عراقجي: جاهزون لأي سيناريو... والحرب لن تقع

قال إنه «لا أحد يجرؤ حتى على التفكير في العدوان على إيران»

عراقجي (وسط) يتحدث خلال لقاء مع مسؤولي الهلال الأحمر الإيراني (إرنا)
عراقجي (وسط) يتحدث خلال لقاء مع مسؤولي الهلال الأحمر الإيراني (إرنا)
TT
20

عراقجي: جاهزون لأي سيناريو... والحرب لن تقع

عراقجي (وسط) يتحدث خلال لقاء مع مسؤولي الهلال الأحمر الإيراني (إرنا)
عراقجي (وسط) يتحدث خلال لقاء مع مسؤولي الهلال الأحمر الإيراني (إرنا)

استبعد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، حدوث حرب مع الولايات المتحدة، مشدداً على أن «الجاهزية العالية» في البلاد تشكل رادعاً لأي تهديد خارجي، لكنه قال إن إيران «مستعدة لمثل سيناريو الحرب».

ونقلت وكالة «إرنا» الرسمية عن عراقجي قوله لفرق إنقاذ الهلال الأحمر إن «القوات المسلحة، وفرق الإغاثة، والحكومة، والشعب... جميعهم في حالة تأهب واستعداد».

وشدد عراقجي على أن «مستوى الجاهزية في إيران يمنع أي جهة من التفكير في الاعتداء علينا؛ نظراً لإدراك الجميع للعواقب الوخيمة التي ستترتب على ذلك».

وقال: «أنا على يقين من أنه لن تكون هناك حرب؛ لأننا مستعدون تماماً لمثل هذا السيناريو».

في وقت لاحق، قال عراقجي للصحافيين إن «الجمهورية الإسلامية لن تخوض مفاوضات مباشرة مع أميركا تحت وطأة العقوبات القصوى والتهديدات».

وصرح عراقجي: «سياستنا ثابتة: لا مفاوضات مباشرة مع واشنطن في ظل الضغوط والتهديدات»، وتابع: «ما لم نشهد تغييراً حقيقياً في نهج الطرف الآخر تجاه الشعب الإيراني، فإن موقفنا الحازم واضح لا لبس فيه».

وأضاف: «في ظل السياسات العدائية والاتهامات المتكررة، لا مجال للمفاوضات المباشرة، رغم إبقاء الباب مفتوحاً أمام الحوار غير المباشر». وقال: «لن نفوّت أي فرصة تخدم المصالح الوطنية».

وتلقت طهران هذا الشهر رسالة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يُمهل فيها إيران شهرين لاتخاذ قرار بشأن الدخول في مفاوضات جديدة أو مواجهة تحرّك عسكري محتمل.

ورفض المرشد الإيراني علي خامنئي، صاحب كلمة الفصل في السياسة الخارجية والبرنامج النووي، عرض المحادثات، ووصفه بأنه مُضلّل، وقال إن التفاوض مع إدارة ترمب «سيؤدي إلى تشديد العقوبات وزيادة الضغوط على إيران».

وقال عراقجي في برنامج تلفزيوني، الخميس، إن رسالة ترمب «أقرب إلى تهديد، وتتضمن بعض الفرص»، مضيفاً أن طهران سترد قريباً على ما ورد في الرسالة.

ومن إسرائيل، قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس اليوم «يجب عدم السماح أبدا لإيران بامتلاك سلاح نووي وندعم جميع الجهود الدبلوماسية في هذا الصدد».

التفاوض غير المباشر

وأثارت طهران إمكانية خوض مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة، عبر قنوات الاتصال والدول الوسيطة، على رأسها سويسرا.

وكانت وسائل إعلام إيرانية قد نقلت الأحد عن عراقجي قوله إن استراتيجية طهران الحالية تركز على التفاوض غير المباشر مع الولايات المتحدة. وأتت تصريحاته في سياق مقابلة صحافية أُجريت في 13 مارس (آذار) الحالي.

وقال عراقجي في المقابلة إن «عدم التفاوض مع أميركا ليس استراتيجيتنا... لا نرفض التفاوض مع الولايات المتحدة بشكل مطلق، لكن نرفض التفاوض تحت الضغط».

وأضاف: «عندما نقول إننا لا نتفاوض مع أميركا، فذلك ليس عناداً، بل موقف يستند إلى تجارب سابقة ومعطيات واقعية»، معرباً عن اعتقاده «أنه في ظل الظروف الحالية، لا يمكن الدخول في مفاوضات مع أميركا، إلا إذا تغيرت بعض المعطيات الأساسية».

وبشأن رفض المرشد الإيراني علي خامنئي لخوض المفاوضات، قال عراقجي إنه «يرى ألا مبرر منطقي للدخول في مفاوضات مباشرة مع واشنطن، في ظل سياسة الضغوط القصوى».

وأوضح عراقجي: «لطالما تجنبنا الحرب. نحن مستعدون لها ولا نخشاها، لكننا لا نرغب فيها، وهذا أمر واضح»، وتابع: «الجمهورية الإسلامية، خصوصاً في السنوات الأخيرة، أثبتت أننا لا نسعى إلى الحرب، رغم جاهزيتنا لأي احتمال. ندرك تماماً أن الحرب مكلفة وخطيرة وتحمل خسائر فادحة».

ونوه عراقجي بأن «السياسة الخارجية الإيرانية تتركز على الدبلوماسية، وتجنب الصراعات المسلحة، إلا في الحالات التي تكون فيها المواجهة العسكرية أمراً لا مفر منه، وتخضع لظروفها الخاصة».

والتز وويتكوف و يتحدثان للصحافيين خارج البيت الأبيض في 4 فبراير 2025 (أ.ف.ب)
والتز وويتكوف و يتحدثان للصحافيين خارج البيت الأبيض في 4 فبراير 2025 (أ.ف.ب)

تحذير أميركي

وأكد مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز، الأحد، أن واشنطن تسعى إلى تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل، وليس مجرد الحد من تخصيب اليورانيوم.

وقال والتز خلال مقابلة مع شبكة «سي بي إس نيوز»: «نريد تفكيكاً كاملاً. يتعين على إيران التخلي عن برنامجها بطريقة يمكن للعالم أجمع أن يراها».

وتابع: «مثلما قال الرئيس ترمب، فإن الوضع يقترب من ذروته. جميع الخيارات مطروحة، وحان الوقت لإيران للتخلي تماماً عن رغبتها في امتلاك سلاح نووي».

وأضاف: «لن يُسمح لها بامتلاك برنامج أسلحة نووية، بما في ذلك التسلح النووي وبرنامج الصواريخ الاستراتيجية».

وأضاف: «جميع الخيارات مطروحة على الطاولة، وحان الوقت لإيران للتخلي تماماً عن طموحاتها النووية».

وحذر من: «لو امتلكت إيران أسلحة نووية، فسينفجر الشرق الأوسط في سباق تسلح، وهذا أمر غير مقبول تماماً لأمننا القومي». لكنه أشار إلى أن «بالطبع، لا تزال هناك فرص للدبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران».

أتت تحذيرات والتز، بعدما قال المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الجمعة، إنّ هدف ترمب هو تجنّب نزاع عسكري عبر إقامة علاقة ثقة مع إيران. وشدّد على أنّ الرسالة لم تكن تهديداً.

وأضاف لقناة «فوكس نيوز»: «لسنا بحاجة إلى حل كل شيء عسكرياً»، وأضاف: «رسالتنا لإيران هي: دعونا نجلس معاً ونرى ما إذا كان بإمكاننا، من خلال الحوار والدبلوماسية، الوصول إلى الحل الصحيح. إذا استطعنا، فنحن مستعدون لذلك. وإذا لم نستطع، فإن البديل ليس خياراً جيداً».

وعاود ترمب العمل باستراتيجية «الضغوط القصوى» التي اتبعها في ولايته الأولى وتتضمن جهوداً لخفض صادرات إيران النفطية إلى الصفر. وفرضت الولايات المتحدة أربع جولات من العقوبات على مبيعات النفط الإيرانية منذ عودة ترمب إلى البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني).

وتقوم طهران منذ أبريل (نيسان) 2021، وحتى الآن، بمراكمة اليورانيوم المخصب لدرجة نقاء تصل 60 في المائة، أي ما يقرب من 90 في المائة اللازمة لتصنيع أسلحة نووية، وأعلى بكثير من الحد الأقصى المنصوص عليه في الاتفاق وهو 3.67 في المائة.

وبينما تقول إيران إن أهدافها سلمية تماماً، وإن لها الحق في التخصيب إلى مستويات عالية لأغراض مدنية، تقول القوى الغربية إنه لا يوجد تفسيرٌ مدنيٌّ موثوقٌ للتخصيب إلى هذا المستوى، وتقول «الذرية الدولية» إنه لم تفعل أي دولة ذلك دون إنتاج قنبلة نووية. وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، الشهر الماضي، إن الوقت ينفد أمام التوصل إلى اتفاق لكبح البرنامج النووي الإيراني، وذلك مع مواصلة طهران تسريع تخصيب اليورانيوم إلى ما يقرب من درجة صنع الأسلحة.

القيادة المركزية الأميركية تستعرض قوتها في الشرق الأوسط بمهمة قاذفات «بي - 52» الاستراتيجية الشهر الماضي (سنتكوم)
القيادة المركزية الأميركية تستعرض قوتها في الشرق الأوسط بمهمة قاذفات «بي - 52» الاستراتيجية الشهر الماضي (سنتكوم)

وحذَّرت أجهزة الاستخبارات الأميركية من أن إسرائيل تدرس تنفيذ ضرباتٍ كبيرةً ضد المنشآت النووية الإيرانية، خلال النصف الأول من العام الحالي، مستغلّة حالة الضعف التي تمر بها إيران.

ومنذ توليه مهامه في يناير الماضي، أثار ترمب، عدة مرات، احتمال اللجوء إلى ضربة عسكرية أو تأييد إجراء إسرائيلي لقصف إيران، لكنه قال إنه يُفضّل إبرام صفقة مع إيران تمنعها من تطوير سلاح نووي.

وتجد طهران نفسها أمام خيار التفاوض مع ترمب، وسط انتكاسات لنفوذها الإقليمي وسخط داخلي مزداد بسبب الاقتصاد. ويؤكد المحللون أن طهران مضطرة للتفاوض مع ترمب، خصوصاً بعد تراجع «محور المقاومة»؛ نتيجة تفكك حلفائها، وسقوط الأسد، وضربات استهدفت «حزب الله» اللبناني.

ويرى ترمب أن تراجع القوة العسكرية الإيرانية جعلها في موقع دفاعي ضعيف؛ ما يزيد من احتمال لجوئها إلى طاولة المفاوضات، بدلاً من التصعيد العسكري.

تأهب عسكري

وتجري إيران استعدادات عسكرية شملت تشغيل أجهزة رادار جديدة ومناورات وتدشين صواريخ جديدة. والسبت كشف «الحرس الثوري الإيراني» عن أنظمة صاروخية جديدة في ثلاث جزر إماراتية محتلة (أبو موسي وطنب الكبرى وطنب الصغرى)، وقال إنها قادرة على استهداف «قواعد وسفن وأصول العدو» القريبة.

وقال قائد القوات البحرية في «الحرس الثوري» علي رضا تنكسيري، اليوم الاثنين، إن الجاهزية القتالية وتعزيز القدرات العسكرية «يمثلان أولوية قصوى» وفقاً لأوامر المرشد علي خامنئي.

قوات «الحرس الثوري» تعرض صواريخ كروز بحرية في جزيرة أبو موسى (التلفزيون الرسمي الإيراني)
قوات «الحرس الثوري» تعرض صواريخ كروز بحرية في جزيرة أبو موسى (التلفزيون الرسمي الإيراني)

وقال قائد القوات البرية في الجيش الإيراني، كيومرث حيدري، الاثنين، إن «قواته تحافظ على الجاهزية والقدرة القتالية الكاملة»، وأضاف: «نحن في حالة استعداد دائم لمواجهة أي تهديد أو تحدٍ محتمل... لن نتحمل أي تهديد يمس الأمن القومي الإيراني».

وأضاف حيدري خلال زيارة تفقدية للحدود الغربية أن «الحدود تمثل خطاً أحمر بالنسبة لنا، وتأمينها يعدّ أولوية قصوى للقوة البرية في الجيش الإيراني».


مقالات ذات صلة

ترمب يهدّد بقصف إيران إذا أخفق في التوصل لاتفاق

شؤون إقليمية صورة فضائية من شركة «بلانت لبس» ترصد قاذفات «بي - 2» الشبحية بـ«دييغو غارسيا» مع استمرار الضربات الأميركية ضد الحوثيين (أ.ب)

ترمب يهدّد بقصف إيران إذا أخفق في التوصل لاتفاق

هدّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب إيران، الأحد، بقصف «غير مسبوق»، وتشديد الضغوط الاقتصادية، إذا لم تتوصل طهران إلى اتفاق مع واشنطن يضمن لجم طموحها النووي.

«الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن - طهران)
شؤون إقليمية صورة نشرها موقع الخارجية الإيرانية من حوار عراقجي مع موقع «خبر أونلاين»

إيران ترد رسمياً على رسالة ترمب عبر عُمان

أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن طهران أرسلت ردا عبر سلطنة عمان على رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترمب التي حثها فيها على إبرام اتفاق نووي جديد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية عناصر أمنية في أمستردام تقوم بحماية مقر المحكمة أثناء محاكمة رئيس عصابة مرتبط بإيران في فبراير العام الماضي (إ.ب.أ)

البرلمان الهولندي يناقش تدابير جديدة ضد «تهديدات» إيران

يناقش البرلمان الهولندي التدخلات الأجنبية وتأثيرها على اللاجئين السياسيين، وسط تحذيرات استخباراتية من استهداف الإيرانيين أكثر من غيرهم من قبل حكوماتهم السابقة.

«الشرق الأوسط» (لندن - لاهاي)
الولايات المتحدة​ صورة مأخوذة من فيديو كاميرا المراقبة يظهر احتجاز روميساء أوزتورك طالبة دكتوراه في جامعة تافتس في ولاية ماساتشوستس 25 مارس 2025 (أ.ب)

أميركا: اعتقال طالب دكتوراه إيراني بجامعة ألاباما

أعلنت جامعة ألاباما في بيانٍ لوسائل الإعلام، يوم الأربعاء، أن سلطات الهجرة الاتحادية الأميركية احتجزت طالب دكتوراه إيرانياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية مستشار المرشد الإيراني في حوار سابق مع وكالة «أرنا» الرسمية

إيران بشروطها تفتح باب التفاوض «غير المباشر» مع واشنطن

قال كمال خرازي، مستشار المرشد الإيراني، الخميس، إن طهران لم تغلق جميع الأبواب لحل خلافاتها مع الولايات المتحدة، وإنه مستعدة لإجراء محادثات غير مباشرة مع واشنطن.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)

اعتقال إمام أوغلو يهيمن على احتفالات العيد في تركيا

رئيس حزب «الشعب الجمهوري» أوزغور أوزيل تعهّد باستمرار المظاهرات أسبوعياً (أ.ب)
رئيس حزب «الشعب الجمهوري» أوزغور أوزيل تعهّد باستمرار المظاهرات أسبوعياً (أ.ب)
TT
20

اعتقال إمام أوغلو يهيمن على احتفالات العيد في تركيا

رئيس حزب «الشعب الجمهوري» أوزغور أوزيل تعهّد باستمرار المظاهرات أسبوعياً (أ.ب)
رئيس حزب «الشعب الجمهوري» أوزغور أوزيل تعهّد باستمرار المظاهرات أسبوعياً (أ.ب)

أطلق زعيم المعارضة التركية رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزيل، حملة شعبية لدعم ترشيح رئيس بلدية إسطنبول المعتقل، أكرم إمام أوغلو، والضغط على الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، من أجل التوجه إلى انتخابات مبكرة، متعهداً إرساء نموذج للديمقراطية في تركيا يشبه ديمقراطية ألمانيا.

وألقى احتجاز إمام أوغلو على ذمة قضية فساد بظلاله على الاحتفال بعيد الفطر المبارك، الذي غلّفته رسائل سياسية حادة.

وفي رسالة وجهها الرئيس رجب طيب إردوغان إلى الشعب التركي، بمناسبة عيد الفطر، قال إن لكل مواطن في إسطنبول الحق في المطالبة بمحاسبة من نهبوا مستقبله ومستقبل أطفاله وحياته وأمنه وسلامه.

وأضاف: «ينبغي ألا يصدق أحد أن الإجراءات القضائية في بلادنا مسيّسة... نترك أولئك الذين فقدوا وعيهم ويستهدفون السلامة العامة واقتصادنا من أجل التغطية على دائرة الفساد والرشوة (...) لبصيرة أمتنا العزيزة».

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (الرئاسة التركية)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (الرئاسة التركية)

وتابع الرئيس التركي أن ما وصفه بـ«نهب الموارد المخصصة لخدمة إسطنبول ببنيتها التحتية والفوقية، من أجل الطموحات الشخصية والمصالح التجارية الشخصية» هو «أكبر خيانة ارتُكبت في حق شعب هذه المدينة».

حملة توقيعات

بدوره، بدأ أوزيل حملة جمع توقيعات لدعم ترشيح حزب «الشعب الجمهوري» أكرم إمام أوغلو لرئاسة تركيا، من بلدة جيفزلي بولاية طرابزون بمنطقة البحر الأسود في شمال تركيا، بحضور والده حسن إمام أوغلو وباقي أفراد عائلته.

وتعهد أوزيل بالاستمرار في الاحتجاجات الحاشدة على حبس إمام أوغلو ومحاولة عرقلة وصوله إلى رئاسة البلاد، مشيراً إلى أنه سيجري تنظيم تجمع حاشد في ميدان «يني كابي» بالشطر الأوروبي في إسطنبول على غرار تجمع «مالتبه» الذي نُظم السبت في الشطر الآسيوي من المدينة، والذي أكّد أن عدد المشاركين فيه بلغ 2.2 مليون شخص على الرغم من بدء عطلة العيد الممتدة 9 أيام.

أوزيل أطلق حملة جمع توقيعات لدعم ترشيح إمام أوغلو للرئاسة من مسقط رأسه في طرابزون (حزب الشعب الجمهوري - إكس)
أوزيل أطلق حملة جمع توقيعات لدعم ترشيح إمام أوغلو للرئاسة من مسقط رأسه في طرابزون (حزب الشعب الجمهوري - إكس)

وقال أوزيل، الذي كان يتحدث عقب أدائه صلاة عيد الفطر مع عائلة إمام أوغلو بمسقط رأسه، مُنتقداً إردوغان: «تكون في السلطة لمدة 23 عاماً، وبعدها تخسر قلوب الناس، ومن أجل البقاء في السلطة لن تترك أي افتراء دون أن تطلقه ضد كل ابن من أبناء هذا البلد. ومن أجل نشر هذا الافتراء، ستختبئ وراء شهود سريين لدى واحد منهم 55 سابقة إجرامية، كما فعلت مع إمام أوغلو، وبعد ذلك ستحاول التقليل من شأن هذا المجتمع ورؤية الطريقة التي يحمي بها أبناءه بتصريحات ساخرة».

وأضاف: «نحن أمام وضع مخجل ومخزٍ بكل معنى الكلمة... نخجل لأننا نتعامل مع عقلية سياسية سيئة كهذه. لدينا مرشح نزيه للغاية، وسوف يتنافس بشرف... ليس لديهم حتى الشجاعة لإبقائه في الخارج، بل يحاولون هزيمته في السجن. سنواصل النضال حتى ينتخبه عشرات الملايين رئيساً».

استمرار الاحتجاجات

وتعهد أوزيل باستمرار الاحتجاجات الداعمة لإمام أوغلو والمطالبة بالعدالة والديمقراطية، قائلاً: «إذا كان بعض الناس ينزلون عن قطار الديمقراطية الذي ركبوه، وإذا كان بعض الناس ينظرون إلى صندوق الاقتراع الذي أوصلهم إلى السلطة على أنه شرعي، ويقاومون صندوق الاقتراع الذي (سيبعدهم عن السلطة)، وإذا كان بعض الناس يحاولون تشويه سمعة خصومهم من أجل فرض الحظر، وإذا كانوا ينظرون إلى الديمقراطية على أنها أداة ويحاولون السير نحو نظام الرجل الواحد، وسلطنة أحلامهم بالخلافة... فمن حقنا الدفاع عن الديمقراطية ضدهم. ومكان هذا النضال هو الشوارع».

إسطنبول شهدت مظاهرة حاشدة السبت دعماً لإمام أوغلو (رويترز)
إسطنبول شهدت مظاهرة حاشدة السبت دعماً لإمام أوغلو (رويترز)

وقال إن حزب «الشعب الجمهوري» يطالب ببث محاكمة إمام أوغلو على الهواء مباشرة، بما في ذلك لائحة الاتهام التي يُقدّمها الادعاء العام ودفاعه، لافتاً إلى أنه لا يوجد ما يشير إلى أن وزارة العدل سترد بشكل إيجابي على هذا الطلب، وأن حزب «الشعب الجمهوري» سيبقي هذه المسألة على جدول أعمال التجمعات، التي ستعقد مرتين في الأسبوع؛ إحداهما في إسطنبول كل أربعاء، والأخرى في إحدى الولايات التركية في نهاية الأسبوع.

وعقب إطلاق الحملة الشعبية لجمع التوقيعات لدعم ترشيح إمام أوغلو للرئاسة، توجه أوزيل لزيارته في محبسه بسجن «سيليفري» غرب إسطنبول، وزيارة عدد من الشباب المعتقلين بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات.

أوزيل متحدثاً للصحافيين خارج سجن «سيليفري» في إسطنبول (حزب الشعب الجمهوري - إكس)
أوزيل متحدثاً للصحافيين خارج سجن «سيليفري» في إسطنبول (حزب الشعب الجمهوري - إكس)

وأقسم أوزيل، في تصريحات من أمام السجن، على أنه لن ينسى أبداً ما تعرض له هؤلاء الشباب من «تقييد أياديهم من الخلف، وإساءة معاملتهم وتجويعهم وإهاناتهم». وقال: «جرائم التعذيب وإساءة المعاملة لا تسقط بالتقادم. سنلاحق هذه الجرائم. لن يضيع شيء في الدولة، وسأعثر على آثارها، وأحاسب مرتكبيها».

كما تعهد أوزيل بأن يبذل حزبه كل جهوده «من أجل أن تحظى تركيا بديمقراطية كالموجودة في ألمانيا».

إمام أوغلو يدعو إلى الوحدة

ووجّه إمام أوغلو رسالة بمناسبة الاحتفال بعيد الفطر عبر حسابه في «إكس»، داعياً إلى الوحدة. وقال إن «من يظن أنه لن يكون في وسعنا الاحتفال بهذا العيد مخطئ بشدّة؛ لأننا سنجد، من دون شك، سبيلاً للاحتفال معاً، وسنسعى إلى تحقيق الوحدة في هذا العيد».

وأرفق إمام أوغلو عنوان بريده الإلكتروني وعنوان السجن لتلقي رسائل المواطنين خلال وجوده في السجن.

كليتشدار أوغلو متحدثاً للصحافيين خارج سجن «سيليفري» عقب زيارة إمام أوغلو (إكس)
كليتشدار أوغلو متحدثاً للصحافيين خارج سجن «سيليفري» عقب زيارة إمام أوغلو (إكس)

بدوره، قال رئيس حزب «الشعب الجمهوري» السابق، كمال كليتشدار أوغلو، عقب زيارته إمام أوغلو ورئيس حزب «النصر»، أوميت أوزداغ، وعدد من النواب والسياسيين المحتجزين في سجن «سيليفري»: «ليس من حقنا أن نيأس. نحن شعبٌ يسعى لبناء الأيام الجميلة المقبلة. علينا أن نبني هذه الأيام ليس لأنفسنا فقط؛ بل لأبنائنا ولتركيا، ولمنطقتنا».

وأضاف: «عندما سألتُ إمام أوغلو عن وضعه في السجن، قال إن قضيته تنتظر في مكتب المدعي العام لإسطنبول. يجب نقلها إلى المحكمة في أسرع وقت ممكن؛ لأنه يثق بأنه يُمكنه الخروج من الوضع الذي هو فيه اليوم إذا ذهب إلى المحكمة، ووعدته بالتعبير عن ذلك».

في غضون ذلك، أفرجت السلطات التركية عن الصحافيتين، نيسا سودا ديميريل، وإليف بايبورت، اللتين اعتُقلتا خلال تغطيتهما الاحتجاجات على اعتقال أكرم إمام أوغلو في إسطنبول، بشرط إخضاعهما للرقابة القضائية.

ومنذ بدء الاحتجاجات، أُطلق سراح 7 صحافيين كانوا معتقلين في إسطنبول، و4 كانوا معتقلين في إزمير. وقال رئيس اتحاد نقابات المحامين في تركيا، إيرينتش ساغكان: «ينبغي ألا ننسى أن هذه الممارسات غير القانونية وغيرها من الممارسات المماثلة تُشكّل ضغوطاً على الصحافة بأكملها».

وندّد «الاتحاد الأوروبي» باعتقال عدد من الصحافيين كانوا يغطون الاحتجاجات. وقال المتحدث باسم «المفوضية الأوروبية»، غيوم ميرسييه، إن الدولة المرشحة للانضمام إلى «الاتحاد الأوروبي» يجب أن تحترم حرية الصحافة.