4 أسباب شائعة للمعاناة من الصداع في فصل الصيف

منها أشعة الشمس وبعض الأطعمة ووضعية الجسم الخاطئة

4 أسباب شائعة للمعاناة من الصداع في فصل الصيف
TT

4 أسباب شائعة للمعاناة من الصداع في فصل الصيف

4 أسباب شائعة للمعاناة من الصداع في فصل الصيف

في حين أن الصيف غالباً ما يكون وقتاً للمرح والاسترخاء، فإن من المهم تطوير العادات الصحية والحفاظ عليها خلال هذا الفصل.

وتعد ممارسة التمارين الرياضية باعتدال، وترطيب الجسم، وإدارة التوتر، أموراً ضرورية للحصول على أقصى استفادة من الصيف، وكذلك طوال العام.

«الصداع الصيفي»

ولكن ما قصة الصداع والصيف؟ لدرجة أن مصطلح «الصداع الصيفي» منتشر في الأوساط الطبية؛ حيث يبدأ كثيرون في الشكوى من المعاناة من الصداع في فصل الصيف.

والحقيقة أن الصداع قد يحصل في أي وقت من العام، في الليل أو النهار، ولكن فصل الصيف على وجه الخصوص قد يكون الأعلى تسبباً في ذلك الصداع المزعج. وثمة أسباب كثيرة لذلك.

ومن بين أسباب كثيرة لزيادة وتيرة الشعور بالصداع في فصل الصيف، وبشكل عملي دون التمادي في ذكر قائمتها الطويلة، ثمة 4 أسباب مهمة وشائعة تحفز نوبات الصداع لدى كثيرين في تلك الفترة من السنة. لذا فإن الاهتمام بالتغلب عليها يزيل نسبة عالية من نوبات الصداع الصيفي لديهم.

الشمس الساطعة

وإليك هذه الأسباب الأربعة:

1. أشعة الشمس الساطعة: عندما تخرج إلى أجواء الشمس الساطعة بالضوء والحرارة، حتى مع ارتدائك النظارات الشمسية الواقية، هل تجد أن السطوع يسبب ألماً في الرأس أو يجعلك تشعر بالسوء؟ هل تشعر أن عينيك حساستين آنذاك جداً للضوء؟

إذا كان ضوء الشمس الساطع يسبب لك الصداع، فقد تكون في الواقع تعاني من نوبة الصداع النصفي الحساسة للضوء (Light-Sensitive Migraine).

ويربط كثير من الأشخاص الصداع النصفي بأنه مجرد صداع، ولكن في الواقع فإن الصداع النصفي هو حالة عصبية تتميز غالباً بأعراض عديدة تتجاوز آلام الرأس، وقد يشمل ذلك حساسية الضوء أو الغثيان أو ضعف البصر، أو هالة «الأورا» (Aura) والمزيد.

ومن المثير للدهشة أنه يقال باستمرار إن ضوء الشمس مسبب للصداع النصفي، لذا فأنت لست وحدك إذا كان يسبب لك الصداع.

وفي الواقع، يشير ما يصل إلى 67 في المائة من الأشخاص المصابين بالصداع النصفي إلى الضوء الساطع (بما في ذلك ضوء الشمس) بوصفه محفزاً، وفقاً لدراسة «الصداع النصفي في أميركا 2016»، حتى أن بعض الخبراء ربطوا الضوء بوصفه محفزاً أكثر وضوحاً من النظام الغذائي أو التغيرات الهرمونية.

ويمكن أن يكون التأثير فورياً، فقد أظهرت الأبحاث أن التعرض لأشعة الشمس قد يستغرق ما لا يقل عن 5 إلى 10 دقائق ليؤدي إلى الصداع، أو نوبة الصداع النصفي لأولئك الذين لديهم حساسية الضوء.

والخطوة الوقائية الأهم، ارتداء نظارات شمسية مستقطبة (Polarized Sunglasses) إذ يقلل الاستقطاب من كمية الوهج والانعكاس التي تدخل العين. كما أنه يجعل العدسات أغمق بطبيعتها، وكلاهما يمكن أن يقلل من نوبات الصداع النصفي والصداع.

نصيحة إضافية: ابحث عن إطار يتمتع بحماية شاملة، ويمكنه منع الضوء المحيطي من التسلل والتسبب في الألم.

وضعية الجسم السيئة

2. وضعية الجسم الخاطئة: عندما تحدثت كلية الطب في جامعة هارفارد عن أضرار اتخاذ المرء وضعيات خاطئة لجسمه، قالت: «لدينا مشكلة وضعية الجسم Posture».

وسواء كانت تلك الوضعية نتيجة الجلوس الطويل، أو النظر إلى الهاتف الذكي، أو الاستلقاء على الأريكة، فإن الوضعية السيئة تلاحق الأشخاص من جميع المراحل السنية. ويشعر خبراء الصحة بالقلق من ذلك. وتقول ميغان ماركوفسكي، اختصاصية العلاج الطبيعي في مستشفى «بريغهام والنساء» التابع لجامعة هارفارد: «إنها مشكلة صحية شائعة ومهمة، ويمكن أن تؤدي إلى آلام الرقبة ومشكلات الظهر، وغيرها من الحالات المتفاقمة»، التي هي من مكونات الشعور بآلام الصداع.

وثبت أن الوضعية السيئة للجسم تؤدي إلى زيادة التوتر والإجهاد في جهازك العضلي والعصبي. يمكن أن يترجم هذا التوتر في كتفيك ورقبتك وعمودك الفقري إلى توتر حول رأسك، وبالتالي إلى الصداع.

وللتوضيح: يؤدي التراخي في إبقاء وضعية الجسم «كيفما اتفق» وليس «كيفما يجب»، إلى زيادة الضغط على عضلات الرأس والرقبة. وإذا كنت تحدب كتفيك إلى الأمام، أو تستخدم كرسياً من دون دعم لأسفل الظهر، أو تحدق في شاشة منخفضة جداً أو مرتفعة جداً، وإذا كنت تعاني من صداع التوتر المتكرر، فإن تغيير هذه الأشياء قد يساعدك.

وللتوضيح أيضاً، فإن الجلوس بطريقة تجعل رأسك يبرز للأمام قد يسبب زيادة في الصداع، أو تفاقم الصداع، أو ما هو أسوأ من ذلك، الإصابة بالصداع النصفي المزمن. ولسوء الحظ، أصبحت الوضعية السيئة للرقبة مألوفة بشكل متزايد لدى كثيرين، مع ارتفاع استخدام الهواتف المحمولة، وخصوصاً في أوقات الاسترخاء بالصيف.

وإذا وجدت نفسك تعاني من صعوبة في وضعية جسمك، فاجعل من أهدافك ضبط المنبه بالساعة، وتخصيص دقيقة للنهوض والتمدد وإعادة التكيف لأجزاء الجسم ومفاصله، وخصوصاً الرقبة والكتفين.

عناصر غذائية شائعة مضافة في كثير من الأطعمة تسبب الصداع

أطعمة تسبب الصداع

3. تغذية غير صحية: رغم أن فصل الصيف يجلب كثيراً من أنواع الفواكه اللذيذة المُروية للجسم بالسوائل، ويجلب لنا كثيراً من وقت الفراغ الذي قد نستفيد منه في إعداد وجبات طعام صحية غنية بالمنتجات الطبيعية الطازجة، فإن التغذية لدى البعض في فصل الصيف تظل غير منصفة صحياً.

وثمة -في الحقيقة- بعض الأطعمة التي يمكن أن تتسبب في الصداع لدي كثيرين، ومن العناصر الشائعة في كثير من الأطعمة المسببة للصداع: الغلوتامات أحادية الصوديوم (MSG). وهي إضافة غير طبيعية، محسنة للنكهة، يمكن العثور عليها في كثير من الخضراوات المعلبة والحساء واللحوم المصنعة والصلصات والأطعمة الصينية، وبطاطا «الفرنش فرايس» والمقرمشات، وغيرها من المأكولات السريعة غير الطازجة.

ولكن هذا لا يعني أنه يجب عليك حذف كل هذه الأطعمة من نظامك الغذائي على الفور. بل تذكر أن كثيراً من الناس يجدون أن التخلص من الأطعمة المصنعة والمأكولات السريعة، لصالح اتباع نظام غذائي صحي وطازج، يزيل أو يقلل من الصداع.

انخفاض مستوى السكر في الدم يؤدي إلى الصداع

وعدم المحافظة على وجبات الطعام بالروتين المعتاد للجسم، هو بالفعل سبب آخر لنوبات الصداع. ويؤثر تقلب مستويات الغلوكوز على دماغك بقدر ما يؤثر على جميع أعضائك الأخرى، إن لم يكن أكثر. ويمكن أن تسبب التقلبات تلك تغيرات في المزاج والتفكير، مما قد يؤدي إلى ظهور أعراض عصبية، مثل الصداع.

وقد يكون صداع الجوع ليس واضحاً للمرء دائماً. وإذا لم تأكل، فيمكن أن يبدأ رأسك في الألم قبل أن تدرك أنك جائع. والمشكلة على الأرجح هي انخفاض نسبة السكر في الدم. ولكن لا تحاول علاج صداع الجوع بقطعة من الحلوى؛ لأن الحلوى تتسبب في ارتفاع نسبة السكر في الدم ثم انخفاضها أكثر.

والجبن القديم من مسببات الصداع النصفي لدى بعض الأشخاص. بما في ذلك الجبن الأزرق وجبن الشيدر والبارميزان والجبن السويسري. وقد تكون المشكلة مادة تسمى التيرامين (Tyramine). وكلما زاد قِدَم الطعام، زادت نسبة التيرامين فيه.

4. الجفاف وقلة شرب الماء: هناك فوائد كبيرة لقضاء الوقت في الهواء الطلق بفصل الصيف. ومع ذلك، هذا هو الوقت الذي يُبلغ فيه كثير من المرضى عن ارتفاع حالات الصداع.

ويرجع كثير من هذا إلى ارتفاع درجات الحرارة، مما يؤدي إلى توسع الأوعية الدموية والجفاف. ويعد الحفاظ على مستويات الترطيب الصحية أمراً أساسياً خلال فصل الصيف؛ خصوصاً إذا كنت ترغب في منع «الصداع النصفي الصيفي» وآلام المفاصل.

فصل الصيف قد يكون الأعلى تسبباً في الصداع

قد يستغرب البعض، ولكنها ملاحظة إكلينيكية، وهي أن شرب الكميات الكافية من الماء، وضمان تروية الجسم -وخصوصاً العضلات والمفاصل- فيه بالماء، من أقوى وسائل الوقاية من الصداع في أيام فصل الصيف. وأيضاً من أقوى وسائل معالجته إذا بدأ المرء يشعر به.

وإحدى الطرق السهلة لتذكر كيفية الحفاظ على رطوبة جسمك، هي إحضار زجاجة مياه طويلة معك كلما غادرت المنزل. تذكر أن تشرب كوباً من الماء كل ساعة، وتضيف إليه الليمون أو العسل إذا كنت بحاجة إلى بعض التحفيز الإضافي. وبشكل عام، يمكن للجفاف أن يضع ضغطاً كبيراً على الدماغ والجسم. وقد تم ربط آثاره بانخفاض الوظيفة الإدراكية، وتشنجات العضلات، والضعف، والدوخة، والنعاس، وانخفاض كميات البول، والقيء، وأكثر من ذلك.

والأساس إدراك أن تروية المرء لجسمه بالسوائل -وخصوصاً الماء- له علامة واضحة. وللتوضيح، فإن إخراج بول شفاف أو ذي لون أصفر باهت جداً، هو علامة دقيقة على أن الجسم تمت ترويته بالسوائل. وإخراج بول أصفر غامق هو رسالة بأن الجسم بحاجة إلى مزيد من الماء لترويته.


مقالات ذات صلة

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

صحتك استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول
TT

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

المغنيسيوم والنوم

• ما تأثير تناول المغنيسيوم الغذائي بالعموم، أو أقراص مكملات المغنيسيوم، على النوم؟

- هذا ملخص أسئلتك. والواقع أن إحدى الدراسات الطبية الواسعة النطاق قد كشفت أن تناول المغنيسيوم بكميات صحية يرتبط بنوم عدد طبيعي من الساعات. وعلى النقيض من ذلك، فإن تناول المغنيسيوم بكميات أقل ارتبط إما بمدة نوم أقصر أو أطول من الطبيعي.

ولكن تجدر ملاحظة أن الجرعة المثلى من المغنيسيوم للنوم تعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك العمر والأمراض المصاحبة التي قد تكون لدى الشخص.

وبالأساس، ووفقاً للمبادئ التوجيهية الطبية الحديثة، يوصى بتناول ما بين 310 و360 مليغراماً يومياً من المغنيسيوم للنساء، وما بين 400 و420 مليغراماً للرجال. وتحتاج النساء الحوامل إلى ما بين 350 و360 مليغراماً من المغنيسيوم يومياً.

وأشارت إحدى الدراسات الإكلينيكية إلى أن تناول 500 مليغرام يومياً من مستحضرات أدوية مكملات المغنيسيوم، لمدة 8 أسابيع، يزيد من مدة النوم (Sleep Duration)، ويقلل من زمن فترة «كمون بدء النوم» (Sleep Latency)، وذلك لدى كبار السن. وتُعرّف فترة «كمون بدء النوم» بأنها الفترة الزمنية اللازمة للانتقال من حالة اليقظة التامة إلى حالة النوم وفقدان الوعي.

ومع ذلك، يجدر أيضاً ملاحظة أن هناك أنواعاً مختلفة من مستحضرات أدوية مكملات المغنيسيوم في الصيدليات، بما في ذلك أكسيد المغنيسيوم، وسترات المغنيسيوم، وهيدروكسيد المغنيسيوم، وغلوكونات المغنيسيوم، وكلوريد المغنيسيوم، وأسبارتات المغنيسيوم. وكل نوع من هذه الأنواع من مكملات المغنيسيوم له معدل امتصاص مختلف.

ولذا يُنصح كبار السن (وفق ما تسمح به حالتهم الصحية والأمراض المرافقة لديهم) الذين يعانون من الأرق، بتناول ما بين 320 و729 مليغراماً من المغنيسيوم يومياً من نوع أكسيد المغنيسيوم أو سترات المغنيسيوم. وهذا يمكن التأكد منه عبر سؤال الصيدلي.

وللتوضيح، استخدمت العديد من الدراسات مؤشر جودة النوم في بيتسبرغ (PSQI) كمقياس أساسي للنوم لتقييم تأثير مكملات المغنيسيوم المختلفة. وتمت مقارنة تأثيرات أنواع أكسيد المغنيسيوم وكلوريد المغنيسيوم وسترات المغنيسيوم وأسبارتات المغنيسيوم، على جودة النوم.

وأشارت هذه الدراسات إلى أنه من بين جميع مكملات المغنيسيوم، تعمل أقل جرعة من أكسيد المغنيسيوم على تحسين جودة النوم. وعلى النقيض من ذلك، لم يُظهر كلوريد المغنيسيوم أي تحسن كبير في النوم. ويمكن لمكملات حبوب أسبارتات المغنيسيوم أن تعزز النوم فقط عند تركيز مرتفع للغاية يبلغ 729 مليغراماً.

كما يجدر كذلك ملاحظة أنه ليس من الضروري الحصول على المغنيسيوم من خلال تناول مستحضرات أدوية مكملات المغنيسيوم فقط؛ لأنه أيضاً موجود في أنواع مختلفة من الأطعمة، وبكميات وفيرة تلبي حاجة الجسم وزيادة. ولذا يمكن أن يلبي الاستهلاك المنتظم للأطعمة الغنية بالمغنيسيوم المتطلبات اليومية. وعلى سبيل المثال، يمكن للمرأة غير الحامل البالغة من العمر 40 عاماً تلبية توصيات تناول المغنيسيوم اليومية، بتناول كوب واحد من الكينوا المطبوخة أو كوب واحد من السبانخ المطبوخة أو نحو 30 غراماً من مكسرات اللوز.

ورابعاً، تجدر ملاحظة ضرورة استشارة الطبيب قبل تناول مكملات المغنيسيوم، لسببين رئيسيين. الأول: أن تناول مستحضرات أدوية مكملات المغنيسيوم قد يتفاعل مع أدوية أخرى. وعلاوة على ذلك، فإن تناول جرعة عالية من مكملات المغنيسيوم يمكن أن يسبب الغثيان والإسهال والتشنج العضلي لدى بعض الأشخاص. وعلى النقيض من ذلك، فإن تناول كميات أكبر من المغنيسيوم من مصادر غذائية يعد آمناً إلى حد كبير لأنه يتم هضمه ببطء أكبر ويفرز الزائد منه عن طريق الكلى.

ولا توجد إجابة محددة حتى اليوم لتفسير ذلك الدور الدقيق للمغنيسيوم في تنظيم النوم. وعلى الرغم من أن الأمر غير مفهوم بشكل جيد، فقد اقترح العلماء كثيراً من الآليات التي يمكن من خلالها التأثير على النوم. ومن ذلك الدور النشط للمغنيسيوم في «ضبط» مدى استثارة الجهاز العصبي المركزي. وتحديداً دوره في «خفض» استثارة الجهاز العصبي عبر تأثير المغنيسيوم على النوم من خلال مشاركته في تنظيم نظام جابا (GABA) في الدماغ.

وأيضاً الدور النشط للمغنيسيوم في تحفيز استرخاء العضلات من خلال خفض تركيز الكالسيوم داخل خلايا العضلات. وكذلك تأثيره على مناطق تشابك الأعصاب بالعضلات.

كما يُطرح علمياً تأثير المغنيسيوم على تنظيم الساعة البيولوجية وعلى إفراز هرمون الميلاتونين، وهو هرمون النوم الذي يفرزه الدماغ بكميات متصاعدة من بعد غروب الشمس وانخفاض تعرّض الجسم للضوء. وقد أظهرت دراسات أن نقص المغنيسيوم يقلل من تركيز الميلاتونين في البلازما، ما قد يعيق سهولة الخلود إلى النوم.

كما أشارت الأبحاث الحالية إلى أن مكملات المغنيسيوم تقلل من تركيز الكورتيزول في الدم (هرمون التوتر)، وبالتالي تُهدئ الجهاز العصبي المركزي وتتحسن جودة النوم.

عدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

• تناولت دواء خفض الكوليسترول، وتسبب لي بالتعب وآلام العضلات... بمَ تنصح؟

- هذا ملخص أسئلتك عن تناولك أحد أنواع أدوية خفض الكوليسترول من فئة أدوية الستاتين، وتسببه لك بآلام عضلية. وأول جانب من النصيحة هو التأكد من وجود هذه المشكلة المرتبطة بأدوية الستاتين بالفعل؛ لأن من المهم تناول أدوية خفض الكوليسترول وعدم التوقف عنها، إلا لضرورة.

ولذا لاحظ معي أن أدوية فئة ستاتين (مثل ليبيتور أو كرستور) تُعد الخط الأول لمعالجة ارتفاع الكوليسترول. إلا أن بعض المرضى قد يعانون من آثار جانبية، إما أن تمنعهم من استخدام أحد أدوية الستاتين على الإطلاق، أو تحد من قدرتهم على تحمل الجرعة اللازمة منها لخفض الكوليسترول كما هو مطلوب ومُستهدف علاجياً. وهو ما يُطلق عليه طبياً حالة «عدم تحمّل الستاتين».

ووفق ما تشير إليه الإحصاءات الطبية، فإن «عدم تحمّل الستاتين» قد يطول 30 في المائة من المرضى الذين يتناولون أحد أنواع هذه الفئة من أدوية خفض الكوليسترول. وعدم تحمل الستاتين يشير إلى مجموعة من الأعراض والعلامات الضارة التي يعاني منها المرضى وتتخذ عدة مظاهر. والشكوى الأكثر شيوعاً هي أعراض: إما آلام (دون اللمس والضغط) أو أوجاع (عند اللمس والضغط) أو ضعف أو تشنجات عضلية مختلفة. وتؤثر عادةً على مجموعات العضلات المتناظرة (على الجانبين) والكبيرة والدانية في القرب إلى منتصف الجسم.

وقد يرافق ذلك ارتفاع أنزيم العضلات أو عدم حصول ذلك. كما قد يتسبب بمشاكل في الكلى، أو لا يتسبب بذلك.

ولذا يحتاج الأمر تشخيص وجودها والتعامل الطبي معها لدى مريض ما، وأيضاً تنبه المرضى إلى «بوادر» ظهورها ووضوح في كيفية تعاملهم معها.

ووفق ما تشير إليه المصادر الطبية، تم تحديد عوامل خطر الإصابة بالألم العضلي المرتبط بالستاتين، بما في ذلك التقدم في السن، والجنس الأنثوي، والتاريخ العائلي للإصابة بالألم العضلي المرتبط بالستاتين، وتعاطي الكحول، والأمراض الروماتيزمية، ونقص فيتامين دي المُصاحب. كما أن بعض الأدوية يمكن أن تزيد من المخاطر: الكولشيسين (مضاد التهابات)، فيراباميل أو ديلتيازيم (أدوية قلبية)، الفايبريت (لخفض الدهون الثلاثية)، كلاريثروميسين والإريثروميسين (مضادات حيوية).

ولكن التشخيص الإكلينيكي لهذه الحالة قد يَصعُب على الطبيب. ومع ذلك قد يكون ارتفاع مستوى أنزيم العضلات (الكرياتين كيناز) مشيراً إلى وجود هذه المشكلة. إلا أنه عادة ما يكون مستوى أنزيم العضلات (الكرياتين كيناز) طبيعياً؛ أي دون وجود التهاب وتحلل في الخلايا العضلية. وهنا يلجأ الطبيب إلى مدى وجود العوامل التي ترجح التشخيص الإكلينيكي للاعتلال العضلي المرتبط بالستاتين، والتي منها:

· ألم أو ضعف في العضلات الكبيرة القريبة، يتفاقم بسبب ممارسة الرياضة.

· تبدأ الأعراض بعد 2 إلى 4 أسابيع من بدء تناول الستاتين.

· زوال الأعراض خلال أسبوعين من التوقف.

· تعود الأعراض خلال أسبوعين بعد إعادة تناول الستاتين.

· ظهور الأعراض عند تعاقب تناول نوعين مختلفين أو أكثر من الستاتينات؛ حيث يتم وصف واحدة منها على الأقل بأقل جرعة.

ووفق عدة مُعطيات، يتعامل الطبيب المتابع لحالة الشخص المعين مع هذه المشكلة لكل مريض على حدة.