الآباء غير الأصحاء قد ينقلون خطر الإصابة بأمراض القلب إلى بناتهم

لجأ الباحثون إلى نماذج حيوانية حيث قاموا بهندسة فئران وراثية تحتوي على نسخة معيبة من الجين (شاترستوك)
لجأ الباحثون إلى نماذج حيوانية حيث قاموا بهندسة فئران وراثية تحتوي على نسخة معيبة من الجين (شاترستوك)
TT
20

الآباء غير الأصحاء قد ينقلون خطر الإصابة بأمراض القلب إلى بناتهم

لجأ الباحثون إلى نماذج حيوانية حيث قاموا بهندسة فئران وراثية تحتوي على نسخة معيبة من الجين (شاترستوك)
لجأ الباحثون إلى نماذج حيوانية حيث قاموا بهندسة فئران وراثية تحتوي على نسخة معيبة من الجين (شاترستوك)

كشفت دراسة علمية حديثة أن الآباء الذين يتبعون نظاماً غذائياً غنياً بالكوليسترول قد يزيدون خطر إصابة بناتهم بأمراض القلب.

ووفقاً لمجلة «نيوزويك» فإن فريقا من العلماء من جامعات كاليفورنيا ونيفادا ويوتا، وجد أن الذكور الذين تغذوا بنظام غذائي مرتفع الكوليسترول نقلوا هذا الخطر إلى الإناث من ذريتهم، حيث زادت لديهن احتمالية الإصابة بأمراض القلب.

وتعد أمراض القلب، والمعروفة بأمراض القلب والأوعية الدموية (CVD)، السبب الرئيسي للوفيات في الولايات المتحدة والعالم. وعلى الرغم من أن الدراسات السابقة ركزت على تأثير النظام الغذائي للأمهات الحوامل على صحة الأبناء، فإن هذه الدراسة الأولى من نوعها التي تتناول تأثير غذاء الأب على صحة ذريته.

صرح البروفسور تشانغ تشنغ تشو، عالم الطب الحيوي والمؤلف الرئيسي للدراسة: «كان يُعتقد سابقاً أن الحيوانات المنوية تسهم فقط في نقل الجينوم أثناء الإخصاب. ولكن أظهرت دراساتنا الحديثة أن النظام الغذائي غير الصحي والعوامل البيئية الأخرى يمكن أن تؤثر على الحمض النووي الريبي (RNA) في الحيوانات المنوية، مما يؤدي إلى نقل هذه التغييرات إلى الجيل التالي».

والحمض النووي الريبي (RNA) يشبه في تركيبه الحمض النووي (DNA)، ويلعب دوراً رئيسياً في نقل المعلومات الجينية.

وأوضحت الدراسة أن التغييرات التي تحدث في (RNA) للفئران التي تغذت بنظام غذائي غني بالكوليسترول أثرت في ذريتها، مما زاد من خطر الإصابة بأمراض القلب لدى الإناث.

وأضاف تشو: «يجب على الرجال الذين يخططون لإنجاب أطفال أن ينتبهوا إلى نظامهم الغذائي، حيث يبدو أن هذه العوامل قد تؤثر على صحة ذريتهم».

وأظهرت التجارب أن إناث الفئران الصغيرة التي وُلدت لآباء تغذوا على نظام غذائي غني بالكوليسترول عانت من زيادة في خطر الإصابة بتصلب الشرايين، وهو تراكم للويحات الدهنية في الشرايين، ما يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.

وعلى الرغم من النتائج المقلقة، فإن العلماء لا يزالون غير متأكدين من سبب تأثير هذا النظام الغذائي على الإناث فقط، مشيرين إلى ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لاستكشاف هذا الرابط.


مقالات ذات صلة

احذروا حَمْل الإيصالات الورقية لـ10 ثوانٍ!

يوميات الشرق كم حملناها وأطلنا ولم ننتبه (غيتي)

احذروا حَمْل الإيصالات الورقية لـ10 ثوانٍ!

حذَّر باحثون صحيون من مادة كيميائية تُستخدم في الإيصالات الورقية، وهي مادة مثبطة للغدد الصماء، مؤكدين أنَّ الجلد يمتصّها بسرعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك التنكس البقعي يصيب ملايين الأشخاص حول العالم (رويترز)

حقن الذهب في العين قد يكون مستقبل الحفاظ على البصر... ما القصة؟

قد يبدو غبار الذهب في العين علاجاً غير مألوف، لكن دراسة جديدة أُجريت على الفئران في الولايات المتحدة تُظهر أن هذا النهج قد يُعالج التنكس البقعي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك ما أفضل طرق الصيام؟ (بابليك دومين)

الصيام المتقطع لإنقاص الوزن... ما أفضل الطرق وكيف تختار ما يناسبك؟

يحظى الصيام بتأييد المشاهير والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي واختصاصيي التغذية، ولا يزال يكتسب شعبيةً واسعةً كنظام غذائي صحيّ.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الدراسة كشفت عن صلة مُقلقة بين استهلاك الدجاج ومعدل الوفيات الإجمالي وسرطان الجهاز الهضمي (أ.ب)

دراسة تحذر: تناول هذه الكمية من الدجاج أسبوعيا يزيد خطر الوفاة بـ27%

لطالما أُشيد بالدجاج كبديل صحي للحوم الحمراء والمصنعة، التي رُبطت بمرض السكري وأمراض القلب والعديد من أنواع السرطان.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك متسابقون يركضون أثناء تنافسهم في ماراثون بوسطن بالولايات المتحدة (أ.ف.ب)

خاصة بمنتصف العمر... لماذا يُعد الجري أسوأ طريقة لإنقاص الوزن؟

تتكرر القصة كل عام جديد؛ حيث يُطلق لقب «عدّاءو يناير» على من يقررون ممارسة الجري في الأسبوع الأول من يناير.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

دراسة تحذر: تناول هذه الكمية من الدجاج أسبوعيا يزيد خطر الوفاة بـ27%

الدراسة كشفت عن صلة مُقلقة بين استهلاك الدجاج ومعدل الوفيات الإجمالي وسرطان الجهاز الهضمي (أ.ب)
الدراسة كشفت عن صلة مُقلقة بين استهلاك الدجاج ومعدل الوفيات الإجمالي وسرطان الجهاز الهضمي (أ.ب)
TT
20

دراسة تحذر: تناول هذه الكمية من الدجاج أسبوعيا يزيد خطر الوفاة بـ27%

الدراسة كشفت عن صلة مُقلقة بين استهلاك الدجاج ومعدل الوفيات الإجمالي وسرطان الجهاز الهضمي (أ.ب)
الدراسة كشفت عن صلة مُقلقة بين استهلاك الدجاج ومعدل الوفيات الإجمالي وسرطان الجهاز الهضمي (أ.ب)

لطالما أُشيد بالدجاج كبديل صحي للحوم الحمراء والمصنعة، التي رُبطت بمرض السكري وأمراض القلب والعديد من أنواع السرطان.

لكن دراسة جديدة كشفت عن وجود صلة مُقلقة بين استهلاك الدجاج ومعدل الوفيات الإجمالي وسرطان الجهاز الهضمي، ولا تحتاج لتناول كمية كبيرة للتعرض للخطر، وفقاً لصحيفة «نيويورك بوست».

في عام 2015، أعلنت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية أن اللحوم الحمراء - مثل لحم البقر ولحم العجل ولحم الخنزير ولحم الضأن ولحم الخيل والماعز - «ربما تكون مسببة للسرطان لدى البشر»، في حين تم استبعاد الدواجن كعامل خطر.

تُعرّف الإرشادات الغذائية للأميركيين الدجاج بأنه «طعام فاخر» لغناه بالبروتين وانخفاض محتواه من الدهون مقارنةً باللحوم الحيوانية الأخرى. وتقترح الجمعية الأميركية للدواجن (DGA) حصة قياسية من الدجاج مقدارها 100 غرام (3.5 أونصة)، وتوصي بتناوله من مرة إلى ثلاث مرات أسبوعياً.

ومع ذلك، وجد باحثون إيطاليون مؤخراً أن الأشخاص الذين يتناولون أكثر من 300 غرام من الدجاج أسبوعياً، أو أقل بقليل من أربع حصص، هم أكثر عرضة للوفاة لأي سبب بنسبة 27 في المائة مقارنةً بمن يتناولون أقل من 100 غرام (أكثر بقليل من حصة واحدة).

كيف توصل العلماء إلى ذلك؟

جمع باحثون من المعهد الوطني لأمراض الجهاز الهضمي في إيطاليا بياناتٍ عن الأنظمة الغذائية لـ 4 آلاف و869 بالغاً، وتابعوا صحتهم لمدة 19 عاماً.

سُجِّل طول المشاركين ووزنهم وضغط دمهم، بالإضافة إلى معلوماتٍ عن عاداتهم الغذائية. ومن خلال المقابلات، قدّم المشاركون معلوماتٍ عن خلفيتهم الديموغرافية وصحتهم العامة وأسلوب حياتهم وتاريخهم الطبي.

طُلب منهم الإبلاغ عن كمية الدواجن واللحوم الحمراء وإجمالي اللحوم التي استهلكوها. ثم رُتِّبت هذه البيانات في أربعة مستوياتٍ من استهلاك البروتين.

من بين 1028 مشاركاً توفوا خلال فترة الدراسة، شكّلت اللحوم البيضاء (الأرانب والدواجن) حوالي 41 في المائة من استهلاكهم الأسبوعي من اللحوم، بينما شكّلت الدواجن 29 في المائة من هذا الإجمالي.

كان من تناولوا أكثر من 300 غرام من الدواجن أسبوعياً أكثر عرضة للوفاة بسرطان الجهاز الهضمي بمقدار 2.27 مرة مقارنةً بمن تناولوا أقل من 100 غرام.

ومن المثير للاهتمام أن الباحثين وجدوا أن الخطر يزداد مع زيادة كمية اللحوم البيضاء، وكان أعلى مقارنةً بتناول نفس الكمية من اللحوم الحمراء.

كان هذا الخطر أعلى لدى الرجال منه لدى النساء؛ فالرجال الذين تناولوا أكثر من 300 غرام من الدواجن أسبوعياً كانوا أكثر عرضة للوفاة بسرطان الجهاز الهضمي بمقدار 2.6 مرة مقارنةً بمن تناولوا أقل من 100 غرام.

وقال الباحثون: «أظهرت نتائجنا أن الرجال أكثر عرضة للوفاة بسرطان الجهاز الهضمي من النساء لنفس النسبة من الدواجن المستهلكة».

يعتقد الباحثون أن اختلاف الهرمونات، وتحديداً وجود هرمون الإستروجين لدى الإناث، قد يؤثر على قدرة الجسم على استقلاب العناصر الغذائية والإصابة ببعض الأمراض.

لماذا يرتبط الدجاج بارتفاع معدل الوفيات؟

لا يزال فريق البحث غير واضح بشأن سبب زيادة استهلاك اللحوم البيضاء لخطر الإصابة بالسرطان، لكنهم يعتقدون أن هذا الارتفاع قد يُعزى جزئياً إلى الإفراط في طهي الدجاج.

ويفترضون أن طهي لحم صدور الدجاج قد يُنتج مستويات عالية من المواد المُطَفِّرة، التي تُسبب طفرات جينية. علاوة على ذلك، قد يُسهم الإنتاج والمعالجة الصناعية للدجاج في زيادة خطر الإصابة بالسرطان.

يمكن للمبيدات الحشرية المُستخدمة في الأعلاف و/أو الأدوية أو الهرمونات المُعطاة للدجاج أن تُخلِّف بقايا سامة، مما يُعرِّض المستهلكين لمواد مُسرطنة.

ويختار الكثيرون الدجاج العضوي لتقليل التعرض المُحتمل لهذه المواد الكيميائية.