قرص يومي يزيد طول الأطفال المصابين بالتقزم

التقزم حالة وراثية تتسم بقصر القامة نتيجة خلل في نمو العظام (معهد مردوخ لأبحاث الأطفال في أستراليا)
التقزم حالة وراثية تتسم بقصر القامة نتيجة خلل في نمو العظام (معهد مردوخ لأبحاث الأطفال في أستراليا)
TT

قرص يومي يزيد طول الأطفال المصابين بالتقزم

التقزم حالة وراثية تتسم بقصر القامة نتيجة خلل في نمو العظام (معهد مردوخ لأبحاث الأطفال في أستراليا)
التقزم حالة وراثية تتسم بقصر القامة نتيجة خلل في نمو العظام (معهد مردوخ لأبحاث الأطفال في أستراليا)

أكدت دراسة أسترالية فاعلية عقار جديد يُسمى «إنفيجراتينيب (Infigratinib)» في تحسين الطول ونسب نمو الأطراف لدى الأطفال المصابين بالتقزم.

وأوضح الباحثون في معهد مردوخ لأبحاث الأطفال أن هذا العلاج قد يشكل بديلاً للحقن اليومية الحالية المستخدمة لتعزيز النمو، ونُشرت الدراسة، الاثنين، بدورية «New England Journal of Medicine».

يذكر أن التقزم هو حالة وراثية تتسم بقصر القامة نتيجة خلل في نمو العظام، ويُعد خلل التنسج العظمي الغضروفي الشكل الأكثر شيوعاً؛ حيث يؤثر على طفل واحد من بين كل 20 ألف مولود في أستراليا.

وتسبب هذه الحالة نمواً غير متناسب للجسم، ما يؤدي إلى مضاعفات طبية تشمل انضغاط الحبل الشوكي، وتوقف التنفس أثناء النوم، واعوجاج الساقين، والتهابات الأذن المتكررة، إلى جانب تحديات نفسية واجتماعية. وتشير الإحصاءات إلى أن الأطفال المصابين بالتقزم أكثر عرضة للوفاة قبل سن الخامسة بـ50 مرة مقارنة بأقرانهم، وفق الباحثين.

وأوضح الفريق أن العلاج الحالي المعتمد لهذه الحالة في أستراليا هو «فوسوريتايد (Vosoritide)»، الذي يُعطى عن طريق حقن يومية. ويُعد معهد مردوخ أحد أكبر المراكز العالمية لإجراء التجارب السريرية على هذا العقار.

وشملت الدراسة الجديدة 72 طفلاً من أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وإسبانيا وفرنسا وكندا، وأكدت أن الآثار الجانبية لعقار «إنفيجراتينيب» كانت طفيفة، مع عدم تسجيل أي ردود فعل خطيرة.

وأظهرت النتائج أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و11 عاماً حققوا زيادة في معدل النمو السنوي بمقدار 2.5 سم على مدى 18 شهراً. كما ساعد العقار على تحسين تناسق الجسم (نسبة الجزء العلوي إلى السفلي)؛ ما يُسهم في تقليل الآثار النفسية والاجتماعية السلبية المرتبطة بمظهر الجسم غير المتناسب.

ويمتاز العلاج الفموي الجديد بكونه أقل إجهاداً للأطفال مقارنة بالحقن اليومية، وهو ما يجعله خياراً عملياً، خصوصاً في المناطق ذات الموارد المحدودة؛ حيث يصعب توفير الحقن التي تتطلب ظروفاً معينة.

وأشار الفريق إلى أن هذه النتائج تُعد خطوة واعدة نحو تقليل العبء الطبي والنفسي على المرضى وأسرهم، مع توفير حلول مبتكرة تُعزز فرص النمو الطبيعي للأطفال المصابين.

وبالإضافة إلى تعزيز الطول، يركز البحث المستمر على تحسين جودة حياة الأطفال المصابين بالتقزم من خلال خيارات علاجية تُخفف الأعراض المصاحبة للحالة.

وأعلن الفريق البحثي عن بدء المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، مع خطط لتوسيع الدراسات لتشمل الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 3 سنوات، ما يمكن أن يسهم في تحسين النمو وتحقيق نتائج أفضل على المدى الطويل.


مقالات ذات صلة

مشروبان يحميان الأوعية الدموية بعد الوجبات الدسمة

صحتك الشاي الأخضر من المشروبات الغنية بالفلافانول (جامعة باستير الأميركية)

مشروبان يحميان الأوعية الدموية بعد الوجبات الدسمة

كشفت دراسة بريطانية عن أن الشوكولاته والشاي الأخضر يمكن أن يساهما في حماية الأوعية الدموية من تأثيرات التوتر النفسي حتى بعد تناول طعام دسم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك دماء المرضى يمكن أن تستخدم للمساعدة في إصلاح عظامهم المكسورة (رويترز)

دماء المرضى قد تستخدم لإصلاح عظامهم المكسورة

كشفت دراسة بحثية جديدة عن أن دماء المرضى يمكن أن تستخدم للمساعدة في إصلاح عظامهم المكسورة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق توجد بطاريات الليثيوم أيون في كل مكان في حياتنا اليومية من الهواتف الذكية إلى المركبات الكهربائية (جامعة جراتس للتكنولوجيا)

تقنية واعدة لإعادة تدوير البطاريات بكفاءة عالية

أظهرت نتائج دراسة جديدة، أجراها فريق من الباحثين الصينيين، أن عملية بسيطة وعالية الكفاءة وصديقة للبيئة، يمكن أن توفر مساراً لإعادة تدوير بطاريات الليثيوم أيون.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك يرفع العلاج الجديد مستويات البروتين في الخلايا الحساسة للضوء بشبكية العين (هارفارد)

علاج جيني يُعيد القدرة على السمع ويعزّز الرؤية

طوّر باحثون بكلية الطب في جامعة «هارفارد» الأميركية علاجاً جينياً للمصابين بمتلازمة «آشر من النوع 1F»، وهي حالة نادرة تسبّب الصمم والعمى التدريجي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك الأسماء المستندة إلى الشكل قد تُسهم في تطوير اللغة لدى الأطفال بعد الجراحة (جامعة ميامي)

طريقة لتطوير لغة الأطفال بعد زراعة قوقعة الأذن

الأطفال الذين يمتلكون مفردات تحتوي على نسبة أعلى من الأسماء المستندة إلى الشكل، مثل «كرسي»، بعد فترة قصيرة من زراعة القوقعة؛ يُظهرون تطوراً لغوياً أفضل لاحقاً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الجلوس لفترة طويلة يضر بالقلب حتى مع ممارسة الرياضة

الجلوس لأكثر من 10 ساعات يومياً قد يزيد خطر الإصابة بقصور القلب (رويترز)
الجلوس لأكثر من 10 ساعات يومياً قد يزيد خطر الإصابة بقصور القلب (رويترز)
TT

الجلوس لفترة طويلة يضر بالقلب حتى مع ممارسة الرياضة

الجلوس لأكثر من 10 ساعات يومياً قد يزيد خطر الإصابة بقصور القلب (رويترز)
الجلوس لأكثر من 10 ساعات يومياً قد يزيد خطر الإصابة بقصور القلب (رويترز)

حذرت دراسة جديدة من أن الجلوس لأكثر من 10 ساعات يومياً قد يزيد من خطر الإصابة بقصور القلب، حتى بين أولئك الذين يمارسون الرياضة بانتظام.

وتعد قلة ممارسة التمارين الرياضية من الأسباب المعروفة للإصابة بأمراض القلب. وتوصي الإرشادات الصحية بممارسة ما يقرب من 150 دقيقة من النشاط البدني المعتدل إلى القوي أسبوعياً للحد من هذا الخطر.

ومع ذلك، لا تمثل التمارين الرياضية سوى جزء بسيط من إجمالي النشاط اليومي، ولا تقدم الإرشادات الحالية نصائح محددة بشأن الجلوس المستمر والسلوك المستقر اليومي، وفقاً لفريق الدراسة الجديدة التابع لمستشفى «ماساتشوستس العام» في الولايات المتحدة.

وبحسب صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، فقد قامت الدراسة الجديدة بتقييم البيانات الصحية لنحو 90 ألف شخص مسجلين في البنك الحيوي في المملكة المتحدة.

وتم قياس مستوى نشاط المشاركين، وعدد ساعات جلوسهم خلال اليوم بواسطة مقياس تسارع يُلبس على المعصم.

وكان متوسط ​​عمر المشاركين 62 عاماً، وكان نحو 56 في المائة منهم من النساء، بمتوسط ​​وقت جلوس يومي نحو 10.6 ساعة.

وقد قام العلماء بتقييم كيفية تأثير الوقت الذي يقضيه الشخص في الجلوس، وذلك الذي يقضيه في النشاط البدني على خطر الإصابة بأمراض مميتة، مثل الرجفان الأذيني، واحتشاء عضلة القلب، وقصور القلب.

وبعد متابعة المشاركين لمدة 8 سنوات، وجد العلماء أن نحو 3600 فرد أصيبوا بالرجفان الأذيني، وأكثر من 1850 أصيبوا بقصور القلب، بينما أصيب أكثر من 1600 باحتشاء عضلة القلب.

ويقول الباحثون إن ما يقرب من 900 من هؤلاء المشاركين ماتوا بسبب أمراض القلب.

وقد وجدوا أن خطر الإصابة بهذه الأمراض كان مرتفعاً بشكل ملحوظ لدى أولئك الذين اعتادوا على الجلوس لمدة طويلة يومياً.

وعلى الرغم من أن ممارسة الرياضة قلّلت إلى حد ما من تأثير الجلوس الضار على القلب، فإنها لم تقضِ عليه تماماً، وفقاً للباحثين.

وقال شان خورشيد، المؤلف المشارك في الدراسة: «يجب أن تؤكد المبادئ التوجيهية المستقبلية، وجهود الصحة العامة على أهمية الحد من وقت الجلوس».

وأضاف: «قد يكون تجنب الجلوس لأكثر من 10 ساعات في اليوم هدفاً واقعياً بسيطاً لتحسين صحة القلب».

وسبق أن كشف كثير من الأبحاث أن الجلوس لفترة طويلة قد يتسبب في إصابة الأشخاص بعدد من الأمراض المزمنة، مثل السمنة، والسكري من النوع الثاني.