4 خطوات استباقية لمنع الاستيقاظ أثناء الليل

الالتزام بمواعيد دورة النوم يعزز فرص استمراريته

4 خطوات استباقية لمنع الاستيقاظ أثناء الليل
TT
20

4 خطوات استباقية لمنع الاستيقاظ أثناء الليل

4 خطوات استباقية لمنع الاستيقاظ أثناء الليل

يذكر بعضنا جيداً معاناته في بعض الليالي من الاستيقاظ بشكل تام في الساعة الثانية أو الثالثة صباحاً. ويبدو لنا في تلك اللحظات أن من المستحيل علينا العودة إلى النوم.

ويذكر بعضنا جيداً أن ما يتسابق إلى الذهن حينها ليس هو فقدان الاستمتاع بعودة الاستغراق في النوم؛ بل ما يغلب على التفكير، وبشيء من القلق والذعر، هو بشأن اليوم الصعب القادم، إذا لم يتمكن المرء من العودة إلى النوم مرة أخرى، كي يستيقظ منتعشاً للحضور إلى العمل أو الكلية أو المدرسة.

أشكال الأرق

تقول ميشيل دريروب، اختصاصية اضطرابات النوم السلوكية في «كليفلاند كلينك»: «إذا كان هذا ما تعاني منه، فهذا هو نوع من الأرق Insomnia». وطبياً، تُعرّف حالة عدم القدرة على العودة إلى النوم مرة أخرى في ساعات الصباح الأولى، بأنها «أرق عدم الحفاظ على استمرارية النوم» Sleep-Maintenance Insomnia.

وتضيف أن الأرق -بالعموم- هو من الحالات الصحية الشائعة، ولكن المُهملة في الاهتمام بها وإيجاد حلول علاجية وسلوكية لها، ولها آثار طويلة المدى وذات تأثيرات عميقة على صحة الشخص، إذا استمرت لفترات طويلة أو بشكل دوري متكرر.

و«أرق عدم الحفاظ على استمرارية النوم» هو أحد أشكال الأرق. وهناك أشكال أخرى أيضاً، منها أرق صعوبة البدء في النوم Difficulty Falling Asleep، وأرق الاستيقاظ الليلي المتكرر Frequent Awakenings، وأرق الاستيقاظ العفوي في الصباح الباكر Spontaneous Early Morning Awakenings.

وإذا كان المرء يُعاني من «أرق عدم الحفاظ على استمرارية النوم»، فمن الجيد البحث عن الأسباب المحتملة التي قد تجعله يستيقظ من نومه، مثل الحاجة إلى استخدام الحمام، أو الألم في المفاصل، أو توقف التنفس خلال النوم، أو حموضة المعدة، أو غيرها من الأسباب.

الاستيقاظ الليلي

والأساس في التعامل مع مشكلة الاستيقاظ الليلي، حينما لا يكون ثمة سبب عضوي أو حالة مرضية، هو ما تقوله الدكتورة إريكا جيه أولسن، من «مايوكلينك»: «إذا استيقظت من النوم، ولم تتمكن من الخلود إلى النوم مرة ثانية خلال 20 دقيقة أو نحو ذلك، فانهض من الفراش. اذهب إلى غرفة أخرى واقرأ، أو مارس أنشطة هادئة حتى تشعر بالنعاس».

وصحيح أنه في بعض الأحيان، قد لا يكون ثمة مفر من الاستيقاظ في منتصف الليل. ولكن يمكن أن يساعد المرء نفسه بطريقة استباقية، في وضع استراتيجية تمنع حصول هذه المشكلة بالأصل، وتُسهّل عليه العودة إلى النوم، وبالتالي تقليل مقدار الوقت الذي يقضيه المرء آنذاك محدّقاً في السقف أو متقلباً على السرير.

وتقول الدكتورة إريكا جيه أولسن، من «مايوكلينك»: «الاستيقاظ في منتصف الليل يسمى الأرق، وهي مشكلة شائعة. الاستيقاظ في منتصف النوم غالباً ما يحدث خلال فترات الضغط العصبي. نادراً ما تقدم أدوية مساعدات النوم التي لا تستلزم وصفة طبية مساعدة كبيرة أو مستدامة لهذه المشكلة». وتضيف قائلة: «في بعض الحالات، يحدث الأرق بسبب حالة طبية، مثل توقف النفس في أثناء النوم، أو متلازمة تململ الساقين، أو الألم المزمن، أو اضطراب في الصحة العقلية، مثل الاكتئاب. قد يكون من الضروري علاج هذه الحالات الكامنة للشعور بتحسن في مشكلة الأرق. إذا استمرت لديك مشكلات النوم، فتحدَّث إلى الطبيب. وقد يصف الطبيب دواءً لك، ويقترح عليك تجربة استراتيجيات أخرى لإعادة نمط النوم لديك إلى طبيعته، اعتماداً على سبب الأرق».

خطوات استقرار النوم

وبمراجعة كثير من المصادر الطبية، إليك 4 خطوات ذات تأثيرات متفاوتة من شخص لآخر، في استقرار وتيرة نومه الليلي واستمراريته فيه، إلى حين موعد الاستيقاظ الصباحي المعتاد له:

1. روتين وقت النوم: الأساس هو أن ينام الشخص البالغ بطريقة أفضل وأسهل حينما يداوم على اتباع نظام ثابت في روتين النوم. وحينما يفعل المرء الأشياء نفسها في كل ليلة قبل الذهاب إلى النوم، فإنه سيجعل جسمه مستعداً لأخذ قسط من الراحة، ويهيئ عقله للنوم. وكخطوة استباقية لمنع حصول «أرق عدم الحفاظ على استمرارية النوم»، يحتاج المرء إلى أمرين: الأول ضبط قيلولة النهار، والآخر وضع برنامج لنومه الليلي.

إن أخذ فترات طويلة من النوم في ساعات النهار، كالغفوات الطويلة في فترة ما بعد العصر، هو سلوك يُعيق سهولة الخلود إلى النوم في الليل. ولذا، إذا أراد المرء أن يأخذ غفوة في ساعات النهار، لتجديد نشاط ذهنه وعقله وجسمه، فعليه أن يُحددها بفترة لا تتجاوز نصف ساعة، ويتحاشى أن تكون في وقت متأخر من ساعات النهار.

والأمر الآخر، أي وضع برنامج لنومه الليلي، يتضمن تحديد عدد ساعات نومه الليلي، أي نحو 8 ساعات، وذلك دون التمادي في تأخير وقت الخلود إلى النوم، ودون -أيضاً- أن ينام ساعات أطول بتأخير الاستيقاظ من النوم، أي تحديد موعد ثابت للنوم الليلي وللاستيقاظ الصباحي. وهو ما يتطلب من المرء أن يحاول بقدر ما يستطيع ألا يحصل اختلاف في مواعيد نومه ليالي الأسبوع عن مواعيد نومه ليالي أيام العطلات الأسبوعية أو الإجازات.

والالتزام بهذا الروتين اليومي بمواعيد دورة النوم، يعزز فرص تجاوب الساعة البيولوجية في الدماغ، مع نوم الساعات الكافية من الليل والاستيقاظ بنشاط في الصباح؛ لأن الجسم سيتعرف على ذلك الروتين اليومي ويتعود عليه، وبالتالي ستساعد أجهزة وأعضاء الجسم على سهولة نوم الإنسان. ولكن كما تقول الدكتورة إريكا جيه أولسن، من «مايوكلينك»: «لا تذهب إلى الفراش سوى عند الشعور بالنعاس. وإذا كنت لا تشعر بالنعاس في وقت النوم، فافعل ما يبعث على الاسترخاء، ليساعد هذا على تهدئتك». وهو ما سيأتي.

2. روتين التهيؤ للنوم: وضع روتين هادئ ومريح لوقت النوم، أمر أساسي. وبدءاً من ساعات ما قبل الغروب، يجدر تقليل تناول المشروبات الغنية بالكافيين، كالقهوة والشاي ومشروبات الطاقة؛ لأن تأثيرات الكافيين المنشطة للدماغ تأخذ ساعات كي يخف مفعولها في الجسم. وكذا الحال مع نيكوتين التدخين.

وأيضاً عدم الذهاب إلى سرير النوم مع الشعور بالجوع؛ لأن الشعور بالجوع من أقوى المنبهات التي تعيق الخلود إلى النوم. وتحديداً، يجدر الحرص على تناول وجبة عشاء غير دسمة وغير ثقيلة، وذلك قبل ساعتين من وقت النوم. والأطعمة المفيدة لتسهيل النوم هي التي تحتوي بروتينات، مثل التي تتوفر في البيض والحليب والموز والمكسرات.

وصحيح أن ممارسة الرياضة المسائية قد تكون مفيدة للبعض، أو قد لا يجد البعض وقتاً لها غير فترة المساء، ولكن كما تقول الدكتورة إريكا جيه أولسن، من «مايوكلينك»: «ضع في اعتبارك أن ممارسة الرياضة قبل وقت النوم مباشرة قد تعوق النوم». ويجدر أن تكون قبل 6 ساعات من موعد النوم. هذا مع ملاحظة أن ممارسة المشي المعتدل الشدة والسرعة، لفترة قصيرة، قد يفيد كثيرين في تسهيل الخلود إلى النوم.

وهذا يعني أن خطوات روتين التهيؤ للنوم يتم البدء فيها قبل ساعات من موعد النوم. ومع حلول وقت النوم، يتفرغ المرء لنفسه ليمارس أنشطة بسيطة ومعتادة للدخول في النوم. وعلى سبيل المثال، قد يُفضل البعض شرب كوب من شاي البابونغ الدافئ، أو الاستحمام بماء دافئ، أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة. مع الحرص على تجنب الاستخدام المطول للأجهزة الإلكترونية ذات الشاشات، مثل أجهزة الكومبيوتر المحمولة، والهواتف الذكية، والكتب الإلكترونية، قبل النوم. كما يُمكن أن يتضمن الأمر استرخاء الجسم وعضلاته بشكل تدريجي، لتخفيف توتر العضلات، ومساعدة العضلات المشدودة على الاسترخاء، عبر «اليوغا» البسيطة، أو أي سلوك بدني مشابه. أو ربما متابعة قراءة فصل من قصة أو كتاب.

بيئة النوم

3. بيئة غرفة النوم: من الضروري جعل بيئة غرفة النوم Sleep Environment باعثة على الاسترخاء. وأولى خطوات ذلك حفظ «نظافة النوم» Sleeping Hygiene فيها، بإزالة ما يتسبب في تعكير النوم.

ومن أمثلة ذلك المحافظة على إبقاء الضوء خافتاً فيها من بعد مغيب الشمس، كي لا يضطرب إفراز الدماغ لهرمون الميلاتونين الذي هو الدواء الطبيعي الذي يفرزه الجسم لتسهيل النوم الطبيعي. وما يُنشّط إنتاج الدماغ لهذا الهرمون، الإضاءة الخافتة.

وتقليل الضوضاء الصوتية فيها جانب أساسي أيضاً. وكذلك جعل درجة الحرارة في مستويات مريحة وغير مزعجة. أي ليست شديدة البرودة ولا شديدة الحرارة. وللتوضيح، فإن البرودة الصحية المعتدلة، أي نحو 24 درجة مئوية، توفر للجسم فرصة للراحة، وخصوصاً عضلات الجسم. ومعلوم أن البرودة الشديدة في غرفة النوم تعيق استرخاء العضلات والمفاصل، وتدفع الجسم نحو العمل على إنتاج الطاقة للمحافظة على حرارة الجسم في مستوى 37 درجة مئوية.

ويجدر أن تكون مرتبة سرير النوم مريحة، ووسائده كذلك. وأحد الحقائق أن الشخص البالغ يقضي ثلث عمره تقريباً نائماً، لذا ينبغي له ألا يبخل على نفسه بالحصول على فراش يجعله مستريحاً ومسترخياً.

كما يجدر إبقاء غرفة النوم مخصصة فقط للنوم واللقاء العاطفي، دون أن تتم فيها ممارسة أي أنشطة أخرى. مثل الأكل ومشاهدة التلفزيون أو استخدام الكومبيوتر.

وقد يستفيد البعض من وضع الساعة بعيدة عن العين في غرفة النوم؛ لأن مراقبة الساعة قد تتسبب في الضغط النفسي العصبي، وتصعب حينها العودة إلى النوم مرة ثانية إذا استيقظ المرء في أثناء الليل. وكل ذلك سوف يساعد الجسم على إدراك أن هذه الغرفة مخصصة للنوم.

4. وقف الإزعاج العاطفي والمحادثات المُشتتة: يفيد كثير من المصادر الطبية بأن على المرء قبل وقت النوم أن يتجنب التعرّض لأي إزعاج عاطفي أو انفعال نفسي أو محادثات متعمقة مع الغير، وخصوصاً مع أفراد الأسرة، عند وجود أي خلاف زوجي أو منزلي.

وتشير تلك المصادر الطبية إلى جدوى الحرص على الاسترخاء البدني والذهني، والعمل على التحكم بالقلق من أي شيء يشغل الذهن. وإن حدث أن تذكر المرء شيئاً من ذلك في لحظات ما قبل النوم، فعليه أن يكتبه ويدعه للغد كي يفكر فيه.

«أرق عدم الحفاظ على استمرارية النوم» أحد أشكال الأرق، وهناك أيضاً «أرق صعوبة البدء في النوم»، و«أرق الاستيقاظ الليلي المتكرر»، و«أرق الاستيقاظ العفوي في الصباح الباكر».

ويقول الباحثون الطبيون من «مايوكلينك»: «يمكن أن تضطلع الكيفية التي تتعامل بها مع ضغوط الحياة اليومية، بدور مهم للغاية في قدرتك على الاستلقاء والنوم المستمر. ولا يقتصر الضرر كله في الضغط، إذ يتحول الضغط إلى انزعاج أو قلق، ومن ثم يمكن لنومك أن يضطرب. وإذا كان عقلك المشوش يبقيك مستيقظاً خلال الليل، فجرب أن تستخدم تقنيات التحكم في الضغط قبل النوم. جرب التداوي بالروائح أو التنفس العميق أو تصفح جريدة أو التأمل. وإذا كنت مستلقياً على السرير وشعرت بالضغط حيال عدم قدرتك على النوم، فانهض من السرير وافعل شيئاً يعزز الاسترخاء. قد يكون هذا الشيء قراءة كتاب ممل أو ممارسة تقنية من تقنيات الاسترخاء أو التركيز على التنفس. وعند البدء في الشعور بالنعاس مرة أخرى، اذهب إلى السرير».

* استشارية في الباطنية


مقالات ذات صلة

صحتك الأطباء يؤكدون وجود صلة راسخة بين النشاط البدني وصحة الدماغ (رويترز)

كيف تعتني بدماغك؟ أطباء يقدمون 10 طرق بسيطة

كلما تقدمنا ​​في العمر، ازداد خطر إصابتنا بالضعف الإدراكي. ويتساءل الكثير من الناس حول كيفية تأخير ظهور الأعراض.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك أفادت الدراسات بأن الكركمين يؤثر على معدل حيوية الخلايا وتنظيم دورة الخلية للخلايا الدهنية (موقع ايفري دا هيلث)

الكركمين... فاعلية مذهلة لعلاج السمنة والالتهابات والأمراض العصبية

يُظهر الكركمين فعالية واعدة في علاج السمنة والالتهابات والأمراض العصبية التنكسية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك بطانة الرحم المهاجرة حالة صحية شائعة ومؤلمة (رويترز)

«بطانة الرحم المهاجرة» تزيد خطر الإصابة بأمراض المناعة

أظهرت دراسة جديدة أن مرض بطانة الرحم المهاجرة يجعل النساء أكثر عرضة للإصابة بمجموعة من أمراض المناعة الذاتية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك التمارين الرياضية قد تُخفف من الآثار الجانبية الضارة لعلاج السرطان (رويترز)

ممارسة مرضى السرطان للرياضة تقلل الآثار الجانبية للعلاج

يمكن للتمارين الرياضية أن تُخفف من الآثار الجانبية الضارة لعلاج السرطان، وفقاً لما أكدته دراسة جديدة.

«الشرق الأوسط» (بكين)

كيف تعتني بدماغك؟ أطباء يقدمون 10 طرق بسيطة

الأطباء يؤكدون وجود صلة راسخة بين النشاط البدني وصحة الدماغ (رويترز)
الأطباء يؤكدون وجود صلة راسخة بين النشاط البدني وصحة الدماغ (رويترز)
TT
20

كيف تعتني بدماغك؟ أطباء يقدمون 10 طرق بسيطة

الأطباء يؤكدون وجود صلة راسخة بين النشاط البدني وصحة الدماغ (رويترز)
الأطباء يؤكدون وجود صلة راسخة بين النشاط البدني وصحة الدماغ (رويترز)

كلما تقدمنا ​​في العمر، ازداد خطر إصابتنا بالضعف الإدراكي. ويتساءل الكثير من الناس حول كيفية تأخير ظهور الأعراض، حيث يتم طرح أسئلة مثل: هل التغييرات البسيطة تُحدث فرقاً؟ إجابة عن ذلك، قدم أطباء الأعصاب 10 نصائح بسيطة للحفاظ على صحة أدمغتنا والاعتناء بها مدى الحياة، وفقاً لصحيفة «الغارديان»:

اعتنِ بصحتك بشكل عام

تقول الدكتورة سوزان أوسوليفان، استشارية طب الأعصاب في المستشفى الوطني لطب وجراحة الأعصاب في لندن: «جميع الأمور المعقولة التي تنطبق على صحة الجسم تنطبق على صحة الدماغ».

وتضيف: «عندما تبلغ العشرين من العمر، يُمكنك أن تُفلت من العقاب. قد لا تنام ليالي متواصلة وما شابه. لكنك لا تُفلت من العقاب عندما تصل إلى منتصف العمر. مع كل عام أتقدم فيه في العمر، يصبح نمط حياتي أكثر صحة».

وتركز جميع استشاراتها، إلى حد ما، على خيارات نمط الحياة، كما تقول: «أعمل مع الكثير من الأشخاص المصابين بأمراض الدماغ التنكسية، وهي ليست ناجمة عن نمط الحياة. لكن كل شيء يتحسن بممارسة قدر معتدل من التمارين الرياضية، وتناول طعام صحي، والنوم الجيد، سواءً كانت أمراضاً جسدية أو دماغية أو نفسية».

ابتعد عن التدخين والكحول

يشرح توم سولومون، أستاذ علم الأعصاب بجامعة ليفربول: «إذا كنت ترغب في إتلاف دماغك، فدخن كثيراً». وبالمثل، «الإفراط في تناول الكحول ليس جيداً... الأدلة الإجمالية تشير إلى أن الكحول ضار، وخاصةً للدماغ»، كما يفيد الطبيب.

وتتخذ الدكتورة فاي بيجيتي، طبيبة أعصاب في مستشفيات جامعة أكسفورد، موقفاً حازماً: «أجد أن الأشخاص غير المدمنين على الكحول، ولكنهم يشربون كمية صغيرة من الكحول يومياً على مدى عقود، قد يواجهون مشاكل أيضاً».

مارس الرياضة 3 مرات أسبوعياً

يفيد الدكتور ريتشارد دافنبورت، استشاري طب الأعصاب في إدنبرة، إن هناك صلة راسخة بين النشاط البدني وصحة الدماغ: «يؤثر ذلك على مستويات عديدة: النفسية، والأيضية، والفسيولوجية».

ويضيف سولومون: «ما يفيد الأوعية الدموية يفيد الدماغ أيضاً. الكثير من حالات الخرف ناتجة عن تلف الأوعية الدموية. النشاط البدني مفيد للأوعية الدموية لأنه يحافظ على ضغط الدم منخفضاً».

ويوصي بممارسة نشاط يُخفف من ضيق التنفس ولو قليلاً لمدة 20 - 30 دقيقة مرتين أو ثلاث مرات أسبوعياً، مثل الجري والسباحة وركوب الدراجات.

الوقوف على ساق واحدة

تقول بيجيتي: «هناك دراسات تُظهر أن النشاط البدني يُساعد حقاً في إطالة عمر الدماغ. أنصح الناس بإدراج تمارين الساق الواحدة في روتينهم، لأن المشي يعتمد بشكل كبير على توازن الساق الواحدة، ويصبح الحفاظ على هذا التوازن أمراً بالغ الأهمية مع التقدم في السن. تُطلق التمارين الهوائية مادة كيميائية مُغذية للدماغ تدعم الخلايا العصبية لدينا».

وتتابع: «يُعد الجمع بين ذلك وتمارين المقاومة التي تُقوي العضلات أمراً بالغ الأهمية، حيث وجدت العديد من الدراسات أن زيادة كتلة العضلات تُقلل من التدهور المعرفي، حتى لدى أولئك الذين شُخِّصوا بالفعل بالخرف».

الابتعاد عن الزبدة

حاول اختيار «مضادات الأكسدة والدهون غير المشبعة، وتجنب الإفراط في تناول اللحوم الحمراء»، كما يقول سولومون.

أما بيجيتي، فتوضح: «أكبر دليل على ذلك هو النظام الغذائي المتوسطي»، مضيفةً: «لقد وُلدتُ في اليونان، لذا ربما أكون متحيزة». وتقول إن نصيحتها غالباً في هذا الشأن بسيطة: «عند الطهي، يجب أن يكون مصدرك الأساسي للدهون زيت الزيتون بدلًا من الزبدة. هذا ما أفعله... كما أن تناول بعض أحماض أوميغا 3 مع الأسماك الزيتية له أدلة قوية على صحة الدماغ أيضاً».

وتؤكد أهمية تناول النباتيين لمكملات فيتامين «ب 12».

شرب الماء بدلاً من القهوة

يقول سولومون: «نرى أشخاصاً يعانون من صداع بسيط أو مزمن... الأشياء التي تُقلل من خطر الصداع متشابهة إلى حد كبير. ممارسة الرياضة بانتظام. الحفاظ على ترطيب الجسم بشرب لترين من الماء على الأقل يومياً. التوقف عن تناول الكافيين تماماً. عدم تفويت وجبات الطعام. النوم في وقت مناسب. عادةً ما نقول للناس: (إذا التزمتم بهذا النظام الغذائي لمدة ثلاثة أشهر، فسيقل الصداع)... ومعظم هذه الأمور مفيدة أيضاً لصحة دماغكم بشكل عام».

الاهتمام بالنوم

تفيد بيجيتي: «يبدأ النوم الجيد في بداية النهار، وليس في الليل عندما تشعر بالتوتر من عدم الحصول على نوم جيد. حاول الاستيقاظ في الوقت نفسه تقريباً كل يوم. إذا كنت بحاجة إلى مزيد من النوم في عطلات نهاية الأسبوع، فعوض ذلك بـ60 إلى 90 دقيقة، أو دورة نوم إضافية. لا تجعل عادات نومك غير منتظمة، لأن دماغك حينها لن يعرف متى يُنتج الهرمونات المناسبة».

وضع حدود لاستخدام الهاتف

نعيش حالة من الذعر حيال تأثير التكنولوجيا على أدمغتنا، ولكن كما توضح بيجيتي، لا يؤكد العلم إدماننا على هواتفنا. ومع ذلك، فهي تقصر تصفحها لحسابها على «إنستغرام» على مرتين يومياً، وتتجاهل جميع مجموعات «واتساب».

وتتابع: «أقترح على الناس محاولة وضع روتين أو جدول زمني للتواصل والانفصال يناسبهم. التشتيت قضية أساسية عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا. أُفضل أن يستخدم الناس التكنولوجيا عمداً برغبتهم، بدلاً من اللجوء لها لتجنب القيام بعمل شاق، واستخدامها لسد بعض الفجوات... عندما يستخدمها الناس كأسلوب للتجنب، أعتقد أنها قد تُشعرهم بالسوء».

اختر «هوساً صحياً»

يقول الدكتور ريتشارد ريستاك، أستاذ علم الأعصاب في مستشفى جامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة :«ابحث عن هوس صحي رائع، اهتم بشيء ما... وابذل جهداً ذهنياً كبيراً لتعلم المزيد. يمكنك ربط ذلك بالتفاعل الاجتماعي، وهو أمر بالغ الأهمية».

عالج مشاكل السمع والبصر

يقول دافنبورت: «يُعد الصمم إحدى السمات التي حُددت بوصفها عامل خطر مهماً للإصابة بالخرف. وينطبق الأمر نفسه على البصر. أي شيء يُقلل من تفاعلك مع العالم الخارجي من المرجح أن يكون ضاراً». ويضيف أن هناك أدلة أقل على آثار ضعف البصر، «ولكن إذا تدهورت رؤيتك، فستتوقف عن القيادة، وقد تتوقف عن الخروج كثيراً، وكل هذه الأمور تبدأ في التسبب في العزلة الاجتماعية... حافظ على حواسك؛ تأكد من قدرتك على السمع والرؤية».

ويضيف دافنبورت أن «حاسة الشم غالباً ما تكون من الأعراض المبكرة لبعض الأمراض التنكسية. لا أحد يُشير إلى أن فقدان حاسة الشم يؤدي إلى هذه الأمراض. ربما يكون مجرد عرض مبكر، وخاصةً في مرض باركنسون».