تمارين تُساعد المُسنّات في السيطرة على السلس البولي

آمنة وغير مكلفة ويمكن ممارستها في المنزل

اليوغا وتمارين التمدُّد فعالة لمواجهة سلس البول (جامعة ستانفورد)
اليوغا وتمارين التمدُّد فعالة لمواجهة سلس البول (جامعة ستانفورد)
TT

تمارين تُساعد المُسنّات في السيطرة على السلس البولي

اليوغا وتمارين التمدُّد فعالة لمواجهة سلس البول (جامعة ستانفورد)
اليوغا وتمارين التمدُّد فعالة لمواجهة سلس البول (جامعة ستانفورد)

كشفت دراسة أميركية عن أنّ النساء الأكبر سناً اللواتي يعانين سلس البول، يمكنهن الاستفادة من ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة بانتظام، بما فيها اليوغا وتمارين التمدُّد وتقوية العضلات.

وأظهرت الدراسة التي قادها علماء من كلية الطب في جامعتَي ستانفورد وكاليفورنيا أنّ هذه التمارين تقدّم فوائد علاجية مشابهة للأدوية المستخدمة لعلاج السلس البولي، ونُشرت النتائج، الجدمعة، في دورية «Annals of Internal Medicine».

والسلس البولي هو حالة طبية تتمثّل في فقدان السيطرة على المثانة، مما يؤدّي إلى تسرب غير مرغوب فيه للبول. ويمكن أن يكون السلس ناتجاً عن عوامل عدّة، بما فيها ضعف عضلات قاع الحوض، والتغيّرات الهرمونية، أو الضغط على المثانة من الأعضاء المجاورة.

ويعاني المصابون بالسلس البولي من الحاجة المتكرّرة والعاجلة للتبوّل، وأحياناً من تسرّب البول عند السعال أو العطس أو ممارسة النشاط البدني، وهذه الحالة تؤثر في أكثر من نصف النساء بمنتصف العمر و80 في المائة من النساء في سنّ الثمانين، ويمكن أن تؤدّي إلى مشكلات أخرى، مثل العزلة الاجتماعية وكسور العظام الناتجة عن السقوط، وتؤثّر بشكل كبير في جودة الحياة والأنشطة اليومية.

وخلال الدراسة، قيّم الباحثون تأثير ممارسة تمارين اليوغا وتمارين التمدُّد والتقوية لمواجهة هذه الحالة لدى السيدات المُسنّات.

واليوغا هي مجموعة من الوضعيات البدنية التي تركز على تحسين المرونة، والقوة، والتوازن، وتعزيز الاسترخاء من خلال التنفس العميق والتأمُّل. أما تمارين التمدُّد، فتعمل على زيادة مرونة العضلات والمفاصل من خلال إطالتها تدريجياً، بينما تركز تمارين تقوية العضلات على تحسين قوة العضلات الأساسية مثل عضلات البطن والظهر والأرداف من خلال تدريبات مقاومة متنوعة.

وبعد 12 أسبوعاً من ممارسة تمارين اليوغا، شهدت المجموعة التي مارستها انخفاضاً بنحو 65 في المائة في نوبات السلس. وأظهرت مجموعة أخرى، مارست تمارين التمدد والتقوية، تحسُّناً مماثلاً.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة بجامعة ستانفورد، الدكتورة ليزلي سوباك، إنّ الدراسة استخدمت نوعاً من اليوغا التي يمكن لأي شخص ممارسته مع تعديلات ليتناسب مع القدرات البدنية المختلفة للسيدات.

وأضافت عبر موقع الجامعة، أنّ اليوغا أو تمارين التمدُّد وتقوية العضلات كانت فعالة جداً في مواجهة نوبات السلس، وآمنة وغير مكلفة، ولا تتطلّب طبيباً، ويمكن ممارستها في المنزل.

ووفق الباحثين، يُعد هذا البحث جزءاً من جهود أوسع لتحديد علاجات غير دوائية منخفضة التكلفة ومن دون مخاطر، لعلاج هذا المشكلة الصحية الشائعة بين النساء المُسنّات.


مقالات ذات صلة

نصائح لتصبح ممارسة الرياضة عادة يومية

صحتك نصائح لتصبح ممارسة الرياضة عادة يومية

نصائح لتصبح ممارسة الرياضة عادة يومية

يعيش كثيرون منا أيامهم وهم يعانون من آلام الظهر وجفاف العينين وغيرهما من المتاعب الصحية بسبب كثرة الوقت الذي نمضيه أمام الشاشات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك فحوص تصوير مقطعي لشخص مصاب بألزهايمر (رويترز)

التلوث الضوئي في الليل قد يزيد خطر الإصابة بألزهايمر

حذرت دراسة من أن التعرض للتلوث الضوئي في الليل قد يزيد من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، وخاصة بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عاماً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك عبوة من عقار أوزمبيك في بريطانيا (رويترز)

دراسة: «أوزمبيك» يقلل من مخاطر أعراض فيروس كورونا

أفادت دراسة حديثة بأن الأشخاص الذين يستخدمون 2.4 مليغرام من عقار سيماغلوتيد أقل عرضة للإصابة بحالات شديدة من كوفيد-19 عند استخدام هذا الدواء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك قد تجعل التكنولوجيا الجديدة من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو -الظاهرة في الصورة- من السهل إلى حد بعيد مراقبة العلامات الصحية الحيوية للمرضى (شيشاو دينغ)

ابتكار رائد... ضمادة إلكترونية تمكِّنك من مراقبة صحتك عَبر «إصبعك»

طور المهندسون في جامعة كاليفورنيا سان دييغو لفافة إلكترونية للأصابع، تراقب مستويات المؤشرات الصحية المهمة باستخدام العَرَق فقط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أول حالة إصابة معروفة لشخص لم يسبق أن تعرض لحيوان مريض (أ.ب)

أول إصابة بشرية بإنفلونزا الطيور في أميركا من دون تعرض لحيوان مريض

أعلنت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إصابة شخص في ولاية ميسوري بإنفلونزا الطيور ليصبح أول حالة إصابة معروفة لشخص لم يسبق أن تعرض لحيوان مريض.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

التلوث الضوئي في الليل قد يزيد خطر الإصابة بألزهايمر

فحوص تصوير مقطعي لشخص مصاب بألزهايمر (رويترز)
فحوص تصوير مقطعي لشخص مصاب بألزهايمر (رويترز)
TT

التلوث الضوئي في الليل قد يزيد خطر الإصابة بألزهايمر

فحوص تصوير مقطعي لشخص مصاب بألزهايمر (رويترز)
فحوص تصوير مقطعي لشخص مصاب بألزهايمر (رويترز)

حذرت دراسة من أن التعرض للتلوث الضوئي في الليل قد يزيد من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، وخاصة بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عاماً. وقال الباحثون الذين أجروا الدراسة المنشورة في مجلة «Frontiers in Neuroscience» الجمعة، إنهم وجدوا ارتباطاً بين مناطق الولايات المتحدة ذات التعرض المفرط للضوء الاصطناعي في الليل وانتشار مرض ألزهايمر.

ووفقاً لصحيفة «غارديان» البريطانية، ففي الولايات المتحدة، توجد على الأقل 19 ولاية لديها تشريعات تهدف إلى الحد من تلوث الضوء، لكن مؤلفي الدراسة يقولون إنه رغم ذلك، فإن «مستويات الضوء في الليل تظل مرتفعة في العديد من أجزاء البلاد».

وأضافوا أنه في حين أن «أضواء الشوارع وإضاءة الطرق واللافتات المضيئة يمكن أن تردع الجريمة وتجعل الطرق أكثر أماناً وتعزز المناظر الطبيعية، إلا أن الضوء غير المتقطع يأتي بعواقب بيئية وسلوكية وصحية سيئة».

امرأة تعاني من مرض ألزهايمر (رويترز)

وقام الباحثون بتقييم انتشار مرض ألزهايمر من خلال النظر في متوسط ​​شدة الضوء الليلي حسب الولاية والمقاطعة في الولايات المتحدة من عام 2012 إلى عام 2018، باستخدام بيانات تلوث الضوء من الأقمار الاصطناعية وتقارير بيانات الرعاية الطبية لانتشار مرض ألزهايمر. كما قاموا بدمج البيانات الطبية حول المتغيرات المعروفة أو المعتقد أنها عوامل خطر لمرض ألزهايمر في تحليلهم.

وفي حين ارتبطت حالات مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وغيرها بشكل أقوى بانتشار مرض ألزهايمر من شدة الضوء الليلي، قال المؤلفون إن الضوء الليلي كان مرتبطاً بشكل أقوى بانتشار مرض ألزهايمر من «إدمان الكحول، وأمراض الكلى المزمنة، والاكتئاب، وفشل القلب، والسمنة».

وبالنسبة للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عاماً، كان التعرض للضوء الليلي مرتبطاً بشكل أقوى بانتشار مرض ألزهايمر من أي عامل مرضي آخر تم فحصه في الدراسة.

وقال الباحثون: «قد يشير هذا إلى أن الأشخاص الأصغر سناً قد يكونون حساسين بشكل خاص لتأثيرات التعرض للضوء في الليل» وذكرت روبن فويجت زوالا، الأستاذة في المركز الطبي لجامعة راش، وأحد مؤلفي الدراسة: «بعض الأنماط الجينية، التي تؤثر على مرض ألزهايمر المبكر، تؤثر على الاستجابة للضغوط البيولوجية التي قد تفسر زيادة التعرض لتأثيرات التعرض للضوء الليلي»، مضيفةً أن الشباب هم أيضاً أكثر عرضة للعيش في «مناطق حضرية ولديهم أنماط حياة قد تزيد من التعرض للضوء في الليل».

وقالت زوالا إنها تعتقد أن الضوء هو «العامل الأعظم الذي يؤثر على الإيقاعات اليومية للساعة الداخلية في أدمغتنا التي تشير إلى متى يجب أن نكون مستيقظين أو نائمين من خلال الاستجابة لتغيرات الضوء في بيئتنا».

ويؤدي التعرض للضوء في الليل إلى تعطيل هذه الإيقاعات، والتي تعتقد زوالا أنها تؤثر على مرض ألزهايمر. وقالت إن الدراسة أظهرت أن الاضطراب يقلل من المرونة، مما يجعل الأفراد أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. وتشير الدراسة إلى أن العيش في منطقة ذات ضوء خارجي أكثر كثافة في الليل يرتبط بمدة نوم أقصر وزيادة النعاس أثناء النهار وعدم الرضا عن جودة النوم.

وقال الدكتور جيسون كارلاويش، المدير المشارك لمركز الذاكرة في جامعة بنسلفانيا، والذي لم يشارك في الدراسة: «إن إحدى ركائز صحة الدماغ الجيدة، لحماية دماغك بمرور الوقت من الإصابة بالخرف، هي الحصول على نوم جيد»، مضيفاً: «لم يكن من المستغرب أن نرى أن التعرض للضوء في المساء الذي يمكن أن يكسر النوم مرتبط بالخرف» لكن كارلاويش أشار إلى أن الباحثين أنفسهم اعترفوا ببعض القيود والتحذيرات للدراسة في ورقتهم - بما في ذلك أن بيانات الرعاية الطبية مستمدة من أماكن إقامة الأفراد الحالية، ولا تعكس بالضرورة أماكن الإقامة مدى الحياة في هذه المناطق والتعرض للضوء بمرور الوقت.

ومع ذلك، قال كارلاويش إن الدراسة «تؤكد على أهمية إحدى ركائز صحة الدماغ».

واعترف الباحثون في الدراسة بأنهم قيّموا انتشار مرض ألزهايمر، وليس حدوثه، مما يعني أنهم قاسوا نسبة السكان الذين لديهم سمة محددة في وقت معين بدلاً من معدل الحالات الجديدة من المرض التي تحدث في السكان على مدى فترة.

ويقول الباحثون إنهم يأملون أن يجري الناس تغييرات سهلة في نمط حياتهم مثل استخدام الستائر المعتمة أو النوم بأقنعة العين.