لماذا يتسوّق البعض عند الشعور بالتوتر؟

سيدة تتسوق في أحد المتاجر قبل عطلة عيد الشكر في شيكاغو (رويترز)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر قبل عطلة عيد الشكر في شيكاغو (رويترز)
TT

لماذا يتسوّق البعض عند الشعور بالتوتر؟

سيدة تتسوق في أحد المتاجر قبل عطلة عيد الشكر في شيكاغو (رويترز)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر قبل عطلة عيد الشكر في شيكاغو (رويترز)

بصفتها أماً لطفل يبلغ من العمر 16 شهراً، تجد أحياناً الدكتورة أليسا مينينا جونيميتر، وهي أستاذة بالتسويق في كلية إيمليون للأعمال بفرنسا، نفسها وهي تتصفح وسائل التواصل الاجتماعي بلا تفكير بعد ساعات العمل، وتنجذب إلى الإعلانات والبضائع التي لم تكن تدرك حتى إنها تريدها. والشيء التالي الذي تعرفه هو أنها تضيف عناصر إلى عربة التسوق الخاصة بها، ولا تحتاج إلى أي منها بالفعل. وهذه دورة مألوفة للغاية، وتطرح السؤال: لماذا نتسوق للتعامل مع التوتر، والأهم من ذلك، هل يساعدنا ذلك حقاً؟

دخلت عبارة «العلاج بالتجزئة» مفرداتنا المعاصرة للإشارة إلى شكل من أشكال التسوق مدفوعاً باحتياجات عاطفية، وعادة ما يكون ذلك للتعامل مع التوتر أو المشاعر السلبية، أو لاستعادة الشعور بالسيطرة. في حين ينظر الكثيرون إلى العلاج بالتسوق على أنه وسيلة لتخفيف التوتر أو تحسين الحالة المزاجية، دعونا نلقِ نظرة على الأبحاث الحديثة لاكتساب فهم أكثر دقة لتأثيراته، بحسب تقرير لموقع «سايكولوجي توداي»:

لماذا نتسوق للتعامل مع التوتر؟

لا يقتصر العلاج بالتجزئة على شراء الأشياء؛ فهو غالباً ما يخدم احتياجات عاطفية أعمق. على سبيل المثال، قد يشتري الأشخاص الذين يعانون من انخفاض احترام الذات أشياء تتوافق مع صورتهم الذاتية السلبية، وهو السلوك المعروف باسم الاستهلاك للتحقق من الذات. وفي الوقت نفسه، يميل الأشخاص الذين يتمتعون بتقدير ذاتي أعلى إلى التسوق ليشعروا بتحسن تجاه أنفسهم، خاصة عندما يحسون بالضغط. والأمر المثير للاهتمام هو أن عادات التسوق لدينا يمكن أن تختلف بشكل كبير اعتماداً على كيفية نظرتنا إلى أنفسنا.

التسوق التعويضي، عندما نشتري أشياء لملء فراغ عاطفي، شائع بشكل خاص خلال الأوقات العصيبة. وقد وجد أن الأشخاص الذين يضعون قيمة عالية على الممتلكات المادية أو يكافحون مع التعاطف مع الذات هم أكثر عرضة للتسوق بوصفه وسيلة للتكيف. ومع ذلك، يمكن أن ينتهي بهم الأمر إلى جعلهم أقل سعادة بمرور الوقت، لأن ذلك لا يعالج القضايا العاطفية الأعمق وراء حاجتهم إلى الشراء.

نتائج عكسية

في حين أن التسوق قد يوفّر دفعة قصيرة الأجل، إلا أنه قد يأتي بنتائج عكسية في بعض الأحيان. تظهر الأبحاث أنه عندما يتسوّق الناس للتعويض عن ضربة تلقوها لتقديرهم لذاتهم، فإنه غالباً ما ينتهي بهم الأمر إلى الندم على مشترياتهم. وهذا صحيح بشكل خاص عندما يكون الشراء مرتبطاً بالمشكلة الأصلية - على سبيل المثال، شراء شيء ما للشعور بالذكاء بعد الشعور بالنقص في العمل.

ومن المثير للاهتمام أنه عندما يتسوق الناس لشيء لا علاقة له بضغوطهم - مثل شراء ملابس جديدة بعد يوم عمل شاق - يكون هناك ندم أقل. وهذا يوضح مدى أهمية فهم ما يدفعنا حقاً إلى التسوق.

صعود العلاج بالتسوق عبر الإنترنت

سلطت جائحة «كوفيد – 19» الضوء على زيادة فيما يسميه بعض الباحثين الاستهلاك الانتقامي؛ حيث لجأ الناس إلى السلع الفاخرة لاستعادة الشعور بالسيطرة على حياتهم، ما أعطى تقديرهم لذاتهم ورفاهتهم دفعة مؤقتة. وضمن نفس الإطار، ارتفعت معدلات التسوق عبر الإنترنت أيضاً، حيث استخدم الناس العلاج بالتجزئة للتعامل مع العزلة والقلق الناجم عن عمليات الإغلاق.

تُظهر الأبحاث أن هذا النوع من التسوق غالباً ما يكون مدفوعاً بالحاجة إلى الشعور بالسيطرة خلال أوقات الأزمات. وبينما وجد البعض الراحة المؤقتة في شراء البضائع، أحسّ آخرون بالندم لاحقاً، خاصة إذا أدركوا أن مشترياتهم كانت مدفوعة بالتوتر أكثر من الحاجة الفعلية.


مقالات ذات صلة

«اشترِ الآن!»... وثائقي «نتفليكس» الجديد يكشف دهاليز مؤامرة التسوق

يوميات الشرق الصورة المصاحبة لبوستر الفيلم الوثائقي (نتفليكس)

«اشترِ الآن!»... وثائقي «نتفليكس» الجديد يكشف دهاليز مؤامرة التسوق

تُغري عبارة «اشترِ الآن» ملايين المستهلكين من حول العالم، لتبضع الكثير من السلع الاستهلاكية التي غالباً لا يحتاجون إليها، خصوصاً في فترة نهاية العام.

إيمان الخطاف (الدمام)
الاقتصاد زوار يتوافدون في مؤتمر التقنية المالية «فنتك 24» بالرياض (تصوير: تركي العقيلي)

المدفوعات الرقمية والمحافظ الإلكترونية... مستقبل التجارة بالسعودية

يشهد قطاع التجارة الإلكترونية في السعودية نمواً متسارعاً مدفوعاً بالتحولات الرقمية وتبني التقنيات الحديثة بتشجيع الحكومة من خلال سنّ التشريعات وتسهيل المعاملات

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد إحدى جولات «منشآت» للتجارة الإلكترونية في السعودية (موقع «منشآت»)

تمويل مشاريع التجارة الإلكترونية في السعودية يتجاوز 426 مليون دولار

وصلت قيمة تمويل مشاريع التجارة الإلكترونية في السعودية عام 2023 إلى 1.6 مليار ريال (426.6 مليون دولار).

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق متسوقون في متجر في كاليفورنيا (أ.ف.ب)

6 علامات تدل على إدمانك للتسوق

هناك بعض الأعراض المحتملة لإدمان التسوق، ينبغي أن يلتفت الأشخاص إليها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد التحقق من امتثال المتاجر إلكترونياً بناءً على 11 معياراً (وزارة التجارة)

الذكاء الاصطناعي يُقيّم المتاجر الإلكترونية السعودية

تسعى وزارة التجارة السعودية لتعزيز الامتثال وحفظ حقوق المتسوقين من خلال مبادرة لتقييم المتاجر الإلكترونية بتقنيات الذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

إجبار راكب على التخلي عن مقعده بالدرجة الأولى في الطائرة... من أجل كلب

صورة نشرها المسافر للكلب على موقع «ريديت»
صورة نشرها المسافر للكلب على موقع «ريديت»
TT

إجبار راكب على التخلي عن مقعده بالدرجة الأولى في الطائرة... من أجل كلب

صورة نشرها المسافر للكلب على موقع «ريديت»
صورة نشرها المسافر للكلب على موقع «ريديت»

أُجبر أحد ركاب شركة «دلتا للطيران» على التخلي عن مقعده الفاخر في الدرجة الأولى لمسافر آخر، اكتشف فيما بعد أنه كلب، الأمر الذي أثار غضبه ودهشته.

وبحسب صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية، فقد كتب المسافر الذي يدعى بن بوب على منصة «ريديت»، أمس (السبت): «لقد تمت ترقية تذكرتي إلى الدرجة الأولى في طائرتي التابعة لشركة (دلتا للطيران) هذا الصباح، ولكن بعد 15 دقيقة تم تخفيض درجتي ومنحي مقعداً أسوأ من ذلك المحدد لي سابقاً».

وأضاف: «حسناً، لقد كنت مستاء من هذا الأمر، ولكنني قررت أن أتجاوز الأمر وصعدت على متن الطائرة لأرى هذا الكلب في مقعدي من الدرجة الأولى. أنا مندهش وغاضب للغاية».

وأرفق بوب المنشور بصورة تظهر الكلب وهو جالس في المقعد الذي كان من المفترض أن يكون له.

واتصل بوب بخدمة عملاء شركة «دلتا للطيران»، ليتم إخباره بأن أي راكب بشري قد يتعيَّن نقله لمقعد آخر ومن درجة لأخرى «من أجل الحيوانات الخدمية»، وأن الشركة «لا تستطيع فعل أي شيء» في مثل هذه المواقف.

وتعليقاً على ذلك، قال خبير السفر غاري ليف: «أنا حقاً لا أفهم منطق شركة (دلتا للطيران) في إجبار راكب على التخلي عن مقعده بالدرجة الأولى لمنحه لكلب».

ولفت ليف إلى أن «شركة (دلتا للطيران) يبدو أنها تنحاز عموماً إلى الكلاب»، مشيراً إلى حالات أخرى تم فيها طرد أحد ركاب الدرجة الأولى لإفساح المجال لكلب دعم عاطفي و4 حقائب يد، هذا بالإضافة إلى السماح للكلاب بالجلوس والأكل على طاولات الطعام فيما تُسمى «صالات دلتا ون» بالمطارات.