نفسها.
وكانت الفترة الفاصلة بين النوم الأول والثاني فرصة لإعادة الاتصال الروحي أو الإبداعي، حيث كشف عدد من المجلات أن الصلاة كانت نشاطاً شائعاً في منتصف الليل.
وبالنسبة للنساء، كان الليل، غالباً، وقتاً ثميناً وخاصاً، حيث يمكنهن الدراسة والكتابة والرسم والتأمل.
وشجع اكتشاف اللوحات الليلية للي كراسنر وجوان ميتشل، ورسوم الأرق للويز بورجوا، والكتابات الليلية لعشرات المؤلفين، على اتباع النهج نفسه.
ووجدت دراسة أن الأشخاص الذين يقضون وقتاً مستيقظين كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 40 في المائة من الأشخاص الذين ينامون بشكل متواصل طوال الليل.
توقف عن القلق من عدم قدرتك على العمل
تشير الدراسات إلى أن كيفية إدراكنا لنومنا المتقطع يمكن أن تؤثر على مدى أدائنا، وهذا يعني أنه إذا قلنا لأنفسنا إن ليلة قصيرة لن يكون لها أي آثار سلبية على أدائنا، فإننا نعمل بشكل أفضل مما لو قلنا إننا لا نستطيع التفكير بشكل سليم لأننا قضينا ليلة سيئة.
البشر مبرمجون على التفكير ليلاً
من الطبيعي تماماً أن تُراودنا أفكار خلال الليل. فقد كشفت دراسات جديدة أن «العقل بعد منتصف الليل» يختلف عن عقلنا قبلها؛ لأن بعض مناطق الدماغ تدخل في وضع الراحة، ونكون أقل قدرة على التحكم في عواطفنا، والتفكير بطريقة عقلانية ومنظمة.
وتقول آبس عندما أبدأ تهويل أفكاري في الليل، أُذكِّر نفسي بأن هذا هو «عقلي بعد منتصف الليل»، وأن الأمور ستبدو مختلفة جداً غداً.
انظر إلى الأعلى وإلى الخارج
أكدت دراسات أن النظر إلى السماء ليلاً يجعلنا نشعر بالهدوء والسعادة.
وذكرت دراسة أن النظر إلى السماء في مكان تشعر فيه بالراحة مع الظلام يمنحنا سعادة وهدوءاً.
وتقول آبس إنها عندما تستيقظ في الليل، غالباً ما تنظر إلى السماء، وتعود إلى النوم بسرعة وسهولة غير مسبوقة.
افعل شيئاً إبداعياً
غالباً ما يفكر «العقل بعد منتصف الليل» بشكل مختلف، مما يجعلها فرصة رائعة لاستكشاف جانب آخر من عقلك.
وقال العشرات من الكُتاب والفنانين إنهم كانوا أكثر إبداعاً وخيالاً في الليل.
وتقول آبس إنها بدأت استخدام هذا الوقت لكتابة الشعر، وهو ما ساعدها على التغلب على الأرق، والعودة إلى النوم بسرعة.
حافظ على الظلام
كشف عدد من الدراسات المنشورة، في الأشهر القليلة الماضية، عن الدور الحاسم للظلام في النوم سريعاً.
ولآلاف السنين، كان الإنسان ينام في الأماكن الخالية من الضوء، ويبدو أن أجسادنا تستفيد من الإضاءة المنخفضة أثناء المساء، وعدم وجودها أثناء الليل، حيث يمكِّن الظلام أجسادنا من إنتاج الميلاتونين، لكنها تزيل أيضاً الإثارة المستمرة التي تصاحب الضوء.
لذا، أطفئ مصابيحك، وتجنب أنوار الشاشات والهواتف خلال النوم.
ومن المهم بالقدر نفسه الحصول على كثير من ضوء الشمس خلال النهار.