6 أعراض لأزمات النوبة القلبية لدى النساء

قد تكون غامضة أو «صامتة» أحياناً

6 أعراض لأزمات النوبة القلبية لدى النساء
TT

6 أعراض لأزمات النوبة القلبية لدى النساء

6 أعراض لأزمات النوبة القلبية لدى النساء

«لقد رأينا جميعاً مشاهد الفيلم الذي يلهث فيه الرجل ويمسك بصدره ويسقط على الأرض. في الواقع، من الممكن بسهولة أن تكون امرأة هي الضحية في أزمة النوبة القلبية، وقد لا يكون المشهد بهذه الدراماتيكية. حتى عندما تكون العلامات خفية، يمكن أن تكون العواقب مميتة، خاصة إذا لم يحصل الشخص على المساعدة على الفور...» هذا ما قالته جمعية القلب الأميركية (AHA) عند بدء حديثها عن أعراض أزمة النوبة القلبية عند النساء.

النوبة القلبية لدى النساء

والنوبة القلبية تصيب شخصاً ما كل 40 ثانية تقريباً. ويحدث ذلك عندما ينخفض بشدة تدفق الدم الذي ينقل الأكسجين إلى عضلة القلب أو ينقطع تماماً. ويحدث هذا لأن الشرايين التي تزود القلب بالدم يمكن أن تضيق ببطء، بسبب تراكم الدهون والكولسترول والمواد الأخرى.

والمؤكد طبياً أنه عندما تحصل النوبة القلبية، فإن النساء لا يشعرن دائماً بالشعور نفسه الذي يشعر به الرجال آنذاك. وتحديداً، لا تعاني النساء دائماً من أعراض الأزمة القلبية التقليدية نفسها التي يعاني منها الرجال، مثل ألم شديد في الصدر يمتد إلى أسفل ذراع واحدة. والكثير منهن يعاني أعراضاً غامضة أو حتى «صامتة» قد لا يلاحظنها.

ويقول الأطباء من «مايوكلينيك»: «نظراً لأن بعض أعراض أمراض القلب لدى النساء قد تختلف عن الأعراض لدى الرجال، فقد لا تستطيع النساء تحديد المشكلة التي ينبغي الكشف عنها. ومقارنة بالرجال، يغلب ظهور الأعراض على النساء خلال الراحة أو النوم، وقد يكون للإجهاد النفسي دور في تحفيز أعراض النوبة القلبية لدى النساء. ويؤثر الإجهاد والاكتئاب على قلوب النساء أكثر من الرجال».

ولذا توضح جمعية القلب الأميركية قائلة: «على الرغم من أن أمراض القلب هي القاتل الأول للنساء في الولايات المتحدة، فإن النساء غالباً ما تعزو الأعراض إلى حالات أقل خطورة على الحياة، مثل الارتجاع الحمضي في المعدة، أو الإنفلونزا، أو الشيخوخة الطبيعية. يعتقد كثير من النساء أن علامات الأزمة القلبية هي واضحة ولا لبس فيها، ولكنها في الواقع يمكن أن تكون مربكة في بعض الأحيان».

أعراض «غير نمطية»

وعرضت الجمعية مجموعة من الأعراض «غير النمطية»، علقت عليها بالقول: «إذا كان لديك أي من هذه العلامات، فاتصل بالرقم 911، وانتقل إلى المستشفى على الفور».

ومن بينها، إليك هذه الأعراض الـ6 التي من المحتمل أن تكون ضمن أعراض النوبة القلبية، وهي:

1- ألم عاصر في الصدر. يعد ألم الصدر أكثر أعراض الأزمة القلبية شيوعاً، لكن قد تعاني منه بعض النساء بشكل مختلف عن الرجال. وقد يبدو الأمر وكأنه ضغط أو عصر أو امتلاء. كما يمكن أن يكون الألم في أي مكان في الصدر، وليس فقط في الجانب الأيسر. وتصفه جمعية القلب الأميركية قائلة: «ضغط غير مريح أو عصر أو امتلاء أو ألم، في منتصف صدرك. يستمر لأكثر من بضع دقائق، أو يختفي ثم يعود». وتقول الدكتورة ريتا ريدبيرغ، طبيبة القلب ومديرة خدمات القلب والأوعية الدموية النسائية في جامعة كاليفورنيا بسان فرنسيسكو،: «الأمر عادة ما يكون غير مريح حقاً أثناء الأزمة القلبية. يبدو الأمر وكأنه ملزمة (مثل التي على طاولة نجار أو ميكانيكي) يتم تشديدها». ويصفه أيضاً أطباء «مايوكلينيك» بأنه «نوع من ألم الصدر أو الضغط أو الانزعاج الذي يستمر أكثر من بضع دقائق، أو يأتي ويذهب». ويضيفون: «ولكن لا يكون ألم الصدر شديداً في كل الأحوال، بل ولا يكون أكثر الأعراض شيوعاً، خاصة عند النساء. غالباً ما تصف النساء النوبة القلبية بأنها ضغط أو ضيق. ومن الممكن أن تحدث الإصابة بنوبة قلبية دون ألم في الصدر. والنساء أكثر عرضة من الرجال لأعراض النوبات القلبية غير المرتبطة بآلام صدرية».

2- آلام في أماكن أخرى من الجسم. ومن بين أهم الأماكن الأخرى، غير الصدر، التي قد تظهر عليها إحدى علامات النوبة القلبية لدى النساء بالذات، هي ألم أو إزعاج في إحدى الذراعين أو كلتيهما، أو الظهر، أو الرقبة، أو الفك، أو المعدة. وهو ما تؤكد عليه جمعية القلب الأميركية، وتضعه في المرتبة الثانية بعد ألم الصدر.

وهذا النوع من الألم أكثر شيوعاً عند النساء مقارنة بالرجال. وقد يربك ذلك النساء اللاتي يتوقعن أن يتركز الألم على صدرهن وذراعهن اليسرى، وليس على الظهر أو الفك. ويمكن أن يكون الألم متدرجاً أو مفاجئاً. وقد يزداد أو يتضاءل قبل أن يصبح شديداً. وإذا كانت المرأة نائمة، فقد يوقظها من نومها. وكما تقول الدكتورة سي. نويل بايري ميرز، طبيبة القلب ومديرة مركز باربرا سترايسند لقلب النساء في مركز سيدارز - سيناي الطبي في لوس أنجليس: «يجب عليك إبلاغ طبيبك عن أي أعراض غير نموذجية أو غير مفسرة في أي جزء من جسمك من (الفك السفلي) إلى ما فوق خصرك».

صعوبة التنفس والغثيان

3- ضيق في التنفس. شعور المرأة بضيق في التنفس، سواء كان مع أو من دون انزعاج في الصدر، هو علامة لا يجدر إهمالها؛ كما تؤكد جمعية القلب الأميركية. وتقول الدكتورة ريتا ريدبيرغ: «إذا كنت تعانين من صعوبة في التنفس دون سبب واضح، فمن الممكن أن تكوني مصابة بنوبة قلبية، خاصة إذا كنت تعانين أيضاً من واحد أو أكثر من الأعراض الأخرى. قد تشعرين وكأنك شاركت في سباق الماراثون، لكنك لم تقومي بأي خطوة».

وفي دراسة بعنوان: «علامات وأعراض النوبة القلبية: الإناث مقابل الذكور»، أفاد باحثون من كلية الطب بجامعة نوفا الجنوبية الشرقية في الولايات المتحدة، بالقول: «تظهر لدى الإناث أيضاً أعراض غير نمطية، أكثر من الذكور. ويبدو أن لديهن اختلافات في الفيزيولوجيا المرضية الكامنة وراء النوبة القلبية. وظهرت على الإناث في المتوسط أعراض غير نمطية مثل ضيق التنفس». وتم نشر الدراسة ضمن عدد أبريل (نيسان) 2023 من مجلة «كيريس» الطبية (Cureus).

4- آلام المعدة والغثيان. وفي بعض الأحيان يخلط الناس بين آلام المعدة التي تشير إلى نوبة قلبية، وبين حرقة المعدة أو قرحة المعدة أو آلام المعدة المرافقة لنزلات البرد والإنفلونزا. وتقول جمعية القلب الأميركية: «قد تعاني النساء من أعراض أخرى، عادة ما تكون أقل ارتباطاً بالنوبة القلبية، مثل الغثيان - القيء».

وفي أحيان أخرى، كما تقول طبيبة القلب نيكا غولدبرغ، المديرة الطبية لمركز جوان إتش تيش لصحة المرأة في مركز جامعة نيويورك لانجون الطبي في نيويورك،: «تعاني النساء من ضغط شديد في البطن، ويبدو وكأنه فيل يجلس على بطنها».

لا تعاني النساء دائماً من أعراض الأزمة القلبية التقليدية نفسها للرجال والكثير منهن يعاني أعراضاً «غير نمطية»

5- التعرق البارد. يعد ظهور العرق البارد والمفاجئ الذي يكون دون سبب واضح، أمراً شائعاً بين النساء اللاتي يتعرضن لأزمة قلبية. وتضعه جمعية القلب الأميركية ضمن أعراض النوبة القلب لدى النساء. وسيبدو الأمر أشبه بالتعرق المرتبط بإجهاد التوتر النفسي، أكثر من العرق الناتج عن ممارسة الرياضة، أو قضاء الوقت في الأجواء الحارة خارج المنزل.

وتنصح الدكتورة سي. نويل بايري ميرز قائلة: «إذا كنت لا تتعرقين عادة بهذه الطريقة، ولا يوجد سبب آخر لذلك، مثل الحرارة أو الهبات الساخنة (المرتبطة بانقطاع الطمث)، فقومي بالفحص لدى الطبيب (عن السبب)».

6- التعب والدوار. تشعر بعض النساء اللاتي يعانين النوبات القلبية بالتعب الشديد أو دوار الدوخة، حتى لو كن جالسات لفترة من الوقت أو لم يتحركن كثيراً. وتقول طبيبة القلب نيكا غولدبرغ: «غالباً ما تشتكي المريضات من التعب وأنهن لا يستطيعن القيام بالأنشطة البسيطة، مثل المشي إلى الحمام».

وفي دراسة لباحثين من كلية الطب بجامعة نوفا الجنوبية الشرقية في الولايات المتحدة، قالوا: «ظهرت أيضاً على الإناث المصابات بالنوبة القلبية المزيد من (الأعراض البادرية) (Prodromal Symptoms)، مثل التعب والدوار، في الأيام التي سبقت النوبة القلبية، وكان لديهن تأخير أطول في الحضور إلى المستشفى بعد ظهور هذه الأعراض البادرية».

وللتوضيح، فإن مصطلح «الأعراض البادرية» يُقصد به طبياً مجموعة من الأعراض التي تظهر على المريض قبل ظهور الأعراض الخاصة بهذا المرض. وهي أعراض قد تكون غير محددة، مثل مجموعة بوادر الإنفلونزا، مثل الصداع وفقدان الشهية والإعياء. وقد تكون محددة، مثل هالة الأورا (Aura) والتحسس من الضوء، وهما اللتان تسبقان نوبة صداع المايغرين النصفي.


مقالات ذات صلة

كيف تحصل على نوم مثالي؟

صحتك كيف تحصل على نوم مثالي؟

كيف تحصل على نوم مثالي؟

أكد خبراء في النوم على ضرورة الحصول الإنسان على فترة راحة لا تقل عن 7 ساعات يومياً، وذكروا أن النساء بحاجة إلى 20 دقيقة من النوم أكثر من الرجال.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
يوميات الشرق عندما يجبر الناس أنفسهم على الاسترخاء يمكن أن يصبحوا أكثر قلقاً (أرشيفية- أ.ف.ب)

كيف تصبح الرغبة في الاسترخاء سبباً لمزيد من القلق والتوتر؟

قد تدفع رغبة بعض الأشخاص للراحة والاسترخاء إلى مزيد من القلق والتوتر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ الطاعون الدبلي سببه بكتيريا يرسينيا الطاعونية والتي من المحتمل أنها دخلت أميركا الشمالية عام 1900 من الفئران (رويترز)

تأكيد إصابة شخص بالطاعون في الولايات المتحدة

أكد مسؤولون صحيون في الولايات المتحدة إصابة شخص بالطاعون في مقاطعة بويبلو بولاية كولورادو.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك جين معين يشكل عاملاً حاسماً في تطور السمنة والمشاكل السلوكية واكتئاب ما بعد الولادة لدى الأمهات

دراسة وراثية تشير إلى الأوكسيتوسين علاجاً محتملاً للسمنة واكتئاب ما بعد الولادة

حددت دراسة حديثة جيناً معيناً بوصفه عاملاً حاسماً في تطور السمنة والمشاكل السلوكية واكتئاب ما بعد الولادة لدى الأمهات.

د. وفا جاسم الرجب (لندن)
صحتك ما الفرق بين «أرفيد» والنزق بالطعام؟ (رويترز)

اضطراب أكل يتعلّق بتركيبة الطعام أو لونه أو رائحته... ماذا نعرف عن «أرفيد»؟

يرهق بعض الأولاد والديهم عندما يتعلّق الأمر بالطعام، فمنهم من لا يتناول إلا أصنافاً محددة جداً، وأحياناً لا يتخطى عددها أصابع اليد الواحدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

دراسة وراثية تشير إلى الأوكسيتوسين علاجاً محتملاً للسمنة واكتئاب ما بعد الولادة

جين معين يشكل عاملاً حاسماً في تطور السمنة والمشاكل السلوكية واكتئاب ما بعد الولادة لدى الأمهات
جين معين يشكل عاملاً حاسماً في تطور السمنة والمشاكل السلوكية واكتئاب ما بعد الولادة لدى الأمهات
TT

دراسة وراثية تشير إلى الأوكسيتوسين علاجاً محتملاً للسمنة واكتئاب ما بعد الولادة

جين معين يشكل عاملاً حاسماً في تطور السمنة والمشاكل السلوكية واكتئاب ما بعد الولادة لدى الأمهات
جين معين يشكل عاملاً حاسماً في تطور السمنة والمشاكل السلوكية واكتئاب ما بعد الولادة لدى الأمهات

حددت دراسة حديثة جيناً معيناً بوصفه عاملاً حاسماً في تطور السمنة والمشاكل السلوكية واكتئاب ما بعد الولادة لدى الأمهات، وحدد العلماء هذا الجين الذي يعرف باسم TRPC5 والذي في حالة فقدانه أو خلله يمكن أن يسبب تلك الأحداث، وقد يكون لهذا الاكتشاف آثار أوسع نطاقاً على علاج اكتئاب ما بعد الولادة؛ إذ تعدّ السمنة واكتئاب ما بعد الولادة من المشاكل الصحية العالمية المهمة؛ إذ يؤثر اكتئاب ما بعد الولادة على أكثر من واحدة من كل 10 نساء خلال عام من الولادة، ويرتبط بزيادة خطر الانتحار، ويمثل أيضاً ما يصل إلى واحدة من كل خمس وفيات الأمهات في البلدان ذات الدخل المرتفع، وفي الوقت نفسه تضاعفت معدلات السمنة بين البالغين منذ عام 1990، وتضاعفت أربعة أضعاف بين المراهقين وفقاً لـ«منظمة الصحة العالمية».

وتسلط الدراسة الحديثة التي أجراها فريق دولي يضم باحثين من جامعة كامبريدج في المملكة المتحدة، وكلية بايلور للطب في هيوستن بالولايات المتحدة، والتي نُشرت في مجلة «سيلCell » في 2 يوليو (تموز) الحالي 2024 الضوء على النتائج المهمة التي يمكن أن تؤثر على العلاجات المستقبلية لاكتئاب ما بعد الولادة.

اكتشاف الجينات

واكتشف فريق البحث في أثناء التحقيق مع صبيين من عائلتين مختلفتين يعانيان من السمنة المفرطة والقلق والتوحد ومشاكل سلوكية ناجمة عن الأصوات أو الروائح، إن كان الأولاد يفتقدون جيناً واحداً يُعرف باسم TRPC5والذي يقع على الكروموسوم Xوكشف المزيد من التحقيقات، أن كلا الصبيين ورث افتقاد الجين من كلتا الوالدتين اللتين فقدتا الجين الموجود على أحد كروموسوماتهما X كانت الوالدتان تعانيان أيضاً من السمنة، لكن بالإضافة إلى ذلك تعانيان من اكتئاب ما بعد الولادة.

تأكيد النموذج الحيواني

ولاختبار ما إذا كان جين TRPC5 هو الذي يسبب المشاكل لدى الأولاد وأمهاتهم، لجأ الباحثون إلى نماذج حيوانية، حيث قاموا بهندسة فئران وراثية تحتوي على نسخة معيوبة من الجين في الفئران، واستخدموا الفئران المعدلة وراثياً لتأكيد تأثيرات الجين، فقد أظهرت الفئران الذكور التي تحمل هذا الجين المعيوب نفس المشاكل التي يعاني منها الأولاد، بما في ذلك زيادة الوزن والقلق وكراهية التفاعلات الاجتماعية والسلوك العدواني، وأظهرت إناث الفئران نفس السلوكيات لكن عندما أصبحت أمهات أظهرت أيضاً سلوكاً اكتئابياً وضعف رعاية الأمومة.

الجين والخلايا العصبية الأوكسيتوسين

ويعمل هذا الجين RPC5 وهو واحد من عائلة الجينات التي تشارك في اكتشاف الإشارات الحسية مثل الحرارة والذوق واللمس على مسار في منطقة ما تحت المهاد في الدماغ، حيث من المعروف أنه يتحكم في الشهية. وعندما نظر الباحثون بمزيد من التفصيل في منطقة الدماغ هذه اكتشفوا أن الجين يعمل على الخلايا العصبية للأوكسيتوسين وهي الخلايا العصبية التي تنتج هرمون الأوكسيتوسين والذي يُطلق عليه غالباً «هرمون الحب»؛ بسبب إطلاقه استجابةً لعروض المودة والعاطفة والترابط، وقد أدت استعادة الجين الموجود في هذه الخلايا العصبية إلى تقليل وزن الجسم، وتقليل أعراض القلق واكتئاب ما بعد الولادة أيضاً.

وقال البروفسور صدف فاروقي، من مختبرات أبحاث الأيض بجامعة كامبريدج معهد علوم الأيض والمعهد الوطني للصحة مركز كامبريدج لأبحاث الطب الحيوي كامبريدج المملكة المتحدة والمؤلف الرئيسي للدراسة، إن هناك سبباً وراء إصابة الأشخاص الذين يفتقرون إلى جين TRPC5 بكل هذه الحالات؛ فقد عرف منذ فترة طويلة أن منطقة ما تحت المهاد تلعب دوراً رئيسياً في تنظيم «السلوكيات الغريزية» التي تمكن البشر والحيوانات من البقاء على قيد الحياة، مثل البحث عن الطعام والتفاعل الاجتماعي والاستجابة للقتال ورعاية أطفالهم الرضع، وفي حين أن عمليات حذف الجين نادرة فقد كشف تحليل عينات الحامض النووي (دي أن ايه) DNA المأخوذة من نحو 500 ألف فرد في البنك الحيوي في المملكة المتحدة، عن أن 369 شخصاً، ثلاثة أرباعهم من النساء، يحملون متغيرات الجين، وكانت كتلة الجسم أعلى من المتوسط.

هرمون الأوكسيتوسين

هو هرمون يُفرز في منطقة ما تحت المهاد في الدماغ، ويشارك في عمليات فسيولوجية مختلفة، وتتمثل الوظيفة المعروفة لهذا الهرمون في تقوية الروابط الاجتماعية والتسبب في انقباض عضلات الرحم في أثناء المخاض، ومع ذلك أظهرت الأبحاث الحديثة أيضاً أن للأوكسيتوسين العديد من الوظائف الأخرى، ويلعب هرمون الأوكسيتوسين دوراً في التفاعلات الاجتماعية وتقوية الروابط الاجتماعية، وزيادة مشاعر الترابط العاطفي، وتعزيز التعاطف. كما أن له تأثيراً يقلل من التوتر، ويمكن أن يقلل من القلق من خلال إحداث تأثير مريح.

الأبحاث والعلاجات المستقبلية

وتشير الدراسة إلى أن استعادة الأوكسيتوسين يمكن أن تخفف الأعراض المرتبطة بنقص الجين TRPC5 بما في ذلك اكتئاب ما بعد الولادة، ويدعم ذلك تجارب سابقة حول دور الأوكسيتوسين في الاكتئاب ورعاية الأمومة. وتشير النتائج إلى أن الأوكسيتوسين يمكن أن يكون علاجاً فعالاً للأمهات المصابات باكتئاب ما بعد الولادة المرتبط بنقص الجين، ويسلط البحث الضوء على الأساس البيولوجي لسلوكيات؛ مثل الأكل والقلق ورعاية الأمومة، مع تأكيد أهمية فهم التأثيرات الجينية على هذه الحالات.

وأشار البروفسور صدف فاروقي إلى أهمية هذه النتائج، مسلطاً الضوء على أن فهم الحالات الوراثية مثل نقص جين TRPC5 يمكن أن يكشف عن رؤى مهمة في بيولوجيا الإنسان وسلوكه. كما أن هذه النتائج لا تؤدي إلى تعزيز المعرفة حول اكتئاب ما بعد الولادة فحسب، بل تؤكد أيضاً الأسس البيولوجية للعديد من السلوكيات، مما يعزز المزيد من التعاطف والفهم للمتضررين من هذه الحالات.