وحدة صواريخ «الحرس الثوري» تتوعد برد فوري على أي هجوم

بوتين ونتنياهو بحثا الوضع في الشرق الأوسط وبرنامج طهران النووي

صاروخ باليستي إيراني يُعرض في شارع وسط طهران بجوار لافتة تحمل صورة المسؤول السابق للعمليات الخارجية في «الحرس الثوري» قاسم سليماني ومسؤول البرنامج الصاروخي أمير علي حاجي زاده الذي قُتل بضربة إسرائيلية في يونيو الماضي (رويترز)
صاروخ باليستي إيراني يُعرض في شارع وسط طهران بجوار لافتة تحمل صورة المسؤول السابق للعمليات الخارجية في «الحرس الثوري» قاسم سليماني ومسؤول البرنامج الصاروخي أمير علي حاجي زاده الذي قُتل بضربة إسرائيلية في يونيو الماضي (رويترز)
TT

وحدة صواريخ «الحرس الثوري» تتوعد برد فوري على أي هجوم

صاروخ باليستي إيراني يُعرض في شارع وسط طهران بجوار لافتة تحمل صورة المسؤول السابق للعمليات الخارجية في «الحرس الثوري» قاسم سليماني ومسؤول البرنامج الصاروخي أمير علي حاجي زاده الذي قُتل بضربة إسرائيلية في يونيو الماضي (رويترز)
صاروخ باليستي إيراني يُعرض في شارع وسط طهران بجوار لافتة تحمل صورة المسؤول السابق للعمليات الخارجية في «الحرس الثوري» قاسم سليماني ومسؤول البرنامج الصاروخي أمير علي حاجي زاده الذي قُتل بضربة إسرائيلية في يونيو الماضي (رويترز)

قال قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري» إن قواته «على استعداد تام للتصدي الحاسم والسريع لأي تهديد، أو مغامرة من جانب العدو»، حسبما أوردت وسائل إعلام إيرانية.

وتلقت طهران صدمة جراء الحرب التي استمرت 12 يوماً في يونيو (حزيران)، والتي بدأت بضربات جوية إسرائيلية تلاها قصف أميركي على ثلاث منشآت نووية إيرانية.

واندلعت تلك الحرب قبل يوم واحد فقط من جولة سادسة كانت مزمعة من المحادثات مع واشنطن حول البرنامج النووي الإيراني.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنهما لن يترددا في قصف إيران مرة أخرى إذا استأنفت تخصيب اليورانيوم، وهو مسار محتمل لتطوير الأسلحة النووية.

وأعلنت الأمم المتحدة، نهاية الشهر الماضي، إعادة تفعيل 6 قرارات بشأن إيران، وذلك استناداً إلى آلية «سناب باك» المنصوص عليها في القرار «2231» الصادر في يوليو (تموز) 2015.

وتلوح في الأفق بوادر مواجهة بين إيران والولايات المتحدة، مع تنامي القلق من عمليات تفتيش قد تطول السفن الإيرانية، في وقت تسود فيه مخاوف من تكرار الهجمات الإسرائيلية.

وأفادت وكالة «إيسنا» الحكومية بأن قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري» مجيد موسوي، أطلع رئيس الجهاز القضائي للقوات المسلحة، أحمد رضا بور خاقان، على «الوضع والإجراءات الأساسية التي اتخذت بعد الحرب».

وعيّن المرشد الإيراني علي خامنئي، موسوي في 14 يونيو قائداً للوحدة الصاروخية، غداة مقتل سلفه الجنرال أمير علي حاجي زاده، وجميع قادة الوحدة الصاروخية، والطائرات المسيرة في «الحرس الثوري» خلال الساعات الأولى من الهجوم الإسرائيلي.

وأشار موسوي إلى إصلاح الأضرار التي لحقت بالوحدة الصاروخية، قائلاً: «نحن في جاهزية كاملة للتصدي بحزم وسرعة لأي تهديد، أو مغامرة من العدو».

ومن جانبه، قال بور خاقان، وهو رجل دين، إن «الضربات الصاروخية والمسيرة الإيرانية خلال حرب الأيام الـ12 غيرت مسار المعارك لصالح طهران، وأجبرت إسرائيل على طلب وقف إطلاق النار»، وأضاف: «القوة الصاروخية الإيرانية باتت كابوساً لإسرائيل، حتى إن نائب الرئيس الأميركي صرح بوقاحة عن ضرورة تقليص مدى الصواريخ الإيرانية إلى أقل من 500 كيلومتر»، معتبراً أن هذا «حلم سيحمله الأميركيون معهم إلى القبور»، وفقاً لما أوردت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري».

وأضاف بور خاقان أن «الهجوم على قاعدتي (عين الأسد) و(العديد) رداً على الاعتداءات الأميركية شكل سابقة فريدة بعد الحرب العالمية الثانية، وأظهرت تأثير قدرات (الحرس الثوري) في حسابات خصومه».

قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري» مجيد موسوي (تسنيم)

والأسبوع الماضي، أعلن نائب قائد العمليات الإيرانية، الجنرال محمد جعفر أسدي، أن بلاده ستعمل على رفع مدى صواريخها الباليستية، وذلك رداً على مطالب القوى الغربية التي دعت إلى تقليص مدى الصواريخ الإيرانية.

وقال أسدى إن «قوة صواريخنا ومداها جعلا الحرب التي بدأتها إسرائيل في يونيو (حزيران) الماضي تستمر 12 يوماً فقط»، مضيفاً أن «القدرة الصاروخية الردعية لعبت دوراً حاسماً في مواجهة الأعداء». وتابع أن «مدى صواريخ إيران سيزداد ليصل إلى أي نقطة تكون ضرورية».

وقبل ذلك، وصف القيادي في «الحرس الثوري» عضو «مجلس تشخيص مصلحة النظام»، الجنرال محسن رضائي، مطالب الأطراف الأخرى على مدى سنوات بأنها «مبالغ فيها»، وأضاف: «لقد تعدّوا اليوم كل الحدود، ويطلبون ألا نمتلك صواريخ يزيد مداها على 400 كيلومتر».

ويصل مدى الصواريخ الإيرانية إلى ألفي كيلومتر، وهو المدى الذي حددته إيران لنفسها. وقال مسؤولون إنه «في الماضي كان هذا المدى كافياً لحماية البلاد؛ لأنه يمكن أن يغطي المسافة إلى إسرائيل».

وفي فبراير (شباط) الماضي، أمر خامنئي ضمناً بزيادة مدى الصواريخ، قائلاً: «وضعنا من قبل حداً لمدى صواريخنا، لكننا نشعر الآن بأن هذا الحد لم يعد كافياً. يجب أن نمضي قدماً».

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ذكرت مواقع إيرانية أن «طهران قد اتخذت خطوةً نحو تطوير صواريخ عابرة للقارات». وأشارت تحديداً إلى إعلان كمال خرازي، كبير مستشاري المرشد الإيراني للشؤون الدبلوماسية، عن احتمال زيادة مدى الصواريخ الباليستية.

تحذير نتنياهو لواشنطن

في إسرائيل، نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، الثلاثاء، عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قوله إن الصواريخ التي تنتجها إيران «قد تصل إلى الولايات المتحدة في المستقبل»، وإن «إسرائيل تحمي أميركا فعلياً».

وأضاف نتنياهو في مقابلة أجراها مع برنامج بودكاست يقدمه الإعلامي الأميركي المحافظ بن شابيرو: «إن إيران هي من حاولت تطوير صواريخ نووية عابرة للقارات لتهديد مدنكم. لقد قضينا على هذا البرنامج بمساعدة (الرئيس الأميركي دونالد) ترمب».

وقال نتنياهو: «تقوم إيران بتطوير صواريخ يصل مداها إلى 8000 كيلومتر. وبإضافة 3000 كيلومتر أخرى، فإنها سوف تستهدف نيويورك وواشنطن وبوسطن وميامي، وحتى منتجع مارالاغو (في فلوريدا)، بأهدافها النووية... لقد منعت إسرائيل ذلك».

وكان نتنياهو قد أجرى اتصالات بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، تناول الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الصراع في غزة. وعبر بوتين ونتنياهو عن اهتمامهما بإيجاد حلول تفاوضية للوضع المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، وتعزيز الاستقرار في سوريا، حسبما أفاد بيان للكرملين.

صورة فضائية لـ«بلانت لابس» تظهر آثار إطلاق صاروخ في محطة «الخميني» الفضائية في سمنان شمال شرقي إيران 24 سبتمبر 2025 (أ.ب)

وجاء الاتصال بعد ساعات من تفاعل وسائل الإعلام الإسرائيلية مع تقرير نشرته مجلة «نيوزويك» يشير إلى احتمال إبرام صفقة بين روسيا وإيران لتزويد الأخيرة بـ48 مقاتلة متطورة من طراز «سوخوي سو - 35».

تجارب حديثة

وتعود آخر التجارب الصاروخية الإيرانية على ما يبدو إلى 18 سبتمبر الماضي. وبعدها بيومين قال النائب الإيراني محسن زنكنه في مقابلة مع التلفزيون الرسمي: «ليلة أول من أمس، اختبرنا أحد أكثر صواريخ البلاد تقدماً، وهو صاروخ لم يتم تجريبه سابقاً، وقد كان الاختبار ناجحاً. أقول ذلك لأوضح أننا، رغم الظروف الحالية، نجري اختبارات أمنية لصواريخ عابرة للقارات».

وأضاف: «رغم تعرُّض منشآتنا النووية للقصف، فإننا لم نتخلَّ عن تخصيب اليورانيوم، ولم نسلم المواد للعدو، ولم نتراجع عن مواقفنا الصاروخية. فريقنا الدبلوماسي صمد حتى الآن، وعلينا أن نحافظ على نقاط قوتنا بدلاً من تحويلها إلى نقاط ضعف».

وقال النائب الحالي، وهو قيادي «الحرس الثوري»، أمير حياة مقدم، في يوليو الماضي، إن هذه الدول الأوروبية في مرمى الصواريخ الإيرانية، وجاء ذلك في سياق تحذيرات إيرانية من تفعيل آلية «سناب باك» لإعادة العقوبات.

ولفت حياة مقدم إلى أن «الوحدة الصاروخية في (الحرس الثوري) قد عملت لمدة 20 عاماً على استهداف أميركا عبر السفن والقطع البحرية الإيرانية». وأضاف: «حتى لو لم نصل بعد إلى هذه التكنولوجيا، فإن أميركا تبعد عنا نحو 10 آلاف كيلومتر، ويمكننا إرسال سفننا إلى مسافة ألفي كيلومتر من سواحلها، ومن هناك نستطيع ضرب واشنطن ونيويورك ومدن أخرى بالصواريخ».

وقال أيضاً: «جميع الدول الأوروبية الآن في مرمى صواريخنا، ويمكننا باستخدام الصواريخ الحالية ضرب كل هذه الدول. صواريخنا لا تصل فقط إلى فرنسا، بل إلى ألمانيا وبريطانيا وجميع أنحاء أوروبا الغربية والشرقية».

صورة لاختبار صاروخي من فيديو نشرته وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» في سبتمبر 2025

في 21 يوليو (تموز) الماضي، أعلن «الحرس الثوري» عن تجريب صاروخ «قاصد» القادر على حمل أقمار اصطناعية إلى مدار الأرض، لكن الإعلان عن التجربة قبل 4 أيام من محادثات عقدت بين إيران، والقوى الأوروبية في إسطنبول، فسرت من المحللين بأنها رسالة إلى تلك القوى التي تتخوف منذ سنوات من أن يكون برنامج إيران لإرسال صواريخ إلى الفضاء، غطاء لتطوير صاروخ باليستي عابر للقارات.

عقوبات أميركية

وعقب إعادة العقوبات على طهران، فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على 21 كياناً و17 فرداً، لتورطهم في دعم البرامج الصاروخية والعسكرية الإيرانية.

وعدت واشنطن تلك البرامج تهديداً لأمن الشرق الأوسط والمصالح الأميركية، مؤكدة أن هذه الخطوة تأتي ضمن دعم إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة التي بدأت الأحد الماضي. وتخشى دول غربية من أن يقود برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم إلى إنتاج مواد لصنع رأس حربي ذري. وتعبر هذه الدول عن القلق من أن تسعى طهران إلى تطوير صاروخ باليستي لحمل هذا الرأس. وتنفي طهران سعيها لامتلاك أسلحة نووية.


مقالات ذات صلة

واشنطن تتهم طهران بالتخطيط لاغتيال سفيرة إسرائيل لدى المكسيك

شؤون إقليمية سفيرة إسرائيل لدى المكسيك إينات كرانز نايغر (الخارجية الإسرائيلية)

واشنطن تتهم طهران بالتخطيط لاغتيال سفيرة إسرائيل لدى المكسيك

صرح مسؤول أميركي، الجمعة، بأن «الحرس الثوري» الإيراني خطط لاغتيال سفير إسرائيل لدى المكسيك أواخر العام الماضي لكن «تم احتواء المحاولة» و«لا يوجد أي تهديد حالي».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل عشاء مع قادة دول من آسيا الوسطى (رويترز)

ترمب «منفتح» على النظر في طلب إيران رفع العقوبات الأميركية

كشف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أن إيران طلبت رفع العقوبات الأميركية المفروضة عليها، معرباً عن انفتاحه على مناقشة الأمر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (رويترز)

عراقجي لا يرى ممر «زنغزور» تهديداً لإيران

شدَّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على رفض حكومة بلاده «أي تغيير في الحدود أو في الجغرافية السياسية للمنطقة».

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية غروسي خلال مقابلة صحافية في نيويورك (أ.ب)

إيران تُخرج «الصواريخ» من المفاوضات

أخرجت إيران برنامجها الصاروخي من قائمة الملفات المطروحة للتفاوض مع الغرب والولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أميركا اللاتينية زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو تتحدث على هامش مشاركتها في منتدى الأعمال الأميركي (أ.ف.ب) play-circle

زعيمة المعارضة الفنزويلية: مادورو أصدر 10 آلاف جواز سفر لأعضاء بـ«حزب الله»

قالت زعيمة المعارضة الفنزويلية، الأربعاء، إن حكومة الرئيس مادورو أصدرت أكثر من 10 آلاف جواز سفر لأعضاء في «حزب الله» اللبناني، في إطار تعاون وثيق مع إيران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

بسبب نقص المياه... بزشكيان: إذا لم تمطر سنضطر لإخلاء طهران

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (د.ب.أ)
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (د.ب.أ)
TT

بسبب نقص المياه... بزشكيان: إذا لم تمطر سنضطر لإخلاء طهران

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (د.ب.أ)
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (د.ب.أ)

حذّر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان من أنّ العاصمة طهران قد تحتاج إلى إجلاء سكانها بسبب نقص المياه، إذا لم تهطل الأمطار قبل نهاية السنة، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال بزشكيان، في خطاب بثّه التلفزيون الرسمي: «إذا لم تمطر، سنضطر إلى البدء بتقنين المياه في طهران بين أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) وأوائل ديسمبر (كانون الأول)».

وأضاف: «حتى إذا قمنا بالتقنين، ولم تهطل الأمطار بحلول ذلك الوقت، سينفد الماء لدينا، وسنضطر إلى إخلاء طهران».

ولم يتضح على الفور كيف سيتم إخلاء العاصمة.

وتأثرت إيران عموماً بانخفاض معدّلات هطول الأمطار، لكن التداعيات تظهر بشكل أكبر في طهران، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 10 ملايين نسمة.

والأحد، قال مدير شركة المياه الإقليمية، بهزاد بارسا، في حديث لإحدى وسائل الإعلام، إنّ هناك ما يكفي من المياه لمدّة أسبوعين فقط في الخزان الرئيسي الذي يزوّد طهران.

من جانبها، أفادت وكالة تسنيم بأنّ مستوى هطول الأمطار هذه السنة بلغ 152 ملليمتراً، منخفضاً بنسبة 40 في المائة، مقارنة بالمعدل على مدى 57 عاماً.

ونقلت الوكالة عن محمد رضا كافيان بور، رئيس معهد أبحاث المياه، قوله إنّ العديد من المحافظات «شهدت انخفاضاً في هطول الأمطار بنسبة تراوح بين 50 و80 في المائة».

وأشار إلى أنّ التخزين في سدود العاصمة في السنة المائية الجديدة، التي بدأت في أواخر سبتمبر (أيلول)، بلغ 250 مليون متر مكعب، أي نحو نصف الـ490 مليون متر مكعب، التي تمّ تسجيلها في السنة المائية 2023 - 2024.

وقال: «علينا أن نعدّ أنفسنا لوضع حرج».

وانخفض منسوب المياه في الخزانات التي تزوّد العاصمة إلى أدنى مستوى منذ عقود، وفقاً لمحسن أردكاني، المدير العام لشركة مياه طهران.

وقال للتلفزيون الرسمي، الأربعاء: «في الأشهر الستة الأخيرة، وفّر السكان 10 في المائة من استهلاكهم للمياه».

وأضاف: «إذا وصل هذا الرقم إلى 20 في المائة، سنكون قادرين على ضمان وضع مائي مستقر لمدة شهر أو شهرين، حتى تبدأ الأمطار في الهطول».

وعادة ما تهطل الأمطار والثلوج في طهران خلال أشهر الشتاء.

وأدّى الانخفاض الحاد في هطول الأمطار وانخفاض تدفّق المياه من السدود إلى تفاقم الأزمة، في وقت تشهد إيران واحدة من أسوأ موجات الجفاف منذ عقود.

وتم قطع المياه في الأشهر الأخيرة عن العديد من أحياء طهران، بهدف التوفير في استهلاكها، وفقاً لوسائل الإعلام.

وقُطعت المياه بشكل منتظم خلال الصيف الفائت.

وفي يوليو (تموز) وآب (أغسطس)، أعلنت الحكومة الإيرانية يومي عطلة في طهران لإدارة استهلاك المياه والطاقة، في وقت كان يتم قطع التيار الكهربائي بشكل شبه يومي في خضم موجة الحر.


«الخط الأصفر» في غزة... تحدٍّ جديد أمام الوسطاء

منظر عام لكتلة خرسانية تمثل «الخط الأصفر» الذي رسمه الجيش الإسرائيلي في البريج وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
منظر عام لكتلة خرسانية تمثل «الخط الأصفر» الذي رسمه الجيش الإسرائيلي في البريج وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«الخط الأصفر» في غزة... تحدٍّ جديد أمام الوسطاء

منظر عام لكتلة خرسانية تمثل «الخط الأصفر» الذي رسمه الجيش الإسرائيلي في البريج وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
منظر عام لكتلة خرسانية تمثل «الخط الأصفر» الذي رسمه الجيش الإسرائيلي في البريج وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

تدور تحركات مكثفة للوسطاء لإيجاد حل لأزمة مقاتلي حركة «حماس» العالقين خلف ما يعرف إسرائيلياً بـ«الخط الأصفر»، وسط مخاوف بشأن تأثيرات ذلك الملف على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

تلك الأزمة التي تتمسك إسرائيل إزاءها برفض الحل، يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تحدياً جديداً أمام الوسطاء، وينذر بتهديد اتفاق غزة، معوّلين على تحرك أميركي جاد يضغط على حكومة بنيامين نتنياهو لحل تلك الأزمة.

ومنذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين في 10 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أطلقت «حماس» سراح 20 محتجزاً إسرائيلياً على قيد الحياة، مقابل نحو 2000 أسير فلسطيني، وتسليم 22 جثة من أصل 28 محتجزاً قتيلاً، مقابل جثامين 285 فلسطينياً، بجانب انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من المناطق الغربية من قطاع غزة، والتمركز في ما يعرف بالخط الأصفر، الذي يعد خط الانسحاب الإسرائيلي الأول المنصوص عليه بالمرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.

وأفادت قناة «القاهرة الإخبارية» الفضائية، عبر موقعها الإلكتروني، الجمعة، بأن «الوسطاء بين (حماس) وإسرائيل، يبذلون جهوداً كبيرة لاستمرار تنفيذ اتفاقية وقف إطلاق النار المُوقَّعة في شرم الشيخ. وفي خضم ذلك، تسعى مصر لحل مشكلة عناصر (حماس) المحتجزين داخل (الخط الأصفر) في منطقة رفح الفلسطينية، الذين تحاول حكومة الاحتلال استغلالهم لإفشال الاتفاق».

ووفقاً للقناة، «تعد مشكلة عناصر (حماس) الموجودين داخل (الخط الأصفر)، أحدث الأزمات التي يمكن أن تهدد بفشل الاتفاقية والعودة إلى المربع صفر»، موضحة أن «القيادة السياسية في مصر تواصل بذل جهودها من أجل الحفاظ على الاتفاقية سارية، للوصول إلى باقي المراحل التي تفضي في النهاية إلى إعادة إعمار القطاع».

عناصر من «حماس» وعمال مصريون خلال البحث عن جثث رهائن إسرائيليين تحت الدمار في حي الشجاعية بمدينة غزة الأربعاء الماضي (أ.ب)

وتحدثت تقارير عن أن نحو 200 من مقاتلي «حماس» لا يزالون موجودين خلف مناطق «الخط الأصفر» التي انسحبت إليها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وطالبت الحركة بتوفير ممر آمن لهم، إلا أن ذلك الأمر قوبل بردود «استفزازية» من قبل وزراء حكومة بنيامين نتنياهو.

وأفادت شبكة «سي إن إن» الأميركية، قبل أيام، بأن «إسرائيل تدرس مقترحاً مصرياً يسمح للمسلحين المحاصرين في المناطق الخاضعة لسيطرة إسرائيل في غزة وراء ما يُعرف بـ(الخط الأصفر)، بالعبور إلى المناطق الخاضعة لسيطرة حركة (حماس)».

ويرى الأمين العام لـ«مركز الفارابي للدراسات السياسية»، الدكتور مختار غباشي، أن بقاء مقاتلي «حماس» خلف ذلك الخط من دون حل، أزمة تهدد اتفاق وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن التحرك المصري يواجه بعراقيل إسرائيلية تشكل تحدياً لجهود الوسطاء تدفع نحو توتر الأجواء.

مسلحون من «حماس» وأعضاء من اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» يبحثون عن جثث رهائن إسرائيليين وسط الأنقاض في غزة (أ.ف.ب)

ويشير الخبير الفلسطيني في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور سهيل دياب، إلى أن الملف المعقد لمقاتلي «حماس» العالقين خلف «الخط الأصفر»، لا يمكن فصله عن مناقشات كثيرة تظهر فيها مواقف إسرائيلية مختلفة، مع أمرين؛ أولهما اقتراب انتشار القوة الدولية بغزة؛ والثاني إخفاق استخباراتي إسرائيلي بشأن التوصل لتلك العناصر قبل الإعلان عنها. ولفت إلى أن إسرائيل تريد أن تفرض رؤيتها الأمنية وتحقق أكبر مكاسب على الأرض، وبالتالي ورقة المقاتلين جزء من تلك المساعي، ما سيهدد ذلك جهود الوسطاء ويزيد التوتر الذي تصنعه خروقات إسرائيل المتواصلة.

والخميس، أكد المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، أن واشنطن تضغط على إسرائيل لمنح ممر آمن لما بين 100 و200 من عناصر «حماس»، مقابل تسليم أسلحتهم.

وفي مقابلة متلفزة، قال ويتكوف إن المبادرة التي تركّز على مقاتلي «حماس» المحاصرين حالياً على الجانب الإسرائيلي من الخط الأصفر في غزة، ستكون بمثابة «نموذج» لبرنامج نزع السلاح والعفو الأوسع الذي تأمل واشنطن في تنفيذه بالقطاع، وفقاً لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب المكوَّنة من 20 نقطة لإنهاء الحرب، وفق ما نقلته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».

وقال ويتكوف: «قد نرى نموذجاً لما نحاول فعله هنا... مع هؤلاء المقاتلين المائتين المحاصَرين في رفح، وما إذا كانوا سيتمكنون من رفع أيديهم والخروج وتسليم أسلحتهم. سيكون هذا أحد الاختبارات».

وأجرى ويتكوف اتصالات هاتفية مع وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، ووزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، بهذا الخصوص، مضيفاً أنه إذا تمكنت الولايات المتحدة من «الحفاظ على تماسكها، فسنحظى بمصداقية أكبر حول العالم. أنا واثق تماماً من أننا سنحافظ على تماسكنا وسنُنجز مهمتنا».

وقبل أيام، وصف وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، مقترح إطلاق سراح المقاتلين عبر موقع «إكس»، بأنه «جنون مُطلق»، بينما أصدر وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، بياناً وصفه فيه بأنه «فرصة للقضاء عليهم أو اعتقالهم، وليس لإطلاق سراحهم بشروط سخيفة»، كما أمر كاتس الجيش بتدمير كل أنفاق قطاع غزة.

ويرى غباشي أن التحرك الأميركي يتوقف على مدى الرضا الإسرائيلي، مشيراً إلى أن تل أبيب لديها رغبة في أن تخلق حالة انتصار على «حماس» تخاطب بها الداخل، ولكن هي على أرض الواقع تُعقّد أي مساعٍ للحل وتُبقي حالة اللااتفاق سائدة، وأي خطوة مقبلة تتوقف على موقف جدي لواشنطن.

ويعتقد دياب أن واشنطن تحاول تخفيف التوترات الحالية في ملف المقاتلين، مشيراً إلى أن تصريح ويتكوف للاستهلاك الإعلامي، وتبريد الرفض الإسرائيلي، والحفاظ على بقاء اتفاق قطاع غزة على قيد الحياة.


ترمب «منفتح» على طلبات إيرانية لرفع العقوبات

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (إ.ب.أ)
TT

ترمب «منفتح» على طلبات إيرانية لرفع العقوبات

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (إ.ب.أ)

كشف الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن إيران طلبت رفع العقوبات الأميركية المفروضة عليها، معرباً عن انفتاحه على مناقشة هذا الأمر، في حين حذّر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن طهران لا تزال تمتلك القدرة على إنتاج أسلحة نووية رغم الضربات الإسرائيلية والأميركية على منشآتها.

وقال ترمب، خلال حفل عشاء مع قادة دول من آسيا الوسطى، مساء الخميس: «بصراحة، إيران كانت تسأل عن إمكانية رفع العقوبات عنها. هناك عقوبات أميركية شديدة مفروضة على إيران، وهذا ما يُصعّب الأمر عليها... أنا منفتح على سماع ذلك، وسنرى ما الذي سيحدث».

تأتي تصريحات ترمب في وقت لا تزال فيه إيران، المتهمة من قِبل واشنطن والغرب بالسعي لصنع أسلحة نووية، تحت وطأة عقوبات دولية مشددة منذ انسحاب الولايات المتحدة عام 2018 من الاتفاق النووي.

وكان النزاع قد تصاعد في يونيو (حزيران) 2025، عندما شنّت إسرائيل حملة قصف استهدفت مواقع نووية إيرانية، انضمت إليها الولايات المتحدة لفترة وجيزة، مما أدى إلى حرب استمرت 12 يوماً.

وأسفرت تلك المواجهات عن تعطيل المحادثات النووية بين طهران وواشنطن التي بدأت في أبريل (نيسان) 2025.

إلى ذلك، نقلت وسائل إعلام رسمية عن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قوله، الجمعة، إن «طهران تسعى للسلام، لكن لن يجبرها أحد على التخلي عن برنامجَيها النووي والصاروخي». وقال: «نحن على استعداد لإجراء محادثات في ظل الأطر الدولية، لكن ليس إذا قالوا إنه لا يمكنكم امتلاك عِلم (نووي)، أو الحق في الدفاع عن أنفسكم (بالصواريخ) وإلا سنقصفكم».

وترفض إيران التفاوض حول قدراتها الدفاعية، بما في ذلك برنامجها الصاروخي، وفكرة التخلي عن تخصيب اليورانيوم على أراضيها. وقال بزشكيان: «نريد أن نعيش في هذا العالم بسلام وأمان، لكن لا نريد أن نكون أذلاء، وليس من المقبول أن يفرضوا علينا ما يريدون، وننصاع نحن لهم... يزوّدون إسرائيل بالأسلحة فيما يطالبوننا بعدم امتلاك صواريخ للدفاع، ثم يقصفوننا متى أرادوا».

غروسي يتحدث في مقابلة صحافية بنيويورك اليوم (أ.ب)

قنبلة نووية

من جهته، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، في مقابلة مع قناة «فرانس 24»، إن إيران لا تزال تمتلك كمية كافية من اليورانيوم عالي التخصيب والمعرفة التقنية اللازمة لصنع أسلحة نووية، رغم الأضرار التي لحقت بمنشآتها النووية في نطنز وأصفهان وفوردو.

وأضاف غروسي أن عملية إعادة بناء البنية التحتية النووية قد تستغرق عاماً أو أكثر، وأن «جزءاً كبيراً من المواد النووية الإيرانية لا يزال في المنشآت التي استُهدفت، ما يمكّنهم من تصنيع عدة قنابل نووية».

وأكد غروسي أن النشاطات النووية الإيرانية محدودة حالياً، لكن ذلك لا يعني عدم إمكانية توسعها مستقبلاً. وأضاف أن التعاون بين إيران ووكالة الطاقة الذرية تراجع بشكل حاد بعد الحرب، مشيراً إلى أن طهران أقرت قانوناً داخلياً يفرض قيوداً على التعاون مع المفتشين، مع استمرار الاتصالات التقنية، في محاولة لاستئناف المراقبة والتحقق.

وحذّر غروسي من أن الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية تمثّل «تحولاً من الدبلوماسية إلى استخدام القوة»، مؤكداً أن الحوار هو الحل المستدام الوحيد لتجنّب التصعيد.

وفي سبتمبر (أيلول)، أعادت الأمم المتحدة فرض العقوبات على إيران بموجب «آلية الزناد» بعد تفعيلها من قِبل بريطانيا وفرنسا وألمانيا، فيما دعت سلطنة عُمان، التي استضافت جولات عدة من المحادثات النووية، إلى استئناف المفاوضات بين واشنطن وطهران، بهدف التوصل إلى اتفاق يحد من الأنشطة النووية الإيرانية مقابل تخفيف العقوبات.

وكانت إيران قد أخرجت برنامجها الصاروخي من قائمة الملفات المطروحة للتفاوض مع الغرب والولايات المتحدة.

وشدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، على أن بلاده مستعدة لمفاوضات نووية، من دون التطرق إلى قدراتها الصاروخية أو مطلب «تصفير التخصيب». وقال عراقجي إن بلاده «مستعدة لمفاوضات نووية عادلة على قاعدة الربح المتبادل».