مصر تتطلع إلى دعم أممي لـ«الخطة العربية» حول إعمار غزة

عبد العاطي والدردري تشاورا بشأن «مؤتمر القاهرة» للتعافي المُبكر بالقطاع

محادثات عبد العاطي والدردري في القاهرة (الخارجية المصرية)
محادثات عبد العاطي والدردري في القاهرة (الخارجية المصرية)
TT
20

مصر تتطلع إلى دعم أممي لـ«الخطة العربية» حول إعمار غزة

محادثات عبد العاطي والدردري في القاهرة (الخارجية المصرية)
محادثات عبد العاطي والدردري في القاهرة (الخارجية المصرية)

تتطلع مصر إلى دعم أممي لـ«الخطة العربية» حول إعمار غزة. وأكدت «العمل خلال الفترة المقبلة على حشد الدعم الدولي اللازم لتنفيذ (خطة الإعمار)».

وتكثِّف القاهرة اتصالاتها وتحركاتها بشأن «إعمار غزة». وأجرى وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، السبت، محادثات في القاهرة مع مساعد الأمين العام للأمم المتحدة مدير المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، عبد الله الدردري، تناولت التشاور حول «الخطة العربية» لإعادة إعمار غزة، ومؤتمر القاهرة الوزاري للتعافي المُبكر وإعادة إعمار القطاع.

وأعرب عبد العاطي عن تطلع بلاده لدعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتنفيذ «الخطة العربية»، والاستفادة من الخبرات المتوفرة لديه، لا سيما في مرحلة التعافي المُبكر، تمهيداً لإعادة إعمار القطاع. وكذا التطلع إلى تقديم البرنامج الدعمَ لمؤتمرِ القاهرة الوزاري لإعادة إعمار غزة، الذي سيتم تنظيمه بشكل مشترك مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية.

وأكد الوزير عبد العاطي «التزام مصر بدعم جهود الأمم المتحدة في تعزيز التنمية المستدامة في المنطقة العربية، خصوصاً في ظل التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية الراهنة، بوصف مصر شريكاً رئيسياً للبرنامج في تنفيذ هذه الجهود، وعملها بشكل مستمر على تعزيز التعاون وتبادل الخبرات؛ لضمان تحقيق النتائج الملموسة والإيجابية على أرض الواقع».

فلسطينيون نازحون من وسط غزة خلال عودتهم في وقت سابق إلى منازلهم بشمال القطاع (أ.ب)
فلسطينيون نازحون من وسط غزة خلال عودتهم في وقت سابق إلى منازلهم بشمال القطاع (أ.ب)

في حين أعرب المسؤول الأممي عن تقدير الأمم المتحدة البالغ لجهود مصر في «إعداد خطة التعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة التي اعتمدتها (القمة العربية) غير العادية، والاجتماع الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي».

وأشار إلى «الاستعداد لتقديم أوجه الدعم كافة، الفني واللوجيستي، خلال المرحلة المقبلة، بما يسهم في نجاح مؤتمر إعادة الإعمار بمصر»، موضحاً أنه يضع الخبرات المتراكمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في التعافي المبكر وإعادة الإعمار تحت تصرف مصر للاستفادة منها والإسهام في تنفيذ «الخطة العربية».

وتواصل مصر التحضير لـ«مؤتمر إعادة إعمار غزة»، المزمع عقده الشهر المقبل، بهدف «إنشاء صندوق ائتماني يكون مسؤولاً عن تلقي التعهدات التمويلية من الدول المختلفة». وبحسب بدر عبد العاطي في تصريحات متلفزة، مساء الجمعة: «نتشاور مع الأطراف التي ستكون مستضيفةً للمؤتمر، إضافة إلى الجانب المصري، لأنه لن يكون مؤتمراً مصرياً، بل سيكون مؤتمراً دولياً، ولدينا أطراف دولية في مقدمتها الأمم المتحدة، وننسق بشكل مباشر مع مكتب الأمين العام للأمم المتحدة، ولدينا البنك الدولي، وأطراف إقليمية وأخرى أوروبية مثل الاتحاد الأوروبي والنرويج، وهناك اتصالات مع أطراف مانحة أخرى كاليابان، ودول أوروبية ودول غربية ودول عربية، ونتحدَّث مع الجميع، والآن التركيز مُنصب على الجوانب الموضوعية والإجرائية».

مواطنون يعيشون في الخيام بعد الدمار جرَّاء الحرب الإسرائيلية بقطاع غزة (أ.ب)
مواطنون يعيشون في الخيام بعد الدمار جرَّاء الحرب الإسرائيلية بقطاع غزة (أ.ب)

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد دعا في كلمته خلال «قمة فلسطين» بالقاهرة، مطلع الشهر الحالي، «كل الدول الحرة والصديقة للمشارَكة بفاعلية في مؤتمر إعادة الإعمار». وقال: «فلنجعل جميعاً من توجيه الدعم إلى الصندوق المزمع إنشاؤه لهذا الغرض غاية سامية، وواجباً إنسانياً، وحقّاً لكل طفل فلسطيني، ولكل عائلة فلسطينية في العيش في بيئة آمنة حضارية، مثل باقي شعوب العالم».

كما رحَّب البيان الختامي لـ«القمة العربية» غير العادية، بعقد مؤتمر دولي في القاهرة للتعافي وإعادة الإعمار في قطاع غزة، وحث المجتمع الدولي على المشاركة فيه للتسريع في تأهيل قطاع غزة وإعادة إعماره.

إلى ذلك، تناول اتصال هاتفي جمع وزير الخارجية المصري، ووزير الخارجية والتجارة المجري، بيتر سيارتو، السبت، العلاقات الثنائية والخطة العربية للتعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة.

واستعرض الوزير المصري مخرجات «القمة العربية» بالقاهرة، وما تحظى به خطة التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، مؤكداً «العمل خلال الفترة المقبلة على حشد الدعم الدولي اللازم لتنفيذها». ووفق إفادة لوزارة الخارجية المصرية، السبت، تناول الاتصال الهاتفي «جهود مصر الرامية لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع وتنفيذ مراحله الثلاث».

وأشاد سيارتو بجهود مصر في إعداد خطة التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة والمؤتمر الدولي المزمع أن تستضيفه مصر، مثمناً الأدوار البناءة التي تلعبها مصر في تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وبجهودها المحورية لضمان تثبيت اتفاق وقف النار في غزة.


مقالات ذات صلة

إسرائيل تضيّق على قيادات السلطة الفلسطينية

المشرق العربي رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى في اجتماع الحكومة يوم الثلاثاء (وفا)

إسرائيل تضيّق على قيادات السلطة الفلسطينية

عادتْ إسرائيل للتضييق على المسؤولين الفلسطينيين في تحركاتهم داخلياً وخارجياً، ضمن سياسة تنتهجها منذ سنوات، خصوصاً في الفترات التي تشهد تصعيداً ميدانياً.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
شمال افريقيا جانب من محادثات بدر عبد العاطي مع الرئيس التونسي (الخارجية المصرية)

تحركات مصرية مكثفة لوقف إطلاق النار بقطاع غزة والحشد لخطة الإعمار

تحركات مصرية تتواصل لتقريب وجهات النظر بشأن استئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والحشد لتنفيذ خطة الإعمار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى في اجتماع الحكومة يوم الثلاثاء (وفا)

إسرائيل تُشدد تضييقها على تحركات قيادات السلطة الفلسطينية

عادت إسرائيل للتضييق على المسؤولين الفلسطينيين في تحركاتهم داخلياً وخارجياً، ضمن سياسة تنتهجها على مدار سنوات، خصوصاً في الفترات التي تشهد تصعيداً ميدانياً.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي أطفال فلسطينيون خلال أخذ حصة من طعام في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

فلسطينيون يلجأون إلى لحم السلاحف وسط أزمة غذاء بقطاع غزة

تلجأ أُسر في خان يونس بقطاع غزة إلى تناول السلاحف، في ظل حصار خانق ومنع دخول المساعدات من قبل إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون يحملون جثمان أحد الضحايا الذين قتلوا في غارات إسرائيلية بخان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز)

غزة: الغارات الإسرائيلية أودت بحياة 30 شخصاً منذ فجر اليوم

كشف إعلام فلسطيني السبت أن الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة قتلت 30 شخصاً منذ فجر اليوم.

«الشرق الأوسط» (غزة)

بعد شهر على توقيف إمام أوغلو... إردوغان يُكافح لإنهاء احتجاج يقوده الشباب

أنصار أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول والمنافس الرئيس للرئيس رجب طيب إردوغان يشاركون في مظاهرة احتجاجية على اعتقاله في إسطنبول (رويترز)
أنصار أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول والمنافس الرئيس للرئيس رجب طيب إردوغان يشاركون في مظاهرة احتجاجية على اعتقاله في إسطنبول (رويترز)
TT
20

بعد شهر على توقيف إمام أوغلو... إردوغان يُكافح لإنهاء احتجاج يقوده الشباب

أنصار أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول والمنافس الرئيس للرئيس رجب طيب إردوغان يشاركون في مظاهرة احتجاجية على اعتقاله في إسطنبول (رويترز)
أنصار أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول والمنافس الرئيس للرئيس رجب طيب إردوغان يشاركون في مظاهرة احتجاجية على اعتقاله في إسطنبول (رويترز)

أدّى توقيف رئيس بلديّة إسطنبول أكرم إمام أوغلو في 19 مارس (آذار) إلى إبعاد أشدّ خصوم رجب طيّب إردوغان، لكنّ الرئيس التركي ما زال بعد شهر يُكافح لإنهاء احتجاج يقوده الشباب.

والمظاهرات الحاشدة التي شهدتها إسطنبول في الأسبوع الأوّل انتهت. وكان عشرات آلاف الأشخاص يتدفّقون وقتذاك إلى مبنى بلديّة إسطنبول كل ليلة، بينما خرج الأتراك من كل الأعمار إلى الشوارع في عشرات المدن. وأتاحت الاحتفالات بنهاية شهر رمضان عودة الهدوء.

أنصار أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول والمنافس الرئيس للرئيس رجب طيب إردوغان يشاركون في مظاهرة احتجاجية على اعتقاله في إسطنبول (رويترز)
أنصار أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول والمنافس الرئيس للرئيس رجب طيب إردوغان يشاركون في مظاهرة احتجاجية على اعتقاله في إسطنبول (رويترز)

لكنّ هذه الاحتجاجات التي لم يسبق لها مثيل منذ حراك غيزي الذي بدأ في ميدان تقسيم في إسطنبول عام 2013، وقد استؤنفت منذ عشرة أيام في جامعات في إسطنبول وأنقرة. وفي الأيام الأخيرة، امتدت الاحتجاجات الغاضبة إلى عشرات المدارس الثانوية في أنحاء البلاد، إذ أثيرت موجة من الغضب بسبب قرار حكومة حزب «العدالة والتنمية» (الإسلامي المحافظ) استبدال بعض المعلّمين، وهو ما فُسِّر على أنه محاولة من الحكومة للسيطرة على هذه المؤسسات التربويّة.

أنصار أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول والمنافس الرئيس للرئيس رجب طيب إردوغان يشاركون في مظاهرة احتجاجية على اعتقاله في إسطنبول (رويترز)
أنصار أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول والمنافس الرئيس للرئيس رجب طيب إردوغان يشاركون في مظاهرة احتجاجية على اعتقاله في إسطنبول (رويترز)

وقالت ديميت لوكوسلو، أستاذة علم الاجتماع في جامعة يدي تبه في إسطنبول، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كان الضيق (بين الشباب) خفياً، لكنه تبلور في رفضهم بشكل أكثر وضوحاً لحزب (العدالة والتنمية) منذ منتصف مارس». وأضافت أن بعض الشباب «يرفضون النزعة المحافِظة، وأسلمة المجتمع»، ويطالبون بمزيد من «الحقوق، والحريات».

وأوقِف إمام أوغلو، المنافس الرئيس لإردوغان، في منزله للاشتباه في تورطه بقضايا تتعلق بـ«الفساد» و«الإرهاب». وأثار توقيف إمام أوغلو، الذي انتُخب في 2019 وأعيد انتخابه في 2024 رئيساً لبلدية لأكبر مدينة في تركيا، موجة احتجاجات غير مسبوقة منذ أكثر من عقد عبر أنحاء تركيا، مع خروج عشرات آلاف المتظاهرين إلى الشوارع.

أنصار أكرم إمام أوغلو يشاركون في مظاهرة احتجاجية على اعتقاله في إسطنبول (رويترز)
أنصار أكرم إمام أوغلو يشاركون في مظاهرة احتجاجية على اعتقاله في إسطنبول (رويترز)

وقالت إيدا (17 عاماً)، وهي في سنتها الأخيرة في مدرسة ثانوية في إسطنبول: «إنه تراكم الغضب بين ملايين الشباب الذين لم يعرفوا سوى حزب (العدالة والتنمية)، والذين لم تتم مراعاتهم». وأضافت الطالبة التي لم تشأ ذكر اسم عائلتها: «نريد أن نكسر الصمت الذي بنت عليه الحكومة هيمنتها»، مذكّرة بأن عشرات من الشباب البالغ عددهم 300، والذين أوقِفوا منذ بداية حركة الاحتجاج، ما زالوا محتجزين.