الشوكولاته الداكنة تقي من السكري

الشوكولاته تحتوي على مستويات عالية من الفلافانولات (جامعة كنغستون)
الشوكولاته تحتوي على مستويات عالية من الفلافانولات (جامعة كنغستون)
TT

الشوكولاته الداكنة تقي من السكري

الشوكولاته تحتوي على مستويات عالية من الفلافانولات (جامعة كنغستون)
الشوكولاته تحتوي على مستويات عالية من الفلافانولات (جامعة كنغستون)

أظهرت دراسة أميركية طويلة المدى أن تناول خمس حصص من الشوكولاته الداكنة أسبوعياً، بما يعادل 140 غراماً، يرتبط بتقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

وأوضح الباحثون من كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد أن تناول الشوكولاته بالحليب لم يُظهر تأثيراً مماثلاً، بل ارتبط بزيادة الوزن على المدى الطويل، وهو عامل قد يسهم في تطور السكري، ونُشرت النتائج، الأربعاء، في «المجلة الطبية البريطانية».

ويعتبر مرض السكري من النوع الثاني اضطراباً مزمناً يتسم بارتفاع مستويات السكر في الدم نتيجة مقاومة الجسم لتأثير هرمون الإنسولين أو عدم إنتاج البنكرياس كميات كافية منه.

ويُعد هذا النوع الأكثر شيوعاً من مرض السكري، وغالباً ما يرتبط بنمط الحياة، مثل زيادة الوزن، وقلة النشاط البدني، والعوامل الوراثية. ويمكن أن يؤدي المرض لمضاعفات خطيرة مثل أمراض القلب، والفشل الكلوي، وتلف الأعصاب إذا لم يُدر بشكل مناسب.

ووفق الفريق، من المتوقع أن ترتفع معدلات الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني عالمياً إلى 700 مليون حالة بحلول عام 2045.

مستويات عالية من الفلافانولات

وأشار الباحثون إلى أن الشوكولاته تحتوي على مستويات عالية من الفلافانولات، وهي مركبات طبيعية موجودة في الفواكه والخضراوات، وتُعزز صحة القلب وتقلل من خطر الإصابة بالسكري. ومع ذلك، لا يزال الجدل قائماً حول العلاقة بين استهلاك الشوكولاته وخطر الإصابة بالسكري بسبب النتائج المتباينة في الدراسات السابقة.

واعتمدت الدراسة الجديدة على بيانات من ثلاث دراسات أميركية طويلة الأمد شملت نساء ممرضات ورجالاً مهنيين في الرعاية الصحية، لم يكن لديهم تاريخ مرضي للسكري أو أمراض القلب أو السرطان عند تسجيلهم.

وتم استخدام استبيانات غذائية تُعبأ كل أربع سنوات لتحليل العلاقة بين استهلاك الشوكولاته وخطر الإصابة بالسكري على مدار 25 عاماً.

وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين تناولوا خمس حصص أو أكثر من الشوكولاته الداكنة أسبوعياً (ما يعادل لوح شوكولاته أو عبوة تزن 28 غراماً للحصة) انخفض لديهم خطر الإصابة بمرض السكري بنسبة 21 المائة مقارنةً بمن لا يتناولون الشوكولاته أو يتناولونها نادراً.

كما أظهرت الدراسة أن كل حصة إضافية من الشوكولاته الداكنة أسبوعياً قللت خطر الإصابة بالسكري بنسبة 3 في المائة. في المقابل، ارتبط استهلاك الشوكولاته بالحليب بزيادة الوزن على المدى الطويل.

الشوكولاته الداكنة مقابل الشوكولاته بالحليب

وبينما تحتوي الشوكولاته الداكنة والشوكولاته بالحليب على مستويات مماثلة من الطاقة والدهون المشبعة، يوضح الباحثون أن مستويات الفلافانول العالية في الشوكولاته الداكنة قد تعوض تأثير الدهون المشبعة والسكر على زيادة الوزن وخطر الإصابة بأمراض أخرى مثل السكري وأمراض القلب، على عكس الشوكولاته بالحليب.

شدد الباحثون على أهمية تناول الشوكولاته الداكنة باعتدال ضمن نظام غذائي صحي، خاصةً مع ارتفاع معدلات الإصابة بالسكري عالمياً، داعين إلى إجراء تجارب سريرية عشوائية لتأكيد هذه النتائج وفهم آلية تأثير الشوكولاته الداكنة في الوقاية من السكري بشكل أعمق.


مقالات ذات صلة

12 خطراً يتعرض لها النحل تهدد مستقبل الغذاء العالمي

يوميات الشرق النحل يتعرض لتهديدات تؤثر على دوره في النظام البيئي (جامعة فلوريدا)

12 خطراً يتعرض لها النحل تهدد مستقبل الغذاء العالمي

كشف تقرير دولي عن وجود 12 تهديداً جديداً يتعرض لها النحل وأنواع الملقحات الأخرى حول العالم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك التهاب القولون التقرحي يسبب نوبات متكررة من الالتهاب في بطانة القولون (جامعة شيكاغو)

آلية جديدة تكشف سبب التهابات القولون المزمن

توصل فريق بحثي دولي، بقيادة جامعة غراتس الطبية بالنمسا، إلى اكتشاف آلية جديدة تفسر أحد أسباب الالتهاب المزمن في مرض التهاب القولون التقرحي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق تُظهر هذه الصورة التي قدّمها باحثون قرداً صغيراً من نوع عواء متشبثاً بذكر من نوع كابوشين بجزيرة جيكارون في بنما (أ.ب)

شاهد... فيديو نادر يوثّق اختطاف قرود لصغار من فصيلة أخرى

اكتشف العلماء أدلة مذهلة على ما وصفوه باختطاف القرود، وذلك في أثناء مراجعة لقطات فيديو من جزيرة بنمية صغيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك فقدان السمع من أكثر الحالات الصحية شيوعاً في العالم (جامعة كوينزلاند)

الشعور بالوحدة يزيد احتمالات فقدان السمع

كشفت دراسة صينية عن أدلة قوية تشير إلى أنَّ الشعور بالوحدة قد يزيد من خطر الإصابة بفقدان السمع بشكل مستقل عن العوامل الأخرى.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق عالمٌ من الأسرار (غيتي)

القمر كان حيّاً قبل 120 مليون سنة والدليل من زجاج البراكين

أظهرت دراسة جديدة أنَّ القمر كان يضمّ براكين نشطة منذ نحو 120 مليون سنة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

آلية جديدة تكشف سبب التهابات القولون المزمن

التهاب القولون التقرحي يسبب نوبات متكررة من الالتهاب في بطانة القولون (جامعة شيكاغو)
التهاب القولون التقرحي يسبب نوبات متكررة من الالتهاب في بطانة القولون (جامعة شيكاغو)
TT

آلية جديدة تكشف سبب التهابات القولون المزمن

التهاب القولون التقرحي يسبب نوبات متكررة من الالتهاب في بطانة القولون (جامعة شيكاغو)
التهاب القولون التقرحي يسبب نوبات متكررة من الالتهاب في بطانة القولون (جامعة شيكاغو)

توصل فريق بحثي دولي، بقيادة جامعة غراتس الطبية بالنمسا، إلى اكتشاف آلية جديدة تفسر أحد أسباب الالتهاب المزمن في مرض التهاب القولون التقرحي.

وأوضح الباحثون أن هذه النتائج تُمهد الطريق نحو ابتكار استراتيجيات علاجية أكثر دقة، تساعد في تقليل الالتهاب المزمن لدى المرضى الذين لا يستجيبون للعلاجات الحالية أو يعانون من انتكاسات متكررة، ونُشرت النتائج، الاثنين، بدورية «Nature Communications».

ويُقدَّر عدد المصابين بالتهاب القولون التقرحي، وهو أحد أمراض الأمعاء الالتهابية المزمنة، بأكثر من 5 ملايين شخص حول العالم. ويتميز هذا المرض بنوبات متكررة من الالتهاب في بطانة القولون، إلا أن أسبابه الدقيقة ظلت حتى الآن غير مفهومة بالكامل.

وكشف الفريق عن آلية جديدة ومثيرة تسهم في نشوء هذا الالتهاب المزمن. وبعد تحليل عينات من سوائل القولون وأنسجة مرضى القولون التقرحي، اكتشف الباحثون أن البكتيريا الموجودة في الأمعاء لا تؤثر فقط من خلال وجودها المباشر، بل أيضاً من خلال إفرازها لحويصلات مجهرية صغيرة تُعرف باسم «الحويصلات البكتيرية خارج الخلية» (BEVs).

وتحمل هذه الحويصلات مكونات بكتيرية مثل البروتينات، وأجزاء من الحمض النووي، ومادة تحفّز الالتهاب. وفي الأشخاص المصابين بالتهاب القولون التقرحي، لوحظ أن عدداً كبيراً من هذه الحويصلات يكون مغلفاً بنوع من الأجسام المضادة يُسمى «IgA»، وهو في الأصل يلعب دوراً في حماية الأغشية المخاطية من البكتيريا الضارة، إلا أن هذا التغليف، في هذه الحالة، يؤدي إلى نتيجة عكسية.

وترتبط هذه الحويصلات المغلفة بـ«IgA» مباشرة بمستقبل خاص على بعض الخلايا المناعية في الأمعاء يُدعى «CD89»، وعندما يحدث هذا الارتباط، تستجيب الخلايا المناعية بشكل مفرط، وتُطلق استجابة التهابية قوية تؤدي إلى تلف الأنسجة واستمرار الالتهاب في القولون.

ولأول مرة، تم التعرف على أن الحويصلات البكتيرية الصغيرة، التي كانت تُعتبر سابقاً مجرد نفايات خلوية أو أدوات نقل بكتيرية، تلعب دوراً محورياً في نشوء الالتهاب عند تغليفها بـ«IgA».

ويشبّه الباحثون هذه الآلية بـ«حصان طروادة»، حيث تبدو الحويصلات المغلفة بريئة أو غير ضارة، لكنها في الحقيقة تحمل شحنات التهابية يتم إدخالها إلى الخلايا المناعية عن طريق الجسم المضاد (IgA)، مما يؤدي إلى تفاقم الالتهاب.

ورغم توفّر علاجات تستهدف الجهاز المناعي، فإن العديد من مرضى القولون التقرحي لا يستجيبون بشكل جيد أو يعانون من نكسات متكررة. ويعتقد الباحثون أن هذه الحويصلات البكتيرية قد تُشكّل هدفاً علاجياً جديداً، يمكن من خلاله تطوير علاجات تمنع تكوّن الحويصلات، أو تغليفها بـ«IgA»، أو حتى تعيق تفاعلها مع المستقبل (CD89).

وأضافوا أن الدراسة تسلّط الضوء على أهمية النظر إلى الميكروبيوم المعوي من زاوية جديدة، لا تقتصر فقط على نوعية البكتيريا الموجودة، بل تمتد لما تفرزه هذه البكتيريا، وكيفية تفاعل جهاز المناعة مع هذه الإفرازات.