بريطانيا ترصد نوعاً جديداً من «كورونا» لديه قدرة كبيرة على التحور

أستاذ بيولوجيا اعتبر أن السلالة اكتسبت طفراتها خلال عدوى في شخص يعاني من نقص المناعة

تقيم وكالة الأمن الصحي البريطانية المتحور الجديد تقييما تفصيليا (إ.ب.أ)
تقيم وكالة الأمن الصحي البريطانية المتحور الجديد تقييما تفصيليا (إ.ب.أ)
TT

بريطانيا ترصد نوعاً جديداً من «كورونا» لديه قدرة كبيرة على التحور

تقيم وكالة الأمن الصحي البريطانية المتحور الجديد تقييما تفصيليا (إ.ب.أ)
تقيم وكالة الأمن الصحي البريطانية المتحور الجديد تقييما تفصيليا (إ.ب.أ)

ذكرت وكالة الأمن الصحي البريطانية أنه تم اكتشاف نوع جديد من فيروس كورونا في البلاد لديه قدرة كبيرة على التحور.

وأضافت الوكالة أنه تم تحديد طفرة «بي إيه86.2» في المملكة المتحدة، أمس (الجمعة)، لدى شخص، ليس له سجل سفر حديث، حسب وكالة الأنباء البريطانية «بي إيه ميديا» اليوم.

وتابعت الوكالة أن هذا يعني أنه ربما يكون هناك بالفعل «انتقال كبير لحالات الإصابة المجتمعية» بين البريطانيين.

ونقلت صحيفة «الغارديان» اليوم (السبت) عن الدكتورة ميرا تشاند، نائبة مدير وكالة الأمن الصحي البريطانية: «نحن على علم بحالة واحدة مؤكدة في المملكة المتحدة. تجري وكالة الأمن الصحي حالياً تقييماً تفصيلياً وستقدم مزيداً من المعلومات في الوقت المناسب».

وتم اكتشاف السلالة لأول مرة في الدنمارك في 24 يوليو (تموز) الماضي، وتم العثور عليها أيضا في ذلك البلد في 31 من نفس الشهر وهو نفس اليوم الذي تم اكتشافها فيه في إسرائيل، حسبما أفادت وكالة الأنباء الألمانية.

وتم اكتشاف حالة في الولايات المتحدة في وقت سابق هذا الشهر.

وتردد أن المتحور بعيد جدا عن سلفه المحتمل «بي إيه2» الذي يعرف باسم «أوميكرون الشبح».

وكانت منظمة الصحة العالمية والسلطات الصحية الأميركية أعلنت أمس (الجمعة) أنهما تراقبان من كثب متحوّرة جديدة من كوفيد-19 رغم أن «التأثير المحتمل لطفراتها المتعددة غير معروف بعد». وقرّرت منظمة الصحة العالمية تصنيف متحوّرة جديدة «ضمن فئة المتحوّرات قيد المراقبة بسبب العدد الكبير (أكثر من 30) من البروتين الشوكي (سبايك)» الموجود على سطحها والذي يؤدي دورا أساسيا في دخول الفيروس خلايا الإنسان، وفق ما كتبت المنظمة في نشرتها الوبائية المخصصة لجائحة كوفيد-19 والتي نشرت الجمعة.

وقال أستاذ البيولوجيا في جامعة لندن فرانسوا بالو، إن الاهتمام الذي تثيره المتحورة الجديدة له مبررات، وأضاف في تعليق نُشر أمس (الجمعة) أن «سلالة بي إيه.86.2 هي أبرز سلالات سارس-كوف-2 في العالم منذ ظهور أوميكرون»، في إشارة إلى المتحورة التي أدت إلى ازدياد الإصابات عالمياً بشكل كبير في شتاء العام 2022. وقال، حسبما نقلت صحيفة «الغارديان»: «السيناريو الأكثر منطقية هو أن السلالة اكتسبت طفراتها خلال عدوى طويلة الأمد في شخص يعاني من نقص المناعة منذ أكثر من عام ثم انتشرت مرة أخرى في المجتمع». وتابع: «خلال الأسابيع المقبلة، سنرى مدى تأثير بي إيه.86.2 مقارنة بطفرات أوميكرون الأخرى». وشدد على أنه حتى لو تسببت بي إيه.86.2 في ارتفاع كبير بعدد الإصابات، «فإننا لا نتوقع أن نشهد مستويات من المرض الشديد والوفاة مماثلة لما شهدناه سابقاً خلال فترة الوباء عندما انتشرت متحورات ألفا ودلتا وأوميكرون»، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. من جهتها، أشارت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) على منصة «إكس» إلى أنها تراقب المتحوّرة من كثب. وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن «التأثير المحتمل لطفرات المتحوّرة الجديدة ما زال غير معروف ويتم تقييمه بدقة».

وأكد بيان صادر عن منظمة الصحة العالمية أنه في الفترة بين 17 يوليو و 13 أغسطس سُجلت أكثر من 1,4 مليون إصابة جديدة بكوفيد-19 وأكثر من 2300 حالة وفاة. وحتى 13 أغسطس 2023، وصل عدد الإصابات المؤكدة بكوفيد-19 إلى أكثر من 769 مليونا فيما بلغ عدد الوفيات بالفيروس أكثر من 6,9 مليون في كل أنحاء العالم.


مقالات ذات صلة

الصحة العالمية تعلن عن حدوث تراجع مطرد في وفيات كورونا

العالم تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بفيروس كورونا على نحو مطرد (أ.ف.ب)

الصحة العالمية تعلن عن حدوث تراجع مطرد في وفيات كورونا

بعد مرور نحو خمس سنوات على ظهور فيروس كورونا، تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بهذا الفيروس على نحو مطرد، وذلك حسبما أعلنته منظمة الصحة العالمية في جنيف.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ومرشحه لمنصب وزير الصحة روبرت كيندي يوم 23 أكتوبر الماضي (أ.ب)

ترمب يخطط للانسحاب مجدداً من «منظمة الصحة العالمية»

أفاد أعضاء في الفريق الانتقالي للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، بأنه يدرس الانسحاب من «منظمة الصحة العالمية» في اليوم الأول لتوليه السلطة في 20 يناير.

هبة القدسي (واشنطن)
صحتك صورة توضيحية لفيروس «كوفيد-19» (أرشيفية - رويترز)

«كوفيد» الطويل الأمد لا يزال يفتك بكثيرين ويعطّل حياتهم

منذ ظهور العوارض عليها في عام 2021، تمضي أندريا فانيك معظم أيامها أمام نافذة شقتها في فيينا وهي تراقب العالم الخارجي.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تقرير: تحذيرات في بريطانيا من المخاطر الصحية للفطر «السحري»

أحد أنواع الفطر السحري (رويترز)
أحد أنواع الفطر السحري (رويترز)
TT

تقرير: تحذيرات في بريطانيا من المخاطر الصحية للفطر «السحري»

أحد أنواع الفطر السحري (رويترز)
أحد أنواع الفطر السحري (رويترز)

ذكرت صحيفة «غارديان» البريطانية أن الخبراء حذروا من زيادة استخدام فطر السيلوسيبين الذي يعرف بالفطر «السحري»، الذي انتشر بعد تقارير عن أنه يمكن أن يساعد في علاج بعض الحالات الصحية العقلية.

وأضافت أن فطر السيلوسيبين شهد نمواً سريعاً في شعبيته، مما أثار «نهضة» في المخدرات حيث أصبح الناس أكثر اهتماماً بفوائده على الصحة العقلية، لكن الخبراء حذروا من أن استخدامه الترفيهي يخاطر بإحداث ضرر أكثر من نفعه.

وأدت التجارب التي تستكشف السيلوسيبين كعلاج إلى انتشار شركات له في البلدان التي يكون فيها استخدامه قانونياً.

وتظهر أحدث بيانات مكتب الإحصاء الوطني ببريطانيا أن السيلوسيبين كان المخدر غير القانوني الوحيد الذي زادت شعبيته في عام 2024، حيث زاد بنسبة 37.5 في المائة ليصل إلى 1.1 في المائة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 59 عاماً، وهو ما يمثل نحو 300000 شخص ويجعل المخدر شائعاً تقريباً مثل الإكستاسي.

وقال الخبراء إنه في حين أظهرت التجارب السريرية نتائج واعدة، فإن الأدلة تشير إلى أن الأشخاص الذين يتناولون السيلوسيبين خارج هذه الظروف يمكن أن يتعرضوا للأذى، بما في ذلك القلق والصدمات والأرق والتشوهات البصرية.

وأضاف الخبراء أن الأطباء العامين والأطباء النفسيين والمعالجين يفتقرون إلى المعرفة اللازمة لعلاج هذا الأمر وأحياناً يخطئون في تشخيص المرضى بالذهان أو الهوس.

وعلى الرغم من صعوبة تحديد انتشار الأشخاص الذين يواجهون أضرار ما بعد الإدمان على المواد المخدرة، فقد وجدت الأبحاث الحديثة أن 8.9 في المائة من المستجيبين الذين استخدموا المواد المخدرة بانتظام طوال حياتهم أفادوا بضعف يستمر لأكثر من يوم واحد.

وقال توميسلاف ماجيتش، وهو طبيب نفسي، إن الناس لديهم تجارب سيئة مع الأطباء الذين لم يكونوا على دراية بـ«التأثيرات والمخاطر والمضاعفات للمواد المخدرة».

وأضاف أن «معظم المرضى يستخدمونها علاجاً ذاتياً ويحتاجون إلى دعم نفسي، على الرغم من أن البعض يحتاجون إلى مساعدة نفسية».

شخص يدخن (أرشيفية - جامعة آرهوس)

وقال: «لقد حدثت زيادة في المشاكل المتعلقة بالسيلوسيبين والمواد المخدرة التقليدية الأخرى، ويرجع ذلك على الأرجح إلى الشعبية المتزايدة والتصوير المفرط لهذه المواد في وسائل الإعلام، وفي بعض الحالات، في الخطاب العلمي، وإحصائياً، كانت هناك زيادة في حالات المواد المخدرة في أقسام الطوارئ في بعض البلدان».

وذكر ريت زوي، الأستاذ المشارك في أبحاث المواد المخدرة في إمبريال كوليدج لندن، أن «نقطة الضعف في المواد المخدرة هي أن التجارب يمكن أن تكون أشبه بالأحلام وتشعر بأنها حقيقية للغاية، ويستنتجون خطأً أنهم يجب أن يستخدموها لفهم أنفسهم وعلاقاتهم وصعوباتهم».

وقال: «نحن بحاجة إلى المزيد من الاستراتيجيات لإعلام الناس بهذه الظواهر وتقديم الدعم عندما يحدث هذا»، مضيفاً أن حقيقة أن الاستخدام الترفيهي أصبح الآن «شائعاً للغاية» تشير إلى أن العاملين في مجال الرعاية الصحية يجب أن يتلقوا توجيهات لمعالجة هذه الظاهرة.