كيف تذهب أفكارك وسلوكياتك بإحساسك بالسعادة؟

التقرير يشير إلى أن العزلة واحدة من أسباب عدم السعادة وربما الاكتئاب (رويترز)
التقرير يشير إلى أن العزلة واحدة من أسباب عدم السعادة وربما الاكتئاب (رويترز)
TT

كيف تذهب أفكارك وسلوكياتك بإحساسك بالسعادة؟

التقرير يشير إلى أن العزلة واحدة من أسباب عدم السعادة وربما الاكتئاب (رويترز)
التقرير يشير إلى أن العزلة واحدة من أسباب عدم السعادة وربما الاكتئاب (رويترز)

قد ينتابك شعور بالسوء عندما تستيقظ صباحا وتجد أنك لا تشعر بالسعادة بشكل كامل، وقد يزداد شعورك بالسوء عندما تطالع منشورات فيسبوك وإنستغرام وتجد أصدقاءك يضحكون، بينما يقضون عطلة أو يحضرون حفل زفاف.

يقول خبراء الصحة النفسية، لموقع هافينغتون بوست، أن هناك بعض السلوك والمعتقدات تؤثر على شعورك بالسعادة.

الخزي والذنب والقلق

تقول تاميكا لويس مؤسسة مركز (دابليو أو سي) للعلاج في كاليفورنيا إن «الخزي، والذنب، والقلق هي أكثر ما يعطل الشعور بالسعادة. فعندما يغرق الشخص في واحد من هذه المشاعر فهو يضع نفسه رهينة لتجربة في الماضي، أو قلق من المستقبل، فيكون منفصلا عن الحاضر وهو ما يعطل الشعور بالرضا والسعادة».

وتحدث تاميكا مرضاها عن ممارسة طريقة من هاواي تسمى «هؤبونوبو» 4 مرات مع إغماض العينين، وتوضح: «هي 4 عبارات، بكل بساطة تقول لنفسك؛ أنا آسف، سامحني، شكرا لك، أنا أحبك. هذه العبارات تعالج ببساطة الشعور بالذنب والخزي، ثم تذكر نفسك بأنك تحب ذاتك».

وتؤكد أن الشعور بالامتنان هو طريقة أخرى للتغلب على مشاعر الخزي والذنب والقلق.

مقارنة نفسك بالآخرين

تقول ستيفاني دالبيرغ، وهي اختصاصية طبية في مركز «ثرايف ووركز» في نيوهامبشير الأميركية إن «من الجيد أن يكون هناك منافسة؛ لنتعلم وننمو ونتقدم للأمام، لكن أحيانا المجتمع يدفعنا لما هو أبعد من ذلك، يدفعنا أن نقارن نفسنا باستمرار مع الآخرين، وما لديهم وليس لدينا».

تضيف دالبيرغ: «لتتوقف عن مقارنة نفسك بالآخرين أكثر من اللازم يجب أن تحد من تصفحك لوسائل التواصل الاجتماعي»، وتتابع: «بدلا أن تفتح فيسبوك وإنستغرام بمجرد أن تصحو من نومك، افتح تطبيقا للكتابة وسجل 5 عناصر تشعرك بالامتنان. وتذكر دائما أن ما تشاهده على السوشيال ميديا ليس الصورة الكاملة».

من المفترض أن تكون

تشير دالبيرغ إلى أن هناك عاملا آخر يلازم مقارنة الشخص لنفسه بالآخرين، وهو «التوقعات»، كيف يجب أن يكون شكل حياتك الآن.

وتوضح أن التوقعات قد تظهر في أمور صغيرة مثل: «كان من المفترض أن أقوم بغسل ملابسي اليوم»، أو كبيرة مثل: «كان من المفترض أن أكون قد تقدمت في مجال عملي الآن»، وتنصح بالتركيز على الحاضر وعلى ما يمكن تحقيقه انطلاقا من اللحظة الراهنة.

عدم معرفة نفسك

من وجهة نظر صدف صدقي، وهي معالجة ومستشارة نفسية في مدينة نيويورك، فإنه «إذا كنت لا تعرف نفسك جيدا، ولا تعرف قدراتك وحدودك، فستواجه مشكلة في معرفة ما يشبع رغباتك، وقد تشعر بالخواء».

وترى صدقي أنه من المهم أن تفهم نفسك وتتقبل عيوبك.

تجاهل المشكلات الكبيرة

تؤكد شافون مور-لوبان، وهي طبيبة نفسية في واشنطن، أن الشخص عندما يخفي مشكلاته أو صدماته الكبيرة فهو يؤذي شعوره بالسعادة.

وتقول إنه «قد تعاني من صدمة بسبب علاقة أو تجارب مؤلمة من طفولتك أو شبابك، وتظل تحملها ولا تستطيع التعامل معها». وتلفت النظر إلى أنه رغم صعوبة هذه الصدمات يجب أن تزيحها عن كاهلك حتى تحقق الاستمتاع بالحياة الذي تستحقه.

وتستطرد: «يجب أن تفهم التجارب التي مرت بك، حتى لو كانت سلبية، لتجد طريقا إلى السعادة».

العزلة

ترى تاميكا لويس أن العزلة واحدة من أسباب عدم السعادة وربما الاكتئاب، وتشرح: «نحن متصلون بالسوشيال ميديا، لكن الأهم من وجهة نظري أن نفكر هل نحن متصلون بأحبائنا ومجتمعنا خلال اليوم؟».

وتوضح: «لكي تبعد عن نفسك الشعور بالعزلة، اتصل هاتفيا بأفراد عائلتك، ادع جارا أو صديقا لتناول المشروبات، أو رتب مع زميل عمل لتناول الغداء بعد العمل».


مقالات ذات صلة

كيف تتخطين «اكتئاب ما بعد الولادة»؟

صحتك يُعدّ اكتئاب ما بعد الولادة من المشكلات النفسية المزعجة التي تعاني منها الأمهات (رويترز)

كيف تتخطين «اكتئاب ما بعد الولادة»؟

يُعدّ اكتئاب ما بعد الولادة من المشكلات النفسية المزعجة التي تعاني منها الأمهات، وقد تستمر معهن لأشهر طويلة، وتتطور لدى بعضهن إلى حد التفكير في الانتحار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق كشف مسح جديد أن واحداً من كل أربعة أميركيين يمر بنوبات من الملل مع روتينه (رويترز)

كيف تحوّل روتينك اليومي إلى مصدر «للفرح والرضا»؟

يعتقد البعض أنه عليه الذهاب في إجازة باهظة، أو على الأقل الانتظار حتى انتهاء أسبوع العمل، للشعور بالسعادة والرضا الحقيقيين في الحياة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق سيدة تتسوق في أحد المتاجر قبل عطلة عيد الشكر في شيكاغو (رويترز)

لماذا يتسوّق البعض عند الشعور بالتوتر؟

في حين ينظر الكثيرون إلى التسوق بوصفه وسيلة لتخفيف التوتر أو تحسين الحالة المزاجية، دعونا نلقِ نظرة على الأبحاث الحديثة لاكتساب فهم أكثر دقة لتأثيراته.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك استخدام الإنترنت قد يقلل الاكتئاب ويحسن الحالة الصحية لدى كبار السن (رويترز)

استخدام كبار السن للإنترنت يحميهم من الاكتئاب ويعزز صحتهم

قد يؤدي استخدام الإنترنت إلى تقليل الاكتئاب، وتحسين الحالة الصحية لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 عاماً، وفقاً لما أكدته دراسة جديدة.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ)
يوميات الشرق ارتفاع القلق بعد وقت قصير من الاستيقاظ قد تسببه الهرمونات أو التوقعات بشأن اليوم القادم (رويترز)

الشعور بالقلق في الصباح... ما أسبابه؟ وكيف تعالج ذلك؟

تتقلب مستويات القلق لدى كثير من الأشخاص طوال اليوم. يجد بعضهم أن قلقهم يكون في أعلى مستوياته خلال ساعات الصباح.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

نشاط واحد قد يعزز من صحة عقلك بشكل كبير... ما هو؟

مسافرون  بمطار هامبورج، مع بدء إجازة عيد الميلاد (د.ب.أ)
مسافرون بمطار هامبورج، مع بدء إجازة عيد الميلاد (د.ب.أ)
TT

نشاط واحد قد يعزز من صحة عقلك بشكل كبير... ما هو؟

مسافرون  بمطار هامبورج، مع بدء إجازة عيد الميلاد (د.ب.أ)
مسافرون بمطار هامبورج، مع بدء إجازة عيد الميلاد (د.ب.أ)

«أحتاج إلى (سفرية)»... لم تكن تلك العبارة الشهيرة تُقال من فراغ، فالسفر يفيدنا بأكثر من طريقة؛ فهو يمنحك شيئاً تتطلع إليه، ويجعلك تستكشف ما هو أبعد من راحتك، بل وقد يحسِّن من صحتك.

ويقول الخبراء إن هناك ترابطاً بين الإجازات والفوائد الصحية المؤثرة على صحتك الإدراكية والعقلية، إليك كيف يمكن للسفر أن يحسِّن من صحة دماغك، وفقاً لما ذكره تقرير لموقع «هاف بوست» الأميركي.

السفر يعزز مزاجك

قالت بريجيد جانون، ممارسة للطب النفسي والعلاج عبر الإنترنت: «أعتقد أن إحدى أسرع الطرق لتحسين مزاجك وإخراج نفسك من حالة الاكتئاب هي الخروج من روتينك المعتاد. والسفر هو إحدى الطرق للقيام بذلك».

في حين أن الرحلات الطويلة إلى دول أجنبية تكسر بالتأكيد رتابة حياتك اليومية، فإنه حتى الرحلة إلى مكان على بُعد مسافة قصيرة بالسيارة تجبرك على تجربة أشياء جديدة. يمكن للسفر أيضاً أن يفتح منظورك لثقافات مختلفة وطرق مختلفة للعيش.

وأضافت جانون: «في أي وقت يكون لدينا منظور أكثر انفتاحاً، أعتقد أن مزاجنا يتحسَّن على الفور».

المشي الذي تقوم به أثناء الرحلة مفيد لصحة دماغك

خلال رحلات السفر تزيد ساعات المشي أثناء الإجازة؛ حيث يقفز متوسط ​​عدد الخطوات اليومية من 4000 في المنزل إلى 20 ألفاً أثناء استكشاف مدينة جديدة. وهذه الزيادة في النشاط البدني لا تفيد قلبك فحسب، بل إنها مفيدة لدماغك أيضاً.

أوضحت إميلي روجالسكي، أستاذة علم الأعصاب في جامعة شيكاغو، بأن النشاط البدني يساعد في تحفيز نمو خلايا المخ، ويقوي الروابط داخل المخ. يمكن أن تفيد الخلايا الدماغية الجديدة مناطق مثل الذاكرة والقدرة على التعلُّم مع تقدُّمك في السن.

ومن المعروف أيضاً أن النشاط البدني المنتظم يقلِّل من فرص إصابتك بالخرف، وبينما قد لا تكون التمارين الرياضية أثناء الرحلة نشاطاً بدنياً منتظماً، فإنها يمكن أن تكون بمثابة نقطة انطلاق لحياة أفضل.

يتحدى السفر الدماغ، وهو أمر جيد للإدراك

قالت روجالسكي إن أدمغتنا تزدهر بالجديد والتحدي، تماماً مثل نمو عضلاتنا، عندما نُدفَع للقيام بروتين لياقة بدنية أكثر صرامة.

وأوضح الدكتور أوغوستو ميرافالي، طبيب الأعصاب في المركز الطبي لجامعة راش بشيكاغو، أن تغيير البيئات يمكن أن يقلل أيضاً من خطر الإصابة بحالات ضعف صحة الدماغ.

ووجدت دراسة صينية أُجريت عام 2023 أن كبار السن الذين يسافرون لديهم خطر أقل للإصابة بضعف الإدراك الخفيف والخرف. وأضاف ميرافالي: «لذلك كلما سافروا أكثر، انخفض هذا الخطر».

وأوضح أن السفر «يجبرنا على تعلُّم أشياء جديدة، والتنقل في بيئات جديدة وفهم روتين جديد ربما لم نعتَدْه».

يلهمك السفر لتعلم لغة جديدة، وهو ما يفيد عقلك

من المعروف أن التعليم يحمي من تطور الخرف.

قال ميرافالي: «من الممكن أن نعتقد أنه كلما تعلمنا أكثر، قلَّلنا من خطر الخرف طوال الحياة».

غالباً ما يكون التعلُّم والإجازة متلازمين، سواء أدركتَ ذلك أم لا. على سبيل المثال، قد تتحدى نفسك لتعلم بضع كلمات بلغة جديدة، أو تجد أنك بحاجة إلى تعلم كيفية التنقل في نظام النقل العام في مدينة جديدة.

وجدَتْ دراسة تحليلية أُجريت عام 2020 أن كونك ثنائيَّ اللغة يمكن أن يؤخر ظهور أعراض مرض ألزهايمر، بنحو 5 سنوات.

غالباً ما تجبرك السفر على أخذ استراحة من العمل

قالت جانون إنه نظراً لأن خدمة الإنترنت ليست مضمونة دائماً، وغالباً ما يكون هناك فارق زمني، فإن السفر طريقة طبيعية لأخذ استراحة من العمل. وأضافت: «إنها طريقة لطيفة حقاً للتخلص من السموم الرقمية، التي نحتاج إليها جميعاً».

كما أنها تشجع على إقامة علاقات اجتماعية، وهو أمر مفيد لصحتك العاطفية والإدراكية.

قالت جانون: «يمكن أن يساعد السفر أيضاً الأشخاص حقاً على إعادة الاتصال بما هو مهم حقاً في الحياة، مثل علاقاتنا... التي قد ننساها أحياناً عندما نكون في صخب الحياة اليومية».

بالإضافة إلى ذلك، من المعروف جيداً أن العلاقات الاجتماعية مهمة لرفاهيتنا؛ فالأشخاص الذين يغذون العلاقات الاجتماعية هم أكثر عرضة للسعادة. وبعيداً عن الصحة العاطفية، يمكن أن تكون هذه الرحلة مهمة لصحة دماغك أيضاً.

وتشير الأبحاث إلى أن العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة يضران بوظائفنا الإدراكية.

ويُعد الاتصال الاجتماعي غير المتكرر أحد عوامل الخطر الـ12 القابلة للتعديل للإصابة بالخرف. من خلال كونك اجتماعياً أكثر، يمكنك تقليل خطر الإصابة بالمرض - ويمكن أن تكون الرحلة مع أصدقائك أو عائلتك إحدى الطرق لتقليل مشاعر الوحدة.