علماء: الزبادي علاج مذهل لأمراض عديدة بينها ضغط الدم والسكري !

ذكرت تقارير علمية أن الزبادي الطبيعي يمكن أن يساعد في التحكم بضغط الدم والسكر ؛ فهو غني بالبكتيريا «الجيدة» اللازمة للحفاظ على صحة الأمعاء.

ويُعتقد أن الكالسيوم والمغنيسيوم والأحماض الدهنية الموجودة في الزبادي تساعد في تقليل خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.

وقبل عقد من الزمن، أفاد علماء بجامعة هارفارد بأن تناول 28 غرامًا من الزبادي يوميًا ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 18%.

وفي الشهر الماضي، أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأميركية أن الشركات المصنعة ستكون قادرة على الادعاء بأن منتجاتها من الزبادي العادي قد تساعد في الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني. ومن المعروف أيضًا أن العناصر الغذائية الموجودة في الزبادي، بما في ذلك الكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم، تشارك في تنظيم ضغط الدم، وقد تبين أن تناوله يوميًا يخفضه لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، وفقًا لدراسة أجريت في الولايات المتحدة وأستراليا. وفي هذا الاطار، اقترح العلماء الذين قاموا بالتجربة أيضًا أن البكتيريا الموجودة في الزبادي تساعد في تعزيز إطلاق البروتينات التي تخفض ضغط الدم. ولكن فقط «تأكد من تجنب الأصناف فائقة المعالجة». وذلك وفق ما أفاد موقع «gloucostershirelive» الإخباري.

من أجل ذلك يوصي الخبراء باختبار الزبادي العادي دون إضافة أي شيء آخر إليه، للحصول على أكبر الفوائد، وتجنب منتجات الزبادي المحلاة والمنكهة.

هل يقلل الزبادي خطر الإصابة بالسكري؟

حسمت هيئة الغذاء والدواء الأميركية جدلاً انتشر على نطاق واسع لسنوات حول تأثير تناول الزبادي على مستويات السكر بالدم، وما إذا كان يقلل خطر الإصابة بالسكري.

ووفقاً لشبكة «إن بي سي نيوز»، فقد قالت الهيئة إن تناول الزبادي بانتظام قد يقلل بالفعل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

وأكدت هيئة الغذاء والدواء أنه يمكن لصانعي الأغذية الإعلان عن هذا الأمر عند التسويق لمنتجاتهم، دون اعتراض منها.

وجاء القرار رداً على التماسٍ قدّمته شركة «دانون»؛ عملاق الأغذية التي تنتمي إليها علامات تجارية كبرى؛ بما في ذلك «دانون»، و«أكتيفيا»، و«والابي أورغانيك»، و«سيلك»، في عام 2018. وسعت الشركة للحصول على اعتراف هيئة الغذاء والدواء الأميركية بأنها لن تعترض إذا قامت «دانون» بتسويق الزبادي على أنه قادر على تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

وأكدت الهيئة أنها لن تعارض هذا الادعاء، لكن مع الأخذ في الاعتبار بعض الملاحظات.

وأوضحت: «يجب إخبار المستهلكين أن تناول كوبين من الزبادي، ثلاث مرات أسبوعياً، هو الحد الأدنى لتقليل خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني».

جهاز لفحص مستوى السكر في الدم (رويترز)

واستشهد التماس «دانون» بالعناصر الغذائية الموجودة في الزبادي من بروتينات وفيتامينات، بالإضافة إلى انخفاض الصوديوم به، هذا إلى جانب الدراسات التي تدعم العلاقة بين استهلاك الزبادي بانتظام، وانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري والحالات المرتبطة به.

وتختلف مستويات السكر والدهون في الزبادي بشكل كبير. وتقول المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها إنه على الرغم من أن الزبادي قليل الدسم أو غير المحلَّى منخفض السعرات الحرارية ومصدر صحي للبروتين وفيتامين «د» والكالسيوم، فإن الزبادي المنكَّه غالباً ما يحتوي على نسبة عالية من السكريات المضافة، ويجب أن يكون استهلاكه محدوداً.

وأثبتت الأبحاث، منذ فترة طويلة، وجود صلة بين الاستهلاك العالي للسكريات المضافة، وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

ووجد عدد من الدراسات؛ أبرزها دراسة أُجريت عام 2022، أن تناول منتجات الألبان المخمرة، وخصوصاً الزبادي، قد يوفر الحماية ضد تطور هذا النوع من السكري.

ويُعدّ الزبادي أيضاً جزءاً من النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط، إلى جانب المواد الغذائية الأساسية الأخرى؛ مثل المنتجات الطازجة، والحبوب الكاملة، وزيت الزيتون، والأسماك. ووجدت دراسة أُجريت عام 2020 أن الالتزام بهذا النظام الغذائي يقلل بشكل كبير خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني. ومع ذلك لم تجد دراسة أُجريت عام 2016 أي صلة بين استهلاك منتجات الألبان والمرض.

دراسة: الزبادي الكامل الدسم يخفض الغلوكوز لدى مرضى السكري

وجد باحثون من جامعة فيرمونت الأميركية أن تناول الزبادي كامل الدسم بشكل يومي قد يساعد في خفض مستويات الغلوكوز لدى المصابين بمقدمات السكري، وسيقدم فريق البحث نتائج هذا العمل هذا الأسبوع في الاجتماع السنوي الرئيسي للجمعية الفسيولوجية الأميركية، الذي سيُعقد في لونغ بيتش بكاليفورنيا.
ونظراً لأن السمنة ومرض السكري من النوع 2 لا يزالان وباءً متزايداً في الولايات المتحدة، فإن العديد من المنظمات الصحية الوطنية، بما في ذلك جمعية القلب الأميركية، توصي بتناول خيارات الألبان قليلة الدسم أو الخالية من الدسم، مثل الحليب والجبن والزبادي، كجزء من الحمية الصحية، ولكن، تشير بعض الأبحاث الحديثة إلى أنه، على عكس الرسائل التي يتلقاها الجمهور غالباً حول الدهون الغذائية وزيادة الوزن والأمراض المزمنة، قد تكون منتجات الألبان كاملة الدسم مفيدة لعملية التمثيل الغذائي للغلوكوز والدهون في الدم، وهو ما تؤكده الدراسة الجديدة.
ووفق تقرير نشره، أمس (الأربعاء)، الموقع الإلكتروني لجامعة فيرمونت، درس الباحثون مجموعة من المتطوعين البالغين تتراوح أعمارهم بين 45 و75 عاماً، وتم تشخيص معظم المشاركين بأن لديهم مقدمات مرض السكري، وهي حالة يرتفع فيها السكر في الدم ولكنها لم تصل بعد إلى مستوى داء السكري من النوع 2، ويكون فيها مستوى غلوكوز الدم الصائم بين 100 و125 مغم/ ديسيلتر.
وخلال الدراسة التي كانت مدتها 3 أسابيع، تناول المتطوعون 3 حصص من اللبن العادي كامل الدسم كل يوم، وتناول المتطوعون أنفسهم 3 حصص من الزبادي الخالي من الدسم يومياً خلال فترة 3 أسابيع مختلفة.
ووجد فريق البحث أنه بعد تناول الزبادي كامل الدسم في الدراسة، انخفض متوسط مستويات الغلوكوز الصائم للمشاركين إلى 97.7 مغم/ ديسيلتر، ويُعتبر في النطاق «الطبيعي».
ويقول أيمن شاهين باحث التغذية بمركز البحوث الزراعية المصري لـ«الشرق الأوسط»، إن «نتائج هذه الدراسة تنصف اللبن كامل الدسم الذي تم التقليل كثيراً خلال الفترة الأخيرة من فوائده، بدعوى أنه يتسبب في السمنة». ويضيف أن «نتائج هذه الدراسة تضيف إلى مجموعة متزايدة من الأدلة التي تتعارض مع بعض التوصيات الغذائية لاختيار منتجات الألبان قليلة الدسم أو الخالية من الدسم».
ورغم ما رصدته الدراسة من نتائج، فإن شاهين يعتبرها بداية، قائلاً إنه يأمل أن تكون بمثابة حافز لمزيد من البحث لتوضيح العلاقة بين تناول دهون الألبان والتحكم في نسبة الغلوكوز في الدم.