«أكبر شبكة خلال عقد»... ماذا وجد «الشاباك» لدى خلية «حماس» في الضفة؟

السلطات أوقفت 60 متهماً وقالت إنهم كانوا يخططون لهجمات قريباً

TT

«أكبر شبكة خلال عقد»... ماذا وجد «الشاباك» لدى خلية «حماس» في الضفة؟

فلسطينيون يرفعون أعلاماً لـ«حماس» بالضفة الغربية يناير الماضي احتفالاً بتحرير أسرى من السجون الإسرائيلية (رويترز)
فلسطينيون يرفعون أعلاماً لـ«حماس» بالضفة الغربية يناير الماضي احتفالاً بتحرير أسرى من السجون الإسرائيلية (رويترز)

أعلن جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك» أنه أحبط ما وصفه بـ«إحدى أكبر البنى التحتية» لحركة «حماس» في الخليل، جنوب الضفة الغربية، وهي واحدة من «أكبر الشبكات التي كشفت في العقد الأخير».

وقال «الشاباك» إنه اعتقل، خلال عملية كبيرة استمرت 3 شهور، «أكثر من 60 من عناصر (حماس) كانوا يخططون لتنفيذ هجمات في المستقبل القريب، وخلال ذلك جرى اعتقال مُنفّذي هجمات سابقة أو ناشطين قدّموا المساعدة».

ووفق البيان، الذي نقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية باهتمام كبير، فإنه «على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، جرى تنفيذ نشاط يومي مكثّف من قِبل جهاز الأمن العام (الشاباك)، بالتعاون مع الجيش والشرطة، جرى، في إطاره، الكشف عن بنية تحتية كبيرة ومتشعبة وضخمة لحركة (حماس) في الخليل، والتي كانت تعمل على تنفيذ هجمات مختلفة في المستقبل القريب».

صورة وزّعها جهاز «الشاباك» الإسرائيلي لما قال إنها أسلحة مصادَرة من خلية «حماس» بالضفة الغربية

وتحدثت تحقيقات «الشاباك» عن أنه «في إطار أنشطة هذه الشبكة التحتية، المكونة على الأقل من 10 خلايا، عمل مسؤولون كبار في (حماس)، معظمهم كانوا أسرى سابقين في السجون الإسرائيلية، على تجنيد وتسليح وتدريب عناصر إضافية من الحركة في المنطقة، بهدف تنفيذ هجمات إطلاق نار وزرع عبوات ناسفة ضد أهداف إسرائيلية».

ووفق الإعلام العبري، فإنّ مِن بين التهم للموقوفين، فإن «أعضاء هذه الخلايا أجروا تدريبات على إطلاق النار، وجمعوا معلومات استخباراتية عن أهداف إسرائيلية، وصنعوا متفجرات، وركّبوا عبوات ناسفة، وكانوا سيهاجمون أهدافاً في الضفة وإسرائيل».

ويدور الحديث عن اعتقال 60، على الأقل، قدّموا - وفقاً لـ«الشاباك» - معلومات استخباراتية «واسعة النطاق، ما أدى إلى ضبط أسلحة (22 نوع سلاح مختلفاً)، و11 قنبلة يدوية، وعبوات وكمية كبيرة من الذخيرة، كما عُثر على مخبأ تحت الأرض يُستخدم لإيواء المطلوبين وتخزين الأسلحة».

أكبر قضية منذ عقد

وأفادت التحقيقات بمشاركة «معتقلين سابقين في هجماتٍ، وقعت في سنوات سابقة، أحدهم شارك في عملية إطلاق النار التي وقعت في 31 أغسطس (آب) 2010 عند مفترق بني نعيم في الخليل، والتي قُتل فيها 4 إسرائيليين، وآخرين مسؤولين في الخلية التي وجّهت الهجوم».

صورة لمخبأ تحت الأرض بالخليل وزّعها جهاز «الشاباك» واتهم «حماس» بإدارته في عمل مسلح (الشاباك)

وقال مسؤول كبير في «الشاباك» إن «هذه أكبر وأوسع قضية يُحبطها جهاز الأمن العام في الضفة الغربية منذ عقد». وأضاف: «معظم أعضاء هذه البنية التحتية كانوا مسجونين سابقاً في السجون الإسرائيلية، ولديهم خبرة في التحقيقات». ورأى أن «كشف هذه البنية التحتية يُمثل إحباطاً كبيراً لنيات (حماس) لتنفيذ سلسلة من الهجمات الخطيرة في إسرائيل».

وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن لوائح اتهام خطيرة ستُقدَّم ضد المشتبه بهم، خلال الأيام المقبلة، تشمل «قيادة منظمة إرهابية، وتولِّي منصب إداري أو قيادي، ومحاولة القتل العمد، وأعمال قتل عمد».

محاولة نهوض في الضفة

وليست هذه هي المرة الأولى التي يجري الكشف فيها عن خلايا تعمل لصالح «حماس» في الضفة الغربية، لكن الواقعة تُسلط الضوء على محاولة «حماس» النهوض في الضفة بعد نحو عامين على حرب إسرائيلية تهدف إلى القضاء على الحركة في القطاع.

ولطالما كانت «حماس» حاضرة في الضفة الغربية، وقد مرت بكثير من حالات المد والجزر، لكنها لم تختبر وضعاً أكثر تعقيداً من المرحلة الحالية التي جاءت بعد هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

فلسطينيون يتظاهرون في الخليل بالضفة الغربية يوليو 2024 تنديداً باغتيال زعيم «حماس» إسماعيل هنية (أ.ف.ب)

وقال مصدر في «حماس» بالضفة الغربية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الحركة كلها في وضع معقد وصعب وغير مسبوق»، مضيفاً أن «الملاحقة الإسرائيلية لقادة ومقدَّرات وقاعدة الحركة منذ السابع من أكتوبر، في قطاع غزة والضفة وفي الخارج، أضرّت بنا كثيراً».

وشرح المصدر أن «الوضع الأمني طالما كان معقداً في الضفة، بخلاف قطاع غزة، والآن أكثر تعقيداً؛ فالملاحقة الأمنية المستمرة، ومتابعة الأموال توسعت، وقدرة الحركة على التحرك وتوفير الأموال نضبت إلى حد كبير. ثمة أزمات مركبة وعميقة».

ومع ذلك عبّر المصدر عن اعتقاده أن «الأزمة ستمر؛ الملاحقات الأمنية والاعتقالات والاغتيالات مستمرة منذ نشأت الحركة، ولم تنجح يوماً في القضاء عليها، هذه حرب قديمة جديدة مستمرة».

كيف بدأت «حماس» في الضفة؟

ووجود «حماس» في الضفة الغربية بدأ مع انطلاقتها عام 1987، وقد ركزت الحركة نشاطها بداية على استقطاب الفلسطينيين عبر المساجد، ثم راحت تُنفذ عمليات إطلاق نار، وحاولت خطف جنود كذلك.

وبرزت «حماس» في الضفة مع نجاحها في تنفيذ عمليات تفجيرية بإسرائيل، وتطورت هذه العمليات، بشكل كبير، مع بداية الانتفاضة الثانية عام 2000، قبل أن تنخرط الحركة في الانتخابات التي جرت عام 2006، وتختار قيادات سياسية من الضفة لخوض الانتخابات التشريعية التي فازت فيها آنذاك على حركة «فتح»، معززة حضورها السياسي.

ويمكن القول إنه قبل الانقسام الفلسطيني عام 2007، كان نشاط «حماس» في الضفة رسمياً وعلنياً وواسعاً، لكن بعد الانقسام جرى منع أي نشاط للحركة، واعتقلت السلطة عناصر الحركة ولاحقت أموالها وأسلحتها في كل مكان، وجرّدتها من مؤسساتها في حرب داخلية ساعدت في إضعاف الحركة بالضفة.

وقال مصدر أمني فلسطيني إن «أجندة (حماس) كانت دائماً خلف الفوضى هنا (في الضفة)، وهذا هو الذي تصدّت له السلطة، وليس للحركة نفسها».

وقبل السابع من أكتوبر وبعده، ظل محظوراً على «حماس»، بشكل رئيسي، استخدام السلاح لأي سبب، وقاد هذا إلى مواجهات مع السلطة، لكن رغم ذلك، وحتى بعد السابع من أكتوبر شنت خلايا «حماس» عمليات في الضفة ضد أهداف إسرائيلية، لكنها لم تكن بحجم توقعاتها.

فلسطينيون يرفعون أعلاماً لـ«حماس» وفلسطين و«حزب الله» بالضفة الغربية يناير الماضي (رويترز)

وقال مصدر فلسطيني مطّلع في الضفة إن قيادة الحركة في غزة «كانت تراهن على حضور أكبر في الضفة يمكن له أن يساعد في قلب الموازين».

ولم يتردد قادة «حماس» السياسيون والعسكريون على حد سواء، منذ اللحظة الأولى لهجوم السابع من أكتوبر، بدعوة الضفة الغربية للدخول على خط المعركة، وهو وضع لم يحدث.

ودخول ساحة الضفة على خط التصعيد كان هاجساً إسرائيلياً، طيلة فترة الحرب، وحذَّر «الشاباك» مراراً من أن انتفاضة ثالثة محتملة، ومن أن خلايا «حماس» النائمة قد تتحرك.

وقال «الشاباك» إنه تمكّن من إحباط 1040 «عملية إرهابية كبيرة» في الضفة عام 2024، مِن بينها 689 عملية إطلاق نار، و326 عملية تفجير، و13 عملية طعن، و9 عمليات دهس، وعمليتا انتحار، وعملية خطف.


مقالات ذات صلة

إسرائيل تتأهب لتصعيد من الضفة... وتمدد عملياتها لأسبوعين

شؤون إقليمية آليات تابعة للاحتلال الإسرائيلي في مدينة نابلس بالضفة الغربية يوم الثلاثاء (إ.ب.أ) play-circle

إسرائيل تتأهب لتصعيد من الضفة... وتمدد عملياتها لأسبوعين

تستعد إسرائيل لتصعيد أكبر في الضفة الغربية يشمل هجمات فلسطينية محتملة على خلفية العملية العسكرية المتواصلة في شمال الضفة التي تم تمديدها لأسبوعين إضافيين

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي صورة لمخيم للنازحين الفلسطينيين في الجامعة الإسلامية أثناء استئناف الدراسة خلال وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس» بمدينة غزة 2 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

مقتل شخصين في قصف إسرائيلي على حي التفاح شرق مدينة غزة

قالت المديرية العامة للدفاع المدني في قطاع غزة مساء اليوم الثلاثاء إن شخصين قُتلا وأصيب أكثر من 15 نتيجة قصف مدفعي إسرائيلي على منزل شرق مدينة غزة

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية لحظة تفجير منزل الفلسطيني المعتقل عبد الكريم صنوبر في نابلس بالضفة الغربية بعد أن فجّرته قوات إسرائيلية الثلاثاء (أ.ف.ب) play-circle

إسرائيل توسع اقتحامات الضفة... وفلسطينيون يردون بالدهس والطعن

قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فلسطينيين نفذا هجومين ضد جنود إسرائيليين، في ذروة توسيع عمليتها في شمال الضفة، وسط مخاوف من انفجار أوسع.

كفاح زبون (رام الله)
شؤون إقليمية صورة من موقع الحادث اليوم (موقع واي نت)

الجيش الإسرائيلي يقتل فلسطينيين مشتبه بهما في الضفة الغربية

قتلت القوات الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، بالرصاص فلسطينيين مشتبه بهما، مطلوبين في هجومين أسفرا عن إصابة ثلاثة إسرائيليين بالضفة الغربية المحتلة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
العالم العربي جنود إسرائيليون يتخذون مواقعهم خلال مداهمة في جنين بالضفة الغربية المحتلة خلال نوفمبر (رويترز)

قوات إسرائيلية تقحتم مدينة طوباس بالضفة وتفرض منع التجول

أعادت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي اقتحام مناطق واسعة من مدينة طوباس وبلدة عقابا شمال الضفة الغربية، فجر اليوم (الاثنين).

«الشرق الأوسط» (رام الله)

لجنة نزع أسلحة «الكردستاني» تنهي جلسات الاستماع حول عملية السلام

اجتماع للجنة البرلمانية لوضع الإطار القانوني لعملية السلام في تركيا (البرلمان التركي - إكس)
اجتماع للجنة البرلمانية لوضع الإطار القانوني لعملية السلام في تركيا (البرلمان التركي - إكس)
TT

لجنة نزع أسلحة «الكردستاني» تنهي جلسات الاستماع حول عملية السلام

اجتماع للجنة البرلمانية لوضع الإطار القانوني لعملية السلام في تركيا (البرلمان التركي - إكس)
اجتماع للجنة البرلمانية لوضع الإطار القانوني لعملية السلام في تركيا (البرلمان التركي - إكس)

اختتمت لجنة «التضامن الوطني والأخوة والديمقراطية» البرلمانية المعنية بوضع الإطار القانوني لنزع أسلحة حزب العمال الكردستاني وعملية السلام في تركيا جلسات الاستماع الخاصة بالعملية.

وقال رئيس البرلمان التركي رئيس اللجنة، نعمان كورتولموش: «من الآن فصاعداً، سنُنجز أخيراً بعض واجباتنا الأساسية، وسنعرض النتائج التي حققناها على البرلمان»، مُعرباً عن أمله أن تثمر جهود اللجنة عن نتائج إيجابية. وأضاف كورتولموش، في مستهل أعمال الجلسة 19 للجنة التي عقدت بالبرلمان التركي، الخميس، أن عملية «تركيا خالية من الإرهاب» (الاسم الذي تستخدمه الحكومة التركية للإشارة إلى «عملية السلام والمجتمع الديمقراطي» كما يسميها الأكراد)، لا تقتصر على عمل اللجنة، لكنه جزء منها فقط.

رئيس البرلمان التركي نعمان كوتولموش (حساب البرلمان في إكس)

وأشار كورتولموش إلى أنه «بعد إعلان المنظمة الإرهابية (حزب العمال الكردستاني) قرارها بحلّ نفسها - في 12 مايو (أيار) الماضي - وبدء عملية تسليم أسلحتها بمراسم رمزية، تسارعت وتيرة هذه العملية»، وأن «اللجنة البرلمانية، المؤلفة من 11 حزباً بالبرلمان، أوفت بمسؤولياتها، حتى وصلت العملية إلى المرحلة الحالية».

مرحلة حساسة

وذكر كورتولموش أن اللجنة استمعت، منذ تأسيسها في 5 أغسطس (آب) حتى الآن، إلى 134 فرداً ومنظمة من المجتمع المدني.

وتابع كورتولموش: «من الواضح أننا دخلنا مرحلة تتطلب من الجميع توخي المزيد من الحذر والتصرف بحساسية أكبر من الآن فصاعداً، واختيار الكلمات والأسلوب بعناية، لأن أي كلمة ممكن أن تؤثر على هذه العملية سلباً أو إيجاباً».

وخلال الاجتماع، استمع أعضاء اللجنة، في الجلسة التي عقدت بشكل مغلق أمام الصحافة، إلى إحاطة من وفدها الذي زار زعيم حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان في سجن إيمرالي في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

امرأة كردية ترفع صورة لأوجلان وهو يقرأ نداءه لحزب العمال الكردستاني في 27 فبراير الماضي خلال احتفالات عيد النوروز في تركيا في 21 مارس (رويترز)

وقال كورتولموش، خلال كلمته الافتتاحية، إنه «بهذه الزيارة، اختتمت لجنة التحقيق مرحلة الاستماع، وانتقلت إلى مرحلة إعداد التقارير»، مُعرباً عن أمله في إعداد تقرير نهائي يعكس رؤية اللجنة لتحقيق هدف «تركيا خالية من الإرهاب»، من خلال مراعاة الحساسيات والآراء المشتركة.

وأضاف أنه بإعداد هذا التقرير تكون هذه العملية «التاريخية» تجاوزت مرحلة حاسمة أخرى، وتكون اللجنة أوفت بمسؤولياتها، لافتاً إلى أنها «ليست عملية تفاوض، بل سياسة دولة».

موقف أوجلان

وفي تصريحات سبقت اجتماع اللجنة، قال كورتولموش إن اجتماع وفد اللجنة مع أوجلان كان قراراً اتخذ بالأغلبية المطلقة داخل اللجنة، ولن يبقى مضمونه سراً.

وأكّد كورتولموش ضرورة اختتام العملية بنجاح، نظراً للظروف الإيجابية في تركيا وسوريا والعراق. ولفت إلى أن أوجلان لم يتخل عن الإطار العام المتمثل في «تلبية مطالب مواطنينا الأكراد بمعايير ديمقراطية أكثر تقدماً»، لكنه لم يقدّم أيّ مطالباتٍ بفيدرالية أو كونفدرالية أو دولة مستقلة، أو مناقشة المواد الأربع الأولى من الدستور التركي، التي تحدد شكل الجمهورية وهويتها وعلمها ولغتها.

بروين بولدان ومدحدت سانجار عضوا وفد إيمرالي (حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب - إكس)

وعشية اجتماع اللجنة، أكّد أوجلان إرادته القوية وموقفه الحازم تجاه عملية السلام، رغم كل محاولات «الانقلاب» عليها، فيما يُعدّ رداً على إعلان قياديين في الحزب تجميد أي خطوات جديدة بإقرار قانون للمرحلة الانتقالية لـ«عملية السلام» التي بدأت في تركيا عقب دعوته لحل الحزب ونزع أسلحته.

وقال حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، في بيان حول زيارة وفده لأوجلان، الثلاثاء، إن الأخير أكد ضرورة وضع قانون انتقالي لعملية السلام. وطالب الرئيس المشارك للحزب، تونجر باكيرهان، ضرورة الكشف عن محاضر اجتماع وفد اللجنة مع أوجلان.

وزير العدل التركي يلماظ تونتش (من حسابه في إكس)

في السياق، حذر وزير العدل، يلماظ تونتش، من أنه «في هذه المرحلة، قد يكون هناك من يسعى لتخريب العملية، ومن لا يريدها أن تستمر، ومن يريد عودة الإرهاب كما حدث في الماضي، ومن يريد نصب الفخاخ لتركيا وشعبها»، مؤكداً أن الدولة ستواصل توخي اليقظة.


«إكس» تكشف عن «الإنترنت الخاص» لكبار المسؤولين الإيرانيين

بزشكيان يصافح قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي على هامش اجتماع اللجنة العليا لإدارة الإنترنت (الرئاسة الإيرانية)
بزشكيان يصافح قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي على هامش اجتماع اللجنة العليا لإدارة الإنترنت (الرئاسة الإيرانية)
TT

«إكس» تكشف عن «الإنترنت الخاص» لكبار المسؤولين الإيرانيين

بزشكيان يصافح قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي على هامش اجتماع اللجنة العليا لإدارة الإنترنت (الرئاسة الإيرانية)
بزشكيان يصافح قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي على هامش اجتماع اللجنة العليا لإدارة الإنترنت (الرئاسة الإيرانية)

يواجه الإيرانيون العاديون عقوبة قد تصل إلى السجن 10 سنوات أو حتى الإعدام إذا استخدموا منصة «إكس» لكتابة أي شيء تراه الحكومة انتقاداً لها. لكن ما لم يكن المواطنون يدركونه هو أنّ المسؤولين الحكوميين ومؤيدي النظام يستخدمون الموقع نفسه، رغم أنّه محظور داخل إيران.

وقد كُشف عن هذا الأمر بعد أن أطلقت منصة «إكس»، التي يملكها الملياردير الأميركي إيلون ماسك، تحديثاً يُظهر موقع كل مستخدم.

وفضح التحديث وزراء حكوميين، وشخصيات في وسائل الإعلام الرسمية، ومسؤولين سياسيين، وحسابات موالية للنظام، إذ ظهر أنهم يدخلون إلى المنصة المحظورة من داخل إيران باستخدام شرائح «وايت سيم» (الشرائح البيضاء) الخاصة.

كان من المفترض أن تساعد ميزة تحديد الموقع الجديدة على رصد الحسابات الوهمية، لكنها بدلاً من ذلك كشفت عن الفجوة الرقمية في إيران، التي تُعد إحدى أكثر دول العالم خضوعاً للرقابة، وفق ما ذكرت صحيفة «التلغراف» البريطانية.

ويصف منتقدو النظام هذه الفجوة بأنها نوع من «الفصل العنصري الرقمي»، حيث لا يستطيع الوصول الحر إلى الإنترنت إلا مجموعات معينة.

الإيرانيون العاديون

متسوقون في بازار بشمال طهران (أرشيفية - أ.ف.ب)

في المقابل، يضطر الإيرانيون العاديون إلى استخدام تطبيقات «في بي إن» (VPN) التي تُخفي موقعهم الحقيقي، لتجاوز الحظر. وإذا ضُبطوا وهم ينشرون على منصة «إكس» فإن السلطات الإيرانية تعاقبهم، وإن كانت منشوراتهم مناهضة لإيران أو مؤيدة لإسرائيل، فهم يواجهون الإعدام أو أحكاماً بالسجن.

أما الحسابات الحكومية والموالية للنظام فتستخدم شرائح الـ«وايت سيم» للحصول على دخول غير مقيّد إلى الإنترنت وتجاوز القيود التي يفرضونها هم أنفسهم.

أحمد بخشايش أردستاني، وهو سياسي إيراني وعضو في لجنة الأمن القومي، انتقد استخدام هذه الشرائح، قائلاً: «كثير من الناس يريدون استمرار الحجب لأنهم يريدون تطبيقات (في بي إن) والمتاجرة فيها».

وأضاف أن سوق هذه التطبيقات المستخدمة من قبل المواطنين العاديين «حجمها المالي كبير، وتتحكم به عصابات مافيا».

وعند الدخول إلى منصة «إكس» باستخدام تطبيقات «في بي إن»، يظهر الموقع الجغرافي للدولة التي يوجد فيها الخادم (Server) وليس الموقع الحقيقي للشخص المستخدم.

ومن المنصات المحظورة الأخرى في إيران: «فيسبوك»، و«يوتيوب»، و«تلغرام». وقال أحد المواطنين الإيرانيين لصحيفة البريطانية إن «هذا تمييز واضح في الحقوق العامة ويتعارض مع النص الصريح للدستور»، في إشارة إلى ضمان الدستور الإيراني للمساواة بين المواطنين.

وقال آخر: «عندما تستخدمون أنتم أنفسكم شرائح (وايت سيم) الخاصة، فكيف يمكن أن نتوقع منكم أن تفهموا معاناتنا مع الحجب؟ وكيف نتوقع منكم السعي لرفعه؟».

شخصيات وحسابات مستثناة

أرشيفية لوزير الخارجية الإيراني الأسبق محمد جواد ظريف خلال حضوره تأبيناً لدبلوماسيين إيرانيين (تسنيم)

وزير الاتصالات ستّار هاشمي، ووزير الخارجية السابق جواد ظريف، والمتحدثة الحكومية فاطمة مهاجراني، إضافة إلى عشرات الصحافيين العاملين في وسائل إعلام رسمية.

كما كُشف أيضاً عن شخصيات سياسية، ومنشدين دينيين يمدحون النظام الإيراني في المناسبات الرسمية، وحسابات ادّعت عبر الإنترنت أنها معارضة، بما في ذلك صفحات مَلَكية وانفصالية تعمل من داخل إيران على ما يبدو بموافقة رسمية.

ويقول محللون إن الهدف هو إبقاء أجزاء من الخطاب المعارض - الصفحات المَلَكية والانفصالية - تحت سيطرة المؤسسة الدينية الحاكمة. وكانت الفضيحة محرجة بشكل خاص للمسؤولين الذين سبق أن عارضوا علناً الامتيازات في الوصول إلى الإنترنت.

فقد ادّعت مهاجراني أنها تستخدم برامج «في بي إن»، مثلها مثل المواطنين العاديين، قائلة: «الإنترنت الطبقي لا أساس قانونياً له، ولن يكون أبداً على جدول أعمال الحكومة».

وقال مهدي طباطبائي، نائب وزير الاتصالات وله دور في متابعة رفع حجب الإنترنت، إن «تقسيم المجتمع إلى أبيض وأسود هو لعب في ملعب العدو». وشبّه الصحافي ياشار سلطاني الوضع برواية جورج أورويل «مزرعة الحيوان»، قائلاً: «عندما تُقنّن الحرية، فهي لم تعد حرية – إنها تمييز بنيوي».


تركيا تستدعي سفير أوكرانيا والقائم بالأعمال الروسي بشأن الهجمات في البحر الأسود

نيران ودخان كثيف يتصاعدان من ناقلة النفط «كايروس» التابعة لأسطول الظل الروسي والتي استهدفتها أوكرانيا في البحر الأسود 29 نوفمبر (أ.ف.ب)
نيران ودخان كثيف يتصاعدان من ناقلة النفط «كايروس» التابعة لأسطول الظل الروسي والتي استهدفتها أوكرانيا في البحر الأسود 29 نوفمبر (أ.ف.ب)
TT

تركيا تستدعي سفير أوكرانيا والقائم بالأعمال الروسي بشأن الهجمات في البحر الأسود

نيران ودخان كثيف يتصاعدان من ناقلة النفط «كايروس» التابعة لأسطول الظل الروسي والتي استهدفتها أوكرانيا في البحر الأسود 29 نوفمبر (أ.ف.ب)
نيران ودخان كثيف يتصاعدان من ناقلة النفط «كايروس» التابعة لأسطول الظل الروسي والتي استهدفتها أوكرانيا في البحر الأسود 29 نوفمبر (أ.ف.ب)

قال نائب وزير الخارجية التركي بيريس إكينجي، الخميس، إن أنقرة استدعت سفير أوكرانيا والقائم بالأعمال الروسي بالإنابة إلى وزارة الخارجية للتعبير عن قلقها إزاء سلسلة من الهجمات على سفن مرتبطة بروسيا داخل منطقتها الاقتصادية الخالصة في البحر الأسود.

وقال إكينجي، أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان: «شهدنا تصعيداً خطيراً للغاية في الأسابيع القليلة الماضية في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، حيث شهدنا هجمات متبادلة. وأخيراً، وقعت هجمات محددة في البحر الأسود داخل منطقتنا الاقتصادية الخالصة أيضاً».

وأضاف، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء: «استدعينا أمس واليوم القائم بالأعمال الروسي بالإنابة وسفير أوكرانيا للتعبير عن قلقنا».

كان مسؤول من جهاز الأمن الأوكراني قال، السبت الماضي، إن أوكرانيا استهدفت ناقلتين من «أسطول الظل» الروسي بطائرات مسيَّرة في البحر الأسود.

وذكر المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن العملية المشتركة نفذها جهاز الأمن والبحرية الأوكرانية، وفق ما نقلته «رويترز».

وتابع: «تُظهِر لقطات الفيديو أن أضراراً جسيمة لحقت بالناقلتين بعد استهدافهما، وخرجتا من الخدمة فعلياً. وهذا سيوجه ضربة كبيرة لعمليات نقل النفط الروسي».

وذكر مسؤول تركي بارز، الأسبوع الماضي، أن ناقلتي نفط تردد أنهما جزء من «أسطول الظل»الروسي، اللتين اشتعلت فيهما النار، قبالة ساحل تركيا على البحر الأسود، ربما تعرضتا لهجوم بألغام أو طائرات مسيَّرة أو صواريخ.