«الصحة العالمية» تحذّر من زيادة لدغات الأفاعي حول العالم

ثعبان بمعهد بوتانتان في ساو باولو البرازيلية 27 أغسطس 2021 (رويترز)
ثعبان بمعهد بوتانتان في ساو باولو البرازيلية 27 أغسطس 2021 (رويترز)
TT

«الصحة العالمية» تحذّر من زيادة لدغات الأفاعي حول العالم

ثعبان بمعهد بوتانتان في ساو باولو البرازيلية 27 أغسطس 2021 (رويترز)
ثعبان بمعهد بوتانتان في ساو باولو البرازيلية 27 أغسطس 2021 (رويترز)

حذّرت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، من أن لدغات الأفاعي تقتل عشرات الآلاف من الأشخاص حول العالم سنوياً، لكنها أشارت إلى النقص الكبير في مضادات السموم المستخدَمة لمعالجة المصابين.

وقال خبير الأفاعي في منظمة الصحة العالمية، ديفيد ويليامز، خلال مؤتمر صحافي في جنيف: «إن زيادة الأمطار الغزيرة والفيضانات في بعض أنحاء العالم بسبب تغيّر المناخ تزيد من خطر التعرض للدغات»، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية». وتحدُث معظم الحالات في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، وفق منظمة الصحة العالمية.

ولا إحصاءات موثوقة في هذا المجال، لكن منظمة الصحة العالمية تقدّر أن ما بين 1,8 و2,7 مليون شخص يتعرّضون كل عام للدغات الثعابين السامة التي تتسبّب بوفاة ما بين 81 ألفاً و138 ألف شخص كل عام، بمعدل وفاة واحدة كل 4 إلى 6 دقائق، وهذه الأرقام هي بلا شك أقل من الواقع.

غير أن ديفيد ويليامز توقّف خصوصاً عند الآثار اللاحقة التي يعاني منها الناجون بعد التعرّض للدغات. وأوضح أن «نحو 240 ألف شخص يصابون سنوياً بإعاقات نتيجة لدغات الثعابين، وأكثر من ثلثهم من الأطفال».

وتقول منظمة الصحة العالمية إن لدغات الثعابين السامة يمكن أن تسبّب شللاً قد يمنع التنفس، واضطرابات في الدم تؤدي إلى نزيف مُمِيت، وفشل كلوي دائم، وتلف في الأنسجة يمكن أن يؤدي إلى إعاقة دائمة، وبتر الأطراف.

وأشار ويليامز إلى النقص الشديد في مضادات السموم بالكثير من المناطق الأكثر تضرراً حول العالم، مستشهداً بأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى التي لا تتم تغطية احتياجاتها السنوية إلا بنسبة 2,5 في المائة فقط.

وفي عام 2019 أوضحت منظمة الصحة العالمية أنه منذ ثمانينات القرن العشرين توقفت مختبَرات كثيرة عن تصنيع هذه العلاجات، ما تسبَّب في نقص فادح في أفريقيا وبعض الدول الآسيوية.

تغيّر المناخ

وتتصدّر الهند قائمة الدول الأكثر تضرراً من لدغات الثعابين؛ إذ تقضي فيها هذه الحوادث على 58 ألف شخص في المعدل سنوياً، كما تُسجّل حوادث كثيرة من هذا النوع في بنغلاديش وباكستان المجاورتين، وفق ويليامز.

وأوضحت المنظمة التابعة للأمم المتحدة أن التغير المناخي يهدّد بتعديل الخريطة العالمية للدغات الثعابين.

وقالت: «تماماً كما سيؤثر تغيّر المناخ على التجمعات البشرية، فإنه سيتسبّب أيضاً في تغيّرات في توزيع الثعابين السامة وكثرتها، ما قد يُجبر بعض الأنواع على الانتقال إلى بيئات جديدة، حيث ستكون على احتكاك بأشخاص لم يصادفوا وجودها من ذي قبل».

وتحاول المنظمة توقُّع هذه التغيّرات لمساعدة البلدان التي يُحتمل أن تتأثر في الاستعداد للوضع.

وأوضح ويليامز أن الأمطار الغزيرة والفيضانات التي تزداد تواتراً وشدةً تحت تأثير تغيّر المناخ تزيد من خطر لدغات الثعابين، ضارباً المثال بنيجيريا، وهي دولة أفريقية «تعاني حالياً من نقص خطير في مضادات السموم، بسبب الازدياد الكبير في حالات لدغات الثعابين بسبب الفيضانات».

وأضاف: «رأينا الشيء نفسه يحدث في الفيضانات الكبيرة الأخيرة بباكستان»، متطرقاً أيضاً إلى وضع مشابه في بورما وبنغلاديش وجنوب السودان.

وتُضطر الثعابين إلى مشاركة البشر في المناطق غير المغمورة بالمياه، ما يؤدي إلى مزيد من الاحتكاكات بين الجانبين.

وفي عام 2019، وضعت منظمة الصحة العالمية استراتيجية تهدف إلى خفض حالات الوفاة والعجز الناجمة عن لدغات الثعابين بنسبة 50 في المائة بحلول عام 2030، ودعت بشكل خاص إلى زيادة إنتاج الأمصال.

ويُتوقع أن تنشر منظمة الصحة العالمية إحصائيات حول هذا الموضوع في نهاية العام، لكن «للأسف، أدّت جائحة كوفيد إلى تأخير تنفيذ العمل بشكل كبير... واضطرت بلدان كثيرة إلى إعادة تحديد أولوياتها»، وفق ويليامز الذي دعا إلى تعويض الوقت الضائع في هذا المجال.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة

صحتك طفل مصاب بجدري القردة يتلقى الرعاية الصحية (أ.ب)

«الصحة العالمية»: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة

قالت منظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، إن تفشي جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي عاملا صحة يعتنيان بمصابة جراء الحرب في أحد مستشفيات لبنان 15 يوليو 2024 (أ.ب)

الصحة العالمية: مقتل 226 عاملاً صحياً ومريضاً في لبنان منذ بدء حرب 7 أكتوبر

قالت منظمة الصحة العالمية، اليوم (الجمعة)، إن 226 عاملاً صحياً ومريضاً قُتلوا في لبنان، فيما أصيب 199 آخرون جراء الهجمات الإسرائيلية منذ اندلاع الحرب.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
أوروبا أطفال مصابون بجدري القرود في الكونغو عام 1970 (منظمة الصحة العالمية)

«الصحة العالمية» تعطي الترخيص لأول لقاح لجدري القردة للأطفال

أصدرت «منظمة الصحة العالمية» ترخيصاً لاستخدام أول لقاح ضد جدري القردة للأطفال.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي فلسطينيون يتجمعون في موقع غارة إسرائيلية في ساحة مستشفى الأقصى في دير البلح بقطاع غزة 9 نوفمبر 2024 (أ.ب)

«الصحة العالمية»: إسرائيل رفضت 4 بعثات إمداد لـ«مستشفى كمال عدوان» في قطاع غزة

قالت منظمة الصحة العالمية إن إسرائيل رفضت «بشكل تعسفي» خلال الأيام العشرة الماضية دخول 4 بعثات من المنظمة لإرسال فرق طبية وإمدادات لـ«مستشفى كمال عدوان» في غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك أبرز «إعلان جدة» دور المنظمات الرباعية في تقديم الدعم اللازم للحكومات (واس)

«إعلان جدة» يدفع قُدماً الأجندة العالمية لمقاومة مضادات الميكروبات

تعهَّدت الدول الأعضاء في «إعلان جدة» بتحقيق أهداف الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن مقاومة مضادات الميكروبات بحلول عام 2030.

إبراهيم القرشي (جدة)

دراسة: بطانة الرحم المهاجرة والأورام الليفية قد تزيد خطر الوفاة المبكرة

أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة (متداولة)
أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة (متداولة)
TT

دراسة: بطانة الرحم المهاجرة والأورام الليفية قد تزيد خطر الوفاة المبكرة

أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة (متداولة)
أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة (متداولة)

تشير دراسة أميركية موسعة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضةً للوفاة المبكرة.

وكتب باحثون في «المجلة الطبية البريطانية» أن الحالتين الشائعتين بين النساء مرتبطتان بمخاطر أكبر مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وبعض أنواع السرطان، لكن تأثيرهما على احتمال الوفاة قبل سن السبعين لا يزال غير واضح، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

وتتبعت الدراسة نحو 110 آلاف امرأة كانت أعمارهن تتراوح بين 25 و42 عاماً في عام 1989، ولم يكن لديهن تاريخ في استئصال الرحم أو أمراض القلب والأوعية الدموية أو السرطان. وعانت حوالي 12 ألف امرأة من بطانة الرحم المهاجرة، وهي حالة مزمنة تسبب ألماً نتيجة نمو نسيج مشابه لبطانة الرحم خارج الرحم، بينما عانت 21 ألفاً و600 حالة من أورام ليفية، وهي أورام غير سرطانية تتكون في جدار الرحم.

وتوفيت 4356 امرأة قبل بلوغ سن السبعين على مدى الثلاثين عاماً التالية.

وكانت المعدلات السنوية للوفاة المبكرة بأي سبب، حالتي وفاة من بين كل ألف امرأة مصابة ببطانة الرحم المهاجرة و1.4 من كل ألف امرأة لم تكن مصابة بهذه الحالة.

وبعد احتساب عوامل الخطر مثل العمر ومؤشر كتلة الجسم والنظام الغذائي والنشاط البدني والتدخين، ارتبطت بطانة الرحم المهاجرة بارتفاع خطر الوفاة المبكرة بنسبة 31 بالمائة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى السرطانات النسائية.

وارتبطت الأورام الليفية الرحمية بازدياد خطر الوفاة المبكرة من السرطانات النسائية، لكن ليس بمعدل أعلى من الوفاة لأي سبب.

وخلص الباحثون إلى أن «هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية أن يأخذ مقدمو الرعاية الأولية هذه الاضطرابات النسائية في الاعتبار عند تقييمهم صحة المرأة».