ما مقدار التمارين الذي تحتاجه للوقاية من أضرار «العمل المكتبي»؟

الجلوس لفترة طويلة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالأمراض (رويترز)
الجلوس لفترة طويلة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالأمراض (رويترز)
TT

ما مقدار التمارين الذي تحتاجه للوقاية من أضرار «العمل المكتبي»؟

الجلوس لفترة طويلة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالأمراض (رويترز)
الجلوس لفترة طويلة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالأمراض (رويترز)

وجدت دراسة جديدة أن ممارسة التمارين الرياضية 15 دقيقة فقط يومياً يمكن أن تزيل الضرر الجسدي الناتج عن العمل المكتبي.

ويستلزم العمل المكتبي الجلوس لساعات طويلة، الأمر الذي يؤثر سلباً على الصحة، وقد يتسبب في الإصابة بأمراض عديدة، من بينها أمراض القلب والأوعية الدموية.

وبحثت الدراسة التايوانية الجديدة في التغييرات التي يمكن القيام بها بشكل روتيني للتصدي لهذه الأضرار الصحية، بحسب ما نقلته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية.

وأجريت الدراسة على 481 ألف مشارك، بمتوسط عمر 39 عاماً، تمت متابعتهم لمدة 13 عاماً.

وبحث فريق الدراسة في كم الوقت الذي قضاه المشاركون جالسين في العمل، وفي مقدار «النشاط البدني في أوقات الفراغ» الذي قاموا به.

وخلال فترة الدراسة تم الإبلاغ عن أكثر من 26 ألف حالة وفاة.

ممارسة التمارين الرياضية لمدة 15 دقيقة في اليوم فقط يمكن أن تزيل الضرر الجسدي الناتج عن العمل المكتبي (أ.ف.ب)

ووجد الباحثون أن العمل في مهنة تنطوي على الجلوس لفترات طويلة يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية طويلة الأمد، بما في ذلك زيادة خطر الوفاة بشكل عام بنسبة 16 في المائة، وخطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بشكل خاص بنسبة 34 في المائة.

كما أظهرت الدراسة أن ممارسة التمارين الرياضية لمدة 15 دقيقة في اليوم فقط يمكن أن تزيل الضرر الجسدي الناتج عن العمل المكتبي، وتقلل معدل الوفيات بشكل ملحوظ.

وسبق أن كشفت مجموعة من الأبحاث السابقة أن الجلوس لفترة طويلة قد يتسبب في إصابة الأشخاص بعدد من الأمراض المزمنة مثل السمنة والسكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية، بل وقد يعرضهم لخطر الوفاة المبكرة.

وأفادت دراسة نشرت العام الماضي بأن خمس دقائق من المشي الخفيف كل نصف ساعة يمكن أن تساعد في تخفيف بعض المخاطر المتزايدة التي تأتي مع الجلوس لفترات طويلة من اليوم.


مقالات ذات صلة

صحتك استخدام الحوامل لمنتجات العناية الشخصية يؤدي إلى ارتفاع مستويات «المواد الكيميائية الأبدية» السامة في دمائهن (رويترز)

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

حذرت دراسة جديدة من الاستخدام الزائد لمنتجات العناية الشخصية مثل المكياج وخيط تنظيف الأسنان وصبغة الشعر بين النساء الحوامل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك صورة توضيحية تُظهر ورماً في المخ (أرشيفية)

الأول من نوعه... نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الدماغ

يفترض الباحثون أن شبكة الذكاء الاصطناعي التي تم تدريبها على اكتشاف الحيوانات المتخفية يمكن إعادة توظيفها بشكل فعال للكشف عن أورام المخ من صور الرنين المغناطيسي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك شخص يُجري فحصاً لداء السكري (رويترز)

مرض السكري قد يسرّع من انكماش المخ

كشفت دراسة جديدة أن مرض السكري من النوع الثاني قد يؤدي إلى انكماش المخ بشكل سريع مع التقدم في العمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
TT

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)

خلصت دراسة جديدة إلى أن الأطفال الذين يعيشون في بلدان تمزقها الحروب لا يعانون فقط من مشكلات في الصحة النفسية بل من المحتمل أيضاً أن يتعرضوا لتغيرات بيولوجية في الحمض النووي (دي إن إيه) يمكن أن تستمر آثارها الصحية مدى الحياة.

وأجرى الباحثون تحليلاً للحمض النووي لعينات لعاب تم جمعها من 1507 لاجئين سوريين تتراوح أعمارهم بين 6 أعوام و19 عاماً يعيشون في تجمعات سكنية عشوائية في لبنان، وراجعوا أيضاً استبيانات أُجريت للأطفال والقائمين على رعايتهم شملت أسئلة عن تعرض الطفل لأحداث مرتبطة بالحرب.

وظهرت في عينات الأطفال الذين تعرضوا لأحداث الحرب تغيرات متعددة في مثيلة الحمض النووي، وهي عملية تفاعل كيميائي تؤدي إلى تشغيل جينات أو تعطيلها.

وقال الباحثون إن بعض هذه التغيرات ارتبطت بالجينات المشاركة في وظائف حيوية مثل التواصل بين الخلايا العصبية ونقل المواد داخل الخلايا.

وقال الباحثون إن هذه التغيرات لم تُرصد لدى مَن تعرضوا لصدمات أخرى، مثل الفقر أو التنمر، ما يشير إلى أن الحرب قد تؤدي إلى رد فعل بيولوجي فريد من نوعه.

وعلى الرغم من تأثر الأطفال من الذكور والإناث على حد سواء، ظهرت في عينات الإناث تأثيرات بيولوجية أكبر، ما يشير إلى أنهن قد يكن أكثر عرضة لخطر التأثيرات طويلة الأمد للصدمة على مستوى الجزيئات.

وقال مايكل بلوس، رئيس الفريق الذي أعد الدراسة في جامعة سري في المملكة المتحدة، في بيان: «من المعروف أن للحرب تأثيراً سلبياً على الصحة النفسية للأطفال، إلا أن دراستنا خلصت إلى أدلة على الآليات البيولوجية الكامنة وراء هذا التأثير».

وأشار بلوس أيضاً إلى أن التعبير الجيني، وهو عملية منظمة تسمح للخلية بالاستجابة لبيئتها المتغيرة، لدى الأطفال الذين تعرضوا للحرب لا يتماشى مع ما هو متوقع لفئاتهم العمرية، وقال: «قد يعني هذا أن الحرب قد تؤثر على نموهم».

وعلى الرغم من محاولات الباحثين لرصد تأثيرات مدى شدة التعرض للحرب، خلصوا في تقرير نُشر يوم الأربعاء في مجلة جاما للطب النفسي إلى أن «من المرجح أن هذا النهج لا يقدر تماماً تعقيدات الحرب» أو تأثير أحداث الحرب المتكررة على الأطفال.

وتشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إلى أن نحو 400 مليون طفل على مستوى العالم يعيشون في مناطق صراع أو فروا منها.