هل تعزز المكملات الصحة المعرفية والعقلية؟ خبيرة تجيب

هل تعزز المكملات الصحة المعرفية والعقلية؟ خبيرة تجيب
TT

هل تعزز المكملات الصحة المعرفية والعقلية؟ خبيرة تجيب

هل تعزز المكملات الصحة المعرفية والعقلية؟ خبيرة تجيب

غالبًا ما تقدم مكملات الدماغ مجموعة متنوعة من الادعاءات المتعلقة بفوائدها المحتملة. حيث يحتوي معظمها على مكونات مثل الكافيين وأحماض أوميغا 3 الدهنية والجنكة بيلوبا المشتقة من أوراق شجرة الجنكة وفيتامين (ب 12) من بين أشياء أخرى. لكن هل هذه تعمل حقًا؟

من المهم ملاحظة أنه على الرغم من أن بعض مكملات الدماغ قد توفر فوائد قصيرة الأجل، إلا أن آثارها طويلة المدى وملامح السلامة ليست مفهومة جيدًا.

وفي هذا الاطار، تشرح شويتا غوبتا رئيسة وحدة التغذية بمستشفى فورتيس بشاليمار باغ، كيف أجاب الخبراء عن دور المكملات بهذا الأمر. وذلك وفق ما ذكر موقع «ONLYMYHEALTH» الطبي المتخصص.

وتفيد غوبتا بأن «المكملات تعني الإضافة، وذلك لأن المكمل سيضيف إلى روتين موجود بالفعل». وتابعت «لذلك عندما يتعلق الأمر بتناول مكملات الدماغ، فإن أول شيء يجب مراعاته هو ما إذا كنا بحاجة إليها فعلا. قد تكون المكملات مطلوبة في حالة وجود أي مرض أو نقص غذائي أو زيادة المتطلبات، على سبيل المثال في حالة الحمل».

هل تساعد مكملات الدماغ في تحسين الصحة المعرفية؟

ان فعالية مكملات الدماغ موضوع معقد ودقيق. ففي حين أن بعض مكملات الدماغ قد توفر فوائد معينة وتظهر نتائج واعدة في الدراسات العلمية، يمكن أن تختلف الفعالية العامة وموثوقية هذه المكملات بشكل كبير.

وتشرج غوبتا «تتوفر العديد من مكملات الدماغ في السوق بدعوى زيادة الذاكرة أو زيادة التركيز، ولكن لا يدعم أي من الأبحاث السريرية أن هذه المكملات يمكن أن توفر مثل هذه الفوائد أو حتى تؤخر عواقب مرض ألزهايمر أو مرض باركنسون». مبينة «في عام 2019، سلط المجلس العالمي لصحة الدماغ (GCBH)، بالتعاون مع الرابطة الأميركية للمتقاعدين (AARP)، الضوء على عدم وجود أدلة حول فعالية مكملات صحة الدماغ، ما أثار مخاوف بشأن الادعاءات الكاذبة في التسويق وعدم اليقين من مخاطره المحتملة. وقد خلص GCBH إلى أنه لا يمكن الموافقة على أي مكمل غذائي لصحة الدماغ. في حين أوصى فريق الباحثين البالغين بتلبية متطلباتهم الغذائية من نظام غذائي وأسلوب حياة صحيين. ومع ذلك، لاحظ الفريق أن نقص بعض العناصر الغذائية، مثل الفيتامينات B9 و B12، يمكن أن يكون مرتبطًا بمشاكل في الوظيفة الإدراكية أو صحة الدماغ، وهذا هو السبب في أن المكملات قد تكون مفيدة للأشخاص الذين يعانون من نقص».

وتوضح غوبتا ان «أنواع المكملات الغذائية المتوفرة في السوق تحتوي على الكافيين ،وأوميغا 3 وفيتامين ب 6 وفيتامين ب 12... لكن يمكن للمرء دائمًا التركيز على الأطعمة مثل الأسماك والمكسرات وبذور الزيوت والأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة كالتوت والفواكه والبيض لتلبية متطلباته الغذائية».

ولفتت غوبتا الى ان «هناك أمرا مهما آخر يجب أن نتذكره هو وجوب تجنب الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة لأن البحث يكشف أن تناولها بشكل منتظم يمكن أن يعيق الصحة العقلية».

من الأهمية بمكان التعامل مع مكملات الدماغ بعقلية نقدية، وإجراء بحث شامل، والتشاور مع المتخصصين في الرعاية الصحية قبل التفكير في استخدامها. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحفاظ على نمط حياة صحي يتضمن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام واتباع نظام غذائي متوازن ونوم جيد وتحفيز عقلي أمر أساسي لصحة الدماغ والوظيفة المعرفية المثلى.


مقالات ذات صلة

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

صحتك الحبوب تستهدف الأغنياء فقط نظراً لتكلفتها المرتفعة (رويترز)

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

يعمل عدد من المليارديرات على تطوير حبوب لإطالة العمر، يقول الخبراء إنها تستهدف الأغنياء فقط، نظراً لتكلفتها المرتفعة المتوقعة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ممرضة تقيس ضغط دم أحد الأشخاص داخل «مركز شرق آركنساس الصحي العائلي» في ليبانتو (أرشيفية - رويترز)

6 خطوات للحفاظ على ضغط دم آمن خلال الطقس البارد

مع دخول فصل الشتاء، وزيادة برودة الأجواء، ما التأثير الذي قد يخلفه هذا الجو على صحتنا؟ وهل له تأثير على ضغط الدم؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صناديق من عقاري «أوزمبيك» و«ويغوفي» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» في صيدلية بلندن (رويترز)

دراسة تكشف ميزة جديدة لأدوية إنقاص الوزن مثل «أوزمبيك»: تحمي الكلى

أفادت دراسة جديدة بأن أدوية السمنة الشائعة، مثل «أوزمبيك»، قد تساعد أيضاً في حماية الكلى.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)

ما سبب زيادة انتشار مرض الكبد الدهني خلال السنوات الأخيرة؟

أكد طبيب أميركي أن الاستهلاك المتزايد للمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والأطعمة شديدة المعالجة ساهم في زيادة انتشار «مرض الكبد الدهني» خلال السنوات الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الشخير عند المراهقين ربما يرتبط بمشكلات سلوكية

الشخير عند المراهقين ربما يرتبط بمشكلات سلوكية
TT

الشخير عند المراهقين ربما يرتبط بمشكلات سلوكية

الشخير عند المراهقين ربما يرتبط بمشكلات سلوكية

أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون في كلية الطب بجامعة ماريلاند بالولايات المتحدة، ونُشرت في النصف الثاني من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الحالي في مجلة «الرابطة الطبية الأميركية» (JAMA Network Open) أن المراهقين الذين يعانون من أعراض الشخير (snoring) باستمرار، أكثر عرضة لمشاكل السلوك، مثل: عدم الانتباه، وخرق القواعد المتبعة، والعدوانية. وأكدت أن هذه السلوكيات ليست نتيجة لمرض عضوي عصبي في المخ، وبالتالي فإنهم لا يعانون من أي تراجع في قدراتهم المعرفية.

أسباب الشخير

يحدث الشخير بسبب صعوبة التنفس بشكل طبيعي من الأنف، لكثير من الأسباب، أشهرها تضخم اللوز واللحمية. ونتيجة لذلك يتنفس الطفل من الفم، وفي بعض الأحيان يحدث توقف مؤقت في التنفس أثناء النوم يجبر الطفل على الاستيقاظ. وعادة ما يكون ذلك بسبب ضيق مجرى الهواء أو انسداده. وفي الأغلب تؤدي مشاكل التنفس أثناء الليل إلى تقليل إمداد المخ بالأكسجين بشكل بسيط. وعلى المدى الطويل يؤدي ذلك إلى تغييرات طفيفة في المخ؛ خصوصاً أثناء التكوين في فترة الطفولة.

تتبع أثر الشخير لسنوات طويلة

تُعد هذه الدراسة هي الأكبر حتى الآن في تتبع عرض الشخير وأثره على الأطفال، بداية من مرحلة الدراسة الابتدائية وحتى منتصف مرحلة المراهقة؛ حيث قام الباحثون بتحليل البيانات الخاصة بنحو 12 ألف طالب مسجلين في دراسة خاصة بالتطور المعرفي للمخ في المراهقين (ABCD) في الولايات المتحدة.

وتم عمل مسح كامل للتاريخ المرضي لعرض الشخير عن طريق سؤال الآباء عن بداية ظهوره، ومعدل تكراره، سواء في مرحلة الطفولة أو المراهقة. وكانت سن الأطفال وقت بداية الدراسة يتراوح بين 9 و10 سنوات. وكانت هناك زيارات سنوية لهم حتى سن 15 سنة، لتقييم تطور عرض الشخير، وكذلك لمتابعة قدراتهم المعرفية ومعرفة مشاكلهم السلوكية.

عدوانية وفشل اجتماعي

وجد الباحثون أن المراهقين الذين يعانون من عرض الشخير 3 مرات أو أكثر في الأسبوع، كانوا أكثر عرضة لمشاكل سلوكية، مثل عدم الانتباه في الفصل، وافتعال المشكلات مع الآخرين، وفي المجمل اتسم سلوكهم بالعدوانية والعنف، ومعظمهم عانوا من الفشل الاجتماعي وعدم القدرة على تكوين أصدقاء، بالإضافة إلى عدم قدرتهم على التعبير عن عواطفهم أو أفكارهم بشكل كافٍ.

وجدت الدراسة أيضاً أن هذه المشاكل السلوكية لم ترتبط بمشاكل إدراكية، وهؤلاء الأطفال لم يظهروا أي اختلافات في قدرتهم على القراءة والكتابة أو التواصل اللغوي، وأيضاً لم يكن هناك أي اختلاف في اختبارات الذاكرة والمهارات المعرفية والقدرة على استدعاء المعلومات، مقارنة بأقرانهم الذين لا يعانون من الشخير. ووجد الباحثون أيضاً أن معدلات الشخير انخفضت مع تقدم الأطفال في السن، حتى من دون أي علاج.

علاج الشخير لتقويم السلوك

تُعد نتائج هذه الدراسة شديدة الأهمية؛ لأنها تربط بين الشخير ومشاكل السلوك، وبالتالي يمكن أن يؤدي علاج سبب اضطراب التنفس (الذي يؤدي إلى الشخير) إلى تقويم سلوك المراهق، وعلى وجه التقريب هناك نسبة من الأطفال الأميركيين تصل إلى 15 في المائة، تعاني من شكل من أشكال اضطراب التنفس أثناء النوم. وفي كثير من الأحيان يتم تشخيص نسبة كبيرة من هؤلاء الأطفال خطأ على أنهم مصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ويتم علاجهم بالأدوية المنشطة، رغم عدم احتياجهم لهذه الأدوية.

في النهاية، نصحت الدراسة الآباء بضرورة متابعة عرَض الشخير باهتمام. وفي حالة ارتباط العرض بمشاكل سلوكية يجب عرض الطفل على الطبيب لتحديد السبب، إذا كان نتيجة لمشاكل في التنفس أو مشكلة عصبية، ويتم العلاج تبعاً للحالة المرضية.