بروتوكول طبي جديد لعلاج سرطان الدم لدى الأطفال

بإضافة العلاج المناعي إلى الكيميائي

بروتوكول طبي جديد لعلاج سرطان الدم لدى الأطفال
TT

بروتوكول طبي جديد لعلاج سرطان الدم لدى الأطفال

بروتوكول طبي جديد لعلاج سرطان الدم لدى الأطفال

من المعروف أن مرض سرطان الدم الليمفاوي الحاد «اللوكيميا» (acute lymphoblastic leukemia) يُعد من أشهر الأورام السرطانية التي تصيب الأطفال على الإطلاق. وعلى الرغم من أن نسبة الشفاء في المرض كبيرة جداً وتصل إلى نسبة 85 في المائة من مجموع الأطفال المصابين، فإن خطر الانتكاس مرة أخرى يعد من أكبر المضاعفات التي يمكن أن تحدث. ولذلك لا تتوقف التجارب للبحث عن طرق جديدة للحد من الانتكاس ورفع نسب الشفاء.

تجربة سريرية جديدة

أحدث تجربة سريرية أُجريت على 1440 طفلاً من المصابين بالمرض في 4 دول من العالم الأول (كندا، والولايات المتحدة، وأستراليا ونيوزيلندا) أظهرت تحسناً كبيراً في معدلات الشفاء، بعد إضافة العلاج المناعي إلى العلاج الكيميائي، ما يتيح أملاً جديداً للأطفال الذين تم تشخيصهم حديثاً بسرطان الدم. والمعروف أن العلاج الكيميائي يُعدُّ العلاج الأساسي للمرض حتى الآن.

علاجان مناعي وكيميائي

التجربة التي قام بها علماء من مستشفى الأطفال المرضى (SickKids) بتورونتو في كندا، بالتعاون مع أطباء من مستشفى سياتل بالولايات المتحدة، ونُشرت نتائجها في «مجلة نيو إنغلاند الطبية» (New England Journal of Medicine) في مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) من العام الحالي، اعتمدت على دمج العلاج الكيميائي القياسي مع عقار «بليناتوموماب» (blinatumomab)، وهو علاج مناعي يستخدم بالفعل في علاج الأطفال المصابين ببعض أنواع السرطانات. وهذا يعني تغيير بروتوكول العلاج في محاولة لمعرفة أفضل طريقة يمكن بها منع الانتكاس، أو تقليل نسب حدوثه إلى الحد الأدنى.

تحسُّن الحالات

قال الباحثون إن هذا الدمج أظهر تحسناً كبيراً في معدلات الفترة التي يقضيها الطفل من دون مشاكل طبية، والحياة بشكل طبيعي تقريباً. وأثبتت هذه الطريقة تفوقاً على البروتوكول السابق، في التعامل مع المرض الذي كان عن طريق العلاج الكيميائي فقط، مع استخدام الكورتيزون.

وللعلم فإن بروتوكول العلاج الكيميائي كان يتم بناءً على تحليل وراثي خاص لخلايا سرطان الدم لكل طفل، لانتقاء الأدوية الأكثر فاعلية لكل حالة على حدة. ويحتوي البروتوكول الطبي عادة على مجموعة من القواعد الإرشادية للأطباء والمختصين.

تقليل حالات الانتكاس

أظهرت الدراسة أنه بعد 3 سنوات من تجربة الطريقة الجديدة، ارتفع معدل البقاء على قيد الحياة من دون مرض إلى 97.5 في المائة (نسبة شفاء شبه تامة لجميع المصابين) مقارنة بنسبة 90 في المائة فقط مع العلاج الكيميائي وحده. كما حدث أيضاً انخفاض في نسبة حدوث انتكاسة للمرضى بنسبة 61 في المائة. وبالنسبة للأطفال الأكثر عرضة للانتكاس نتيجة لضعف المناعة، أدى تلقي عقار «بليناتوموماب» بالإضافة إلى العلاج الكيميائي، إلى رفع معدل البقاء على قيد الحياة من دون مرض، من 85 في المائة إلى أكثر من 94 في المائة.

علاج يدرب جهاز المناعة

وأوضح الباحثون أن العلاج المناعي يختلف عن العلاج الكيميائي في الطريقة التي يحارب بها السرطان؛ حيث يهدف العلاج المناعي إلى تعليم الجهاز المناعي للجسم الدفاع عن نفسه، عن طريق استهداف الخلايا السرطانية، على عكس العلاج الكيميائي الذي يقتل الخلايا السرطانية الموجودة فقط بشكل مباشر، وحينما تحدث انتكاسة بعده يحتاج الطفل إلى جرعات جديدة.

كما أن الأعراض الجانبية للعلاج المناعي أيضاً تكون أخف وطأة من العلاج الكيميائي والكورتيزون. وفي الأغلب تكون أعراض العلاج المناعي: الإسهال، وتقرحات الفم، وحدوث زيادة في الوزن، والشعور بآلام الظهر أو المفاصل أو العضلات، وحدوث تورم في الذراعين أو القدمين، بجانب ألم في موقع الحقن.

وقال الباحثون إنهم بصدد إجراء مزيد من التجارب لتقليل نسبة العلاج الكيميائي إلى الحد الأدنى، تجنباً للمضاعفات. وتبعاً لنتائج الدراسة من المتوقع أن يكون البروتوكول الجديد هو العلاج الأساسي في المستقبل؛ خاصة بعد نجاحه الكبير في منع الانتكاس.


مقالات ذات صلة

العدوى المبكرة في الطفولة تؤدي إلى مشاكل طويلة الأمد

صحتك العدوى المبكرة في الطفولة تؤدي إلى مشاكل طويلة الأمد

العدوى المبكرة في الطفولة تؤدي إلى مشاكل طويلة الأمد

كشفت دراسة حديثة عن احتمالية أن تؤدي العدوى المتكررة في السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل إلى عواقب صحية خطيرة طويلة الأمد لاحقاً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك جهاز لتنظيم ضربات القلب ثنائي الغرف

أول جهاز لتنظيم ضربات القلب «ثنائي الغرف» من دون أسلاك في الأطفال

أصبح الدكتور ديفيس دان كورتيز رئيس قسم علاج حالات الخلل في كهربائية القلب للأطفال بجامعة كاليفورنيا أول طبيب قام بزرع جهاز لتنظيم ضربات القلب ثنائي الغرف …

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
يوميات الشرق تُحسّن الرياضات الجماعية مهارات التفكير (شركة «هيلث تيك كونيكس»)

الرياضة ضمن فريق تُحسِّن وظائف دماغ الطفل

من خلال خَلْق حواجز أمام دخول عالم الرياضة، والمشاركة الرياضية المستدامة، قد يُحرم الأطفال من فرصة تطوير إمكاناتهم الكاملة والحقيقية بصفتهم بشراً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك تتنوع أسباب استشارة الأهل معالجي عظام الأطفال بين الإمساك والمغص (أ.ف.ب)

العلاج العظمي للأطفال في فرنسا يلاقي إقبالاً من الأهالي... ويقلق الأطباء

على جدران أقسام الولادة في المستشفيات الفرنسية، تتكاثر الملصقات التي تنصح الآباء الجدد بأخذ أطفالهم المولودين حديثاً إلى معالج عظمي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
صحتك النظام الغذائي الصحي في الحمل يعزز ذكاء الطفل

النظام الغذائي الصحي في الحمل يعزز ذكاء الطفل

التغذية في أول 1000 يوم مهمة لنمو المخ

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

8 مهام يومية تعزز صحتك وتطيل عمرك

صعود السلالم بشكل متكرر يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية (رويترز)
صعود السلالم بشكل متكرر يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية (رويترز)
TT

8 مهام يومية تعزز صحتك وتطيل عمرك

صعود السلالم بشكل متكرر يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية (رويترز)
صعود السلالم بشكل متكرر يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية (رويترز)

كشفت دراسة حديثة أن الحركة اليومية البسيطة، من صعود السلالم إلى تنظيف المنزل بالمكنسة الكهربائية، تشبه «حقنة طول العمر»، حيث يمكنها أن تضيف ما يصل إلى 11 عاماً إلى عمرنا.

وهذه الدراسة ليست الأولى التي تظهر أن بقاء الأشخاص نشطين هو عامل مهم لإطالة أعمارهم، وخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وغيرها.

ونقلت صحيفة «التلغراف» البريطانية عن اختصاصية العلاج الطبيعي كلارا كيرفين، ومدربة اللياقة البدنية هانا فيردييه قولهما إن هناك 8 مهام يومية بسيطة يمكن أن تعزز الصحة، وتطيل العمر،

وهذه المهام هي:

صعود السلالم

تقول كيرفين: «عندما تصعد الدرج، فأنت تعمل على تقوية عضلات الفخذين والأرداف والساق وتعزز حركة الورك. وقد أظهرت الأبحاث أيضا أن صعود السلالم بشكل متكرر يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ويشمل ذلك النوبات القلبية وفشل القلب والسكتة الدماغية، وانخفاض خطر الوفاة المبكرة لأي سبب بنسبة 24 في المائة».

البستنة

تقول فيردييه: «تعد البستنة طريقة رائعة لممارسة الرياضة، فهي تشمل دفع جزازة العشب، وشد الأعشاب الضارة، والقرفصاء، وكلها مكونات لتمرين رياضي قوي يرفع معدل ضربات القلب».

تسوق بنفسك واحمل مشترياتك

تقول كيرفين: «قم بالذهاب إلى المتجر للتسوق بنفسك، ومن دون سيارة، واحمل مشترياتك إلى المنزل بدلاً من طلب مشترياتك عبر الإنترنت أو باستخدام الجوال. حيث يعد الذهاب إلى المتجر تمريناً بسيطاً يتم فيه تقوية عضلات وعظام الذراعين والكتفين والرجلين».

اركض للحاق بالحافلة

أظهر أحد استطلاعات الرأي أن نصف النساء تقريباً وخمسي الرجال اعترفوا بعدم لياقتهم البدنية لدرجة أنهم قد يصابون بضيق في التنفس عند الركض للحاق بالحافلة.

إلا أن فيردييه أكدت على ضرورة القيام بهذا الأمر، حيث تشمل فوائد الركض لمدة 30 ثانية تحسين اللياقة القلبية التنفسية بشكل عام، وضغط الدم، وحساسية الإنسولين.

مهام المطبخ والتنظيف

تقول كيرفين: «إنك تستخدم عضلات مختلفة وتقويها عندما تقوم بالطهي وغسل الأطباق، أهمها عضلات كتفيك وصدرك وأعلى ظهرك وعضلات البطن. وتعمل حركاتك أثناء الطهي والتنظيف على تعزيز مرونتك، وإذا كنت تقوم بها بقوة، فإنك تزيد أيضاً من معدل ضربات قلبك، وتعزز تدفق الدم في جسمك».

يمكن للطهي أن يعزز صحتك (رويترز)

نشر الملابس

تقول فيردييه إن «نشر الملابس المغسولة يعزز عضلات جسمك، حيث يؤدي التقاطها من سلة الملابس ونشرها إلى تحرك عضلاتك الأساسية، مثل عضلات البطن وقاع الحوض».

ومن جهتها، تقول كيرفين: «في كل مرة تلتقط فيها شيئاً من الأسفل، فإنك تقوم بتمارين تحرك ساقيك وظهرك وذراعيك، لذا فإن نشر الملابس هو تمرين كامل للجسم».

التنظيف بالمكنسة الكهربائية والمسح

إن المسح أو استخدام المكنسة الكهربائية في تنظيف المنزل هما أمران مفيدان للغاية، فهما يساعدان الشخص على التحرك إلى الأمام والخلف وأعلى وأسفل عدة مرات، وهو ما يعزز مرونة الجسم، وكذلك الدورة الدموية، مع المساعدة في حرق السعرات الحرارية، بحسب كيرفين.

النهوض والجلوس

تقول كيرفين إن «حركات الجلوس والوقوف البسيطة تستخدم مجموعة كاملة من العضلات، بما في ذلك الكاحلان والفخذان والجذع والوركان والمؤخرة. كما أنها تساعد على تحسين توازنك واستقرارك، مما يقلل من خطر السقوط مع التقدم في العمر».