لماذا تعيش النساء أكثر من الرجال؟

تعيش النساء أكثر من الرجال بنحو 5 سنوات في المتوسط (رويترز)
تعيش النساء أكثر من الرجال بنحو 5 سنوات في المتوسط (رويترز)
TT

لماذا تعيش النساء أكثر من الرجال؟

تعيش النساء أكثر من الرجال بنحو 5 سنوات في المتوسط (رويترز)
تعيش النساء أكثر من الرجال بنحو 5 سنوات في المتوسط (رويترز)

على مستوى العالم، تعيش النساء أكثر من الرجال بنحو 5 سنوات في المتوسط، وهو أمر لطالما حيَّر العلماء.

وذكرت دراسات سابقة أن السبب في ذلك قد يرجع إلى فكرة أن الرجال أكثر عُرضة للوفاة في الحوادث أو أكثر ميلاً للانتحار في مرحلة الشباب مقارنة بالنساء، في حين أن السيدات غالباً ما يتَّبعن أنماط حياة أكثر صحة.

إلا أن الدراسة الجديدة ذكرت أن اللغز وراء عيش النساء لسنوات أطول من الرجال قد يعود إلى خلايا الحيوانات المنوية والبويضات، بحسب ما نقلته صحيفة «الغارديان» البريطانية.

وأوضح الباحثون اليابانيون أن الخلايا التي تتطور إلى بويضات عند الإناث وحيوانات منوية عند الذكور تؤدي إلى اختلافات بين الجنسين في متوسط ​​العمر، وأن إزالة الخلايا تجعل متوسط ​​العمر المتوقَّع متشابهاً بين الجنسين.

وأجرى الباحثون تجربتهم على أسماك «كيليفيش»، التي تعيش في المياه العذبة، التي يقول الباحثون إن عملية الشيخوخة لديها مماثلة لتلك الخاصة بالبشر.

وقال البروفسور تورو إيشيتاني، كبير مؤلفي الدراسة من جامعة أوساكا: «أعتقد أن هذا البحث سيكون بمثابة نقطة انطلاق لفهم السيطرة على الشيخوخة لدى البشر».

وقال إيشيتاني إن امتلاك حيوانات منوية أو بويضات كان أحد أكثر الاختلافات وضوحاً بين الذكور والإناث، لذا فقد كان من المنطقي بالنسبة لنا التحقق مما إذا كان لهما تأثير على العمر أم لا».

وفي سلسلة من التجارب، أظهر فريق إيشيتاني أن تعطيل إنتاج الخلايا الجرثومية، التي تتطور إلى حيوانات منوية أو بويضات، أدى إلى إطالة عمر الذكور وخفض عمر الإناث عن المعتاد، مما أدى بشكل أساسي إلى سد فجوة العمر.

وقال إيشيتاني: «كنا نتوقع أن إزالة الخلايا الجرثومية من شأنها إطالة عمر الذكور والإناث على حد سواء، لكنها تطيل عمر الذكور فقط وتقصر عمر الإناث. لقد كان الأمر غير متوقَّع، لكننا أدركنا أن هذا الاكتشاف قد يسلط الضوء على الاختلافات بين الجنسين في العمر».

ووصف الباحثون في مجلة «ساينس أدفانسيس» كيف أن منع إنتاج الحيوانات المنوية والبويضات كان له آثار ضارة على الأسماك؛ فقد أدَّت التغيرات الهرمونية لدى الإناث إلى تحفيز نموها على حساب الحفاظ على الأنسجة السليمة، بينما أدى انخفاض هرمون الاستروجين إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.


مقالات ذات صلة

اضطراب نادر يدفع الأشخاص لطهي الطعام وتناوله أثناء نومهم... تعرف عليه؟

صحتك الاضطراب يدفع المصابين به إلى إعداد الطعام وتناوله أثناء نومهم (رويترز)

اضطراب نادر يدفع الأشخاص لطهي الطعام وتناوله أثناء نومهم... تعرف عليه؟

يدفع اضطراب نادر المصابين به إلى طهي الطعام وتناوله أثناء نومهم، في تصرف يصيب المقربين منهم بالدهشة والقلق.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)
صحتك ممارسة التمارين الخفيفة في المساء قد تحسن جودة نومك (رويترز)

تمارين مسائية تُحسن جودة نومك وتحميك من السكري وأمراض القلب

كشفت دراسة جديدة أن ممارسة التمارين الخفيفة في المساء يمكن أن تؤدي إلى نوم أفضل ليلاً وربما تخفف من خطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب لدى كبار السن

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الإجراء الجراحي يحافظ على الجنين داخل الرحم لبقية فترة الحمل (مستشفى التخصصي)

​«تخصصي الرياض» يصلح عيباً خلقياً لجنين بالمنظار

أجرى فريق طبي بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض عملية جراحية نادرة باستخدام المنظار لإصلاح عيب خلقي في الحبل الشوكي لجنين بأسبوعه الـ26 لأول مرة بالمنطقة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك استخدام «النمذجة الرياضية» في تطبيقات الأبحاث الطبية الحيوية

«الرياضيات» ترتقي بعلم الأورام الدقيق إلى آفاق جديدة

لـ«النمذجة الرياضية» (mathematical modeling) كثير من التطبيقات في الأبحاث الطبية الحيوية، بما في ذلك الفهم الأفضل للفيزيولوجيا المرضية.

صحتك المشي لدقائق قليلة يحسن مستويات السكر في الدم (أ.ف.ب)

ما الفوائد الصحية للمشي يومياً؟

أكد أطباء على أهمية المشي بشكل يومي لأنه يساعد على تقليل خطر الإصابة بأمراض مثل السكري والسرطان، وكذلك تخفيض ضغط الدم والكوليسترول.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

4 اختبارات طبية جديدة ستغير مستقبل الصحة... متى تصبح متاحة؟

اختبارات واعدة قد تغير مستقبل الصحة (رويترز)
اختبارات واعدة قد تغير مستقبل الصحة (رويترز)
TT

4 اختبارات طبية جديدة ستغير مستقبل الصحة... متى تصبح متاحة؟

اختبارات واعدة قد تغير مستقبل الصحة (رويترز)
اختبارات واعدة قد تغير مستقبل الصحة (رويترز)

غالباً ما يتحمس الأشخاص لدى إعلان الاختصاصيين عن اختبارات التشخيص أو المراقبة المحتملة التي قد تكتشف الأمراض في وقت مبكر وتساعد الأشخاص على العيش لفترة أطول.

وتُظهر بيانات بعض هذه الاختبارات نتائج واعدة، إلا أنها غالباً ما تكون في المراحل الأولى من التجربة، وبعضها ليس متاحاً للعامة بعد حتى الآن، في حين أن البعض الآخر قد يكون أقرب إلى أن يكون متاحاً تجارياً، بحسب تقرير لصحيفة «التلغراف» البريطانية.

وفي ما يلي نعرض 4 اختبارات صحية متطورة من شأنها أن تغير مستقبل الصحة، وما هي المرحلة التي وصلت إليها، ومتى ستتمكن من الوصول إليها:

1- فحص الدم للإصابة المتكررة بالسرطان

السرطان عبارة عن ورم متنامٍ من الخلايا غير الطبيعية، تماماً مثل خلايا الجسم، فهي تحتوي على الحمض النووي الفريد الخاص بها.

ويطلق السرطان أجزاء من الحمض النووي الخاص به، والتي يمكن اكتشافها في دم المريض عن طريق اختبار دم بسيط.

تسمى هذه الأجزاء الحمض النووي للورم المنتش (ctDNA). واختبارات الدم المصممة لالتقاط هذه الأجزاء من بروتينات السرطان (تسمى اختبارات ctDNA، والتي يشار إليها أحياناً باسم «الخزعة السائلة») قد تتنبأ بانتكاس السرطان في وقت أبكر مما قد يظهر في فحص التصوير التقليدي، مثل التصوير المقطعي أو التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني.

بالنسبة للمرضى الذين يخضعون لعملية جراحية لعلاج السرطان، والتي غالباً ما يتم إجراؤها بهدف علاجي، يمكن أن يصبح هذا الاختبار خطوة حاسمة في مراقبة تكرار الإصابة بالسرطان، مع إجراء اختبارات دم تسلسلية على فترات زمنية تهدف إلى اكتشاف السرطان في مرحلة مبكرة، إذا تم تحديده.

من المحتمل أن يكون تأثير هذه الاختبارات تحويلياً. ليس فقط لديهم القدرة على التنبؤ بانتكاس السرطان في وقت مبكر وتحسين النتائج للمرضى، ولكن أيضاً، مع مزيد من البحث، يمكنهم المساعدة في مراقبة الاستجابة للعلاجات وتحديد المدة المثلى للعلاج؛ مما يقلل من التكلفة والآثار الجانبية المحتملة.

يمكنهم أيضاً المساعدة في تقسيم المرضى إلى طبقات (على سبيل المثال، تحديد حالة الخطر لهم).

وقد يساعد استخدام هذه الاختبارات في تحديد المرضى الذين يحتاجون إلى علاجات إضافية بعد الجراحة لتقليل خطر عودة السرطان وتجنب الإفراط في علاج المرضى الذين لا يحتاجون إلى هذا النوع من العلاج المساعد - ويتم اختبار هذا حالياً في التجارب السريرية.

2- اختبار ألزهايمر الجديد

اختبار آخر ذو فائدة محتملة هو اختبار الدم الجديد للكشف عن مرض ألزهايمر قبل سنوات من ظهور الأعراض السريرية.

ومرض ألزهايمر هو حالة تنكس عصبي تقدمية تتراكم فيها البروتينات غير الطبيعية في الدماغ؛ مما يتسبب في تلف الأنسجة الدماغية وينتج من ذلك انخفاض تدريجي في الوظيفة الإدراكية والذاكرة لدى المريض.

يهدف اختبار الدم«ALZpath» إلى تحديد «p-tau217»، وهو شكل من أشكال بروتين تاو، وهو بروتين مميز في تطور مرض ألزهايمر، ويبدو أنه فعال في اكتشاف المرض في التجارب المبكرة، مثل تقنيات التشخيص الحالية.

يتم تشخيص مرض ألزهايمر حالياً من خلال مجموعة من العلامات السريرية والتصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ والثقوب القطنية، حيث يتم أخذ عينة من السائل النخاعي واختبارها بحثاً عن البروتينات المميزة.

هناك أيضاً المزيد من التوفر المحتمل لهذا الاختبار على نطاق عالمي. أظهرت بعض النتائج المبكرة لاختبار الدم الجديد هذا، الذي أُجري على 786 مشاركاً، دقة تشخيصية عالية في الكشف عن البروتينات الشائعة الموجودة في مرض ألزهايمر.

ويعد تشخيص المرض مبكراً مهماً نظراً لوجود بعض العلاجات المتاحة في المراحل المبكرة (الخفيفة إلى المتوسطة من مرض ألزهايمر) لإبطاء تقدم المرض، ويمكن للتشخيص المبكر أن يمنح المرضى المزيد من الاستقلالية والمشاركة واتخاذ القرار في مسار رعايتهم.

في حين أن هذه النتائج تبدو واعدة، إلا أن الاختبار لا يزال في مرحلة التحقق السريري. إذا نجح، فسيتعين عليه أن يمر بمزيد من الموافقة التنظيمية والتحليلات الاقتصادية قبل أن يصبح متاحاً للجمهور، لكن الباحثين ما زالوا متفائلين ويتوقعون أنهم قد يتوصلون إلى نتيجة بشأن هذا الاختبار خلال العام المقبل.

3-اختبار اللعاب لسرطان البروستاتا

تظهر بعض النتائج المبكرة التي تم تقديمها في مؤتمر الأورام الأخير الوعد المحتمل بإجراء اختبار جديد يستخدم لعاب المرضى للكشف عن الرجال المعرّضين لخطر متزايد للإصابة بسرطان البروستاتا.

ويهدف الاختبار إلى تحديد العوامل الوراثية التي تزيد من خطر إصابة الرجل بسرطان البروستاتا، وهو المرض الذي يصيب 55 ألف رجل سنوياً في المملكة المتحدة ويؤدي إلى نحو 12 ألف حالة وفاة.

ويمكن أن يكون تحديد الرجال الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالمرض أمراً محورياً في اكتشاف السرطان مبكراً وتحسين النتائج للمرضى.

وسيكون اختبار اللعاب أيضاً رائعاً من وجهة نظر المريض؛ لأنه غير جراحي ويمكن إجراؤه من المنزل. كان المرضى يبصقون في وعاء ويرسلونه بالبريد للاختبار. سيتم بعد ذلك تحليل الحمض النووي من اللعاب للبحث عن علامات وراثية محتملة مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.

من المهم ملاحظة أن هذه النتائج قد تم تقديمها في اجتماع علمي عُقد مؤخراً، لكن لم يتم نشرها بعد في مجلة خاضعة لمراجعة النظراء ويلزم إجراء المزيد من الاختبارات على عدد أكبر من السكان.

المشكلة المحتملة في مثل هذه الاختبارات، كما هو الحال مع اختبارات الدم، هي أنها في بعض الأحيان يمكن أن تصنف شخصاً ما بشكل خاطئ على أنه «في خطر متزايد» أو تحدد شكلاً من أشكال سرطان البروستاتا قد لا يهدد الحياة، وكلاهما يمكن أن يسبب قلقاً غير ضروري.

4- بيانات الجهاز القابل للارتداء

قد تكون على دراية بالأجهزة القابلة للارتداء في مساحة اللياقة البدنية، والمصممة لتتبع عدد الخطوات ومعدل ضربات القلب ومقاييس النوم وتقديم تقييم شامل لمستويات اللياقة البدنية للشخص. هذه الأجهزة القابلة للارتداء تشق طريقها أيضاً إلى مجال الرعاية الصحية.

يوجد حالياً عدد من هذه الإجراءات الجارية في مختلف البيئات المختلفة، حيث يتم جمع البيانات البيومترية للمرضى، بما في ذلك عدد الخطوات كمقياس لمستويات النشاط ومعدل ضربات القلب وتقلب معدل ضربات القلب (HRV) كمقياس للياقة البدنية ومقاييس النوم التفصيلية. الهدف في المستقبل هو استخدامها جنباً إلى جنب مع التقييمات الراسخة مثل استبيانات جودة الحياة كوسيلة أكثر شمولية لتقييم تأثير العلاجات أو التدخلات المختلفة على المريض في المنزل.

من الممكن، على سبيل المثال، أنه إذا كان المريض يعاني آثاراً جانبية من علاج السرطان، فقد يقضي وقتاً أطول في المنزل للراحة، وبالتالي قد يكون هناك انخفاض مرتبط في عدد الخطوات.

في حين أن هذه الأجهزة لن تستخدم لتشخيص الأمراض المزمنة في مرحلة مبكرة، إلا أنها يمكن استخدامها في مراقبة العلاج، أو بعد الجراحة للتنبؤ بالمرضى الذين سيحتاجون إلى العودة إلى المستشفى.