للوقاية من الخرف... اتبع هذا النظام الغذائي

يتم تشخيص 10 ملايين حالة جديدة من الخرف حول العالم كل عام (أ.ف.ب)
يتم تشخيص 10 ملايين حالة جديدة من الخرف حول العالم كل عام (أ.ف.ب)
TT

للوقاية من الخرف... اتبع هذا النظام الغذائي

يتم تشخيص 10 ملايين حالة جديدة من الخرف حول العالم كل عام (أ.ف.ب)
يتم تشخيص 10 ملايين حالة جديدة من الخرف حول العالم كل عام (أ.ف.ب)

أظهرت دراسة جديدة أن تناول نظام غذائي مضاد للالتهابات يتكون من الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات، بدلاً من النظام الغذائي الذي يركز على اللحوم الحمراء والمعالجة والأطعمة فائقة المعالجة والمشروبات الغازية والبطاطس المقلية والآيس كريم، يقلل من خطر الإصابة بالخرف بنسبة 31 في المائة.

وبحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد حللت الدراسة الجديدة الأنماط الغذائية لأكثر من 84 ألف بالغ، تبلغ أعمارهم أكثر من 60 عاماً، ولا يعانون من الخرف، لكن بعضهم مصاب بمرض السكري من النوع الثاني أو أمراض القلب أو السكتة الدماغية.

وخلال 15 عاماً من المتابعة، تم سؤال كل شخص 5 مرات عن استهلاكه لـ206 أنواع من الطعام و32 مشروباً، تم تصنيفها وفقاً لمدى تسببها أو مقاومتها للالتهابات.

وتم فحص السجلات الطبية للمشاركين جميعاً خلال فترة الدراسة، لاكتشاف ما إذا كانت هناك أي ارتباطات بين تناول الأطعمة المسببة للالتهابات وتشخيص الخرف. بالإضافة إلى ذلك، خضع ما يقرب من 9 آلاف من المشاركين أيضاً لفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ.

تناول نظام غذائي يتكون من الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات يقلل من خطر الإصابة بالخرف (رويترز)

وأظهرت الفحوصات أن الأشخاص المصابين بأمراض القلب والسكري والسكتة الدماغية، والذين تناولوا أكبر قدر من الأطعمة المضادة للالتهابات، لديهم حجم أكبر من المادة الرمادية -مما يشير إلى انخفاض التنكس العصبي وخطر الإصابة بالخرف- وكثافة أقل بالمادة البيضاء، ما يدل على عدم إصابة الأوعية الدموية في الدماغ بأي ضرر، وذلك مقارنة بالأشخاص الذين تناولوا نظاماً غذائياً مسبباً للالتهابات.

وقالت أبيغيل دوف، المؤلفة الرئيسية للدراسة التي نُشرت في مجلة «جاما نتوورك أوبن»: «هذه الفائدة كانت واضحة حتى بالنسبة للأشخاص الذين تم تشخيصهم بالفعل بأمراض القلب والسكري والسكتة الدماغية. وهذا يدل على أنه حتى بعد أن يعاني المرء من مشكلة صحية مزمنة، فإن اتباع نظام غذائي عالي الجودة يوفر بعض الحماية للدماغ، مما يقلل ويؤخر علامات الخرف».

وكل عام يتم تشخيص 10 ملايين حالة جديدة من الخرف حول العالم، لكن تنوّع أنواع الخرف، وتداخُل الأعراض، يعقّد عملية التشخيص والعلاج الفعّال. ويُعد داء ألزهايمر السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بالخرف لدى كبار السن.


مقالات ذات صلة

الأخضر أم الأصفر أم الأحمر... ما التفاح الأفضل صحياً؟

صحتك التفاح بشكل عام مصدر رائع للألياف الغذائية والفيتامينات ومضادات الأكسدة (رويترز)

الأخضر أم الأصفر أم الأحمر... ما التفاح الأفضل صحياً؟

يتساءل كثير من الأشخاص عن الفارق بين ألوان التفاح المختلفة وما إذا كان أحدها أفضل من الناحية الصحية من غيره.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك شخص يُجري فحصاً لداء السكري (رويترز)

اللحوم الحمراء والدواجن قد تصيبك بالسكري

أثبتت دراسة جديدة أجرتها جامعة هارفارد وجود رابط بين عنصر أساسي في اللحوم الحمراء والدواجن والمأكولات البحرية وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق تلعب الأطعمة الموجودة في نظامك الغذائي اليومي دوراً رئيسياً في إطالة عمرك (رويترز)

ماذا يأكل المُعَمِّرون؟

تحدَّث 4 أشخاص تتراوح سنهم بين 99 عاماً وأكثر، مع شبكة «سي إن بي سي» عن نظامهم الغذائي والأطعمة التي يحرصون على تناولها بانتظام، وتلك التي يتجنبونها تماماً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق غسل الفاكهة قبل الأكل ليس كافياً لإزالة العديد من المبيدات الحشرية (رويترز)

غسل الفواكه ليس كافياً لإزالة المبيدات الحشرية

أشارت دراسة جديدة إلى أن غسل الفاكهة قبل الأكل ليس كافياً لإزالة العديد من المبيدات الحشرية والمواد الكيميائية السامة المستخدمة عادة في الزراعة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك فتيات يتناولن الآيس كريم على جسر ويستمنستر في لندن (إ.ب.أ)

دراسة: استخدام حليب الخيل والحمير في صناعة الآيس كريم أفضل للصحة

في العادة يُصنع الآيس كريم من حليب الأبقار والقشدة، لكنّ خبراء بولنديين قالوا إن استبدال حليب الخيل بنظيره حليب الأبقار سيجلب منافع صحية جمة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الجراحة المفتوحة تتفوق على التدخل بالمنظار في علاج سرطان عنق الرحم

يُنصح بإجراء جراحة مفتوحة بدلاً المنظار (شاترستوك)
يُنصح بإجراء جراحة مفتوحة بدلاً المنظار (شاترستوك)
TT

الجراحة المفتوحة تتفوق على التدخل بالمنظار في علاج سرطان عنق الرحم

يُنصح بإجراء جراحة مفتوحة بدلاً المنظار (شاترستوك)
يُنصح بإجراء جراحة مفتوحة بدلاً المنظار (شاترستوك)

يعد سرطان عنق الرحم الذي تصاب به نسبة كبيرة من النساء بين سن 35 و44، رابع أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء على مستوى العالم.

وأظهرت دراسة امتدت لـ5 سنوات، قادها باحثو مستشفى «هيوستن ميثوديست» ونُشرت نتائجها في «جورنال أوف كلينيكال أونكولوجي Journal of Clinical Oncology»، أن المريضات اللاتي يعانين سرطان عنق الرحم في مرحلة مبكرة واللواتي يخضعن لاستئصال الرحم الجذري المفتوح (open radical hysterectomy)، يلحظن نتائج أفضل بشكل كبير مقارنة بالمريضات اللواتي يخضعن لاستئصال الرحم الجذري الأقل توغلاً (minimally invasive radical hysterectomy).

وتقدم الدراسة أدلة أكثر تفصيلاً، تؤكد صحة التجربة الرائدة لمقاربة علاج سرطان عنق الرحم باستخدام تنظير البطن (Laparoscopic Approaches to Cervical Cancer (LACC، التي دفعت الشبكة الوطنية (الأميركية) الشاملة للسرطان لتغيير إرشاداتها، لتوصي بإجراء جراحة مفتوحة بدلاً من استئصال الرحم الجذري بالمنظار.

ويقول الدكتور بيدرو راميريز، المؤلف الأول للدراسة ورئيس قسم التوليد وأمراض النساء في مستشفى «هيوستن ميثوديست»: «تتمتع الإجراءات الأقل تدخلاً جراحياً بفوائد كبيرة عندما يتعلق الأمر بتقليل المضاعفات المحيطة بالجراحة، وإعادة الأشخاص إلى منازلهم واستعادة عافيتهم بشكل أسرع. ولكن عند التعامل مع السرطان، من المهم التأكد من أن الأنواع الجديدة من الإجراءات الجراحية لها نتائج طويلة الأمد لا تقل جودة - إن لم تكن أفضل - عن الأنواع الأقدم من الجراحة التي تحل محلها. الأمر الذي لاحظناه في معالجة سرطان عنق الرحم في مرحلة مبكرة، حيث لم تكن النتائج جيدة مع الجراحة الأقل توغلاً».

وأضاف د. راميريز أن الدراسة الجديدة من شأنها تعزيز النتائج التي جرى التوصل إليها من تجربة عام 2018، التي وصف نتائجها التحويلية بأنها «من الصعب المبالغة فيها». فقبل نشر تجارب مقاربة علاج سرطان عنق الرحم باستخدام منظار البطن، بلغت نسبة عمليات استئصال الرحم الجذرية المرتبطة بالمرض بأقل قدر من التدخل الجراحي نحو 75 في المائة. وأظهرت الدراسات الباحثة في التدخل الجراحي الأقل توغلاً، بالمقارنة مع استئصال الرحم الجذري المفتوح في حالات سرطان بطانة الرحم، أن إجراءات تنظير البطن (laparoscopic procedures) ارتبطت بمعدلات أقل من المضاعفات الجراحية، ونتائج فحوصات الأورام بعد 5 سنوات من إجرائها.

وتابع د. راميريز: «لسنا متأكدين لماذا نتائج الجراحة طفيفة التوغل لعلاج سرطان عنق الرحم أقل كفاءة مقارنة بالعلاجات الأخرى، ولكن هناك بعض النظريات العملية الجيدة التي قد تساعد على شرح ذلك. فمن ناحية، يظهر سرطان بطانة الرحم عادة على شكل ورم صغير للغاية محصور تماماً داخل حدود الرحم، في حين أن سرطان عنق الرحم هو عادة ورم خارجي أكبر حجماً على سطح عنق الرحم، مما يزيد من احتمال التعرض للحقل الجراحي».

ويشرح د. راميريز أنه قد يكون الأمر متعلقاً بالغاز المستخدم لتوسيع البطن، أو الأدوات التي تسمح بالكشف بشكل أفضل في أثناء الجراحة الأقل توغلاً، أو ضرورة سحب عنق الرحم عبر التجويف المهبلي لإزالته، الأمر الذي يمكن أن يزيد من احتمالية انسكاب الورم وانبثاثه. وتقوم دراسات قيد البحث على تحديد السبب الدقيق، ومعرفة ما إذا كانت هناك طرق أفضل لإجراء عمليات جراحية طفيفة التوغل دون هذه المخاطر.

ويضيف أنه، في الوقت الحالي، تملي أفضل الممارسات أن مريضات سرطان عنق الرحم لا ينبغي أن يخضعن لعمليات استئصال الرحم الجذرية بأقل تدخل جراحي، إلا إذا كن يشاركن في تجربة سريرية تحت مراقبة مجلس المراجعة المؤسسية الخاص بإدارة الغذاء والدواء (FDA’s Institutional Review Board). وأكد د. راميريز أنه من المهم أن ننشر الوعي حول نتائج هذه الدراسة، لأن هناك بعض مقدمي الخدمات الصحية لا يزالون يعتقدون أن المخاطر لا تنطبق عليهم أو على مرضاهم.

ويختم د. راميريز: «لسوء الحظ، ما زلت أرى مرضى بعد 5 سنوات من تغيير التوصيات، الذين قيل لهم إن الجراحة بأقل تدخل جراحي هي الخيار الأفضل واليوم يعانون سرطاناً كان قابلاً للشفاء، ولكن التدخل الخاطئ أدى لانتشاره في مختلف أنحاء جسدهم، وكل ما يمكننا فعله الآن هو محاولة إطالة بقائهم على قيد الحياة».