تليين خلايا بصيلات الشعر يعالج الصلع

تحفيز نمو الشعر بتنظيم ميكانيكا الخلايا

تنشيط الخلايا الجذعية يحمل أملاً لمرضى الصلع (غيتي)
تنشيط الخلايا الجذعية يحمل أملاً لمرضى الصلع (غيتي)
TT

تليين خلايا بصيلات الشعر يعالج الصلع

تنشيط الخلايا الجذعية يحمل أملاً لمرضى الصلع (غيتي)
تنشيط الخلايا الجذعية يحمل أملاً لمرضى الصلع (غيتي)

مثلما يمكن أن تتيبس مفاصل الناس مع تقدمهم في السن وتجعل من الصعب عليهم التحرك، فإن الخلايا الجذعية لبصيلات الشعر تصبح صلبة أيضاً، مما يعوق نمو الشعر، وفقاً لدراسة لباحثين من جامعة «نورث ويسترن» الأميركية.

ووجد الباحثون خلال الدراسة المنشورة في العدد الأخير من دورية «بروسيدنجز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس»، أنه إذا تم تليين الخلايا الجذعية لبصيلات الشعر، فمن المرجح أن تنتج الشعر.

ومن خلال التجارب على الفئران، أفاد الباحثون بأنه يمكن تليين الخلايا عن طريق زيادة إنتاج الحمض النووي الريبي الصغير، أو ما يُعرف بـ«الرنا الميكروي miR-205»، الذي يخفف من صلابتها، وعندما تلاعب العلماء جينياً بالخلايا الجذعية لإنتاج المزيد منه، عزز ذلك نمو الشعر في الفئران الصغيرة والكبيرة.

تنشيط الخلايا الجذعية يحمل أملاً لمرضى الصلع (غيتي)

ويقول روي يي، أستاذ علم الأمراض والأمراض الجلدية بجامعة «نورث ويسترن»، والباحث المشارك بالدراسة، في تقرير نشره (الاثنين) الموقع الإلكتروني للجامعة: «لقد بدأت فئران التجارب في نمو الشعر خلال 10 أيام، بواسطة الطريقة الجديدة المكتشفة، وهي ليست خلايا جذعية جديدة يتم إنتاجها، كما فعلت تجارب سابقة، لكننا نقوم بتحفيز الموجود من الخلايا الجذعية على نمو الشعر، ففي كثير من الأحيان، لا يزال لدينا خلايا جذعية، لكنها قد لا تكون قادرة على إنتاج الشعر».

ويضيف: «توضح دراستنا إمكانية تحفيز نمو الشعر من خلال تنظيم ميكانيكا الخلايا، وبسبب إمكانية توصيل (الرنا الميكروي) عن طريق الجسيمات النانوية مباشرة إلى الجلد، اختبرنا بعد ذلك ما إذا كان يمكن أن يحفز (الرنا الميكروي miR-205) الموضعي نمو الشعر في الفئران، وسنصمم تجارب لاحقاً لاختبار ما إذا كان هذا (الرنا الميكروي) يمكن أن يعزز نمو الشعر المحتمل لدى البشر».

وأُجريت هذه الدراسة على نماذج الفئران المعدلة وراثياً، واستخدم العلماء أدوات الفحص المجهري المتقدمة، بما في ذلك مجهر القوة الذرية، لقياس الصلابة والفوتون المجهري لمراقبة سلوك الخلايا في الحيوانات الحية.



الشخير عند المراهقين ربما يرتبط بمشكلات سلوكية

الشخير عند المراهقين ربما يرتبط بمشكلات سلوكية
TT

الشخير عند المراهقين ربما يرتبط بمشكلات سلوكية

الشخير عند المراهقين ربما يرتبط بمشكلات سلوكية

أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون في كلية الطب بجامعة ماريلاند بالولايات المتحدة، ونُشرت في النصف الثاني من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الحالي في مجلة «الرابطة الطبية الأميركية» (JAMA Network Open) أن المراهقين الذين يعانون من أعراض الشخير (snoring) باستمرار، أكثر عرضة لمشاكل السلوك، مثل: عدم الانتباه، وخرق القواعد المتبعة، والعدوانية. وأكدت أن هذه السلوكيات ليست نتيجة لمرض عضوي عصبي في المخ، وبالتالي فإنهم لا يعانون من أي تراجع في قدراتهم المعرفية.

أسباب الشخير

يحدث الشخير بسبب صعوبة التنفس بشكل طبيعي من الأنف، لكثير من الأسباب، أشهرها تضخم اللوز واللحمية. ونتيجة لذلك يتنفس الطفل من الفم، وفي بعض الأحيان يحدث توقف مؤقت في التنفس أثناء النوم يجبر الطفل على الاستيقاظ. وعادة ما يكون ذلك بسبب ضيق مجرى الهواء أو انسداده. وفي الأغلب تؤدي مشاكل التنفس أثناء الليل إلى تقليل إمداد المخ بالأكسجين بشكل بسيط. وعلى المدى الطويل يؤدي ذلك إلى تغييرات طفيفة في المخ؛ خصوصاً أثناء التكوين في فترة الطفولة.

تتبع أثر الشخير لسنوات طويلة

تُعد هذه الدراسة هي الأكبر حتى الآن في تتبع عرض الشخير وأثره على الأطفال، بداية من مرحلة الدراسة الابتدائية وحتى منتصف مرحلة المراهقة؛ حيث قام الباحثون بتحليل البيانات الخاصة بنحو 12 ألف طالب مسجلين في دراسة خاصة بالتطور المعرفي للمخ في المراهقين (ABCD) في الولايات المتحدة.

وتم عمل مسح كامل للتاريخ المرضي لعرض الشخير عن طريق سؤال الآباء عن بداية ظهوره، ومعدل تكراره، سواء في مرحلة الطفولة أو المراهقة. وكانت سن الأطفال وقت بداية الدراسة يتراوح بين 9 و10 سنوات. وكانت هناك زيارات سنوية لهم حتى سن 15 سنة، لتقييم تطور عرض الشخير، وكذلك لمتابعة قدراتهم المعرفية ومعرفة مشاكلهم السلوكية.

عدوانية وفشل اجتماعي

وجد الباحثون أن المراهقين الذين يعانون من عرض الشخير 3 مرات أو أكثر في الأسبوع، كانوا أكثر عرضة لمشاكل سلوكية، مثل عدم الانتباه في الفصل، وافتعال المشكلات مع الآخرين، وفي المجمل اتسم سلوكهم بالعدوانية والعنف، ومعظمهم عانوا من الفشل الاجتماعي وعدم القدرة على تكوين أصدقاء، بالإضافة إلى عدم قدرتهم على التعبير عن عواطفهم أو أفكارهم بشكل كافٍ.

وجدت الدراسة أيضاً أن هذه المشاكل السلوكية لم ترتبط بمشاكل إدراكية، وهؤلاء الأطفال لم يظهروا أي اختلافات في قدرتهم على القراءة والكتابة أو التواصل اللغوي، وأيضاً لم يكن هناك أي اختلاف في اختبارات الذاكرة والمهارات المعرفية والقدرة على استدعاء المعلومات، مقارنة بأقرانهم الذين لا يعانون من الشخير. ووجد الباحثون أيضاً أن معدلات الشخير انخفضت مع تقدم الأطفال في السن، حتى من دون أي علاج.

علاج الشخير لتقويم السلوك

تُعد نتائج هذه الدراسة شديدة الأهمية؛ لأنها تربط بين الشخير ومشاكل السلوك، وبالتالي يمكن أن يؤدي علاج سبب اضطراب التنفس (الذي يؤدي إلى الشخير) إلى تقويم سلوك المراهق، وعلى وجه التقريب هناك نسبة من الأطفال الأميركيين تصل إلى 15 في المائة، تعاني من شكل من أشكال اضطراب التنفس أثناء النوم. وفي كثير من الأحيان يتم تشخيص نسبة كبيرة من هؤلاء الأطفال خطأ على أنهم مصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ويتم علاجهم بالأدوية المنشطة، رغم عدم احتياجهم لهذه الأدوية.

في النهاية، نصحت الدراسة الآباء بضرورة متابعة عرَض الشخير باهتمام. وفي حالة ارتباط العرض بمشاكل سلوكية يجب عرض الطفل على الطبيب لتحديد السبب، إذا كان نتيجة لمشاكل في التنفس أو مشكلة عصبية، ويتم العلاج تبعاً للحالة المرضية.