ماذا تخبر قدماك عن صحتك؟

يمكن أن يشير مظهر أقدامنا وتردي وظيفتها إلى الإصابة ببعض الأمراض (رويترز)
يمكن أن يشير مظهر أقدامنا وتردي وظيفتها إلى الإصابة ببعض الأمراض (رويترز)
TT
20

ماذا تخبر قدماك عن صحتك؟

يمكن أن يشير مظهر أقدامنا وتردي وظيفتها إلى الإصابة ببعض الأمراض (رويترز)
يمكن أن يشير مظهر أقدامنا وتردي وظيفتها إلى الإصابة ببعض الأمراض (رويترز)

من الجلد إلى الشعر، وتقشُّر البشرة، وحتى الدموع، يمكن للمظهر الخارجي للجسم أن يقدم بعض المؤشرات عن حالتك الصحية.

ولكن هناك جزءاً من الجسم يتجاهله كثير من الأشخاص، قد يكشف عن إصابتك بعدد من المشكلات الصحية الخطيرة، من بينها أمراض القلب، وهذا الجزء هو القدمان.

وحسبما نقلته شبكة «سي إن إن» الأميركية، فإن القدمين متصلتان بقنوات من الألياف العصبية الموجودة بالمخ، بحيث يتمكن الأشخاص من الوقوف والحفاظ على توازنهم وتحريك أصابعهم.

علاوة على ذلك، فإن القدمين متصلتان بالأوعية الدموية التي تنقل الدم إليها من القلب.

ويمكن أن يشير مظهر أقدامنا وتردي وظيفتها إلى الإصابة بالالتهابات الفيروسية وأمراض القلب والأوعية الدموية، وحتى الاضطرابات العصبية.

وفيما يلي بعض أمثلة المشكلات الصحية التي قد تشير إليها حالة القدمين:

مرض اليد والقدم والفم

يحدث مرض اليد والقدم والفم(Hand, foot and mouth disease) بسبب فيروس يعرف باسم «كوكساكي»، وتشمل أعراضه تقرحات في الفم وطفحاً جلدياً أحمر اللون على اليدين والقدمين. ويمكن أن يؤثر الطفح الجلدي أيضاً على الساقين والأرداف.

ويعد مرض اليد والقدم والفم شائعاً جداً في مرحلة الطفولة، وهو شديد العدوى. ولحسن الحظ، عادة ما تكون هذه الحالة قصيرة الأمد؛ حيث تختفي دون علاج بعد بضعة أيام.

أمراض القلب والأوعية الدموية

يقوم نظام الدورة الدموية لدينا بضخ الدم من القلب إلى كل جزء من الجسم، من الرأس إلى أطراف أصابع القدم. وأحياناً، يشعر الشخص ببرودة في قدميه؛ خصوصاً عند المشي حافياً داخل المنزل، أو خلال الأيام الباردة؛ إلا أن هذه البرودة لا ينبغي أن تكون مؤلمة، وفقاً للخبراء، كما أن لون القدمين لا ينبغي أن يتغير إلى اللون الأزرق جرَّاء هذه البرودة.

وقال الخبراء إن الألم وتغير لون البشرة قد يكونان من أعراض ظاهرة تسمى «متلازمة إصبع القدم الأزرق». وينتج هذا الأمر عن قلة تدفق الدم إلى الخلايا، ومنها خلايا القدم، الأمر الذي يؤثر على لون الأنسجة.

وبالتالي فإن تغير لون القدمين للأزرق قد يشير إلى مشكلة في القلب أو الأوعية الدموية.

وفي الحالات الخطيرة، يمكن أن تؤدي «متلازمة إصبع القدم الأزرق» إلى موت الأنسجة وانهيارها وتكوين «الغرغرينا»، الأمر الذي قد يتطلب بتر أصابع القدم أو حتى القدم بأكملها.

بالإضافة إلى ذلك، هناك علامات أخرى في القدمين يمكن أن تشير إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. فقد تشير التورمات الحمراء التي تظهر على القدمين (وكذلك على اليدين) إلى وجود عدوى في القلب، تسمى «التهاب الشغاف الجرثومي». وتحدث هذه العدوى عند دخول بكتيريا إلى مجرى الدم، وانتقالها إلى القلب.

تورم القدمين قد يشير لعدد من المشكلات الصحية (رويترز)
تورم القدمين قد يشير لعدد من المشكلات الصحية (رويترز)

مشكلات في الجهاز العصبي

يمكن لأصابع القدم أن تشير إلى وجود مشكلات في الجهاز العصبي.

وهناك اختبار بسيط يسمى «علامة بابينسكي» للكشف عن هذه المشكلات، ويتضمن الضغط على باطن القدم بأداة غير حادة للتحقق من استجابة أصابع القدم. ويجب أن ينحني إصبع القدم الأكبر للأسفل.

أما إذا ارتفع الإصبع إلى الأعلى، فهذا الأمر قد يشير إلى وجود سكتة دماغية تعطل دوائر الدماغ الطبيعية التي تتحكم في القدمين.

وقد تشير هذه المشكلة أيضاً إلى الإصابة بالتسمم الدوائي أو التصلب المتعدد، وهو اضطراب يهاجم فيه الجهاز المناعي للجسم الغلاف الواقي للخلايا العصبية في الدماغ والعصب البصري والحبل النخاعي. ومع ذلك، في بعض الأشخاص الأصحاء، يمكن ملاحظة هذه العلامة في القدمين خلال النوم العميق.

السكري

قد يتسبب مرض السكري في بعض المشكلات في الأطراف السفلية، مثل تلف الأوعية الدموية، واعتلال الأعصاب الطرفية، وفقدان الإحساس بالقدمين.

أمراض الكلى

قد تؤدي مشكلات الكلى وانخفاض قدرتها على إزالة السوائل الزائدة والصوديوم من الجسم إلى احتباس السوائل. ويؤدي هذا الاحتباس إلى تورم القدمين.


مقالات ذات صلة

مع تزايد تعرضنا للشاشات... كيف نحمي عيوننا من الإجهاد الرقمي؟

صحتك يُنصح بتقليل التعرّض للشاشات (جامعة ستانفورد)

مع تزايد تعرضنا للشاشات... كيف نحمي عيوننا من الإجهاد الرقمي؟

أصبح إجهاد العين الرقمي مشكلة صحية عامة بالغة الأهمية تُؤثر في ملايين الأشخاص حول العالم مع تزايد اعتمادنا على الأجهزة الرقمية في العمل والتعليم والحياة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم صحة الفم لا تنحصر في تطابق الابتسامة مع معايير جمالية غير واقعية

صحة الفم لا تنحصر في تطابق الابتسامة مع معايير جمالية غير واقعية

الابتسامة انعكاس للصحة والثقة بالنفس والراحة النفسية

د. عميد خالد عبد الحميد (لندن)
صحتك الخبراء ينصحون بعدم تناول الوجبة نفسها يومياً للحصول على مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية (رويترز)

حمية الوجبة الواحدة يومياً... هل هي صحية؟ وما تأثيرها عليك؟

يُعدّ تفويت الوجبات بهدف إنقاص الوزن أسلوباً شائعاً، وفي السنوات الأخيرة، بالغ الأطباء وخبراء التغذية في الحديث عن الفوائد الصحية لهذه الحمية الغذائية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك يدعم المغنيسيوم صحة الحامل والجنين خلال فترة الحمل (رويترز)

هل تناول المغنيسيوم يكون آمناً أثناء الحمل؟

المغنيسيوم هو أحد المعادن الأساسية السبعة بالجسم وخلال فترة الحمل يدعم صحة الحامل والجنين كما يساعد في وظائف الأعصاب والعضلات وتقوية العظام

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق ما الفرق بين مخفوق البروتين بالماء أو بالحليب؟ (رويترز)

أيهما أفضل شرب مخفوق البروتين مع الحليب أم الماء؟

يُعدّ شرب مخفوقات البروتين طريقة سهلة لزيادة استهلاكك من البروتين ودعم بناء العضلات وصحة العظام وفقدان الوزن.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

أسنان مزروعة في المختبر بديلة للحشوات

د. شيويه تشن تشانغ والدكتورة آنا أنجيلوفا فولبوني (كلية كينغز لندن)
د. شيويه تشن تشانغ والدكتورة آنا أنجيلوفا فولبوني (كلية كينغز لندن)
TT
20

أسنان مزروعة في المختبر بديلة للحشوات

د. شيويه تشن تشانغ والدكتورة آنا أنجيلوفا فولبوني (كلية كينغز لندن)
د. شيويه تشن تشانغ والدكتورة آنا أنجيلوفا فولبوني (كلية كينغز لندن)

قفزة نوعية في مجال طب الأسنان تلوح في الأفق؛ إذ يمكن للسن المزروعة في المختبر، والمصنوعة من خلايا المريض نفسه، أن تندمج بسلاسة في الفك، و«تصلح نفسها بنفسها» كالسن الطبيعية، وأن تكون بديلة للحشوات التي يصعب تثبيتها لمدة طويلة، وذلك وفق نتائج دراسة جديدة قادها باحثون من «كلية كينغز لندن» الإنجليزية.

ووفق بيان نُشر على موقع الجامعة، الاثنين، فسوف يتمكن البالغون من زراعة أسنانهم البديلة بأنفسهم، بدلاً من استخدام الحشوات الطبية، وذلك بفضل هذا الاكتشافٍ المهم؛ إذ يُقدّم هذا البحث طريقةً مُحتملةً «لإصلاح الأسنان»، وبديلاً طبيعياً لعلاجها.

يقول الدكتور شيويه تشن تشانغ، من كلية طب الأسنان وعلوم الفم والوجه والفكين في «كلية كينغز لندن»: «الحشوات ليست الحل الأمثل لإصلاح الأسنان؛ فمع مرور الوقت، تُضعِف بنية الأسنان، ويكون عمرها الافتراضي محدوداً، وقد تؤدي إلى مزيد من التسوس أو الحساسية».

وأضاف في بيان على موقع الجامعة: «تتطلب زراعة الأسنان جراحةً باضعة (صغيرة الفتحات) ومزيجاً جيداً من الغرسات. كلا الحلَّين صناعي ولا يُعيد وظيفة الأسنان طبيعية بالكامل كما كانت؛ مما قد يؤدي إلى مضاعفات طويلة الأمد. أما الأسنان المزروعة في المختبر، فتتجدد بشكل طبيعي، وتندمج في الفك كالأسنان الحقيقية».

وتابع: «ستكون أقوى وأطول عمراً وخالية من مخاطر الرفض؛ مما يوفر حلاً أكثر ديمومة وتوافقاً بيولوجياً، مقارنة بالحشوات أو الغرسات».

وكما ورد في نتائج الدراسة، التي نُشرت بمجلة «إيه سي إس ماكرو ليترز (ACS Macro Letters)»، فقد توصل فريق «كلية كينغز لندن»، بالتعاون مع «كلية إمبريال كوليدج لندن» في المملكة المتحدة، إلى اكتشاف مهم بشأن البيئة اللازمة لنمو الأسنان بالمختبر، ونجحوا في تطوير نوع خاص من المواد يُمكّن الخلايا من التواصل فيما بينها.

وأفادت النتائج بأن «هذا يعني أن خلية واحدة يمكنها إخبار خلية أخرى بفاعلية بالبدء في التمايز إلى خلية مكوِّنة للأسنان، وهو ما يُحاكي البيئة الطبيعية لنمو الأسنان، ويسمح للعلماء بإعادة عملية نمو الأسنان في المختبر».

وقال تشانغ: «لقد طورنا هذه المادة لمحاكاة البيئة الطبيعية المحيطة بالخلايا في الجسم. وعندما أدخلنا الخلايا المزروعة، تمكنت من إرسال إشارات بعضها إلى بعض لبدء عملية تكوين الأسنان».

وعلى الرغم من نجاحهم في تهيئة البيئة اللازمة لنمو الأسنان في المختبر، فإن الباحثين يواجهون الآن تحدياً آخر في نقلها من المختبر إلى فكّ المريض. وهو ما علق عليه تشانغ، قائلاً: «لدينا أفكار مختلفة لزراعة الأسنان داخل الفم. يمكننا زراعة خلايا الأسنان الصغيرة في موقع السن المفقودة، وتركها تنمو داخل الفم. أو يمكننا تخليق السن كاملة في المختبر قبل زرعها في فم المريض. في كلا الخيارين، نحتاج إلى بدء العملية المبكرة جداً لإنماء الأسنان داخل المختبر».

ويُعدّ هذا البحث جزءاً من جهد أوسع في مجال «الطب التجديدي»، الذي يهدف إلى تسخير علوم الأحياء لإصلاح أو استبدال أجزاء الجسم التالفة، فبدلاً من الاعتماد على مواد اصطناعية، مثل الغرسات المعدنية أو أطقم الأسنان، يعمل الباحثون على زراعة بدائل طبيعية باستخدام الخلايا الجذعية والبيئات المُهندَسة بيولوجياً.