أجرى باحثون بمركز بوسطن الطبي ومعهد دانا فاربر للسرطان أحد التحليلات الأولى على الإطلاق لأورام الغدد الصم العصبية (NETs) بدقة خلية واحدة، ما فتح رؤى جديدة حول هذا السرطان النادر والذي يصعب علاجه في كثير من الأحيان؛ إذ تمثل النتائج قفزة هائلة إلى الأمام في فهم سبب مقاومة هذه الأورام إلى حد كبير للعلاج المناعي وتوفر رؤى أساسية يمكن أن تؤدي إلى علاجات مستقبلية.
وكانت الدراسة الجديدة، التي نشرت اليوم (الخميس) بـ«Science Advances» العلمي المرموق، بمثابة جولة قوية حفزت جهود وابتكارات الباحثين في جميع أنحاء بوسطن، بما في ذلك مركز بوسطن الطبي ومعهد دانا فاربر للسرطان. وقد أسفرت عن فهم أفضل للدوافع الجزيئية لهذه الجزيئات غير المتجانسة والتي يصعب اكتشافها.
ومن أجل المزيد من التوضيح، قال المؤلف المشارك الدكتور ماثيو كولك رئيس قسم أمراض الدم والأورام بمركز بوسطن الطبي المدير المشارك لمركز BU/BMC للسرطان «تمثل النتائج خطوة أولى محتملة نحو فتح علاجات محتملة جديدة للمرضى الذين يعانون من أورام الغدد الصم العصبية». وذلك وفق ما ذكر موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص.
وتوجد خلايا الغدد الصم العصبية في الأعضاء بجميع أنحاء جسم الإنسان وترسل رسائل عبر الهرمونات التي تساعد الجسم على أداء وظائفه.
وعند البالغين، غالبًا ما تنشأ هذه الشبكات في الجهاز الهضمي والبنكرياس والرئة.
وعلى الرغم من الأشكال الجديدة للعلاج، تظل الأورام صعبة العلاج وتقاوم إلى حد كبير العلاج المناعي، الذي أحدث ثورة في علاج أنواع السرطان الأخرى.
ويعود السبب جزئيًا لهذا التحدي إلى أن فهم البيولوجيا الأساسية للشبكات غير مكتمل.
وفي هذا الاطار، تقول الدكتورة جينيفر تشان المديرة السريرية لمركز سرطان الجهاز الهضمي بمعهد دانا فاربر للسرطان «توفر هذه الدراسة رؤى رائعة حول عدم تجانس أورام الغدد الصم العصبية والورم والبيئة المكروية المناعية». مضيفة «نحن نبني حاليا على هذا العمل بهدف اكتشاف استراتيجيات علاجية جديدة من شأنها أن تعزز رعاية المرضى الذين يعانون من أورام الغدد الصم العصبية».
ومن خلال هذه الدراسة، سعى الباحثون إلى فهم كل من الأورام نفسها والخلايا المحيطة بها في البيئة الدقيقة للورم.
فقد سمحت الاستفادة من تسلسل الخلية المفردة برؤية غير مسبوقة للجينات ومسارات الإشارة التي تشارك في تطور الورم والاستجابة المحتملة للعلاج المناعي.
كما كشف الفريق عن عدم تجانس لم يُقدَّر سابقًا ضمن الأنواع الفرعية لأورام الغدد الصم العصبية، وكشف عن تطور محتمل في خصائص الورم أثناء انتشاره.
وبهذه الدقة، تمكنوا أيضًا من مراقبة الخلايا والبروتينات ذات الصلة في تلك البيئة الدقيقة التي تثبط الاستجابات المناعية.
إن استهداف هذه البروتينات يمكن أن يجعل هذه الأورام أكثر استجابة للعلاج المناعي.