تفشي سلالة جديدة من «نوروفيروس» في الولايات المتحدة

إحصاءات تشير إلى تضاعف انتشاره في موجة شتوية

تفشي سلالة جديدة من «نوروفيروس» في الولايات المتحدة
TT

تفشي سلالة جديدة من «نوروفيروس» في الولايات المتحدة

تفشي سلالة جديدة من «نوروفيروس» في الولايات المتحدة

وفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها الأميركية (CDC)، فإن نسب الاختبارات الإيجابية (المؤكدة) لحالات فيروس نوروفيروس في الولايات المتحدة هي ضعف ما كانت عليه في نفس الفترة من العام الماضي. ويمكن أن تؤدي الزيادة في حالات العدوى إلى زيادة في أيام المرض من العمل والمدرسة.

فيروس معوي

إليك ما تحتاج إلى معرفته حول أحدث الأرقام وما يمكنك القيام به لحماية نفسك من الفيروس.

* ما هو فيروس نوروفيروس norovirus؟ هو نوع من الفيروسات التي تسبب التهاب المعدة والأمعاء الحاد، وفقاً للمراكز. ويؤدي هذا الالتهاب إلى عدد من الأعراض، بما في ذلك الإسهال والقيء، وغالباً ما يتسبب في غياب الناس عن العمل والأنشطة الأخرى.

غالباً ما يشار إلى فيروس نوروفيروس بشكل عام باسم «إنفلونزا المعدة»، ومع ذلك، تشير المراكز إلى أن الفيروس لا يرتبط بفيروس الإنفلونزا وهو كيان منفصل. وهناك عدة أنواع من فيروس نوروفيروس، لذا فإن الإصابة السابقة بأحدها لا تعني أنك ستكون مقاوماً لسلالة أخرى من فيروس نوروفيروس في المستقبل.

انتشار مضاعف هذا العام

* ما مدى انتشار فيروس نوروفيروس في الولايات المتحدة؟ من الصعب تحديد مدى انتشار فيروس نوروفيروس في جميع أنحاء البلاد الآن لأن معظم حالات فيروس نوروفيروس لا يتم الإبلاغ عنها. وذلك لأن العديد من الأشخاص يصابون بالفيروس، ويعانون من الأعراض، ثم يتعافون تماماً في غضون أيام. ونظراً لقصر عمر الأعراض، لا يطلب العديد من الأشخاص مشورة طبيبهم، ولا يتم الإبلاغ عن العديد من حالات المرض.

ومع ذلك، تُظهر بيانات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها الأخيرة أن الحالات المبلغ عنها من فيروس نوروفيروس تبدو في ارتفاع. وفقاً لنظام مراقبة الفيروسات التنفسية والمعوية الوطني التابع للمراكز (NREVSS) - الذي يُظهر الاتجاهات الموسمية للفيروسات المحددة - بلغت النتائج الإيجابية للاختبارات التي تبحث عن فيروس نوروفيروس للأسبوع المنتهي في 4 يناير (كانون الثاني) الجاري 27.91 في المائة. وكما ذكرت شبكة «سي بي إس نيوز»، فإن هذا أكثر من ضعف نسبة 13.52 في المائة من الاختبارات التي كانت إيجابية قبل عام.

وهذا يشير إلى أن الفيروس قد يكون أكثر انتشاراً هذا العام مقارنة بالعام الماضي.

سبب التفشي سلالة جديد

* لماذا أصبح فيروس نوروفيروس أكثر انتشاراً هذا العام؟ هناك بعض الأسباب، كما تلاحظ شبكة «سي بي إس». أولاً: هناك سلالة جديدة من فيروس نوروفيروس تسمى GII.17[P17].

تعني السلالة الجديدة أن عدداً أقل من الأشخاص كان لديهم الوقت لتطوير مناعة ضدها، ما يزيد من احتمالية تأثرهم بالفيروس.

ثانياً: ربما تكون فترة الذروة لإصابات فيروس نوروفيروس قد تحولت وزحفت. إذ قبل جائحة كوفيد - 19 كانت ذروة إصابات فيروس نوروفيروس تحدث عادةً في ديسمبر (كانون الأول) ويناير. ومع ذلك، تسبب الوباء في تحول في أنماط الجراثيم الموسمية. في السنوات التي أعقبت تفشي كوفيد - 19 مباشرة، وصلت عدوى نوروفيروس إلى ذروتها عادةً في مارس (آذار) أو أبريل (نيسان).

وهذا يعني أن هذه الزيادة في الإصابات الآن قد تمثل ببساطة تحولاً إلى الفترة التاريخية لذروة عدوى نوروفيروس.

الأعراض

* ما هي أعراض نوروفيروس؟ تقول المراكز إن الأعراض الأساسية لنوروفيروس هي:

- الإسهال.

- القيء.

- الغثيان.

- آلام المعدة.

وقد تشمل الأعراض الأخرى:

- الحمى.

- الصداع.

- آلام الجسم.

تتطور الأعراض عادةً بعد 12 إلى 48 ساعة من الإصابة.

والأشخاص المصابون بنوروفيروس معرضون أيضاً لخطر الجفاف بسبب القيء والإسهال. فإذا كنت مصاباً بنوروفيروس، فيجب عليك شرب الكثير من السوائل للبقاء رطباً.

الوقاية

*كيف يمكنني منع الإصابة بعدوى نوروفيروس؟ تشير المراكز إلى أن نوروفيروس شديد العدوى. ومع ذلك، يمكنك اتخاذ خطوات لتقليل خطر الإصابة بالعدوى. تتضمن هذه الخطوات:

- غسل اليدين بشكل متكرر وشامل.

- غسل الملابس في الماء الساخن.

- تجنب تناول المحار النيئ أو غير المطبوخ جيداً.

- غسل الفواكه والخضراوات.

- تطهير وتنظيف الأسطح الملوثة.

- إذا كنت مريضاً، فابق في المنزل لمدة يومين بعد توقف الأعراض.

من المهم ملاحظة أن نوروفيروس هو فيروس، لذا فإن المضادات الحيوية لن تساعد في علاج الأعراض أو التخلص من الفيروس. والخبر السار هو أن معظم حالات فيروس نوروفيروس ستتحسن في غضون يوم إلى ثلاثة أيام.

* مجلة «فاست كومباني» خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

أمير القصيم: السعودية حاضنة للعلم والمعرفة

صحتك الأمير فيصل بن مشعل في صورة تذكارية مع المشاركين من أنحاء العالم (إمارة القصيم)

أمير القصيم: السعودية حاضنة للعلم والمعرفة

قال الأمير الدكتور فيصل بن مشعل أمير منطقة القصيم، إن «السعودية، بفضل رؤيتها الطموح، أصبحت حاضنة للعلم والمعرفة».

«الشرق الأوسط» (بريدة)
يوميات الشرق تتعرض النساء لضغوط مجتمعية أكبر بسبب مشكلات تتعلق ببشرتهن (رويترز)

لماذا يعاود حب الشباب الظهور بعد العلاج؟

توصلت دراسة جديدة أجراها باحثون في مستشفى ماساتشوستس العام ببريغهام في الولايات المتحدة إلى استراتيجيات لتقليل تكرار ظهور حب الشباب.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك إجبار الآباء لأطفالهم على إنهاء وجباتهم قد يؤدي إلى تأجيج أزمة السمنة (رويترز)

خبراء يحذرون من إجبار الأطفال على إنهاء وجباتهم

حذر خبراء التغذية من أن إجبار الآباء لأطفالهم على إنهاء وجباتهم قد يؤدي إلى تأجيج أزمة السمنة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك رجل يعاني من زيادة في الوزن (رويترز)

تقرير عالمي يدعو للتوصل إلى تعريف جديد للسمنة

أكد تقرير جديد صادر عن خبراء عالميين الحاجة إلى التوصل لتعريف جديد «أكثر دقة» للسمنة، ولـ«إصلاح جذري» لكيفية تشخيص هذه المشكلة الصحية في جميع أنحاء العالم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك سر السعادة في العمل التركيز على التقدم بدلاً من الكمال مما يؤدي إلى تحقيق قدر أكبر من الرضا (رويترز)

نصائح للتغلب على الهوس بتحقيق الكمال

نصحت الدكتورة في مركز جامعة بوسطن لدراسات الاضطرابات والقلق، إلين هندريكسن، بضرورة التمييز بين السعي إلى الكمال والشعور الدائم بعدم الرضا عن النفس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

اكتشاف المئات من عوامل الخطر الوراثي المسببة للاكتئاب

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية يعاني 3.8 % من سكان العالم من الاكتئاب ما يؤثر على نحو 280 مليون شخص (رويترز)
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية يعاني 3.8 % من سكان العالم من الاكتئاب ما يؤثر على نحو 280 مليون شخص (رويترز)
TT

اكتشاف المئات من عوامل الخطر الوراثي المسببة للاكتئاب

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية يعاني 3.8 % من سكان العالم من الاكتئاب ما يؤثر على نحو 280 مليون شخص (رويترز)
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية يعاني 3.8 % من سكان العالم من الاكتئاب ما يؤثر على نحو 280 مليون شخص (رويترز)

حددت دراسة عالمية 300 عامل خطر جيني غير معروفة سابقاً للاكتئاب لأنها شملت عينة سكانية واسعة جداً، حسبما أفادت صحيفة «الغارديان» البريطانية.

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني 3.8 في المائة من سكان العالم من الاكتئاب، مما يؤثر على نحو 280 مليون شخص. وفي حين أن مجموعة من العوامل بما في ذلك الأحداث السلبية في الحياة، وسوء الصحة الجسدية والإجهاد يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب، إلّا أن أسباب الاكتئاب تشتمل أيضاً على عنصر وراثي.

درس فريق دولي من الباحثين، بقيادة جامعة إدنبرة وكلية كينغز لندن البريطانيتين، بيانات جينية مجهولة الهوية من أكثر من 5 ملايين شخص في 29 دولة، واحد من كل أربعة من البيانات من أصول غير أوروبية، وهي دراسة أكثر شمولية من البحث السابق عن تأثير عامل الوراثة للاكتئاب والذي ركّز في المقام الأول على السكان البيض الأكثر ثراءً، وأهمل معظم أنحاء العالم.

من خلال تضمين عينة أكثر تنوعاً في الدراسة، تمكن الباحثون من تحديد عوامل خطر جديدة مسببة للاكتئاب. ووجدت الدراسة، التي نشرت في مجلة «سيل» Cell (خلية) وهي مجلة علمية محكمة مختصة بمجال علوم الحياة، 700 اختلاف في الشفرة الجينية للأفراد مرتبطة بتطور الاكتئاب، ولم يكن ما يقرب من نصف هذه الاختلافات الجينية مرتبطة بحالة الاكتئاب من قبل.

هذه التغيرات الصغيرة في الحمض النووي كانت مرتبطة بالخلايا العصبية في مناطق متعددة من الدماغ، بما في ذلك المناطق التي تتحكم في العاطفة.

وتم تحديد 100 من الاختلافات الجينية غير المعروفة سابقاً على وجه التحديد مرتبطة بالأشخاص من أصل أفريقي وشرق آسيوي وإسباني وجنوب آسيوي الذين تم تضمينهم في الدراسة.

وبينما احتمال تأثير كل عامل خطر وراثي منفرد على الاكتئاب صغير جداً، فإن التأثير التراكمي للأفراد الذين لديهم متغيرات متعددة في الحمض النووي يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب، وفقاً للدراسة.

يعتقد مؤلفو الدراسة أن النتائج ستسمح للعلماء بالتنبؤ بخطر الاكتئاب بشكل أكثر دقة وستسمح بتطوير خيارات علاج أكثر تنوعاً (رويترز)

فهم أوسع لمسببات الاكتئاب

يعتقد مؤلفو الدراسة أن النتائج ستسمح للعلماء بالتنبؤ بخطر الاكتئاب بشكل أكثر دقة، بغض النظر عن العرق، وستسمح بتطوير خيارات علاج أكثر تنوعاً، مما يساعد على تقليل التفاوتات الصحية.

حسبت الدراسة 308 جينات مرتبطة بارتفاع خطر الإصابة بالاكتئاب. ثم فحص الباحثون أكثر من 1600دواء لمعرفة ما إذا كان لهذه الأدوية تأثير على تلك الجينات. وبالإضافة إلى مضادات الاكتئاب، حددت الدراسة أن عقار بريغابالين المستخدم في علاج الألم المزمن، ومودافينيل المستخدم في علاج الخدار، كان لهما أيضاً تأثير على هذه الجينات، وبالتالي يمكن استخدامهما لعلاج الاكتئاب.

وقال المؤلفون إن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات والتجارب السريرية لاستكشاف إمكانات هذه الأدوية في علاج مرضى الاكتئاب.

وأوضح البروفيسور أندرو ماكنتوش، أحد المؤلفين الرئيسين للدراسة ومن مركز علوم الدماغ السريرية بجامعة إدنبرة «هناك فجوات هائلة في فهمنا للاكتئاب السريري تحد من الفرص لتحسين النتائج بالنسبة للمتضررين. إن الدراسات الأكبر والأكثر تمثيلاً على مستوى العالم ضرورية لتوفير الرؤى اللازمة لتطوير علاجات جديدة وأفضل، ومنع المرض لدى الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة».

وتعليقاً على النتائج، قال الدكتور ديفيد كريباز كاي، رئيس قسم الأبحاث والتعلم التطبيقي في مؤسسة الصحة العقلية، إن المجموعة الجينية المتنوعة للدراسة كانت «خطوة مهمة إلى الأمام» ولكن لا ينبغي استخدام عوامل الخطر الجينية دليلاً نهائياً للعلاج.

وأضاف: «بينما يمكن أن تساعد الأبحاث مثل هذه في تشكيل التدابير لأولئك المعرضين لخطر وراثي أعلى، يجب أن تركز الوقاية من الاكتئاب على معالجة القضايا الأوسع في المجتمع والتي تؤثر على الصحة العقلية إلى حد أكبر بكثير، مثل تجارب الفقر أو العنصرية».

وقالت الدكتورة جانا دي فيليرز، المتحدثة باسم الكلية الملكية للأطباء النفسيين البريطانية: «نرحب بهذا البحث في المتغيرات الجينية التي يمكن أن تجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، وتنوع الدراسة من حيث التمثيل العالمي يجعله جديراً بالملاحظة بشكل خاص. من خلال تحسين فهمنا لعوامل الخطر الجينية وأسباب المرض العقلي، قد نتمكن من تطوير طرق علاج أفضل».

وتابعت «سنواصل دعم الجهود الجارية للوقاية من المرض العقلي وتحسين النتائج لأولئك المتضررين من الاكتئاب».