دراسة: مدخنو الماريجوانا أكثر عرضة لجلطة الساق بثلاثة أضعاف

دراسة: مدخنو الماريجوانا أكثر عرضة لجلطة الساق بثلاثة أضعاف
TT

دراسة: مدخنو الماريجوانا أكثر عرضة لجلطة الساق بثلاثة أضعاف

دراسة: مدخنو الماريجوانا أكثر عرضة لجلطة الساق بثلاثة أضعاف

أظهر بحث جديد أن تدخين الماريجوانا يؤثر سلبًا على الشرايين في الساقين والذراعين؛ حيث واجه الأشخاص الذين تناولوا حصة رمزية بانتظام خطر الإصابة بأمراض الشرايين المحيطية أكبر بثلاث مرات من غيرهم. لذلك يقترح العلماء أن مادة THC الموجودة في الماريجوانا يمكن أن تؤدي إلى التخثر وإلحاق الضرر بالأنسجة المبطنة للأوعية بينما تتسبب أيضًا في انقباضها، وفق تقرير جديد نشره موقع «HealthDay» الطبي المتخصص.

ولطالما ارتبط تدخين السجائر بمرض الشريان المحيطي (PAD)؛ وهي حالة يؤدي فيها تراكم البلاك إلى تضيق الشرايين ويحد من تدفق الدم إلى الساقين أو الذراعين. أما الآن فتشير دراسة جديدة إلى أن الماريجوانا قد يكون لها تأثير مماثل، بعد اكتشاف أن المستخدمين لديهم ثلاثة أضعاف خطر الإصابة باعتلال الشرايين المحيطية.

وعلى الرغم من أن الدراسة أولية ولا تحدد ما إذا كان التأثير كله ناتجًا عن تدخين الحشيش أو غيره من الأساليب الشائعة لاستخدام الدواء، مثل تناول علكات الماريجوانا، فقد تكون علامة حمراء للمستخدمين ويمكن أن تكون شيئًا يجب على أطبائهم أن يتحروا عن قياس عوامل الخطر لمرضاهم.

وحسب مؤلفي الدراسة الدكتور هيرفا فياس من المركز الطبي بجامعة هاكنساك بنيوجيرسي والدكتور هارش جين المقيم بنظام مونتيفيوري الصحي بمدينة نيويورك «يجب أن يسعى مستخدمو الماريجوانا للتقييم المبكر من قبل أخصائي الرعاية الصحية إذا كانت لديهم أعراض مثل ألم الساق أثناء المشي وبطء وعدم نمو الشعر وبرودة في الساق؛ حيث يبدو أن هناك خطرًا متزايدًا للإصابة باعتلال الشرايين المحيطية لدى هؤلاء المرضى».

واستخدم الباحثون من أجل ذلك بيانات من عينات المرضى الأميركيين من 2016 إلى 2019. وأكثر من 620.000 من 30 مليون مريض كانوا من مستخدمي الماريجوانا؛ كان متوسط أعمارهم يزيد قليلاً على 37 عامًا. من بينهم، كان أكثر من 2400 مصاب أيضًا باعتلال الشرايين المحيطية.

وفي حين أن مستخدمي الماريجوانا كانوا أكثر عرضة للإصابة باعتلال الشرايين المحيطية، لم يكن هناك خطر إحصائي متزايد للوفاة أو التدخل الجراحي. ولهذا اقترح مؤلفو الدراسة أنه من المحتمل أن يؤدي استخدام الماريجوانا إلى تغيير كيفية تجلط الدم أو تأثيره على الأوعية الدموية الطرفية.

فقد وجدت الدراسة أن مستخدمي الماريجوانا كانوا في خطر متزايد حتى بعد التحكم ببعض المتغيرات، بما في ذلك تدخين السجائر، وفق فياس وجين؛ اللذين أكدا أنه «على الرغم من أن قاعدة البيانات لا تحتوي على معلومات حول طريقة الاستهلاك فمن الأهمية بمكان ملاحظة أن المكون النشط يتم استقلابه بطرق مختلفة عند التدخين مقابل تناوله، وقد يكون له عوامل خطر مختلفة مرتبطة بكل منهما». واضافا «ان حوالى 6.5 مليون أميركي مصاب باعتلال الشرايين المحيطية».

جدير بالذكر، يبلغ ما يقرب من 50 مليون أميركي الآن عن تعاطي الماريجوانا، وفقًا للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

من جانبه، حذر الدكتور روبرت بيج الأستاذ بأقسام الصيدلة السريرية والطب الطبيعي بالحرم الجامعي الطبي بجامعة كولورادو أنشوتز في دنفر غير المشارك بالدراسة، من أن «الدراسة تظهر ارتباطًا وليس ارتباطًا بين السبب والنتيجة؛ ففي حين أن النتائج لا تخبرنا بالصورة الكاملة، بما في ذلك طريقة التسليم وعوامل الخطر الصحية الأخرى، إلّا انها تشير إلى بعض إشارات الأمان المعينة». مبينا «ثبت في بحث سابق أن القنب مرتبط بعدد من مشاكل القلب والأوعية الدموية الأخرى لدى المدخنين الشرهين له... حيث ان من المعروف أن THC (مكون الماريجوانا الذي يجعلك تشعر بالانتعاش) يؤثر على الصفائح الدموية بأنبوب الاختبار». وعليه هو يرجح أن THC يمكن أن يجعل الصفائح الدموية غاضبة وعندما تغضب تتجمع. وعندما تتجمع، يمكن أن يؤدي ذلك إلى ما نسميه تجلط الدم».


مقالات ذات صلة

عدة دقائق تمشيها أسبوعياً يمكن أن تقلل خطر الوفاة بنسبة 31%

صحتك ممارسة النشاط البدني تقلل خطر الإصابة بالعديد من الحالات المرضية (رويترز)

عدة دقائق تمشيها أسبوعياً يمكن أن تقلل خطر الوفاة بنسبة 31%

وجدت دراسة حديثة نُشرت في مجلة الجمعية الطبية الكندية أن ممارسة التمارين الرياضية يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بأكثر من 30 حالة مرضية مزمنة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مواطنون يستخدمون هواتف ذكية في لندن (أرشيفية - رويترز)

دراسة: الابتعاد عن الهاتف لمدة ثلاثة أيام فقط قد يعيد تشكيل نشاط الدماغ

تسلط دراسة جديدة الضوء على التأثيرات على نشاط الدماغ التي يمكن أن تحدث عندما نقلل من استخدام الهواتف الذكية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك خلايا الجلد لدينا تحتوي على مستقبلات تشبه مستقبلات التذوق الموجودة باللسان (أ.ف.ب)

الجلد البشري يمتلك قدرة على التذوق

كشفت دراسة جديدة أن خلايا الجلد لدينا تحتوي على مستقبلات تشبه مستقبلات التذوق الموجودة باللسان، الغرض منها هو منع المواد الضارة المحتملة من الالتصاق بالجلد.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الولايات المتحدة​ وزير الصحة الأميركي روبرت كيندي جونيور خلال أول اجتماع للحكومة الأميركية بعد تولي ترمب فترته الرئاسية الثانية 26 فبراير 2025 (رويترز) play-circle

وزير الصحة الأميركي المشكك في اللقاحات يروّج للتطعيم ضد الحصبة

تحدث وزير الصحة الأميركي روبرت كيندي جونيور، المعروف بأنه مشكك في اللقاحات لصالح التطعيم ضد الحصبة، مع انتشار هذا الوباء الشديد العدوى في جنوب غربي البلاد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تُعد تطبيقات اللياقة البدنية من الطرق الشائعة للمساعدة في اتباع نمط حياة صحي (رويترز)

تطبيقات اللياقة البدنية قد تزيد من اضطرابات الأكل

كشفت دراسة جديدة أن تطبيقات اللياقة البدنية، التي تعقب الوجبات التي يتناولها الفرد، والتمارين الرياضية التي يقوم بها، قد تزيد من خطر اضطرابات الأكل.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

انقطاع النفس في أثناء النوم يزيد خطر الإصابة بـ«الشلل الرعاش»

جهاز الضغط الإيجابي المستمر بمجرى الهواء يُعد العلاج الأساسي لانقطاع النفس في أثناء النوم (جامعة ميزوري)
جهاز الضغط الإيجابي المستمر بمجرى الهواء يُعد العلاج الأساسي لانقطاع النفس في أثناء النوم (جامعة ميزوري)
TT

انقطاع النفس في أثناء النوم يزيد خطر الإصابة بـ«الشلل الرعاش»

جهاز الضغط الإيجابي المستمر بمجرى الهواء يُعد العلاج الأساسي لانقطاع النفس في أثناء النوم (جامعة ميزوري)
جهاز الضغط الإيجابي المستمر بمجرى الهواء يُعد العلاج الأساسي لانقطاع النفس في أثناء النوم (جامعة ميزوري)

توصلت دراسة أميركية إلى أن الأشخاص المصابين بانقطاع النفس الانسدادي في أثناء النوم معرّضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بمرض «باركنسون» أو الشلل الرعاش.

وأوضح الباحثون في إدارة صحة المحاربين القدامى في بورتلاند، أن استخدام جهاز الضغط الإيجابي المستمر في مجرى الهواء (CPAP) في وقت مبكر قد يقلّل من هذا الخطر، ومن المقرر عرض النتائج في الاجتماع السنوي الـ77 للأكاديمية الأميركية لطب الأعصاب، الذي سيُعقد في الفترة من 5 إلى 9 أبريل 2025 في سان دييغو.

ويُعد انقطاع النفس الانسدادي في أثناء النوم اضطراباً يحدث عندما تسترخي عضلات الحلق في أثناء النوم، مما يؤدي إلى انسداد متكرر في مجرى الهواء وتوقف التنفس للحظات.

ويسبّب ذلك استيقاظاً متكرراً وانخفاض مستويات الأكسجين؛ مما يزيد من مخاطر أمراض القلب والسكتات الدماغية وارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى احتمال ارتباطه بمرض «باركنسون»، وهو اضطراب عصبي يؤثر في الحركة ويتميّز بالرعاش، وتباطؤ الحركة، وتيبس العضلات، وفقدان التوازن، وقد تصاحبه مشكلات في الإدراك والمزاج.

ويُعد جهاز الضغط الإيجابي المستمر في مجرى الهواء (CPAP) العلاج الأساسي لانقطاع النفس الانسدادي، حيث يضخ هواءً مضغوطاً عبر قناع في أثناء النوم للحفاظ على مجرى الهواء مفتوحاً.

ويساعد الجهاز في تحسين جودة النوم، وتقليل النعاس، وتعزيز صحة القلب، كما تشير نتائج الدراسة إلى أنه قد يحد من خطر الإصابة بـ«باركنسون» عند استخدامه مبكراً، وفق الباحثين.

وحلّل الفريق السجلات الطبية لما يقرب من 1.6 مليون شخص مصابين بانقطاع النفس في أثناء النوم، بالإضافة إلى 10 ملايين شخص غير مصابين بالاضطراب، وراقبوا معدلات الإصابة بمرض «باركنسون» لدى المشاركين.

وكشفت النتائج عن أن 3.4 في المائة من المصابين بانقطاع النفس النومي، أي نحو 5284 شخصاً، تم تشخيصهم بمرض «باركنسون» خلال خمس سنوات، مقارنة بـ3.8 في المائة من غير المصابين بانقطاع النفس النومي (37873 شخصاً).

وبعد ضبط العوامل الصحية، مثل التدخين ومتوسط العمر المتوقع، وجد الباحثون أن معدل الإصابة بمرض «باركنسون» كان أعلى بمقدار 1.8 حالة لكل 1000 شخص لدى المصابين بانقطاع النفس النومي مقارنة بغير المصابين بالمرض.

وأشار الباحثون إلى أن النتائج تؤكد أن انقطاع النفس الانسدادي في أثناء النوم قد يكون عامل خطر للإصابة بمرض «باركنسون»؛ مما يضيف إلى قائمة الأمراض المرتبطة بهذه الحالة مثل أمراض القلب والسكتات الدماغية، وهذا قد يساعد الأطباء في رصد المرضى المعرّضين لخطر الإصابة بـ«باركنسون» مبكراً واتخاذ تدابير وقائية.

وأضافوا أن هذه الدراسة تُعدّ الأولى التي تُظهر أن العلاج المبكر بجهاز الضغط الإيجابي المستمر في مجرى الهواء قد يقلّل خطر الإصابة بمرض «باركنسون»؛ مما يعزّز أهمية استخدام الجهاز فور التشخيص بانقطاع النفس النومي. ويشير ذلك إلى أن تحسين جودة النوم وتدفق الأكسجين إلى الدماغ قد يكون له تأثير وقائي ضد «باركنسون».