الرضاعة الطبيعية تُخفّض مخاطر سمنة الأطفال

الرضاعة الطبيعية تُخفض مخاطر سمنة الأطفال (بابليك دومين)
الرضاعة الطبيعية تُخفض مخاطر سمنة الأطفال (بابليك دومين)
TT

الرضاعة الطبيعية تُخفّض مخاطر سمنة الأطفال

الرضاعة الطبيعية تُخفض مخاطر سمنة الأطفال (بابليك دومين)
الرضاعة الطبيعية تُخفض مخاطر سمنة الأطفال (بابليك دومين)

دعمت دراسة جديدة النظرية القائلة إن «طريقة التغذية في مرحلة الطفولة تؤثر في خطر الإصابة بالسمنة في وقت لاحق من الحياة».

وربط بحث جديد، قُدم (الاثنين) أمام الاجتماع السنوي للجمعية الأوروبية لدراسة مرض السكري في هامبورغ بألمانيا، بين تناول الرضع لحليب الأطفال الصناعي، والتناول المبكر للمشروبات الغازية، واكتساب مستويات أعلى من الدهون في الجسم في وقت لاحق من مرحلة الطفولة، وفق ما ذكرته صحيفة «الإندبندنت» الآيرلندية، (الاثنين). وهنا أثير تساؤل حول كيف تُخفّض الرضاعة الطبيعية مخاطر سمنة الأطفال؟

ووجد الباحثون أن الصغار الذين جرى إرضاعهم رضاعة طبيعية مدة 6 أشهر أو أكثر اكتسبوا نسبة أقل من الدهون في الجسم بحلول سن التاسعة، مقارنة بأولئك الذين لم يتلقوا حليب الثدي مدة 6 أشهر (مجموعة تشمل الأطفال الذين لم يرضعوا قط أو تلقوا حليب الثدي مدة أقل من 6 أشهر). كما أثبتت نتائج الدراسة أن الأطفال الذين لم يتناولوا المشروبات الغازية قبل عمر 18 شهراً كانت لديهم أيضاً كتلة دهنية أقل في سن التاسعة.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة، كاثرين كوهين، من الحرم الطبي بجامعة كولورادو أنشوتز بالولايات المتحدة الأميركية: «لقد بحثت الكثير من الدراسات السابقة العلاقة بين تغذية الرُضع وزيادة الوزن لدى الأطفال، أو خطر السمنة، على أساس مؤشر كتلة الجسم». وأضافت: «في دراستنا كنا نهدف إلى التوسع في هذا البحث السابق من خلال فحص ارتباطات ممارسات تغذية الرضع مع قياس أكثر دقة للسمنة لدى الأطفال (نسبة كتلة الدهون)».

وتعامل الفريق مع بيانات أكثر من 700 طفل وأمهاتهم، لرصد كيفية تأثير نمط حياة الأم على نمو طفلها وتطوره. وكشفت البيانات أنه تم إرضاع أكثر من نصف الأطفال (65 في المائة) رضاعة طبيعية مدة 6 أشهر على الأقل، وقُدّمت الأطعمة التكميلية لـ73 في المائة منهم في عمر 5 أشهر أو أكبر، وقُدمت المشروبات الغازية لـ86 في المائة بعد 18 شهراً.

وجرى تقييم النسبة المئوية لكتلة الدهون لدى الأطفال. واكتشف الباحثون أن الأطفال الذين جرى إرضاعهم رضاعة طبيعية لمدة تقل عن 6 أشهر زيادة في الدهون في الجسم بنسبة 3.5 في المائة، في المتوسط، في سن التاسعة، مقارنة بأولئك الذين جرى إرضاعهم مدة 6 أشهر أو أكثر. كما وجد الباحثون أن الرضع الذين جرى تقديم المشروبات الغازية لهم قبل عمر 18 شهراً كانت لديهم دهون في الجسم بنسبة 7.8 في المائة في المتوسط، في سن التاسعة، مقارنة بأولئك الذين جربوا الصودا لأول مرة في عمر 18 شهراً أو أكثر.

وقالت كوهين إنه «على الرغم من أن هذه الدراسة لا تستطيع توضيح الآليات المحتملة، فإن الأبحاث السابقة تشير إلى أن العلاقة بين الرضاعة الطبيعية ومخاطر السمنة قد تكون مرتبطة بالاختلافات في التركيب الغذائي للحليب البشري مقابل حليب الأطفال الصناعي».

وخلص الباحثون إلى أن «أنماط تغذية الرضع، خصوصاً مدة الرضاعة الطبيعية القصيرة، والمشروبات الغازية وتأثيرها على المفاصل، قد تؤثر في مستويات الدهون في الجسم في وقت لاحق من مرحلة الطفولة».


مقالات ذات صلة

هل النوم لمدة 6 ساعات كافٍ؟

صحتك النوم الجيد يُمكّن الأشخاص من الاستمتاع بصحة أفضل خلال حياتهم (رويترز)

هل النوم لمدة 6 ساعات كافٍ؟

يعاني البعض من الشعور بعدم الحصول على القدر الكافي من النوم رغم الاستغراق فيه لمدة 6 ساعات، ما يثير قلقهم بشأن حالتهم الصحية.

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك 7 نقاط حول التعامل العلاجي مع حالات الأرق

7 نقاط حول التعامل العلاجي مع حالات الأرق

ضمن الجهود العلمية المشتركة، عرض باحثون من مركز الأبحاث بجامعة «لافال» بكندا، مجموعة المستجدات العلمية الحديثة حول إدارة معالجة حالات الأرق Insomnia.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الرضاعة الطبيعية والتغذية التكميلية تنقذان مئات الآلاف من صغار الأطفال

الرضاعة الطبيعية والتغذية التكميلية تنقذان مئات الآلاف من صغار الأطفال

يحتفل الوسط الطبي في دول العالم بفعالية الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية 2024

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك توجهات جديدة لفحص سرطان القولون والمستقيم

توجهات جديدة لفحص سرطان القولون والمستقيم

ربما حان الوقت لنطلق جميعاً زفرة ارتياح، أو على الأقل نشعر بالأمل؛ وذلك لأن عملية الكشف عن سرطان القولون والمستقيم ربما تصبح أسهل بكثير قريباً.

هايدي غودمان (كمبردج - ولاية ماساشوستس الأميركية)
صحتك كيف تتعامل مع إدمان وسائل التواصل الاجتماعي؟

كيف تتعامل مع إدمان وسائل التواصل الاجتماعي؟

مع تصاعد الأصوات التي تطالب بحظر استخدام المراهقين والأطفال، تحت سن 16 عاماً، وسائل التواصل الاجتماعي....

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

هل النوم لمدة 6 ساعات كافٍ؟

النوم الجيد يُمكّن الأشخاص من الاستمتاع بصحة أفضل خلال حياتهم (رويترز)
النوم الجيد يُمكّن الأشخاص من الاستمتاع بصحة أفضل خلال حياتهم (رويترز)
TT

هل النوم لمدة 6 ساعات كافٍ؟

النوم الجيد يُمكّن الأشخاص من الاستمتاع بصحة أفضل خلال حياتهم (رويترز)
النوم الجيد يُمكّن الأشخاص من الاستمتاع بصحة أفضل خلال حياتهم (رويترز)

يعاني البعض من الشعور بعدم الحصول على القدر الكافي من النوم رغم الاستغراق فيه لمدة 6 ساعات، ما يثير قلقهم بشأن حالتهم الصحية.

وتوصي إرشادات مؤسسة النوم في بريطانيا بأن ينام البالغون لمدة تتراوح بين سبع وتسع ساعات في الليلة، وذلك على ضوء بحث نشرته جامعة كمبردج في عام 2022، قام بدراسة تجارب أشخاص مع أمراض القلب والسكري وصعوبات الصحة العقلية، بحسب صحيفة «تلغراف» البريطانية.

وقال مؤلفو البحث إن الحصول على سبع ساعات من النوم المستمر كل ليلة، دون الكثير من التقلبات، كان مهماً للصحة العقلية الجيدة والرفاهية، وأشاروا إلى أن الأشخاص الذين ناموا ما بين سبع وتسع ساعات أفادوا بانخفاض معدل الإصابة بهذه الحالات المزمنة.

ومن ثم، فإذا كنت تنام أقل من ست ساعات باستمرار، فمن المحتمل أن تصاب بمشاكل صحية؛ إذ قالت ماريان تايلور، المستشارة بشركة استشارات في شؤون النوم: «ستكون متقلب المزاج، ومحبطاً، ومنزعجاً، وستزيد من مخاطر التوتر والقلق... فهذه لها علاقة ثنائية الاتجاه بنومك».

وكذلك ذكرت صوفي بوستوك عالمة النفس: «نحن نعلم أن قلة النوم والصحة العقلية مرتبطتان ارتباطاً وثيقاً، فالأشخاص الذين ينامون بشكل سيئ هم أكثر عرضة للإصابة بالقلق والاكتئاب مرتين مقارنة بمن ينامون جيداً».

وتابعت: «أدمغتنا تطورت لتنظر إلى قلة النوم كعلامة تحذيرية، فقد كان أسلافنا أكثر عرضة للبقاء مستيقظين من قبل الحيوانات المفترسة، لذلك نحن نشعر بحالة تأهب قصوى عندما ننام لفترة قصيرة. ودون الحصول على ما يكفي من النوم، على المدى الطويل، فإننا نكافح من أجل التركيز والتعلم والتذكر».

ويرتبط الأرق بمجموعة واسعة من المشاكل الصحية، بدءاً من السمنة ومرض السكري من النوع الثاني وحتى مرض ألزهايمر، بحسب بحث نُشر في مجلة علم النفس التجريبي.

ومن المعروف أن النوم ضروري لجهاز المناعة، وأظهرت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين ناموا أقل من سبع ساعات في الليلة كانوا أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد بثلاث مرات مقارنة بأولئك الذين حصلوا على ثماني ساعات كاملة أو أكثر.

وتشير الكثير من الأبحاث الحديثة إلى أن الأرق يزيد من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر؛ إذ إن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في النوم كانوا أكثر عرضة للإصابة بضعف إدراكي بمقدار 1.7 مرة تقريباً من أولئك الذين لا يعانون منه.

وكذلك لاحظ باحثون أن الأرق المزمن كان مرتبطاً بزيادة خطر الإصابة بتدهور الكلى بمقدار 1.5 مرة، وزيادة أكبر في خطر الفشل الكلوي بمقدار 2.4 مرة.