مضادات حيوية جديدة تقضي على الالتهابات البكتيرية المقاومة للأدوية

مضادات حيوية جديدة تقضي على الالتهابات البكتيرية المقاومة للأدوية
TT
20

مضادات حيوية جديدة تقضي على الالتهابات البكتيرية المقاومة للأدوية

مضادات حيوية جديدة تقضي على الالتهابات البكتيرية المقاومة للأدوية

اكتشف علماء طريقة جديدة تمامًا لقطع السيقان من تحت الالتهابات البكتيرية المقاومة للأدوية. حيث تم تحديد الفئة الجديدة من المضادات الحيوية من قبل باحثين بجامعة أوبسالا السويدية. وعلى الرغم من أنه تم اختبارها على الفئران فقط، إلا أن الفريق يأمل أن يؤدي تطوير الدواء بشكل أكبر إلى «مساهمة مهمة في الكفاح المستمر ضد مقاومة المضادات الحيوية».

ويستهدف الدواء الفريد، مثل العديد من المضادات الحيوية الأخرى قيد التطوير حاليًا، الغشاء المزدوج الذي يحيط بالبكتيريا سالبة الغرام، مثل الإشريكية القولونية، التي يمكن أن تسبب التهابات الأمعاء والدم والكلبسيلا الرئوية؛ التي يمكن أن تسبب التهابات الرئة والمثانة والدم.

وعلى عكس البكتيريا إيجابية الغرام، التي تم تصنيع العديد من عائلات الأدوية لها، فإن هذا الحاجز الثاني الهائل المحيط بالخلايا البكتيرية سلبية الغرام يجعل من الصعب على المضادات الحيوية أن يكون لها تأثير؛ فالغشاء الخارجي قاس ومدمج مع عديدات السكاريد الدهنية، التي تمنح الخلية السلامة، وتسمح لها بالتفاعل مع الأسطح الأخرى. كما تسمح بخروج السموم ودخول العناصر الغذائية. وذلك وفق ما نقل موقع «ساينس إليرت» العلمي عن مجلة «PNAS» المرموقة.

ولسنوات عديدة، حاول العلماء العبث بالأغشية الدهنية نفسها، لأنها ضرورية لعمل البكتيريا سالبة الغرام. لكن الباحثين في السويد هم أول من استهدف إنزيمًا يسمى LpxH، والذي يساعد في تصنيع المكونات المهمة الأخرى للغشاء الخارجي والتي تسمى «عديدات السكاريد الدهنية». وبما أن ما يقرب من 70 % من البكتيريا سالبة الغرام تستخدم هذا الإنزيم، فقد يكون هدفًا مناسبًا للعديد من أنواع العدوى.

من أجل ذلك، تم حقن الفئران ببكتيريا E. coli أو K. pneumoniae المقاومة للأدوية بمجموعة من المركبات بعد ساعة مصممة لتثبيط LpxH الخاص بالبكتيريا. وقد أظهرت النتائج أنه من الممكن علاج التهابات مجرى الدم خلال أربع ساعات بجرعة واحدة فقط.

وأوضح فرق الدراسة أنه «خلال مسار نموذج العدوى هذا، انتشرت البكتيريا إلى مجرى الدم لدى الفئران. حيث إن قدرة هذه المركبات على تقليل عدد البكتيريا المستردة من الدم بقوة في جرعة واحدة فقط من العلاج تسلط الضوء على قدرتها على علاج معظم حالات العدوى التي تهدد الحياة بمسببات الأمراض سالبة الغرام (المقاومة للأدوية المتعددة)».

وفي هذا الاطار، بدأ الباحثون بمركب يسمى JEDI-1444، تم تجميعه من نتائج البحث في الأدبيات عن مثبطات مرشحة مناسبة. وعلى الرغم من أنه أظهر وعدًا لا يصدّق في منع نمو سلبية الغرام، إلا أنه لم يكن قابلاً للذوبان أو مستقرًا في الدم. لكن مع بعض التعديلات، وجد الفريق نجاحًا في نوعين مختلفين مرمزين بـ EBL-3599 وEBL-3647، لم يتم إذابتهما بشكل أفضل في المصل ولكنهما أظهرا نشاطًا «قويًا» مضادًا للميكروبات ضد مجموعة واسعة من عزلات E. coli وK. الرئوية.

وبغض النظر عن النمط الجيني للمقاومة؛ يعد هذا اكتشافًا بالغ الأهمية، نظرًا لأن كلا من هذه البكتيريا أصبحت مقاومة للمضادات الحيوية القليلة المتاحة التي تعمل ضدها.

يذكر انه في عام 2019، كانت الوفيات الناجمة عن العدوى المقاومة للمضادات الحيوية ثالث سبب رئيسي للوفاة على مستوى العالم. وبحلول عام 2050، من المتوقع أن يموت عشرة ملايين شخص سنويا.

وبينما تتكيف البكتيريا مع أدويتنا، هناك حاجة ماسة لفئات جديدة من العلاجات لإنقاذ الأرواح. فاليوم، نصف المضادات الحيوية المتوفرة في السوق هي ببساطة أشكال مختلفة من الأدوية التي تم التعرف عليها منذ ما يقرب من قرن من الزمان.

وفي عام 2017، أصدرت منظمة الصحة العالمية (WHO) قائمة بأخطر مسببات الأمراض المقاومة للأدوية، وتتصدر القائمة البكتيريا سالبة الغرام المقاومة للفئات الأكثر فعالية من المضادات الحيوية واسعة النطاق؛ وهذا يشمل الإشريكية القولونية والكولاريا الرئوية، والزائفة الزنجارية، التي تسبب أيضًا الالتهاب الرئوي، والراكدة البومانية، التي تسبب التهابات الدم والرئة والبول.

وخلص الباحثون في أوبسالا إلى أنه «على الرغم من أن النتائج الحالية واعدة للغاية، إلا أنه ستكون هناك حاجة إلى عمل إضافي كبير قبل أن تصبح مركبات هذه الفئة جاهزة للتجارب السريرية».


مقالات ذات صلة

10 أمور أساسية للتقدم في السن بصحة ورشاقة

صحتك لا بد من أداء بعض النشاط البدني يومياً للحفاظ على الصحة والحيوية (رويترز)

10 أمور أساسية للتقدم في السن بصحة ورشاقة

التقدم في السن بشكل صحي لا يعتمد على الحظ، بل على الخيارات اليومية. فكيف نتقدم في السن بشكل صحيح وصحي؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك النظام الغذائي المتوسطي يتميز بأسلوب طهي بسيط قائم على النباتات (رويترز)

نسخة معدلة من «النظام الغذائي المتوسطي» لتقوية العظام خصوصاً لدى النساء

وجدت دراسة أن النساء اللائي التزمن باتباع نظام غذائي متوسطي منخفض السعرات الحرارية، والمشي، وتمارين المقاومة، لمدة 3 سنوات، تحسنت لديهن كثافة العظام.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
صحتك توانا لوني المرأة الخمسينية المتحدرة من ألاباما التي خضعت لعملية زرع كلية خنزير معدلة وراثياً (أ.ب)

بعد 4 أشهر من عملية الزرع... استئصال كلية خنزير لدى مريضة أميركية

استأصلت امرأة أميركية كلية خنزير كانت زرعت لها قبل أكثر من أربعة أشهر، وهي مدة قياسية، لأنّ جسمها بدأ يرفض العضو، على ما أعلن المستشفى الذي أجرى العملية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق ممارسات عدة تساعد في ضمان تجنب اتباع نهج غير صحي فيما يرتبط بالطعام (إ.ب.أ)

كيف تحارب التوتر المرتبط بخياراتك الغذائية؟ 5 نصائح فعالة

كايلي ساكايدا، اختصاصية تغذية لديها مليونا متابع على منصة «تيك توك»، لا تريد أن يكون الطعام مصدراً آخر للتوتر، والقلق.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ كينيدي يتحدث في حين يستمع إليه ترمب ووزراء خلال اجتماع وزاري في قاعة مجلس الوزراء بالبيت الأبيض (أ.ب)

كينيدي جونيور يتعهد بتحديد أسباب «وباء التوحد» بحلول سبتمبر

وعد وزير الصحة الأميركي روبرت كينيدي جونيور (الخميس) بأن تُحدد دراسة تجريها السلطات الصحية «بحلول سبتمبر» أسباب ما وصفه بـ«وباء التوحد».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

8 علامات تحذيرية تُشير إلى انخفاض مستويات فيتامين «د» لديك

انخفاض مستويات فيتامين «د» قد تسبب ضرراً لصحة العظام (رويترز)
انخفاض مستويات فيتامين «د» قد تسبب ضرراً لصحة العظام (رويترز)
TT
20

8 علامات تحذيرية تُشير إلى انخفاض مستويات فيتامين «د» لديك

انخفاض مستويات فيتامين «د» قد تسبب ضرراً لصحة العظام (رويترز)
انخفاض مستويات فيتامين «د» قد تسبب ضرراً لصحة العظام (رويترز)

يُعد فيتامين «د»، الذي يُعرف أيضاً باسم «فيتامين أشعة الشمس» من أهم العناصر الغذائية، فهذا العنصر الغذائي الأساسي ضروري للحفاظ على قوة العظام، وصحة الجهاز المناعي، والحيوية العامة.

وقد أظهرت الدراسات أنه على عكس الفيتامينات الأساسية الأخرى، يُنتج الجسم فيتامين «د» عند تعرُّض الجلد لأشعة الشمس. ومع ذلك، وعلى الرغم من العيش في مناطق مشمسة، لا يزال عدد كبير من الناس حول العالم يعانون من نقص فيتامين «د» بسبب أنماط الحياة المنزلية، والتلوث، والعادات الغذائية، أو الحالات الصحية.

ويُحذّر الخبراء من أن النقص الحاد في هذا العنصر الغذائي الأساسي قد يؤدي إلى عدد من المضاعفات الصحية، وفق ما ذكره موقع «ذا هيلث سايت» المهتم بأخبار الصحة. فما أهم 8 علامات تحذيرية قد تظهر على الجسم عند انخفاض مستويات فيتامين «د» بشكل كبير؟

التعب والإرهاق الشديدان

أول علامة تُثير قلقك بشأن مستويات فيتامين «د» لديك هي التعب الشديد أو الإرهاق. إذا كنت تعاني باستمرار من نقص الطاقة، حتى بعد الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة، فاعلم أن هذا مؤشر على أن جسمك يُعاني من نقص فيتامين «د».

الأمراض أو الالتهابات المتكررة

الإصابة المتكررة بالالتهابات علامة على ضعف جهاز المناعة. وقد أظهرت الدراسات أن النقص الحاد في مستويات فيتامين «د» يُمكن أن يكون له تأثير خطير على مستويات مناعة الجسم.

ضعف العظام وآلام الظهر

آلام الظهر المستمرة أو ضعف صحة العظام قد يكون بسبب النقص الحاد في فيتامين «د» في جسمك. وأظهرت الدراسات أن فيتامين «د» يُساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم، لكن نقصه قد يؤدي إلى إزالة المعادن من العظام، ما يُسبب ألماً في العظام.

تقلبات المزاج المستمرة

من المؤشرات التحذيرية الأخرى لنقص مستويات فيتامين «د» التقلب المزاجي المستمر والاكتئاب؛ إذ أظهر عدد من الدراسات أن فيتامين «د» يؤثر على إنتاج السيروتونين، وهو ناقل عصبي ينظم المزاج.

تساقط الشعر

أظهرت الدراسات أن تساقط الشعر لدى النساء يُعد مؤشراً تحذيرياً لنقص فيتامين «د»، والسبب هو أن الفيتامين يلعب دوراً في تكوين بصيلات شعر جديدة، والحفاظ على صحة الشعر.

بطء التئام الجروح

وأظهرت دراسة نُشرت في «مجلة أبحاث طب الأسنان» أن المرضى الذين يعانون من نقص فيتامين «د» تتأخر مدة التئام جروحهم مقارنة بغيرهم.

ضعف العضلات وتشنجاتها

توجد مستقبلات فيتامين «د» في الأنسجة العضلية، وقد يؤدي نقصه إلى آلام عضلية، أو تشنجات، أو ضعف عام. كما قد تشعر بالارتعاش، أو ضعف في التنسيق الحركي، أو صعوبة في أداء مهام مثل صعود السلالم أو رفع الأشياء.

هشاشة العظام وزيادة خطر الكسور

يُعد فيتامين «د» ضرورياً لكثافة العظام. فمن دون كمية كافية منه قد تصبح العظام هشة ومسامية مع مرور الوقت، وهذا أمر مثير للقلق بشكل خاص لدى النساء بعد انقطاع الطمث وكبار السن المعرضين بالفعل لخطر الإصابة بهشاشة العظام.

كيف تُعزز مستوياته في الجسم؟

أفضل طريقة لزيادة مستويات فيتامين «د» في الجسم هي الجلوس لمدة ساعة تحت أشعة الشمس صباحاً، ولكن، إذا كنت تبحث عن بدائل لتعزيز مستويات فيتامين «د» في الجسم، فعليك اتباع هذه النصائح:

تأكَّد من نظامك الغذائي: حاول إضافة الأسماك الدهنية (السلمون، السردين)، وصفار البيض، ومنتجات الألبان، وعصير البرتقال، والحبوب.

مصابيح الأشعة فوق البنفسجية: في المناطق ذات الشتاء الطويل قد تساعد المصابيح التي تُصدر الأشعة فوق البنفسجية على تعزيز إنتاج فيتامين «د».