هل يجب أن أتناول الفيتامينات المتعددة يومياً؟

تحمل بعض الفوائد الصحية للمسنّين

هل يجب أن أتناول الفيتامينات المتعددة يومياً؟
TT

هل يجب أن أتناول الفيتامينات المتعددة يومياً؟

هل يجب أن أتناول الفيتامينات المتعددة يومياً؟

س: أنا في أواخر الستينات من عمري، وأتبع ما أعتقد أنه نظام غذائي متوازن، وأعدّ نفسي بصحة جيدة. هل يجب أن أتناول الفيتامينات المتعددة يومياً؟ ما هي الإيجابيات والسلبيات؟ هل هناك مكملات غذائية فردية توصي بها؟

مكملات الفيتامينات والمعادن

ج: أولاً، دعونا نفكر في مكملات الفيتامينات والمعادن (multivitamin-mineral)، أو (MVM). تحتوي هذه المكملات على الحد الأدنى اليومي المطلوب من الفيتامينات والمعادن الأساسية. وللمقارنة، فإن معظم المكملات الغذائية المنفردة (لكل فيتامين أو معدن) تكون محملة بجرعات أكبر من المواد الدقيقة المطلوبة.

على سبيل المثال، قد يحتوي مكمل فيتامين «دي» على ضعفين إلى 5 أضعاف الجرعة الموصى بها. أما بالنسبة لمنتجات فيتامين «بي 12»، فتبلغ الجرعة اليومية النموذجية 1000 ميكروغرام، وهي أعلى 400 مرة من الجرعة الموصى به.

فوائد صحية غير قاطعة

لم تُظهر معظم الدراسات فائدة صحية قاطعة من مكملات الفيتامينات والمعادن (MVM) اليومية للرجال أمثالك. ومع ذلك، تشير تجربة سريرية حديثة، نُشرت على الإنترنت بتاريخ 18 يناير (كانون الثاني) 2024، في المجلة الأميركية للتغذية السريرية، إلى أن تناول مكملات الفيتامينات والمعادن (MVM) قد يساعد في تأخير التدهور الإدراكي لدى كبار السن.

في التجربة المذكورة، تم منح 573 مشاركاً اختبارات أساسية للإدراك والذاكرة. وأعطي نصفهم دواء واحداً يومياً، بينما أخذ النصف الآخر دواء وهمياً. ولم تكن كلتا المجموعتين على علم بأي الأدوية الذي تم إعطاؤها لها. أعيد اختبار المشاركين في الدراسة مرة أخرى بعد عامين. سجّل الأشخاص الذين تناولوا مكملات الفيتامينات والمعادن (MVM) نتائج أعلى قليلاً في الذاكرة والاختبارات الإدراكية، مقارنة بأولئك الذين تناولوا الدواء الوهمي.

قبل هذه الدراسة، كنت أدعم أي شخص يريد أن يأخذ مكملات الفيتامينات والمعادن المعيارية (MVM) يومياً، برغم أنني لم أروج لاستخدامها لجميع مرضاي. على الرغم من أن معظم الأشخاص الذين يحصلون على كمية كافية من السعرات الحرارية والبروتينات يحصلون على ما يكفي من المغذيات الدقيقة من نظامهم الغذائي، فإن مكملات الفيتامينات والمعادن (MVM) توفر بعض الأمان الغذائي.

توصياتي للمسنّين

ومع ذلك، فإن هذا الدليل الجديد قد حوّل رأيي لصالح تناول مكملات الفيتامينات والمعادن (MVM) يومياً للجميع. إنها غير مكلفة نسبياً وآمنة تماماً.

- يجب على الرجال البحث عن مكملات الفيتامينات والمعادن (MVM) التي لا تحتوي على الحديد إلا إذا أوصى الطبيب بذلك على وجه التحديد.

- فيما يتعلق بالمكملات الغذائية الأخرى، أوصي البالغين، ولا سيما كبار السن، بتناول 1000 وحدة دولية إضافية من فيتامين «دي» يومياً أو كل يومين، «ولكن تجنب الجرعات الكبيرة». والمقدار الموصى به من فيتامين «دي» للبالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و70 عاماً هو 600 وحدة دولية، و800 وحدة دولية للكبار الذين تزيد أعمارهم عن 70 عاماً. بينما تحتوي مكملات الفيتامينات والمعادن المعيارية (MVM) على 400 وحدة دولية فقط، وقد يكون الحصول على ما يكفي من فيتامين «دي» من الأطعمة أمراً صعباً. كما يتجنب كثير من الأشخاص التعرض لأشعة الشمس المنتجة لفيتامين «دي» لتقليل خطر الإصابة بسرطان الجلد.

- تمتلئ رفوف البقالة والصيدليات بمكملات غذائية أخرى، يتم الترويج لها بشدة للحصول على جميع أنواع الفوائد الصحية، وأغلبها لا تملك أدلة علمية تدعم استخدامها. لذا، من الأفضل دائماً استشارة الصيدلي أو الطبيب قبل تناول أي مكمل غذائي منفرد.

* رئيس التحرير الطبي لـ«مطبوعات هارفارد الصحية»، رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل»، خدمات «تريبيون ميديا».


مقالات ذات صلة

القهوة من دون إضافات أفضل لصحة القلب

صحتك تناول القهوة من دون إضافات له فوائد صحية (جامعة ساوثهامبتون)

القهوة من دون إضافات أفضل لصحة القلب

كشفت دراسة أميركية عن أن تناول القهوة السوداء من دون إضافات مثل السكر أو الكريمة قد يعود بفوائد صحية ملموسة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك فريق علمي دولي: تجاهل أمراض الفم يقوّض جودة الحياة

فريق علمي دولي: تجاهل أمراض الفم يقوّض جودة الحياة

الالتهابات المزمنة في الفم ترتبط بوضوح بأمراض جهازية كبرى مثل أمراض القلب التاجية، والسكري من النوع الثاني، والسرطان.

د. عميد خالد عبد الحميد (لندن)
صحتك لقاح جديد للرضع يحمي من الفيروس المخلوي التنفسي

لقاح جديد للرضع يحمي من الفيروس المخلوي التنفسي

الإصابات تصبح أكثر خطورة بسبب ضعف المناعة وضيق المجاري الهوائية

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك مكان جلوسك في الأماكن العامة يمكن أن يؤثر بشكل كبير على تعرضك للضوضاء وبالتالي على سمعك (رويترز)

لتفادي فقدان السمع... أين يجب الجلوس في الطائرة والأماكن العامة؟

كشف أخصائي سمع أميركي عن أفضل الأماكن للجلوس في الأماكن العامة ووسائل المواصلات للوقاية من فقدان السمع.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق التطبيق يقدِّم نهجاً شخصياً مصمماً خصيصاً لتحسين جودة الحياة النفسية (جامعة نيو ساوث ويلز)

تطبيق «ذكي» لتحسين الصحة النفسية والرضا عن الحياة

أطلق باحثون في مركز بحوث علوم الأعصاب وجامعة نيو ساوث ويلز، في أستراليا، تطبيقاً جديداً للهواتف الذكية، يهدف إلى تعزيز الصحة النفسية والرضا عن الحياة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

دواء يقضي على حمى التيفوئيد بنسبة 99.9 %

دواء ريفامبين فعّال ضد البكتيريا المسببة لحمى التيفوئيد (جامعة كورنيل)
دواء ريفامبين فعّال ضد البكتيريا المسببة لحمى التيفوئيد (جامعة كورنيل)
TT

دواء يقضي على حمى التيفوئيد بنسبة 99.9 %

دواء ريفامبين فعّال ضد البكتيريا المسببة لحمى التيفوئيد (جامعة كورنيل)
دواء ريفامبين فعّال ضد البكتيريا المسببة لحمى التيفوئيد (جامعة كورنيل)

كشفت دراسة أميركية أن مضاداً حيوياً شائع الاستخدام، يُعرف باسم «ريفامبين» (Rifampin)، أثبت فاعلية بنسبة 99.9 في المائة ضد البكتيريا المُسببة لحمى التيفوئيد.

وأوضح الباحثون في جامعة كورنيل، خلال الدراسة التي نُشرت نتائجها، الاثنين، في دورية (eBioMedicine) أن هذه النتائج تفتح الباب أمام علاج فعّال لحالات العدوى الشديدة والمقاومة للأدوية المتعددة من حمى التيفوئيد.

وتُعدّ حمى التيفوئيد عدوى بكتيرية خطيرة تُسببها بكتيريا السالمونيلا التيفية، وتتسبب في وفاة أكثر من 150 ألف شخص سنوياً على مستوى العالم. وتنتقل غالباً من خلال تناول طعام أو شراب ملوث، وتُعدّ مشكلة صحية شائعة في البلدان ذات البنية التحتية الصحية والمائية الضعيفة، وقد تؤدي إلى مضاعفات مهددة للحياة إذا لم تُعالج.

ويُعدّ التشخيص الدقيق والعلاج السريع بالمضادات الحيوية أمراً أساسياً لتقليل معدلات الوفيات والسيطرة على انتشار المرض، خصوصاً مع تزايد السلالات المقاومة للعلاج.

واختبر الفريق البحثي دواء «ريفامبين»، المعتمد من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية، والمدرج ضمن قائمة الأدوية الأساسية لمنظمة الصحة العالمية، ويُستخدم حالياً في علاج إسهال المسافرين، ما يُشير إلى إمكانية اعتماده قريباً خياراً لعلاج التيفوئيد.

ويرجّح الباحثون أن السبب في تجاهل «ريفامبين» سابقاً علاجاً للتيفوئيد يعود إلى ظهور مقاومة له في حالات السل. غير أن نتائج الدراسة أظهرت أن أكثر من 99.4 في المائة من العزلات الإكلينيكية لبكتيريا التيفوئيد لا تزال حساسة للمضاد الحيوي، بنسبة وصلت إلى 99.91 في المائة.

واكتشف الباحثون أن «ريفامبين» يعمل بطريقة مبتكرة؛ حيث يزيل الغلاف الخارجي للبكتيريا، المعروف بالكبسولة، التي تحميها من الجهاز المناعي، وتُساعدها على تكوين الأغشية الحيوية ومقاومة المضادات الحيوية.

وتُعد الكبسولة البكتيرية من أهم عوامل ضراوة البكتيريا؛ إذ تمكنها من إصابة الجسم والهرب من الاستجابة المناعية، ويُعدُّ النوع الموجود في بكتيريا التيفوئيد أكثر ارتباطاً بالوفيات، وأكثر مقاومة للأدوية.

لكن الفريق البحثي وجد أن «ريفامبين» يزيل هذه الكبسولة حتى في السلالات شديدة العدوى، ما يُسهّل على الجهاز المناعي التعرّف على البكتيريا والقضاء عليها، ومن ثم يُعزّز فرص النجاة لدى المرضى.

وتُشير البيانات الجينية التي جمعها الباحثون إلى أن آلية إزالة الكبسولة التي يتميز بها «ريفامبين» قد تنطبق أيضاً على بكتيريا أخرى مغطاة بكبسولات مشابهة، مثل البكتيريا المسببة للالتهاب الرئوي والتهاب السحايا.

ويعتزم الفريق مواصلة أبحاثه للتركيز على الجمع بين أدوية إزالة الكبسولة وأدوية تستهدف «سم التيفوئيد»، أحد أهم العوامل التي تُساعد البكتيريا على إصابة الجسم، بهدف تطوير حلول علاجية متعددة ضد المرض.

ويؤكد الفريق أن العلاج الفعّال، بالتوازي مع حملات التطعيم، يُعد عنصراً حاسماً في القضاء على حمى التيفوئيد، ودعم الجهود العالمية للسيطرة على انتشارها في المناطق المتضررة.