مرض باركنسون العصبي
• شخّص الطبيب إصابة والدتي بمرض باركنسون العصبي، ولكن لم نكن نلاحظ عليها شيئاً غير معتاد. هل كان بالإمكان معرفة ذلك في وقت مبكر؟
- هذا ملخص أسئلتك عن مرض باركنسون. ولاحظ معي أن مرض باركنسون العصبي هو اضطراب مرضي عصبي يتكون من مجموعة واسعة من المظاهر المرضية في القدرات الحركية وغير الحركية التي تؤدي إلى اضطرابات في ضعف الحركة، والنوم، ومشكلات المزاج والإدراك، والخلل اللاإرادي، وانخفاض ملحوظ في راحة نوعية الحياة.
ويعد مرض باركنسون العصبي اليوم المرض العصبي الأسرع انتشاراً في العالم. ويمكن أن تختلف أعراض مرض باركنسون العصبي من شخص لآخر. ولدى البعض، قد تكون مؤشرات المرض المبكرة خفيفة. وغالبًا ما تبدأ في الظهور في أحد جانبي جسم المريض وتظل أكثر شدةً فيه، حتى بعد أن تظهر الأعراض لاحقاً في الجانب الآخر، ما يجعلها تستمر دون أن يتنبه لذلك المريض أو حتى أفراد أسرته أو الطبيب الذي يتابعه لحالات مرضية أخرى.
ومن أهم الأعراض حدوث الرعاش في اليد أو الأصابع، عندما يكون الشخص في حالة ارتخاء، أي دون أن يستخدم يده لعمل شيء ما. وذلك بخلاف الرعاش في اليد الذي يبدأ في الظهور عند بدء المرء في استخدام يده لالتقاط شيء ما.
كما قد يظهر على المرء بطء في الحركة في أثناء أداء مهام بسيطة، مثل المشي داخل المنزل أو النهوض من السرير، بشكل لا يتوافق مع ما هو متوقع بالنسبة لعمره وحالته الصحية؛ أي أنه ليس بطء الحركة المتوقع نتيجة الضعف البدني مع التقدم في العمر مثلاً، أو معاناة المرء من مشكلات صحية في المفاصل كمثال آخر.
وكذلك يحدث تيبس في العضلات؛ ما يجعل من الصعب على المرء اتخاذ وضعية طبيعية ومعتادة للجلوس مثلاً. وأيضاً قد تتقلص قدرة المرء على أداء الحركات اللاإرادية، بما في ذلك رَمش العين، أو الابتسام، أو تغير تعابير الوجه مع تغير الكلام، أو أرجحة الذراعين عند المشي. إضافة إلى صعوبات ومشكلات في البلع ومضغ الأكل.
وأيضاً تحدث اضطرابات في النوم، وعدم القدرة على التحكم في البول أو صعوبة التبول، والإمساك، وتغيرات في ضغط الدم، وضعف حاسة الشم، والشعور بالإرهاق، وآلام في مناطق من الجسم.
والإشكالية هي أن أغلب هذه الأعراض قد يحدث في حالات مرضية متعددة، ما يجعل من الصعب التنبه لبدايات مرض باركنسون العصبي. ومع استمرارها لدى المريض، وتعوده عليها، واعتقاده أنها أصبحت طبيعية لديه، وكذلك تعود أفراد الأسرة مشاهدتها عليه، تزداد صعوبة اكتشاف إصابته بهذا المرض العصبي.
وبالنسبة للوقاية، فإن الآلية المرضية لنشوء هذه الحالة لا تزال محل دراسة لدى الباحثين الطبيين. ولكن كثيراً من الباحثين الطبيين يُرجحون أن الأمر سببه فقْد نوع من الخلايا العصبية، مهمته إنتاج مركب كيميائي يُسمى «ناقلاً عصبياً» في الدماغ، وهو مركب الدوبامين. وانخفاض مستويات الدوبامين يتسبب في اختلال نشاط الدماغ في ضبط عدم حدوث أي خلل في الحركة العضلية.
ولا توجد حتى اليوم وسائل للوقاية من الإصابة بهذا المرض، ولكن ثمة ملاحظات طبية مفادها أن ممارسي الرياضة البدنية قد تنخفض بينهم الإصابة بمرض باركنسون. وكذلك الأشخاص الذين يستهلكون الكافيين من القهوة، يصابون بمرض باركنسون بمعدل أقل، ولكن لا تُوجد أدلة علمية كافية لاقتراح تناول المشروبات الغنية بالكافيين بهدف الحماية من مرض باركنسون.
القولون العصبي وحمية «فوداماب»
• وجدت حمية «فوداماب» مريحة لي في تخفيف أعراض القولون العصبي، بم تنصح؟
- هذا ملخص أسئلتك. ولاحظ أن أعراض هيجان القولون العصبي قد تشمل ألم البطن، والانتفاخ، ووجود الغازات، والإسهال أو الإمساك أو تناوب كل منهما. وأحد الأسباب المُحتملة لذلك هو مكونات ونوعيات الأطعمة التي يتناولها المريض.
وبالمقابل، يُمكن لكثير من مرضى القولون العصبي أن يتحكموا في أعراضه لديهم عبر ضبط تناول أنواع من الأطعمة، والامتناع عن تناول أنواع أخرى، أي عبر الالتزام بنظام غذائي يُسهم في تجنب اضطراب القولون العصبي.
ووفق ما تشير إليه كثير من مصادر التغذية الإكلينيكية، فإن أحد أهم أنواع الأطعمة المثيرة لهيجان القولون العصبي الأطعمةُ المحتوية على نوعيات من السكريات التي لا تستطيع الأمعاء الدقيقة لدى الإنسان هضمها. وهي ليست بالضرورة سكريات حلوة الطعم، بل سكريات بالنظر إلى تركيبها الكيميائي. وهذه السكريات التي لا تهضمها الأمعاء الدقيقة ستصل إلى القولون، وذلك مع كميات فائضة من الماء.
وفي القولون تعمل البكتيريا الصديقة على هضم هذه السكريات؛ لأنها تملك القدرة على ذلك، وتحتاج هذه السكريات لتغذية نفسها. وينتج عن عملية الهضم هذه، التي تقوم بها البكتيريا، ظهور الغازات في القولون. ومع توافر الماء في كتلة فضلات الطعام في القولون، وتدني قدرة القولون على امتصاصه بسبب وجود هذه السكريات (لجعل البراز أشد تماسكاً وأقل ليونة)، تظهر الغازات، وتحدث ليونة شديدة في البراز؛ أي ما يُقارب الإسهال.
وكلمة «فوداماب» FODMAP هي اختصار لتسمية هذه السكريات؛ ولذا تفيد المصادر الطبية قائلة: «حمية (فوداماب) هي نظام غذائي يُقيد تناول هذه السكريات، عبر تقييد تناول المنتجات الغذائية التي تحتوي عليها، من أجل تخفيف الأعراض غير المريحة، وإعطاء الجهاز الهضمي قسطاً من الراحة».
والأساس في تبني الالتزام بحمية «فوداماب» هو استشارة الطبيب، والعمل بنصائحه حولها.
وللتوضيح، وعند تقيد المريض بشكل دقيق بعدم تناول هذه الأطعمة المحتوية على تلك النوعية من السكريات، يأخذ القولون فرصة للراحة واستعادة التوازن الصحي للبكتيريا الصديقة فيه.
لكن الإشكالية هي أن هذه الحمية، وفق ما تشير إليه مصادر طب الجهاز الهضمي، من غير الملائم ومن غير الصحي استمرار مريض القولون العصبي عليها بشكل صارم؛ ذلك لأن هذه السكريات غير القابلة للهضم توجد في الكثير من الأطعمة الصحية التي يجدر بالإنسان الحرص على تناولها ولو بكميات قليلة. وتحديداً، فإن هذه السكريات غير القابلة للهضم، هي في الغالب ضمن منتجات غذائية صحية جداً، كأنواع من الفواكه والخضار والبقول والحبوب ومشتقات الألبان؛ مثل التفاح والمانغو والبرقوق والكمثرى والبطيخ والقرنبيط والبازلاء والبصل والثوم والفطر والهيليوم والكاجو والفستق. كما أن هذه السكريات مفيدة لمعيشة البكتيريا الصديقة الموجودة في القولون، والتي تقوم بأدوار صحية كثيرة للجسم.