خبراء: العلاج بالماء البارد قد يضرّ أكثر مما ينفع !

خبراء: العلاج بالماء البارد قد يضرّ أكثر مما ينفع !
TT

خبراء: العلاج بالماء البارد قد يضرّ أكثر مما ينفع !

خبراء: العلاج بالماء البارد قد يضرّ أكثر مما ينفع !

في حين أظهرت العديد من الدراسات الفوائد المرتبطة بحمامات الثلج للتعافي، وجدت أبحاث منذ عام 2014 أنه يمكن أن يكون هناك تأثير وهمي لها؛ إذ لا تزال الأبحاث حول الفوائد المحتملة للعلاج بالماء البارد أو السباحة في الهواء الطلق بمراحلها الأولى. لكن «ما هو واضح هو أن الغطس في الماء البارد يمكن أن يكون له آثار ضارة محتملة على جسم الإنسان. وحيث ان الحد الأدنى من المعروف عنه أنه لا يسبب أي ضرر. إلّا اننا لا يمكننا قول ذلك عن الماء البارد لأنه ينطوي على الكثير من المخاطر». وفق ما ذكر هيذر ماسي محاضر أول بكلية العلوم والصحة بجامعة بورتسموث وكلير إجلين المحاضرة الرئيسية بكلية الرياضة والصحة والتمارين الرياضية بجامعة بورتسموث ومايك تيبتون أستاذ علم وظائف الأعضاء البشرية والتطبيقية بجامعة بورتسموث.

وفي الوقت الحالي، لا يتوفر دعم كامل للمياه الباردة كعلاج، ولا يُعرف بعد ما إذا كانت هناك مدة معينة أو درجة حرارة معينة تعمل بشكل أفضل. لكن ما نعرفه هو القليل عن العلاج بالماء البارد او المثلج؛ لذلك لن يكون من الأفضل أن تغمر جسدك بماء بارد أو مثلج. حيث أنه يمكن أن يكون له تأثير معاكس.

وفي المملكة المتحدة، تتراوح درجات حرارة المياه بالبيئات الطبيعية بين 10 و 28 درجة مئوية تقريبًا في الصيف، وتنخفض إلى ما بين 0 و 7 درجات مئوية في الشتاء. ومن المهم الإشارة إلى أن درجات حرارة المياه المفتوحة تقل عن درجات حرارة الهواء، لذلك في أبريل (نيسان) عندما تكون درجة حرارة الهواء دافئة، من المحتمل أن تكون درجة حرارة البحر ، حتى على الساحل الجنوبي، أقل من 10 درجات مئوية؛ قد يبدو أنه عندما يتعلق الأمر بالعلاج بالماء البارد، فإن الاستحمام فيه هو خيار أقل خطورة لأن لديك سيطرة أكبر من حيث درجة الحرارة ووقت التعرض له مقارنة بالمياه المفتوحة.نظرًا لدرجات الحرارة الأكثر برودة، لذلك يمكن أن تشكل حمامات الجليد الطبيعية مخاطر كبيرة إحداها ما يُعرف بإصابة البرد غير المتجمدة؛ فعندما نتعرض للبرد، من الطبيعي أن تشعر اليدان والقدمان بالبرودة الشديدة أو الخدر وقد تشعر بالوخز أو الألم عند إعادة التدفئة.

وبالنسبة لمعظم الناس، تكون هذه الأعراض عابرة مع عودة الأحاسيس الطبيعية في غضون بضع دقائق. لكن بالنسبة للبعض الآخر يمكن أن تستمر هذه الأعراض (الألم والإحساس المتغير وحساسية البرد) في المناطق المصابة لسنوات عديدة بسبب تلف الأعصاب والأوعية الدموية. خاصة بعد التعرض لفترات طويلة للظروف الباردة والرطبة كالتي تظهر في الخنادق أثناء الحروب؛ ومن هنا أطلق عليها اسم (قدم الخندق).

وعلى الرغم من ذلك، لا يقتصر هذا الأمر على العسكريين فحسب، فقد تم الإبلاغ أخيرًا عن حالات لمن ينامون في ظروف قاسية وأولئك الذين يمارسون الرياضات المائية.

وهناك مشكلة أخرى هي أنه من غير المعروف مدى البرودة الشديدة عندما يتعلق الأمر بالغطس في الماء البارد وإصابة البرد غير المتجمدة. هناك أيضًا الكثير من الاختلافات في الطريقة التي تستجيب بها أجسامنا الفردية للتبريد. فعلى سبيل المثال، يبدو أن الأشخاص من خلفيات أفريقية ومنطقة البحر الكاريبي أكثر عرضة لإصابة البرد غير المتجمدة؛ لذا فإن مخاطر التعرض للبرد تختلف تبعا لاختلاف الأشخاص.

وتشير إحدى الدراسات التي أجريت عام 2020 على سباحي المياه الباردة إلى أنه على الرغم من احتمال تعرضهم لحساسية البرد، إلا أن هذا لم يكن مرتبطًا بتلف الأوعية الدموية في الجلد، وذلك وفق ما نشر موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص نقلا عن The Conversation.

نصائح إذا كنت ترغب في تجربة العلاج بالماء البارد

إليك بعض الأشياء التي يجب وضعها في الاعتبار:

- تحقق مع طبيبك مسبقًا للتأكد من أن القيام به آمن لك.

- تأكد من أنك لست وحدك وأن المياه آمنة

- إذا كنت في الهواء الطلق ضع في الاعتبار عملية المد والجزر والتيارات والأمواج والعوائق تحت الماء والتلوث والأسماك الهلامية.

- خطط لكيفية دخولك وخروجك من الماء بأمان (تذكر أن عضلاتك لن تعمل بشكل جيد عندما تكون باردًا وقد لا تتمكن من الشعور بيديك وقدميك).

- اعرف كيف ستشعر بالدفء بعد ذلك.

- تأكد من أن لديك مناشف وملابس جافة ومقاومة للرياح ومشروب ساخن ومكان لإيوائك.

- لا تقم بالقيادة أو ركوب الدراجة حتى تشعر بالدفء التام.

- ابق في الماء البارد فقط لفترة قصيرة من الوقت؛ اخرج قبل أن تشعر بالخدر أو الألم أو الارتعاش.


مقالات ذات صلة

فيروس شائع قد يكون سبباً لمرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص

صحتك تظهر الخلايا المناعية في الدماغ أو الخلايا الدبقية الصغيرة (الأزرق الفاتح/الأرجواني) وهي تتفاعل مع لويحات الأميلويد (الأحمر) - وهي كتل بروتينية ضارة مرتبطة بمرض ألزهايمر ويسلط الرسم التوضيحي الضوء على دور الخلايا الدبقية الصغيرة في مراقبة صحة الدماغ (جامعة ولاية أريزونا)

فيروس شائع قد يكون سبباً لمرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص

اكتشف الباحثون وجود صلة بين عدوى الأمعاء المزمنة الناجمة عن فيروس شائع وتطور مرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق كم عدد الزيارات السنوية للطبيب حول العالم؟

كم عدد الزيارات السنوية للطبيب حول العالم؟

وفق تصنيف منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية

صحتك أكواب من الحليب النباتي بجانب المكسرات (أرشيفية - إ.ب.أ)

دراسة: النباتيون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب

تشير دراسة إلى أن النباتيين قد يكونون أكثر عرضة للاكتئاب؛ لأنهم يشربون الحليب النباتي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك تساهم المكسرات والأسماك الدهنية والخضراوات والفواكه في رفع مستويات الكوليسترول الجيد (أرشيفية- جامعة ناغويا)

أفضل الوجبات الصحية للعام الجديد

خلص خبراء إلى أن أفضل وجبة غذائية لعام 2025، هي الوجبة «المتوسطية» التي ترتبط بالعادات الغذائية لسكان منطقة حوض المتوسط.

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين
TT

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

أثارت التقارير عن زيادة حالات الإصابة بفيروس الجهاز التنفسي البشري المعروف اختصاراً بـHMPV في الصين أصداء قاتمة لبداية مماثلة لجائحة كوفيد - 19 قبل خمس سنوات تقريباً، كما كتبت ستيفاني نولين(*).

ولكن رغم أوجه التشابه السطحية، فإن هذا الوضع مختلف تماماً، وأقل إثارة للقلق، كما يقول خبراء الطب.

وإليك ما نعرفه عن «الفيروس المتحور الرئوي البشري» Human Metapneumovirus المعروف اختصاراً HMPV. ويسمى أحياناً أخرى بـ«الميتانيوفيروس البشري».

ما «الفيروس المتحور الرئوي البشري»؟

إنه أحد مسببات الأمراض العديدة التي تنتشر في جميع أنحاء العالم كل عام، وتسبب أمراض الجهاز التنفسي. وهو فيروس شائع؛ بل شائع جداً لدرجة أن معظم الناس يصابون به وهم ما زالوا أطفالاً وقد يعانون من عدة إصابات في حياتهم. وفي البلدان التي تشهد شهوراً من الطقس البارد، يمكن أن يكون لفيروس الجهاز التنفسي البشري موسم سنوي، تماماً مثل الإنفلونزا، بينما في الأماكن الأقرب إلى خط الاستواء، فإنه ينتشر بمستويات أقل طوال العام.

هذا الفيروس يشبه فيروساً معروفاً بشكل أفضل في الولايات المتحدة، «الفيروس المخلوي التنفسي»، RSV الذي يسبب أعراضاً تشبه إلى حد كبير تلك المرتبطة بالإنفلونزا وكوفيد، بما في ذلك السعال والحمى واحتقان الأنف والصفير.

معظم عدوى فيروس HMPV خفيفة، تشبه نوبات البرد الشائعة. لكن الحالات الشديدة يمكن أن تؤدي إلى التهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوي، وخاصة بين الرضع وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة. أما المرضى الذين يعانون من حالات الرئة السابقة، مثل الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن أو انتفاخ الرئة، فهم أكثر عرضة لنتائج وخيمة.

منذ متى كان الفيروس موجوداً؟

تم التعرف على الفيروس في عام 2001، لكن الباحثين يقولون إنه انتشر بين البشر لمدة 60 عاماً على الأقل. ورغم أنه ليس جديداً، فإنها لا يحظى بالقدر نفسه من التعرف على الإنفلونزا أو كوفيد - 19 أو حتى الفيروس المخلوي التنفسي، كما يقول الدكتور لي هوارد، الأستاذ المساعد لأمراض الأطفال المعدية في المركز الطبي لجامعة فاندربيلت.

أحد الأسباب هو أنه نادراً ما تتم مناقشته بالاسم، إلا عندما يتم إدخال الأشخاص إلى المستشفى بسبب حالة مؤكدة منه.

ويضيف هوارد: «من الصعب حقاً التمييز بين السمات السريرية والأمراض الفيروسية الأخرى. إننا لا نختبر بشكل روتيني فيروس الجهاز التنفسي البشري بالطريقة التي نفعلها لكوفيد - 19 أو الإنفلونزا أو الفيروس المخلوي التنفسي، لذا فإن معظم حالات العدوى لا يتم التعرف عليها ويتم إرجاعها إلى أي عدوى تنفسية موجودة».

كيف يصاب الشخص بالفيروس التنفسي البشري؟

ينتشر الفيروس في المقام الأول من خلال الرذاذ أو الهباء الجوي من السعال أو العطس، ومن خلال الاتصال المباشر بشخص مصاب أو من خلال التعرض للأسطح الملوثة - وهي نفس الطرق التي يصاب بها الناس بنزلات البرد والإنفلونزا وكوفيد-19.

هل يوجد لقاح أو علاج له؟

لا يوجد لقاح ضد فيروسات الجهاز التنفسي البشري. ولكن هناك لقاح ضد فيروس الجهاز التنفسي المخلوي، ويجري البحث حالياً لإيجاد لقاح يمكنه الحماية ضد الفيروسين بجرعة واحدة، لأنهما متشابهان. لا يوجد علاج مضاد للفيروسات مخصص لفيروسات الجهاز التنفسي البشري؛ إذ يركز العلاج على إدارة الأعراض.

ماذا تقول الصين عن انتشاره؟

أقرت السلطات الصينية بارتفاع حالات الإصابة بفيروس الجهاز التنفسي البشري، لكنها أكدت أن الفيروس كيان معروف وليس مصدر قلق كبير. ويذكر أن فيروس كورونا المسبب لمرض كوفيد - 19 كان مسبباً جديداً للأمراض، لذا لم تتمكن أجهزة المناعة لدى الناس من بناء دفاعات ضده.

وفي مؤتمر صحافي عقدته مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الصين في 27 ديسمبر (كانون الأول)، قال كان بياو، مدير معهد الأمراض المعدية التابع للمركز، إن حالات الإصابة بفيروس الجهاز التنفسي البشري آخذة في الارتفاع بين الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 14 عاماً أو أقل. وقال إن الزيادة كانت ملحوظة بشكل خاص في شمال الصين. وأضاف أن حالات الإنفلونزا زادت أيضاً.

وقال إن الحالات قد ترتفع خلال عطلة رأس السنة القمرية الجديدة، في نهاية يناير (كانون الثاني)، عندما يسافر العديد من الناس ويتجمعون في مجموعات كبيرة.

لكن كان قال بشكل عام: «بالحكم على الوضع الحالي، فإن نطاق وشدة انتشار الأمراض المعدية التنفسية هذا العام سيكونان أقل من العام الماضي».

وأظهرت البيانات الصينية الرسمية أن حالات فيروس التهاب الرئة البشري كانت في ارتفاع منذ منتصف الشهر الماضي، سواء في العيادات الخارجية أو في حالات الطوارئ، وفقاً لـ«وكالة أنباء شينخوا» الرسمية. وقالت الوكالة إن بعض الآباء ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي لم يكونوا على دراية بالفيروس وكانوا يطلبون المشورة عبر الإنترنت؛ وحثت على اتخاذ الاحتياطات الهادئة والعادية مثل غسل اليدين بشكل متكرر وتجنب الأماكن المزدحمة.

في إحاطة إعلامية روتينية يوم الجمعة الماضي، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية أن حالات الإنفلونزا والفيروسات التنفسية الأخرى تزداد بشكل روتيني في هذا الوقت من العام ولكنها «تبدو أقل حدة وتنتشر على نطاق أصغر مقارنة بالعام السابق».

وقال المسؤولون الصينيون الأسبوع الماضي إنهم سيضعون نظام مراقبة للالتهاب الرئوي من أصل غير معروف. وسيشمل النظام إجراءات للمختبرات للإبلاغ عن الحالات وللوكالات المعنية بمكافحة الأمراض والوقاية منها للتحقق منها والتعامل معها، حسبما ذكرت «هيئة الإذاعة والتلفزيون» الصينية.

ماذا تقول «منظمة الصحة العالمية»؟

لم تعرب «منظمة الصحة العالمية» عن قلقها. واستشهدت الدكتورة مارغريت هاريس، المتحدثة باسم المنظمة، بتقارير أسبوعية من السلطات الصينية أظهرت ارتفاعاً متوقعاً في الحالات.

«كما هو متوقع في هذا الوقت من العام، أي شتاء نصف الكرة الشمالي، فإن هناك زيادة شهرية في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وكذلك RSV وفيروس الميتانيوفيروس» هذا، كما قالت هاريس عبر البريد الإلكتروني.

هل يجب أن نقلق؟

التقارير الواردة من الصين تذكرنا بتلك التي وردت في الأيام الأولى المربكة لجائحة كوفيد، ولا تزال «منظمة الصحة العالمية» تحث الصين على مشاركة المزيد من المعلومات حول أصل هذا التفشي، بعد خمس سنوات.

لكن الوضع الحالي مختلف في جوانب رئيسة. كان كوفيد فيروساً انتقل إلى البشر من الحيوانات ولم يكن معروفاً من قبل. أما فيروس الإنسان الميتانيوفيروس هذا فقد تمت دراسته جيداً، وهناك قدرة واسعة النطاق لاختباره.

هناك مناعة واسعة النطاق على مستوى السكان من هذا الفيروس على مستوى العالم؛ لم تكن هناك مناعة لكوفيد. يمكن لموسم فيروس الإنسان الميتانيوفيروس الشديد أن يجهد سعة المستشفيات -وخاصة أجنحة الأطفال- لكنه لا يرهق المراكز الطبية.

وقال الدكتور سانجايا سينانياكي، المتخصص في الأمراض المعدية وأستاذ مشارك في الطب في الجامعة الوطنية الأسترالية: «ومع ذلك، من الضروري أيضاً أن تشارك الصين بياناتها حول هذا التفشي في الوقت المناسب». «يتضمن هذا بيانات وبائية حول من يصاب بالعدوى. وسنحتاج أيضاً إلى بيانات جينومية تؤكد أن فيروس HMPV هو السبب، وأنه لا توجد أي طفرات كبيرة مثيرة للقلق».

* خدمة «نيويورك تايمز»