ضعف الحواس يزيد خطر الإصابة بالخرف

ما تجب معرفته وكيفية الحد من التأثيرات

السكتة الدماغية تحدث عندما يتوقف تدفق الدم إلى جزء من الدماغ (جامعة إيموري)
السكتة الدماغية تحدث عندما يتوقف تدفق الدم إلى جزء من الدماغ (جامعة إيموري)
TT

ضعف الحواس يزيد خطر الإصابة بالخرف

السكتة الدماغية تحدث عندما يتوقف تدفق الدم إلى جزء من الدماغ (جامعة إيموري)
السكتة الدماغية تحدث عندما يتوقف تدفق الدم إلى جزء من الدماغ (جامعة إيموري)

وفقاً لتقرير صدر الأسبوع الماضي من لجنة دولية تركز على الوقاية من الخرف، يعد فقدان السمع والبصر من المخاطر الكبيرة التي تواجه البالغين الأكبر سناً، فحتى الضعف الطفيف في هاتين الحاستين يؤدي إلى زيادة احتمالات الإصابة بالخرف.

ووفقاً لتقرير لصحيفة «نيويورك تايمز»، أن البالغين فوق سن الـ65 الذين يعانون من فقدان البصر لديهم خطر أكبر بنسبة 50 في المائة تقريباً للإصابة بالخرف، ولكن عند تصحيح هذه المشاكل، ينخفض هذا الخطر بشكل ملحوظ.

وأضيف ضعف البصر إلى قائمة العوامل القابلة للتعديل التي تؤثر على خطر الإصابة بالخرف. وتشمل هذه العوامل التدخين، والسكري، والعزلة الاجتماعية، وارتفاع ضغط الدم.

الارتباط بين فقدان الحواس والخرف

يقول الخبراء إن ضعف الحواس، سواء كان فقدان السمع أو البصر، يقلل من المدخلات التي تصل إلى الدماغ، مما يؤدي إلى ضمور مناطق معينة.

وأوضحت جيل ليفينغستون، أستاذة الطب النفسي في كلية لندن الجامعية، أن الدماغ يعمل بمبدأ «استخدمه أو أفقده»، مما يعني أن التحفيز الأقل يؤدي إلى ضمور أكبر.

والمنطقة المسؤولة عن معالجة المعلومات السمعية في الدماغ قريبة من المنطقة التي تتأثر بشدة بمرض الزهايمر، مما يوضح وجود ارتباط تشريحي.

وفي حين تتم معالجة المعلومات البصرية في جزء آخر من الدماغ، إلا أن استخدامها ينشط مناطق مختلفة، مما يساهم في الحفاظ على نشاط الدماغ.

العوامل الاجتماعية وتأثيرها على الصحة العقلية

يميل الأشخاص الذين يعانون من فقدان الحواس إلى العزلة الاجتماعية، وهو ما يساهم بشكل كبير في زيادة خطر الإصابة بالخرف.

أشارت ناتالي فيليبس، أستاذة علم النفس في جامعة «كونكورديا» إلى أن فقدان البصر يمكن أن يمنع الشخص من المشاركة في الأنشطة الاجتماعية، بينما فقدان السمع يمكن أن يجعله يشعر بالعزلة حتى عند وجوده في المناسبات الاجتماعية.

يتطور ألزهايمر ببطء ويتفاقم تدريجياً على مدار أعوام عدة وفي نهاية المطاف يؤثر على أغلب مناطق الدماغ (شاترستوك)

وتشير الأبحاث إلى وجود فوائد معرفية كبيرة لعلاج فقدان البصر والسمع. فقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في البصر، مثل إعتام عدسة العين، واعتلال الشبكية السكري، والتنكس البقعي، لديهم خطر متزايد للإصابة بالخرف. ومع ذلك، عند معالجة هذه الحالات واستعادة الرؤية، ينخفض هذا الخطر بشكل كبير. ويحمل فقدان السمع غير المصحح أيضاً خطراً كبيراً للإصابة بالخرف.

وأظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من فقدان السمع المصحح لديهم خطر أقل بنسبة 20 في المائة تقريباً من التدهور المعرفي مقارنة بالأشخاص الذين يعانون من فقدان السمع غير المصحح.

نشرت تجربة سريرية مؤخراً أكدت أن استخدام أجهزة السمع يقلل من التدهور المعرفي لدى كبار السن.

الخطوات الواجب اتخاذها

إذا كنت قلقاً بشأن فقدان السمع أو البصر، فإن الخطوة الأولى هي إجراء الفحص.

ويجب على الأشخاص زيارة طبيب العيون للحصول على فحص عيني موسع مرة في السنة، واختبار السمع يمكن إجراؤه عند اختصاصي السمع أو عبر تطبيقات اختبار السمع المجانية.

ومعالجة هذه المشاكل في وقت مبكر ستقلل من خطر الإصابة بالخرف وستحسن جودة الحياة اليومية.

تؤكد الدكتورة فيليبس أهمية معالجة فقدان الحواس من أجل تحسين نوعية الحياة والمشاركة الاجتماعية، مشيرة إلى أنه لا يوجد شيء لتخسره. ومن خلال فهم العلاقة بين فقدان الحواس والخرف، يمكن اتخاذ خطوات فعالة للحد من المخاطر وتحسين الحياة اليومية لكبار السن.


مقالات ذات صلة

صحتك استخدام الحوامل لمنتجات العناية الشخصية يؤدي إلى ارتفاع مستويات «المواد الكيميائية الأبدية» السامة في دمائهن (رويترز)

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

حذرت دراسة جديدة من الاستخدام الزائد لمنتجات العناية الشخصية مثل المكياج وخيط تنظيف الأسنان وصبغة الشعر بين النساء الحوامل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك صورة توضيحية تُظهر ورماً في المخ (أرشيفية)

الأول من نوعه... نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الدماغ

يفترض الباحثون أن شبكة الذكاء الاصطناعي التي تم تدريبها على اكتشاف الحيوانات المتخفية يمكن إعادة توظيفها بشكل فعال للكشف عن أورام المخ من صور الرنين المغناطيسي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الرجال المتزوجون يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب (رويترز)

الزواج يبطئ شيخوخة الرجال

أظهرت دراسة جديدة أن الرجال المتزوجين يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب، إلا إن الشيء نفسه لا ينطبق على النساء.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك شخص يُجري فحصاً لداء السكري (رويترز)

مرض السكري قد يسرّع من انكماش المخ

كشفت دراسة جديدة أن مرض السكري من النوع الثاني قد يؤدي إلى انكماش المخ بشكل سريع مع التقدم في العمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)
استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)
TT

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)
استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

وجدت دراسة حديثة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد غالباً في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

وحسب الدراسة التي أجريت في أكتوبر (تشرين الأول) ونُشرت في المجلة الدولية للسرطان، أنه كلما زاد انتشار دهون «أوميغا 3» و«أوميغا 6» بدم المشاركين في الدراسة، انخفض احتمال إصابتهم بالسرطان بشكل عام، فيما أشارت جمعية السرطان الأميركية إلى 14 نوعاً مختلفاً من السرطان، بما في ذلك القولون والمعدة والرئة والدماغ والمثانة، وغيرها.

وأوضح مؤلف الدراسة، الدكتور كايكسونغ كالفين يي، من قسم علم الوراثة بجامعة جورجيا الأميركية، أن هذه النتائج تؤكد ما أشارت إليه الدراسات السابقة، وقال: «كانت هناك تقارير سابقة حول الفوائد المحتملة للأحماض الدهنية (أوميغا 3) و(أوميغا 6) في الحد من الإصابة بالسرطان والوفيات»، وفقاً لما ذكره موقع «هيلث» المختص بأخبار الصحة.

ومع ذلك، أعلن يي أن البحث الجديد حاول تجنب بعض القيود التي فرضتها الدراسات السابقة، مثل الاعتماد على البيانات المبلغ عنها ذاتياً، واستخدام أحجام عينات صغيرة، والحد من عدد أنواع السرطان التي تم فحصها.

وأشار يي إلى أن «الأحماض الدهنية (أوميغا 3) تسهم بشكل أكبر في نمو الدماغ، والوظائف الإدراكية، وصحة القلب والأوعية الدموية»، أما «(أوميغا 6) فتسهم بشكل أكبر في وظائف المناعة وصحة الجلد».

ونظراً لأن الجسم لا ينتج دهون «أوميغا 3» و«أوميغا 6» بشكل طبيعي، فلا يمكنك الحصول عليها إلا من مصدر خارجي مثل الطعام.

وتشمل قائمة الأطعمة الغنية بـ«أوميغا 3»: سمك السلمون، الأنشوجة، السردين، الجوز، بذور الشيا، بذور الكتان وفول الصويا.

فيما تشمل الأطعمة الغنية بـ«أوميغا 6»: زيت عباد الشمس، الجوز، بذور اليقطين، بذور عباد الشمس، صفار البيض واللوز.