6 علامات تحذيرية من السكتة الدماغية

تحدث السكتات الدماغية بشكل أكثر شيوعاً لدى الأفراد الذين تزيد أعمارهم على 55 عاماً (أرشيفية - رويترز)
تحدث السكتات الدماغية بشكل أكثر شيوعاً لدى الأفراد الذين تزيد أعمارهم على 55 عاماً (أرشيفية - رويترز)
TT

6 علامات تحذيرية من السكتة الدماغية

تحدث السكتات الدماغية بشكل أكثر شيوعاً لدى الأفراد الذين تزيد أعمارهم على 55 عاماً (أرشيفية - رويترز)
تحدث السكتات الدماغية بشكل أكثر شيوعاً لدى الأفراد الذين تزيد أعمارهم على 55 عاماً (أرشيفية - رويترز)

تُعدّ السكتات الدماغية السبب الرئيسي الخامس للوفاة في الولايات المتحدة، وتُشير التقديرات إلى أن نحو 240 شخصاً في المملكة المتحدة يومياً يعانون من التأثير الكارثي للسكتة الدماغية.

يُنظر إلى السكتات الدماغية أحياناً على أنها «نوبات دماغية» تحدث عندما ينقطع تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، ما يقطع الأكسجين والعناصر الغذائية التي تحتاج إليها خلايا الدماغ للبقاء على قيد الحياة.

نظراً لأن خلايا الدماغ (الخلايا العصبية) يمكن أن تموت في غضون دقائق، فإن السكتات الدماغية تضاهي النوبات القلبية لكونها حالات طبية طارئة نخشاها أكثر من غيرها، ويمكن أن تُسبب إعاقات كبيرة تغير الحياة، مثل فقدان القدرة على الكلام أو خلل في أجزاء معينة من الجسم، وفقاً لصحيفة «تلغراف» البريطانية:

كيف تفكر بسرعة وتتعرّف على علامات السكتة الدماغية؟

هناك نوعان رئيسيان:

السكتات الدماغية الإقفارية (تمثل نحو 87 في المائة من جميع الحالات)، وتحدث بسبب انسداد (مثل جلطة دموية) في أحد الشرايين التي تزوّد الدماغ بالدم.

السكتات الدماغية النزفية (تُمثل نحو 13 في المائة)، وتحدث عندما يتمزق أحد الأوعية الدموية في الدماغ، ما يتسبب في النزيف وتلف الأنسجة المحيطة بالدماغ. وعلامات كلا النوعين متشابهة.

يقول الدكتور برانيمير نيفاجدا، استشاري طب الأعصاب والسكتة الدماغية في مستشفى جامعة «باسيلدون»، للصحيفة البريطانية: «التعرُّف المبكر على السكتة الدماغية أمر بالغ الأهمية؛ يمكن أن ينقذ الأرواح، ويمنع الإعاقة طويلة الأمد».

ويشرح نيفاجدا، كيف يمكن تحديد علامات السكتة الدماغية، واتخاذ الإجراءات اللازمة: «اطلب العناية الطبية الفورية إذا لاحظت أي أعراض للسكتة الدماغية، حتى لو بدت كأنها تأتي وتختفي، أو تختفي تماماً»، وقم بما يلي:

الوجه

اطلب من الشخص أن يبتسم، هل يستطيع ذلك؟ هل يتدلّى وجهه على جانب واحد؟

الذراعان

اطلب منه رفع كلتا ذراعيه. وتحقّق مما إذا كانت إحدى الذراعين تنحرف إلى الأسفل؟ أو لا يمكن رفعها؟ يمكنك أيضاً التحقق من الساقين.

الكلام

اطلب منه تكرار عبارة بسيطة. هل يبدو كلامه غير واضح أو مشوهاً أو غير متماسك، أو يجد صعوبة في التحدث؟

الوقت

تصرف بسرعة. إذا رأيت أياً من هذه العلامات، فاتصل بخدمات الطوارئ على الفور.

ظلت هذه الطريقة المعروفة باسم «FAST» -وهي الأحرف الأولى من كل طلب أعلاه بالإنجليزية Face,Arms,Speech,Time- طريقة بارزة للتعرُّف على أعراض السكتات الدماغية دون تغيير لسنوات، على الرغم من أنها في بعض المناطق حول العالم، جرى توسيعها إلى «بي فاست»، والتي تتضمن علامات تحذير مبكرة إضافية تتعلق بقضايا التوازن ومشكلات العين. أما التوازن فيعني التحقق من فقدان التوازن، أو التنسيق المفاجئ، ويقصد بالعينين التحقق من عدم وضوح الرؤية أو فقدانها في إحدى العينين أو كلتيهما.

الأعراض

يوضح الدكتور نيفاجدا أن كل أعراض السكتة الدماغية المذكورة أدناه تعطي فكرة عما يحدُث في الدماغ:

1. خدر أو ضعف مفاجئ

يحدث هذا عندما تعطل السكتة الدماغية تدفق الدم إلى مناطق الدماغ التي تتحكم في حركة العضلات أو الإحساس. ونتيجة ذلك، لم تعد المنطقة المصابة من الدماغ قادرة على إرسال أو استقبال الإشارات المناسبة إلى أجزاء الجسم المقابلة.

2. صعوبة في التحدُّث أو فهم الكلام

السكتات الدماغية التي تؤثر على مراكز اللغة في الدماغ، مثل منطقة «بروكا» (المسؤولة عن إنتاج الكلام) أو منطقة «فيرنيك» (المسؤولة عن فهم الكلام) تُعطل مسارات الاتصال، ما يؤدي إلى صعوبات في التحدث بوضوح أو فهم الآخرين. ويمكن أن يؤدي هذا إلى الكلام غير الواضح أو عدم القدرة على إيجاد الكلمات الصحيحة.

3. مشكلات الرؤية

إذا حدثت السكتة الدماغية في أي مكان على طول المسار البصري (أي الفص القذالي، أو العصب البصري، أو المسارات البصرية أو العين نفسها) فقد تتسبب في عدم وضوح الرؤية أو ازدواجيتها، أو حتى فقدان جزئي، أو كامل للرؤية في إحدى العينين أو كلتيهما.

4. صداع شديد

يرتبط هذا عادةً بالسكتات الدماغية النزفية، ويحدث هذا لأن النزيف في المخ يزيد من الضغط داخل الجمجمة.

5. الدوخة أو فقدان التوازن

عندما تؤثر السكتة الدماغية على المناطق الخلفية من المخ (مثل المخيخ أو جذع الدماغ) التي تتحكم في التوازن والتنسيق، فقد يؤدي ذلك إلى ظهور أعراض الدوخة والدوار

6. صعوبة المشي

يمكن أن تؤثر السكتات الدماغية على الحركة في الساقين، إما من خلال الضعف أو الشلل في عضلات الساق نفسها (بسبب تلف القشرة الحركية) وإما بسبب مشكلات التوازن الناجمة عن تضرر وظيفة المخيخ.

ما أسباب السكتات الدماغية؟

يعتمد السبب الأساسي على نوع السكتة الدماغية، كما يقول الدكتور نيفاجدا، ولكنها تتعلق عموماً بمشكلات تؤثر على الدورة الدموية أو الأوعية الدموية. وتشمل الأسباب الرئيسية:

أسباب السكتة الدماغية الإقفارية

تصلب الشرايين: ضيق الشرايين بسبب تراكم الكوليسترول في لويحات.

جلطات الدم: تنشأ غالباً من القلب، وهي شائعة بشكل خاص لدى الأفراد الذين يعانون من عدم انتظام ضربات القلب، ويُسمى «الرجفان الأذيني».

أسباب السكتة الدماغية النزفية

ارتفاع ضغط الدم: يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم لفترة طويلة إلى إضعاف جدران الأوعية الدموية، ما يجعلها أكثر عرضة للتمزق.

تمدد الأوعية الدموية: وهي مناطق ضعيفة أو رقيقة في جدران الأوعية الدموية يمكن أن تنتفخ وتتمزق.

وفي هذا الصدد، تقول مايفا ماي، المديرة المساعدة في جمعية السكتة الدماغية: «يمكن الوقاية مما يصل إلى 80 إلى 90 في المائة من جميع السكتات الدماغية، وتشير الأدلة إلى أن العمل على خفض ضغط الدم يمكن أن يُقلل بشكل كبير من المخاطر التي تشكلها على الصحة».

مَن الأكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية؟

العوامل التالية تؤثر بشكل كبير على الإصابة بالسكتة الدماغية:

العمر: تحدث السكتات الدماغية بشكل أكثر شيوعاً لدى الأفراد الذين تزيد أعمارهم على 55 عاماً.

الجنس: الرجال أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية من النساء.

العرق: الأشخاص من أصل أفريقي كاريبي معرضون لخطر زائد.

الحالات الطبية: تزيد الحالات المزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وارتفاع نسبة الكوليسترول والرجفان الأذيني من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية.

نمط الحياة: يسهم التدخين والإفراط في تناول الكحول والسمنة والسكري وقلة النشاط البدني في زيادة الخطر.

كيف يتم علاج السكتات الدماغية؟

يعتمد علاج السكتات الدماغية على نوع السكتة الدماغية ومدى سرعة حصول المريض على الرعاية الطبية. وفيما يلي طرق العلاج الأساسية:

السكتة الدماغية الإقفارية:

أدوية إذابة الجلطات: يمكن لهذه الأدوية إذابة جلطات الدم واستعادة تدفق الدم. وهي فعالة فقط عند إعطائها في غضون ساعات قليلة من ظهور الأعراض، وعادة ما تصل إلى 4.5 ساعة.

استئصال الخثرة الميكانيكي: يتضمن هذا الإجراء استخدام قسطرة لإزالة الجلطة جسدياً، اعتماداً على حالة المريض، وموقع الجلطة نفسها. ومن الجدير بالذكر أن هذا الإجراء الرائد معترف به بوصفه واحداً من أكثر الإجراءات المفيدة في الطب حالياً.

السكتة الدماغية النزفية:

الجراحة: في حالات النزيف الشديد، قد تكون الجراحة ضرورية لإصلاح الأوعية الدموية التالفة أو إزالة الدم الزائد من الدماغ لتخفيف الضغط داخل الجمجمة.

الإجراءات الوعائية: يمكن استخدام هذه التقنيات قليلة التدخل لإغلاق الأوعية النازفة، أو لإصلاح تمدد الأوعية الدموية، لتقليل خطر حدوث تمزقات تمدد الأوعية الدموية في المستقبل.

إعادة التأهيل: بعد العلاج الأولي، يحتاج كثير من الناجين من السكتة الدماغية إلى إعادة التأهيل لاستعادة الوظائف المفقودة. قد يشمل ذلك العلاج الطبيعي وعلاج النطق، للمساعدة في استعادة القوة والقدرة على الحركة والتنسيق ومهارات الاتصال.

تغييرات نمط الحياة: غالباً ما يتضمن العلاج طويل الأمد تعديلات نمط الحياة لتقليل خطر الإصابة بالسكتات الدماغية في المستقبل. ويشمل ذلك اتباع نظام غذائي أكثر صحة، وزيادة النشاط البدني وإدارة الإجهاد والالتزام بالأدوية الموصوفة لحالات مثل مرض السكري والرجفان الأذيني وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول.


مقالات ذات صلة

«أوزمبيك» و«ويغوفي» يظهران نتائج واعدة في تخفيف آلام الركبة

صحتك علب من أدوية «أوزمبيك» و«ويغوفي» (رويترز)

«أوزمبيك» و«ويغوفي» يظهران نتائج واعدة في تخفيف آلام الركبة

أثبتت دراسة كبيرة أن عقار «سيماغلوتيد»، المضاد للسكري والذي يتم تسويقه تحت اسمي «أوزمبيك» و«ويغوفي»، قد يخفف من آلام الركبة الناتجة عن هشاشة العظام.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن )
صحتك مصابة بالسرطان (رويترز)

«اختراق هائل» في علاج سرطان الثدي قد يضاعف مدة البقاء على قيد الحياة

توصلت دراسة جديدة إلى أن «اختراقاً هائلاً» في علاج دوائي جديد لسرطان الثدي المتقدم العدواني، قد يضاعف مدة بقاء المريضات على قيد الحياة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك خبراء يشجعون على العودة بقوة إلى ارتداء الأقنعة في اليابان (أ.ب)

دعوة للعودة إلى الكمامات... ازدياد حالات «الالتهاب الرئوي المتنقل» في اليابان

يحثُّ الخبراءُ السكانَ في اليابان على ارتداء الأقنعة، حيث يحارب الأطباء أسوأ تفشٍ «للالتهاب الرئوي المتنقل» منذ أكثر من 20 عاماً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق هبة القواس في إحدى حفلاتها (الشرق الأوسط)

«سيمفونية الأمل» بالرياض... تناغم فني بين أوركسترا «البولشوي» و«المارينسكي»

في أجواء فنية وموسيقية بديعة تضامناً مع مرضى السيلياك، رعى الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي، فعالية «سمفونية الأمل» التي استضافتها الرياض.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
يوميات الشرق يعتقد المجتمع العلمي أن تحفيز الدماغ يمكن أن يعدل بالفعل الدماغ النائم (أرشيفية - رويترز)

أجهزة جديدة قابلة للارتداء تستهدف الدماغ لتحسين النوم

تعد الأدوات الجديدة التي تستهدف الدماغ بتسريع عملية بدء النوم، وتحسين مدة ونوعية الراحة، بمستقبل كبير.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

دعوة للعودة إلى الكمامات... ازدياد حالات «الالتهاب الرئوي المتنقل» في اليابان

خبراء يشجعون على العودة بقوة إلى ارتداء الأقنعة في اليابان (أ.ب)
خبراء يشجعون على العودة بقوة إلى ارتداء الأقنعة في اليابان (أ.ب)
TT

دعوة للعودة إلى الكمامات... ازدياد حالات «الالتهاب الرئوي المتنقل» في اليابان

خبراء يشجعون على العودة بقوة إلى ارتداء الأقنعة في اليابان (أ.ب)
خبراء يشجعون على العودة بقوة إلى ارتداء الأقنعة في اليابان (أ.ب)

يحثُّ الخبراءُ السكانَ في اليابان على ارتداء الأقنعة، حيث يحارب الأطباء أسوأ تفشٍ «للالتهاب الرئوي المتنقل» منذ أكثر من 20 عاماً، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

تم الإبلاغ عن نحو 6 آلاف إصابة بهذه الحالة، المعروفة رسمياً باسم «الميكوبلازما الرئوية»، حتى الآن هذا العام، بارتفاع يزيد على 10 أضعاف عن العام السابق، وأعلى رقم منذ بدء التسجيل في عام 1999.

الأطفال معرَّضون بشكل خاص للإصابة بهذا المرض التنفسي، الذي ينتشر عن طريق الرذاذ، وفقاً لـ«المعهد الوطني الياباني للأمراض المعدية (NIID)».

تشهد اليابان عادة ارتفاعاً في حالات الالتهاب الرئوي هذا كل 5 سنوات أو نحو ذلك، لكن الخبراء قلقون بشأن شدة تفشي المرض الحالي.

يُعرف الالتهاب باسم «الالتهاب الرئوي المتنقل»؛ لأن فترة حضانته الطويلة، بالإضافة إلى أعراضه الخفيفة نسبياً، تسمح لحامليه بنشر المرض قبل الشعور بتوعك قوي.

وينتشر هذا المرض بشكل خاص بين الأطفال والشباب، مما دفع الخبراء إلى التحذير من أنه قد يتفشى على نطاق واسع في المدارس، قبل أن ينقله الأطفال المصابون إلى منازلهم.

ولمكافحة انتشار المرض، شجَّع خبراء من 5 جمعيات طبية يابانية، بما في ذلك «الجمعية اليابانية لأمراض الجهاز التنفسي»، على العودة بقوة إلى ارتداء الأقنعة، وتحسين التهوية الداخلية.

وقال موكاي هيروشي، أستاذ في جامعة ناغازاكي وعضو «الجمعية اليابانية لأمراض الجهاز التنفسي»: «يجب على الناس أن يكونوا دقيقين في اتخاذ الاحتياطات الأساسية لوقف انتشار المرض، مثل ارتداء الأقنعة وغسل اليدين».

مخاوف من مقاومة الأدوية

يعاني معظم الأشخاص الذين يصابون بالعدوى من أعراض طفيفة فقط ويتعافون تماماً. ومع ذلك، يمكن أن يؤدي الالتهاب الرئوي المتنقل إلى مرض طويل الأمد، والحاجة للاستشفاء ومضاعفات شديدة، مثل التهاب الدماغ (تورم المخ).

قد يسبب أيضاً تفاقم مشكلات الجهاز التنفسي الموجودة بالفعل، بما في ذلك الربو والتليف الكيسي، والتهاب القلب والكلى. في حالات نادرة، قد يؤدي أيضاً إلى الوفاة.

أكدت وزارة الصحة والعمل والرفاهية اليابانية أن كثيراً من المرضى يحملون سلالات مقاومة للمضادات الحيوية. يتم حثُّ المرضى على طلب مزيد من المساعدة الطبية إذا استمرّت أعراضهم بعد الانتهاء من المضادات الحيوية الموصوفة.

التحدي الإضافي الذي تفرضه مثل هذه الحالات، هو أن المضادات الحيوية؛ مثل «الكينولون»، و«التتراسيكلين»، التي من غير المرجح أن تكون البكتيريا مقاومةً لها، قد تسبب آثاراً جانبية شديدة عند الأطفال.