«تخشى الاكتئاب؟»... 6 تغييرات في حياتك تقلل خطر الإصابة به

اتباع أسلوب حياة صحي يقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 57 % (رويترز)
اتباع أسلوب حياة صحي يقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 57 % (رويترز)
TT

«تخشى الاكتئاب؟»... 6 تغييرات في حياتك تقلل خطر الإصابة به

اتباع أسلوب حياة صحي يقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 57 % (رويترز)
اتباع أسلوب حياة صحي يقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 57 % (رويترز)

يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من الاكتئاب الذي يعد من أكثر المشكلات العقلية انتشارا، وقد يدفع مرضاه إلى الانتحار أو إيذاء أنفسهم.

على الرغم من أن كثيراً من العوامل تلعب دوراً في تقليل أو زيادة مخاطر الإصابة بالاكتئاب، فإن هناك بعض الخطوات الصحية التي أثبتت دراسة جديدة أنها قد تلعب دوراً كبيراً في التصدي لهذه المشكلة العقلية، وفقاً لما نقلته شبكة «فوكس نيوز» الأميركية.

وقام فريق الدراسة التابع لجامعة «كامبريدج» بتقييم عدد من العوامل، بما في ذلك الجينات، وبنية الدماغ، واختيارات نمط الحياة، وصحة المناعة، وأنظمة التمثيل الغذائي.

وقام بتحليل بيانات ما يقرب من 290 ألف شخص، مسجلين في قاعدة بيانات البنك الحيوي البريطاني (بيوبانك)، وتم تشخيص إصابة 13 ألفا منهم بالاكتئاب على مدار فترة الدراسة التي استمرت 9 سنوات.

ووجد الباحثون أن اتباع أسلوب حياة صحي يقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 57 في المائة.

وحدد الفريق 6 عوامل أساسية في نمط الحياة الصحي الذي ينبغي اتباعه، وهي كالآتي:

الحصول على قسط كافٍ من النوم

وجد الباحثون أن الحصول على ما بين 7 إلى 9 ساعات من النوم كان العامل الذي كان له الأثر الأكبر في التصدي لهذه المشكلة، حيث قلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 22 في المائة.

ونصح الفريق الأشخاص الذين يعانون من صعوبات أو اضطرابات في النوم بإغلاق الأجهزة الإلكترونية قبل ساعات قليلة من النوم، واستخدام ستائر معتمة، وسدادات الأذن، وعدم شرب الكافيين في وقت متأخر من اليوم.

الابتعاد عن التدخين

وجدت الدراسة أن أولئك الذين لم يدخنوا قط انخفض لديهم خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 20 في المائة.

وقد سلطت الأبحاث السابقة الضوء أيضاً على العلاقة بين التدخين والاكتئاب.

ووجدت دراسة كبيرة نُشرت في بداية عام 2023، وحللت بيانات من المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية (NHANES)، أن الأشخاص الذين يدخنون بشكل متكرر ولفترات أطول لديهم خطر متزايد للإصابة بالاكتئاب.

التفاعل الاجتماعي

أدى التفاعل مع الآخرين إلى خفض خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 18 في المائة، وفقاً للدراسة.

ولفت الباحثون إلى أن البشر مخلوقات اجتماعية بالفطرة، وأن الإحساس بالهدف والرفقة والشعور بالأهمية للآخرين يحمي من الاكتئاب.

الاكتئاب من أكثر المشكلات العقلية انتشاراً (رويترز)

النشاط البدني

وفقاً لنتائج الدراسة، فإن النشاط البدني المنتظم يحد من الاكتئاب بنسبة 14 في المائة.

وأشار الباحثون إلى أن هذا لا يعني بالضرورة الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية كل يوم، بل يمكن أن يقوم الأشخاص بالمشي، أو صعود الدرج، أو الذهاب لمحل البقالة، أو حتى تنظيف المنزل بانتظام.

تجنب شرب الكحول

وجدت الدراسة أن تجنب شرب الكحول يقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 11 في المائة.

وقال الباحثون إنه ليس صحيحاً أن الشرب المعتدل له فوائد صحية، مؤكدين أنه «لا يوجد أي قدر من الكحول مفيد لك».

اتباع نظام غذائي صحي

أولئك الذين التزموا بنظام غذائي صحي كانوا أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة 6 في المائة.

ولفتت الدراسة إلى أن النظام الغذائي الصحي يقلل الالتهاب والاستجابات المناعية التي تثير أعراض الاكتئاب.


مقالات ذات صلة

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

صحتك الحبوب تستهدف الأغنياء فقط نظراً لتكلفتها المرتفعة (رويترز)

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

يعمل عدد من المليارديرات على تطوير حبوب لإطالة العمر، يقول الخبراء إنها تستهدف الأغنياء فقط، نظراً لتكلفتها المرتفعة المتوقعة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)

ما سبب زيادة انتشار مرض الكبد الدهني خلال السنوات الأخيرة؟

أكد طبيب أميركي أن الاستهلاك المتزايد للمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والأطعمة شديدة المعالجة ساهم في زيادة انتشار «مرض الكبد الدهني» خلال السنوات الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الشباب والأطفال الأعلى تفاؤلاً يميلون إلى أن يكونوا أفضل صحة (رويترز)

كيف يؤثر التفاؤل على صحة الأطفال والشباب؟

كشفت دراسة جديدة عن أن صغار السن الأعلى تفاؤلاً بشأن مستقبلهم يميلون في الواقع إلى أن يكونوا أفضل صحة بشكل ملحوظ.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي (رويترز)

الإنجاب في سن صغيرة قد يقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي

كشفت دراسة علمية جديدة أن إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الشخير عند المراهقين ربما يرتبط بمشكلات سلوكية

الشخير عند المراهقين ربما يرتبط بمشكلات سلوكية
TT

الشخير عند المراهقين ربما يرتبط بمشكلات سلوكية

الشخير عند المراهقين ربما يرتبط بمشكلات سلوكية

أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون في كلية الطب بجامعة ماريلاند بالولايات المتحدة، ونُشرت في النصف الثاني من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الحالي في مجلة «الرابطة الطبية الأميركية» (JAMA Network Open) أن المراهقين الذين يعانون من أعراض الشخير (snoring) باستمرار، أكثر عرضة لمشاكل السلوك، مثل: عدم الانتباه، وخرق القواعد المتبعة، والعدوانية. وأكدت أن هذه السلوكيات ليست نتيجة لمرض عضوي عصبي في المخ، وبالتالي فإنهم لا يعانون من أي تراجع في قدراتهم المعرفية.

أسباب الشخير

يحدث الشخير بسبب صعوبة التنفس بشكل طبيعي من الأنف، لكثير من الأسباب، أشهرها تضخم اللوز واللحمية. ونتيجة لذلك يتنفس الطفل من الفم، وفي بعض الأحيان يحدث توقف مؤقت في التنفس أثناء النوم يجبر الطفل على الاستيقاظ. وعادة ما يكون ذلك بسبب ضيق مجرى الهواء أو انسداده. وفي الأغلب تؤدي مشاكل التنفس أثناء الليل إلى تقليل إمداد المخ بالأكسجين بشكل بسيط. وعلى المدى الطويل يؤدي ذلك إلى تغييرات طفيفة في المخ؛ خصوصاً أثناء التكوين في فترة الطفولة.

تتبع أثر الشخير لسنوات طويلة

تُعد هذه الدراسة هي الأكبر حتى الآن في تتبع عرض الشخير وأثره على الأطفال، بداية من مرحلة الدراسة الابتدائية وحتى منتصف مرحلة المراهقة؛ حيث قام الباحثون بتحليل البيانات الخاصة بنحو 12 ألف طالب مسجلين في دراسة خاصة بالتطور المعرفي للمخ في المراهقين (ABCD) في الولايات المتحدة.

وتم عمل مسح كامل للتاريخ المرضي لعرض الشخير عن طريق سؤال الآباء عن بداية ظهوره، ومعدل تكراره، سواء في مرحلة الطفولة أو المراهقة. وكانت سن الأطفال وقت بداية الدراسة يتراوح بين 9 و10 سنوات. وكانت هناك زيارات سنوية لهم حتى سن 15 سنة، لتقييم تطور عرض الشخير، وكذلك لمتابعة قدراتهم المعرفية ومعرفة مشاكلهم السلوكية.

عدوانية وفشل اجتماعي

وجد الباحثون أن المراهقين الذين يعانون من عرض الشخير 3 مرات أو أكثر في الأسبوع، كانوا أكثر عرضة لمشاكل سلوكية، مثل عدم الانتباه في الفصل، وافتعال المشكلات مع الآخرين، وفي المجمل اتسم سلوكهم بالعدوانية والعنف، ومعظمهم عانوا من الفشل الاجتماعي وعدم القدرة على تكوين أصدقاء، بالإضافة إلى عدم قدرتهم على التعبير عن عواطفهم أو أفكارهم بشكل كافٍ.

وجدت الدراسة أيضاً أن هذه المشاكل السلوكية لم ترتبط بمشاكل إدراكية، وهؤلاء الأطفال لم يظهروا أي اختلافات في قدرتهم على القراءة والكتابة أو التواصل اللغوي، وأيضاً لم يكن هناك أي اختلاف في اختبارات الذاكرة والمهارات المعرفية والقدرة على استدعاء المعلومات، مقارنة بأقرانهم الذين لا يعانون من الشخير. ووجد الباحثون أيضاً أن معدلات الشخير انخفضت مع تقدم الأطفال في السن، حتى من دون أي علاج.

علاج الشخير لتقويم السلوك

تُعد نتائج هذه الدراسة شديدة الأهمية؛ لأنها تربط بين الشخير ومشاكل السلوك، وبالتالي يمكن أن يؤدي علاج سبب اضطراب التنفس (الذي يؤدي إلى الشخير) إلى تقويم سلوك المراهق، وعلى وجه التقريب هناك نسبة من الأطفال الأميركيين تصل إلى 15 في المائة، تعاني من شكل من أشكال اضطراب التنفس أثناء النوم. وفي كثير من الأحيان يتم تشخيص نسبة كبيرة من هؤلاء الأطفال خطأ على أنهم مصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ويتم علاجهم بالأدوية المنشطة، رغم عدم احتياجهم لهذه الأدوية.

في النهاية، نصحت الدراسة الآباء بضرورة متابعة عرَض الشخير باهتمام. وفي حالة ارتباط العرض بمشاكل سلوكية يجب عرض الطفل على الطبيب لتحديد السبب، إذا كان نتيجة لمشاكل في التنفس أو مشكلة عصبية، ويتم العلاج تبعاً للحالة المرضية.