اختبار منخفض التكلفة وصديق للبيئة يكشف الإصابة بـ«كورونا»

له عيوب لا بدّ من التوقف عندها

الاختبار الجديد يعتمد على مواد صديقة للبيئة (جامعة بنسلفانيا الأميركية)
الاختبار الجديد يعتمد على مواد صديقة للبيئة (جامعة بنسلفانيا الأميركية)
TT

اختبار منخفض التكلفة وصديق للبيئة يكشف الإصابة بـ«كورونا»

الاختبار الجديد يعتمد على مواد صديقة للبيئة (جامعة بنسلفانيا الأميركية)
الاختبار الجديد يعتمد على مواد صديقة للبيئة (جامعة بنسلفانيا الأميركية)

أعلن فريق بحثي أميركي عن تطوير اختبار سريع ومنخفض التكلفة، يعتمد على مواد صديقة للبيئة، للكشف عن وباء «كوفيد - 19».

ويُعدّ اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR)، «المعيار الذهبي» للاختبارات التشخيصية لـ«كوفيد - 19»، لكن ما يعيبه هو أنه يخلّف كثيراً من النفايات الطبية، من المعادن والبلاستيك والمواد غير الصديقة للبيئة، كما يتطلّب وقتاً أطول، إذ يمكن أن تستغرق النتائج أكثر من يوم، ناهيك بالمعدّات المتخصّصة والعمالة، مما يؤدّي إلى زيادة التكاليف.

وقدَّر تحليل أجرته منظمة الصحة العالمية، إجراء أكثر من 140 مليون مجموعة اختبار «بي سي آر»، منذ فبراير (شباط) 2022، خلّفت 2600 طن من النفايات غير المعدية مثل البلاستيك، إلى 731 ألف لتر من النفايات الكيميائية.

ولتحقيق التوازن بين الحاجة لاختبارات سريعة وبأسعار معقولة، ودقيقة، مع معالجة هذه المخاوف البيئية، عكف الأستاذ المساعد في كلية الهندسة والعلوم التطبيقية، بكلية بيرلمان للطب في جامعة بنسلفانيا الأميركية، سيزار دي لا فوينتي، وفريقه على تطوير اختبارات سريعة وصديقة للبيئة للكشف عن «كوفيد - 19» منذ تفشّي الوباء، وتوصّل إلى مجموعة اختبارات.

في هذا السياق، ذكر موقع «ميديكال إكسبريس»، في تقرير (الاثنين)، أنّ أحدث تلك الاختبارات هو واحد جديد يعتمد على صورة نانونية الحجم من مادة لاقت كثيراً من الاهتمام البحثي خلال نصف قرن مضى، تدعى «السيليلوز البكتيري»؛ تشبه السيليلوز النباتي، مصدرها أنواع محدّدة من البكتيريا.

وتعمل البكتيريا بشكل طبيعي بمثابة «مصنع» لإنتاج السليلوز، وهي مادة تشبه الورق، يمكن استخدامها أساساً لأجهزة الاستشعار الحيوية.

ووفق الفريق، فإنّ مادة «السيليلوز البكتيري» متعدّدة الاستخدامات إلى حد كبير، إذ استخدِمت للعناية بالجروح والطب التجديدي. وأضافوا أنّ الاختبار الجديد غير سام، وقابل للتحلّل بشكل طبيعي، وغير مُكلف، كما أنه قابل للتحويل إلى الإنتاج الضخم، إذ يكلّف إنتاجه حالياً أقل من 4 دولارات أميركية لكل اختبار.

إلى هذه الفوائد «الخضراء»، أثبت الاختبار دقته العالية في التجارب السريرية، وفق الفريق، فحدّد بشكل صحيح متغيرات متعدّدة لـ«كوفيد - 19» في أقل من 10 دقائق.

وبالنسبة إلى دي لا فوينتي، فإنّ الاختبار الجديد يُعدّ خطوة في حركة أوسع نحو «الابتكار المسؤول».

يقول في بيان نشره الموقع: «عندما نبتكر تقنية جديدة، تقع على عاتقنا مسؤولية التفكير في العواقب على الكوكب وإيجاد طرق للتخفيف من الأثر البيئي».

وإلى المساهمات التي يمكن أن يقدّمها هذا الاختبار في المعركة المستمرة ضد «كوفيد - 19»، تتمثّل تطلّعات دي لا فوينتي في إيجاد بدائل «خضراء» للاختبارات التشخيصية على نطاق واسع، وهو يشير إلى أنّ «ثمة حاجة إلى اختبارات تشخيصية قابلة للتحلّل الحيوي، وسنواصل تحسين هذه التكنولوجيا، ونتطلّع أيضاً لتوسيعها لتشمل مسببات الأمراض الناشئة الأخرى تحسّباً للأوبئة المستقبلية».


مقالات ذات صلة

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

صحتك الحبوب تستهدف الأغنياء فقط نظراً لتكلفتها المرتفعة (رويترز)

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

يعمل عدد من المليارديرات على تطوير حبوب لإطالة العمر، يقول الخبراء إنها تستهدف الأغنياء فقط، نظراً لتكلفتها المرتفعة المتوقعة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)

ما سبب زيادة انتشار مرض الكبد الدهني خلال السنوات الأخيرة؟

أكد طبيب أميركي أن الاستهلاك المتزايد للمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والأطعمة شديدة المعالجة ساهم في زيادة انتشار «مرض الكبد الدهني» خلال السنوات الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الشباب والأطفال الأعلى تفاؤلاً يميلون إلى أن يكونوا أفضل صحة (رويترز)

كيف يؤثر التفاؤل على صحة الأطفال والشباب؟

كشفت دراسة جديدة عن أن صغار السن الأعلى تفاؤلاً بشأن مستقبلهم يميلون في الواقع إلى أن يكونوا أفضل صحة بشكل ملحوظ.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي (رويترز)

الإنجاب في سن صغيرة قد يقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي

كشفت دراسة علمية جديدة أن إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

دراسة تكشف ميزة جديدة لأدوية إنقاص الوزن مثل «أوزمبيك»: تحمي الكلى

صناديق من عقاري «أوزمبيك» و«ويغوفي» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» في صيدلية بلندن (رويترز)
صناديق من عقاري «أوزمبيك» و«ويغوفي» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» في صيدلية بلندن (رويترز)
TT

دراسة تكشف ميزة جديدة لأدوية إنقاص الوزن مثل «أوزمبيك»: تحمي الكلى

صناديق من عقاري «أوزمبيك» و«ويغوفي» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» في صيدلية بلندن (رويترز)
صناديق من عقاري «أوزمبيك» و«ويغوفي» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» في صيدلية بلندن (رويترز)

أفادت دراسة جديدة بأن أدوية السمنة الشائعة، مثل «أوزمبيك»، قد تساعد أيضاً في حماية الكلى.

وتشير نتائج الدراسة إلى أن الأدوية قد تقلل من خطر تدهور الكلى وفشلها، بغض النظر عما إذا كان الشخص مصاباً بمرض السكري أم لا.

ووفقاً للبحث، كان الانخفاض الإجمالي في خطر الفشل الكلوي وتدهور وظائف الكلى والوفاة بسبب أمراض الكلى بنسبة 19 في المائة.

وتُعرف هذه الأدوية باسم «محفزات مستقبلات (جي إل بي - 1)»، وهي تحاكي عمل هرمون يسمى «الببتيد» الشبيه بـ«الجلوكاغون 1»، والذي يحفز إنتاج الإنسولين ويخفض مستويات السكر في الدم، وقد تم تطويرها في الأصل لعلاج مرض السكري.

ومؤخراً، ظهرت هذه الأدوية علاجات فعالة للسمنة، وإبطاء عملية الهضم، وزيادة الشعور بالشبع وتقليل الجوع.

وقال المؤلف الرئيس للدراسة البروفسور سونيل بادفي، زميل معهد جورج للصحة العالمية وجامعة نيو ساوث ويلز في سيدني، إن الدراسة وسعت المعرفة الحالية حول الأدوية في مجالات رئيسة، بما في ذلك الفوائد للأشخاص المصابين بأمراض الكلى المزمنة، والأشخاص المصابين بالسكري وغير المصابين به.

وقال بادفي: «هذه هي أول دراسة تظهر فائدة واضحة لمستقبلات (جي إل بي - 1) في الفشل الكلوي أو مرض الكلى في المرحلة النهائية، مما يشير إلى أنها تلعب دوراً رئيساً في العلاج الوقائي للكلى والقلب للمرضى الذين يعانون من حالات طبية شائعة مثل مرض السكري من النوع الثاني، أو زيادة الوزن أو السمنة مع أمراض القلب والأوعية الدموية».

وتابع المؤلف الرئيس للدراسة: «هذه النتائج مهمة بشكل خاص للمرضى الذين يعانون من أمراض الكلى المزمنة. إنه تقدم يؤدي في النهاية إلى الفشل الكلوي الذي يتطلب غسيل الكلى أو زرع الكلى، والمرتبط بالوفاة المبكرة، ومعظمها بسبب أمراض القلب. ولها تأثير كبير على نوعية حياة المرضى وتتسبب في تكاليف رعاية صحية كبيرة».

وفي الدراسة التي نشرت بمجلة «لانسيت»، أجرى الباحثون تحليلاً لـ11 تجربة سريرية واسعة النطاق لمستقبلات «جي إل بي - 1» شملت ما مجموعه 85373 شخصاً.

وتم التحقيق في 7 مستقبلات «جي إل بي - 1» مختلفة من بين التجارب، بما في ذلك «سيماغلوتيد» (semaglutide) بصفته دواءً لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، وجرى تسويقه لأول مرة باسم «أوزمبيك».

وأظهرت النتائج أنه مقارنة بالأدوية الوهمية، فإن مستقبلات «جي إلى بي - 1»، قللت من خطر الفشل الكلوي بنسبة 16 في المائة، وتدهور وظائف الكلى بنسبة 22 في المائة.

وأكد التحليل أيضاً النتائج السابقة التي تفيد بأن الأدوية تحمي صحة القلب، مع انخفاض بنسبة 14 في المائة بخطر الوفاة القلبية، والنوبات القلبية غير المميتة، والسكتة الدماغية غير المميتة، مقارنة بالدواء الوهمي. وكانت الوفاة لأي سبب أقل بنسبة 13 في المائة بين المرضى الذين عولجوا بمستقبلات «جي إل بي - 1».

وقال البروفسور فلادو بيركوفيتش، زميل الأستاذ في معهد جورج، وعميد جامعة نيو ساوث ويلز بسيدني والمشارك في الدراسة: «يُظهر هذا البحث أن مستقبلات (جي إل بي - 1) يمكن أن تلعب دوراً مهماً في معالجة العبء العالمي للأمراض غير المعدية». وأردف: «سيكون لدراستنا تأثير كبير على المبادئ التوجيهية السريرية لإدارة أمراض الكلى المزمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية لدى الأشخاص المصابين بالسكري وغير المصابين به».

وتابع بيركوفيتش: «هناك حاجة الآن إلى مزيد من العمل لتطبيق نتائج هذه الدراسة في الممارسة السريرية وتحسين الوصول إلى مستقبلات (جي إل بي - 1) للأشخاص الذين سيستفيدون منها».