7 أشياء لا يفعلها أطباء الأذن

يعاني آلاف الأشخاص من فقدان السمع المفاجئ كل عام (رويترز)
يعاني آلاف الأشخاص من فقدان السمع المفاجئ كل عام (رويترز)
TT

7 أشياء لا يفعلها أطباء الأذن

يعاني آلاف الأشخاص من فقدان السمع المفاجئ كل عام (رويترز)
يعاني آلاف الأشخاص من فقدان السمع المفاجئ كل عام (رويترز)

من السهل أن نعد سمعنا وصحة أذنينا أمراً مسلَّماً به. لكن في الحقيقة هناك كثير من السلوكيات التي تبدو غير ضارة؛ لكنها قد تسبب أضراراً لا يمكن إصلاحها. وقد يستغرق ظهور التأثير السلبي لهذه الأفعال سنوات.

ولحسن الحظ، هناك طرق للحفاظ على صحة أذنيك مع تقدمك في السن، وفقاً لما ذكرته صحيفة «هافينغتون بوست».

ويبين الأطباء المتخصصون في هذا المجال الأشياء التي لا يفعلونها أبداً، من أجل صحة آذانهم. ومنها التالي:

لا يغادرون المنزل دون سدادات للأذن:

قالت الدكتورة ماورا كوسيتي، مديرة معهد الأذن التابع لمستشفى نيويورك للعيون والأذن، لصحيفة «هاف بوست»: «لا أخرج من المنزل أبداً دون زوج من سدادات الأذن في حقيبتي... وفي حين أنه قد يكون من السهل تذكر حماية الأذن عند الذهاب إلى مكان مثل حفل موسيقي داخلي، فإن هناك كثيراً من المواقف التي نتعرض فيها لضوضاء عالية بشكل غير متوقع وتكون ضارة».

وأكدت أن فقدان السمع الناجم عن الضوضاء أمر شائع جداً ولا يمكن عكسه. ولهذا السبب فإن الوقاية هي المفتاح للحفاظ على صحة السمع وطول العمر.

قال الدكتور كيني لين، اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى «هيوستن ميثوديست»: «سواء كان الأمر يتعلق بحضور حفل موسيقي أو حدث رياضي، أو تشغيل آلات ثقيلة، أو إطلاق النار بسلاح ناري، فإنني أوصي دائماً باستخدام وسائل حماية السمع».

وأضاف: «إن حماية آذاننا من التعرض للضوضاء الصاخبة هي العامل الأكثر أهمية القابل للتعديل، لحماية سمعنا من فقدانه الناجم عن الضوضاء. لذلك أحتفظ بسدادات الأذن للحفلات الموسيقية في صندوق سيارتي الداخلي، حتى يسهل الوصول إليها عندما أجد نفسي في حدث قد يكون صاخباً بشكل غير مريح».

لا يسافرون بالطائرة وهم يعانون من احتقان الأنف دون اتخاذ احتياطات:

قال الدكتور برادلي ب. بلوك، اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة ومقدم برنامج «دليل الطبيب للطبيب»: «لن أسافر بالطائرة أبداً إذا كنت أعاني من احتقان الأنف، دون استخدام مزيل الاحتقان أو سدادات الأذن الخاصة بالسفر؛ لأن السفر بالطائرة مع احتقان الأنف يمكن أن يجعل من الصعب موازنة أو (فرقعة) الأذنين، لذلك عندما تهبط الطائرة، يمكن أن يكون الأمر مؤلماً للغاية، ويؤدي إلى تجمع السوائل في الأذن أو تمزق طبلة الأذن».

في الواقع، يمكن أن يؤدي السفر بالطائرة أثناء احتقان الأنف إلى تفاقم أعراض «أذن الطائرة»؛ لأن أجزاء من الأذن لا تعمل بشكل جيد. لذا إذا لم تتمكن من تجنب السفر بالطائرة، فتأكد من استخدام مزيل الاحتقان لتحسين وظيفة الأنف.

وينصح بلوك أيضاً بشراء سدادات أذن مخصصة للسفر، والتي تحتوي على مرشحات تحد من كمية الهواء المتدفق عبر أذنيك، لمنحها مزيداً من الوقت للتكيف مع التغيرات في الضغط.

لا يتجاهلون فقد وضعف السمع:

قال طبيب الأنف والأذن والحنجرة، الدكتور سريكانت تشيروكوري، إنه لن يتجاهل فقدان السمع أبداً. في حين أن التغيرات المفاجئة في السمع قد تشير إلى مشكلة أخرى، إلا أن فقدان السمع الذي يحدث بشكل تدريجي بمرور الوقت يجب معالجته أيضاً.

وقال تشيروكوري: «ربطت دراسات كثيرة فقدان السمع غير المعالج بارتفاع خطر الإصابة بالاكتئاب، والقلق والعزلة الاجتماعية وزيادة خطر السقوط».

وأشار أيضاً إلى دراسة أجرتها جامعة «جونز هوبكنز» وجدت أن الخرف كان أكثر انتشاراً بنسبة 61 في المائة لدى الأشخاص الذين يعانون من فقدان السمع، وأن استخدام المعينات السمعية أدى إلى انخفاض انتشار الخرف بنسبة 32 في المائة.

لا ينظفون آذانهم:

وقال بلوك: «لن أنظف أذني أبداً. فالأذن تنظف نفسها. يحتوي الجسم على نظام لصنع الشمع ودفعه للخارج، وعادةً لا يتراكم الشمع إذا تُرك بمفرده. الغرض من الشمع هو حماية الأذنين من الماء، لذا فإن إزالته ستترك الأذنين عرضة للتلف الناتج عن الماء».

في الواقع، من دون شمع وقائي مناسب، يمكن أن يؤدي دخول الماء إلى أذنك لعدوى مؤلمة تسمى التهاب الأذن الخارجية.

وقال بلوك: «يمكن أن تؤدي إزالة الشمع أيضاً إلى ترك الأذنين جافتين ومتقشرتين مع حكة. ويمكن أن يؤدي تنظيفها أيضاً إلى دفع الشمع إلى الداخل، أو خدش القناة، أو إتلاف طبلة الأذن».

إذا كنت قلقاً بشأن تراكم الشمع الزائد في أذنك، أو فقدان السمع المفاجئ، فاستشر طبيباً يمكنه فحص أذنيك بحثاً عن أي مشكلات، ومساعدتك في تنظيفها.

وتذكر: لا تضع أبداً أعواداً قطنية في أذنيك.

لا يستمعون إلى الموسيقى الصاخبة و«البودكاست» من خلال سماعات الأذن:

بقول الدكتور روبرت ساتالوف، أستاذ ورئيس قسم طب الأنف والأذن والحنجرة، وجراحة الرأس والرقبة، في كلية الطب بجامعة دريكسل: «إن أجهزة الاستماع الشخصية تخلق مشكلات كنا على دراية بها لعقود من الزمان، منذ ظهور جهاز Sony Walkman لأول مرة. تحتوي بعض الأجهزة الأحدث على محددات صوت، لذلك لا يمكنها إتلاف آذاننا. ومع ذلك، إذا كنت تستمع من خلال سماعات الأذن وكانت الموسيقى عالية بما يكفي، بحيث يعرف الشخص المجاور لك ما تستمع إليه، فهناك أمر خطير محتمل».

وقال بلوك إنه لا يزال يستخدم سماعات الأذن؛ لكنه حث على توخي الحذر أيضاً. وأضاف: «تتمثل إحدى مزايا سماعات الرأس وسماعات الأذن الحديثة في أنها تحجب الأصوات المحيطة، لذلك لا نحتاج إلى الاستماع بصوت عالٍ جداً. ومع ذلك، نظراً لأن مكبرات الصوت القوية معبأة في تلك الأجهزة الصغيرة، فلن أستمع أبداً إلى سماعات الرأس أو سماعات الأذن بأعلى مستوى للصوت».

لا يستخدمون حماية غير مناسبة للأذن

تجنَّب استخدام وسائل حماية غير مناسبة للأذن عند التعرض للضوضاء المتوقعة، كما قال ساتالوف. «تتمتع وسائل حماية الأذن بتصنيف تقليل الضوضاء، ويجب أن يكون الصوت الذي يصل إلى طبلة أذنك أقل من 85 ديسيبل، لذا إذا كنت ستتعرض لفترة متواصلة من الوقت لصوت يزيد على 90 أو 95 ديسيبل، فيجب عليك ارتداء وسائل حماية للأذن».

لا يتناولون الأدوية التي تؤثر على السمع ويبحثون عن خيارات بديلة:

قال ساتالوف: «كلما أمكن، تجنب تناول الأدوية، حتى الأدوية الموصوفة طبياً التي تسبب ضرراً للأذن، مما يعني أنها قد تلحق الضرر بالأذنين. فمعظم الأدوية التي تسبب ذلك تسبب فقداناً دائماً للسمع لا يمكن للأشخاص التعافي منه».

تشمل الأدوية السامة للأذن بعض المضادات الحيوية وأدوية العلاج الكيميائي، والتي ليست دائماً الخيارات الوحيدة المتاحة في السوق، لذا تحدث إلى طبيبك حول هذا التأثير الجانبي المحتمل.

أوصى ساتالوف قائلاً: «من المعقول أن تسأل الأطباء عما إذا كان الدواء ساماً للأذن، وإذا كان كذلك فاسألهم عما إذا كانت هناك بدائل. في بعض الحالات توجد بدائل».


مقالات ذات صلة

دراسة: نصف النساء في أفريقيا سيعانين من السمنة بحلول عام 2030

صحتك السمنة تزيد مخاطر السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب (جامعة ولاية واشنطن)

دراسة: نصف النساء في أفريقيا سيعانين من السمنة بحلول عام 2030

قالت صحيفة «الغارديان» البريطانية إن دراسة حديثة أجراها الاتحاد العالمي للسمنة خلصت إلى أن ما يقرب من نصف النساء في أفريقيا سيعانين من السمنة أو زيادة الوزن.

صحتك 7 حقائق عن غازات البطن

7 حقائق عن غازات البطن

قد يستغرب البعض، لكنها حقيقة تُؤكدها المصادر الطبية، وهي أن عدد مرات إخراج الغازات يتراوح ما بين 12 إلى 25 مرة في اليوم لدى الإنسان «الطبيعي»

د. عبير مبارك (الرياض)
صحتك هل يصبح ارتفاع ضغط الدم ظاهرة منتشرة لدى الأطفال؟

هل يصبح ارتفاع ضغط الدم ظاهرة منتشرة لدى الأطفال؟

على الرغم من أن ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال pediatric hypertension لا يُعد من الأمراض الشائعة في مرحلة الطفولة، فإنه في ازدياد مستمر.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك أغذية خالية من الغلوتين وغنية بالألياف

أغذية خالية من الغلوتين وغنية بالألياف

ترتبط الأنظمة الغذائية الغنية بالألياف بانخفاض خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

جولي كورليس (كمبردج - ولاية ماساتشوستس الأميركية)
صحتك «الحزَّاز المسطَّح»... علاجات موجهة واعدة

«الحزَّاز المسطَّح»... علاجات موجهة واعدة

يُعد الحزَّاز المسطح (Lichen Planus) من الأمراض الجلدية الالتهابية المزمنة ذات الطبيعة المناعية الذاتية، التي تؤثر في الجلد والأغشية المخاطية

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)

7 حقائق عن غازات البطن

7 حقائق عن غازات البطن
TT

7 حقائق عن غازات البطن

7 حقائق عن غازات البطن

قد يستغرب البعض، لكنها حقيقة تُؤكدها المصادر الطبية، وهي أن عدد مرات إخراج الغازات يتراوح ما بين 12 إلى 25 مرة في اليوم لدى الإنسان «الطبيعي»، وخاصة الذي يتناول وجبات طعام «صحية» جداً. وقد يزداد ذلك العدد وفق نوعية مكونات الطعام اليومي، وخاصة مع تناوله مزيداً من «الأطعمة الصحية». كما يُمكن أن يختلف ذلك العدد من يوم لآخر لدى نفس الشخص وفق اختلاف نوعية مكونات طعامه اليومي.

أسرار غازات البطن

وتضيف تلك المصادر الطبية أن كمية الغازات التي يُمكن أن يتم إخراجها في 24 ساعة تتراوح ما بين 0.6 و1.8 لتر. ولا يُوجد فارق مهم بين كمية غازات البطن لدى الصغار، مقارنة بالكبار في السن، كما لا يُوجد فارق مهم في كمية الغازات ما بين الذكور والإناث.

وتضيف أن إخراج غازات البطن عملية فسيولوجية طبيعية، أسوة بتناول الطعام والتنفس، والهدف منها تخفيف ألم ضغط كمية الغازات تلك على توسع جدران القولون. ويُخرج الناس كمية أكبر من الغاز لاشعورياً عندما يكونون نائمين، دون أن يتأثر لديهم بذلك الاستغراق في النوم.

ولكن هذا فقط ليس ما قد يثير الانتباه حول غازات البطن وكيفية التعامل معها، بل إليك المعلومات الـ7 الأخرى التالية عنها:

1. مصدر الغازات

الغازات التي يسبب بقاؤها وإخراجها إزعاجاً لكثيرين، ليس مصدرها الرئيسي هو غازات المعدة التي يبتلعها المرء مع مضغ الطعام أو مضغ العلك أو مع اللعاب أو ضمن مكونات المشروبات الغازية، لأن الجسم يعمل على إخراجها عبر التجشؤ، وما يتسرب منها إلى الأمعاء الدقيقة يتم امتصاصه، ولا يصل من تلك الغازات إلى القولون إلا كميات ضئيلة.

ولكن المصدر الرئيسي لغازات البطن هو ما يتم تكوينه في القولون بفعل «البكتيريا الصديقة»، وذلك حينما تعمل تلك البكتيريا الصديقة على هضم وتفتيت «أنواع معينة» من السكريات التي تصل إلى القولون بهيئتها الطبيعية. وهو ما يتسبب بتكوين غازات نتيجة عملية الهضم تلك. وسبب وصول تلك السكريات بـ«هيئتها الطبيعية» إلى القولون هو أن الأمعاء الدقيقة لدى الشخص لم تتمكن بالأصل من هضمها، إما بسبب مشكلة مرضية في الأمعاء أو بسبب أن «أمعاء البشر» لا تمتلك بالأساس القدرة على هضم أنواع محددة من السكريات.

ولذا، ثمة «أنواع معينة» من الأطعمة التي تحتوي على تلك السكريات، يتسبب تناولها بالغازات لدى غالبية الناس. وثمة أطعمة أخرى تحتوي على «أنواع أخرى» من السكريات التي قد يتسبب تناولها بالغازات لدى بعض منهم فقط. وعليه، فإن الغازات ليس مصدرها تناول الدهون أو البروتينات، بل «أنواع معينة» من السكريات.

السكريات المعقدة والكبريت

2. سكريات الرافينوز (Raffinose)

هي أحد أهم أنواع السكريات المعقدة التي يصعب على أمعاء الإنسان هضمها، وينتج عن ذلك كثير من الغازات. وتوجد سكريات الرافينوز في الفول، والفاصوليا الجافة، واللوبيا الجافة، والحمص، والعدس، والحبوب الكاملة، والهليون، والبروكلي، والملفوف. ولذا، فإن نقع البقول، كالفول والفاصوليا الجافة والحمص، في الماء لمدة تتراوح ما بين 24 و 48 ساعة قبل الطهي، يُسهم في تحلل هذه السكريات التي لا تقوى أمعاء الإنسان على هضمها، والتي تُصدر منها بكتيريا القولون غازات البطن. وهي الوسيلة الفضلى لتقليل احتمالات تسبب تناول تلك البقول بالغازات.

وسكر الفركتوز هو أيضاً من أنواع السكريات التي قد تتسبب بمستويات عالية من تكوين الغازات. وهو السكر الذي يُوجد في التفاح والمشمش والتين والمانغو والكمثرى والبطيخ والبصل والخرشوف والقمح. وكذلك الحال مع سكريات الألياف القابلة للذوبان في الماء، وتوجد في الفاصوليا المجففة والفول والحمص والمكسرات وأنواع من الفاكهة المجففة والطازجة، وسكريات الألياف غير القابلة للذوبان في الماء، وتوجد في الخضراوات الجذرية ونخالة القمح وعدد آخر من المنتجات النباتية، وسكريات نشا الكربوهيدرات المعقدة، الموجودة في الذرة والقمح والبطاطا. وأيضاً سكر السوربيتول (Sorbitol) أحد أنواع السكريات الكحولية المُنتجة من سكر الغلوكوز، الذي يُستخدم كمحليات صناعية تُضاف إلى أنواع العلك والحلويات.

3. الرائحة الكريهة

نحو 99 بالمائة من الغازات التي يتم إخراجها مكونة من النيتروجين والأوكسجين وثاني أكسيد الكربون والهيدروجين، وهي في الغالب ليست لها رائحة أصلاً. ولكن نسبة ضئيلة جداً منها، لا تتجاوز 1 بالمائة، قد تتسبب بإعطاء الغازات التي يتم إخراجها رائحة كريهة (رائحة شبيهة برائحة البيض الفاسد) نتيجة احتوائها على عنصر الكبريت، مثل غاز هيدروجين الكبريت (Hydrogen Sulfide). والبروكلي من أنواع الخضار الغنية بالكبريت، وكذلك ملفوف الكرنب وهيليون الأسبرغس والثوم والبصل ومشروبات البيرة، التي تحتوي كمية عالية من الكبريت. وهناك أيضاً أطعمة غير نباتية غنية بالكبريت، مثل أنواع من الجبن الأصفر المطبوخ كجبن الشيدر، والبيض، وأنواع من اللحوم والأعضاء الحيوانية كالكبد، وأنواع من لحوم الأسماك. وهذه الأطعمة غير النباتية الغنية بالكبريت ليست هي السبب في الغازات، بل في تغير رائحة الغازات.

حالات مرضية

4. اضطرابات الأمعاء وحساسية الغلوتين

تفيد المصادر الطبية قائلة ما ملخصه: «ثمة حالات مرضية يحصل فيها اضطراب قدرات الأمعاء الدقيقة على هضم أنواع من السكريات البسيطة أو المعقدة، التي بالأصل لدى الأمعاء الدقيقة قدرة على هضمها، ولا يتسبب تناولها بالغازات لدى الإنسان الطبيعي. ولكن عند اضطراب قدرات الأمعاء الدقيقة على هضمها، تصل هذه السكريات البسيطة أو المعقدة إلى القولون، دون أن يتم هضمها وتفتيتها وامتصاصها في الأمعاء الدقيقة، وتتسبب بالغازات في القولون.

ومن أسباب ذلك حدوث أمراض في أجزاء الجهاز الهضمي المسؤولة عن هضم السكريات، ما يتطلب مراجعة الطبيب. وكذلك مشكلة زيادة تكوين الغازات مع تغير رائحتها لدى الأشخاص الذين لديهم حساسية من مادة الغلوتين (Gluten Intolerance)، وهي مادة بروتينية توجد في أنواع من الحبوب. ونتيجة للالتهابات في الأمعاء بفعل حساسية الغلوتين، لا يتم هضم السكريات بكفاءة في الأمعاء الدقيقة، ما يُؤدي إلى وصولها إلى القولون. وفي حالات الإمساك المزمن وأنواع من الالتهابات المزمنة في القولون يحصل تراكم نمو الميكروبات في القولون، وترتفع احتمالات تكوين الغازات، وقد يُرافق الأمر إخراج غازات كريهة الرائحة.

5. صعوبة هضم الحليب

نحو 70 بالمائة من البالغين على مستوى العالم لا توجد لديهم قدرة كاملة على إنتاج ما يكفي من الإنزيم الذي يعمل على هضم سكر الحليب ومشتقات الألبان بشكل تام، ولذا يمكن أن يسبب تناولهم منتجات الألبان انزعاجاً كبيراً نتيجة زيادة تكوين الغازات والانتفاخ والإسهال. وللتوضيح، فإن الأشخاص المُصابين بحالة «عدم تحمّل الحليب» (Lactose Intolerance) لديهم اضطراب في قدرة هضم سكريات اللكتوز بالحليب، ما يؤدي إلى هضم البكتيريا له في القولون، وبالتالي زيادة إنتاج الغازات. ولهؤلاء ربما يكون الحل هو تناول لبن الزبادي.

كما أن مرضى متلازمة القولون العصبي، التي يُعاني منها نحو 15 بالمائة من البالغين، كذلك هم أكثر عُرضة للمعاناة من الغازات عبر آليات عدة، إضافة إلى الأعراض الأخرى لتلك الحالة كالإسهال أو الإمساك أو تعاقب كليهما أو ألم البطن أو انتفاخ البطن. وقد يتسبب تناول بعض أنواع الأدوية إما بزيادة إخراج الغازات أو بتغير رائحة الغازات عبر آليات عدة، كتأثير تناول أنواع من المضادات الحيوية في تغير البيئة البكتيرية داخل القولون. كما قد تحدث زيادة الغازات وسوء رائحتها عند تناول أدوية خفض الوزن التي تعمل على خفض امتصاص الأمعاء للدهون، وأدوية ضبط السكر التي تعيق امتصاص الأمعاء للسكريات، وأدوية مضادات الالتهاب اللاستيرودية المسكنة للألم (NSAID) كالبروفين، وبعض أنواع أدوية تليين الإخراج، وبعض أنواع أدوية خفض الكوليسترول.

المصدر الرئيسي لها هو ما يتم تكوينه في القولون بفعل «البكتيريا الصديقة»

آلام وعلاجات

6. آلام الغاز الزائد

يقول أطباء «كليفلاند كلينك»: «عندما يتراكم الغاز الزائد في أمعائك، يمكن أن يتراوح الشعور من عدم الراحة الخفيف إلى الألم الشديد. ولا يقتصر الإحساس دائماً على جزء واحد من بطنك، بل يمكن أن يُشعر الغاز المحبوس بألم أو ضغط في أماكن مختلفة في جميع أنحاء جذع جسمك. ويمكن أن يُشعر ألم الغاز بما يلي:

- الامتلاء أو الضغط (الانتفاخ) في بطنك. أحياناً، يبدو بطنك أكبر أو منتفخاً بشكل واضح.

- ألم حاد أو طعن أو وجع خفيف في بطنك.

- ألم أو ضغط أو انزعاج في جانبك الأيمن أو الأيسر (ألم الخاصرة).

- ألم أو ضغط أو انزعاج في الجزء العلوي أو السفلي من ظهرك.

- ألم أو ضغط أو انزعاج في صدرك.

- وقد تبدو هذه الأعراض مربكة، لأن الحالات الأكثر خطورة التي تؤثر على أعضائك يمكن أن تسبب ألماً وانزعاجاً مماثلين.

ويمكن أن يسبب الغاز المحبوس في جانبك الأيسر ألماً في الصدر يسهل الخلط بينه وبين نوبة قلبية. بينما يمكن أن يحاكي الغاز المحبوس في جانبك الأيمن الألم الناتج عن حصوات المرارة أو التهاب الزائدة الدودية. إذا كانت لديك أي أسئلة على الإطلاق حول ما إذا كان الألم الذي تعاني منه ناجماً عن الغازات أو حالة خطيرة، فاستشر مقدم الرعاية الصحية.

7. معالجة زيادة تكوين الغازات

تكون مبنية على السبب في «زيادة» تكوينها أو في «استمرار» الحرج منها. وأولى الخطوات هو محاولة المرء التعرف على الأطعمة التي تتسبب في حدوث مشكلات الغازات لديه، والتخفيف من تناولها. وإذا كانت أطعمة صحية من الضروري تناولها، مثل أنواع البقول أو الأطعمة الغنية بالألياف، فقد يُفيد تناولها بشكل متدرج أو الحرص على طهوها بطريقة تقلل من وجود السكريات فيها، كنقع البقول لمدة أطول قبل طهوها مثل الفول أو الفاصوليا الجافة. كما يجدر الحرص على الأكل ببطء، ومضغ الطعام جيداً، وتقليل مضغ العلكة، ومصّ الحلويات الصلبة، والشرب من خلال الماصّة، والامتناع عن التدخين. وكذلك، فإن ممارسة التمارين الرياضية له دور مهم، لأن النشاط البدني يساعد في تحريك الغازات خلال القناة الهضمية.

وحينما يكون السبب مرضياً، مثل حالات سوء الامتصاص في الأمعاء (Malabsorption) أو سوء الهضم (Maldigestion) فإن الأمر يتطلب معالجة، ربما تتضمن أخذ عينة من بطانة الأمعاء الدقيقة. أما إذا كان ثمة اضطراب في عملية إفراغ المعدة، أو سرعة مرور الطعام من خلال الأمعاء الدقيقة، أو ارتفاع تكاثر نمو البكتيريا في الأمعاء لأسباب عدة، فثمة معالجات، إما دوائية أو جراحية، ملائمة وفق الحاجة الطبية. وإذا كان السبب نقصاً في إنزيمات معينة، كإنزيم هضم الحليب، فإن من المفيد تناول مكملات إنزيم اللاكتوز الغذائية، وفق إرشادات الطبيب.

* استشارية في الباطنية