تحركات مصرية تتواصل لتقريب وجهات النظر بشأن استئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والحشد لتنفيذ خطة الإعمار التي قدمتها القاهرة وأقرتها «القمة العربية» في مارس (آذار) الماضي.
تلك الجهود والتحركات الأحدث جاءت عبر اتصال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، لبحث التطورات بغزة ورفض التهجير ودعم خطة الإعمار، وكذلك محادثات وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، في تونس، وهو ما يراه عضو «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، السفير الأسبق محمد حجازي، تعزيزاً للجهود العربية ودفعها إلى الأمام لتحقيق استقرار بالمنطقة قريباً.
وأجرى السيسي، السبت، اتصالاً هاتفياً بالملك عبد الله، وبحث معه «الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية»، مؤكدين «رفضهما القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم»، وفق بيان صحافي للرئاسة المصرية.
وأفاد الديوان الملكي الأردني بأن «الملك عبدالله الثاني تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس السيسي، بحثا خلاله الجهود المبذولة لإنهاء الحرب على غزة واستئناف دخول المساعدات الإنسانية، والتوصل إلى تهدئة شاملة بالإقليم».
كما استعرض عبد العاطي، خلال لقاء مع الرئيس التونسي قيس سعيد «الجهود التي تبذلها مصر لاستئناف تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بما يسهم في تحقيق التهدئة واستعادة نفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة.
كما تناول الخطة العربية - الإسلامية للتعافي المبكر، وإعادة الإعمار بوجود الفلسطينيين على أرضهم والتحركات المقبلة لدعم الخطة مع الفاعلين الدوليين»، حسب إفادة لـ«الخارجية المصرية»، السبت.
ويرى عضو «المجلس المصري للشؤون الخارجية» أن التشاور والتنسيق المصري مهمان للغاية في هذا التوقيت الحرج مع التصعيد الإسرائيلي لدعم جهود وقف إطلاق النار بغزة وخطة الإعمار، مشيراً إلى أن وزير الخارجية المصري تشاور أيضاً في الجزائر قبل تونس حول تلك القضايا، وهذا يعزز الموقف العربي والتحركات الدؤوبة لاستقرار المنطقة.
تأتي تلك الجهود المصرية غداة تأكيد فضائية «القاهرة الإخبارية»، نقلاً عن مصادر مصرية، قولها إن «مشاورات (حماس) مستمرة من أجل التوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار في غزة»، لافتةً إلى أن «(حماس) لا تزال تدرس جميع المقترحات المقدمة من الوسطاء»، مع تأكيد أن «جهود الوساطة المصرية القطرية تتواصل من أجل وقف نزيف الدم الفلسطيني ودخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة».
بينما أفادت «تايمز أوف إسرائيل»، السبت، بأنه «لم ترد مؤشرات على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو سيُعلن خلال كلمة، السبت، عن اختراق في محادثات صفقة الرهائن، خصوصاً مع عدم ورود تقارير عن تقدم خلال الأيام الأخيرة».
كان رئيس حركة «حماس» في غزة، خليل الحية، قال، الخميس، في كلمة متلفزة، إن «الحركة مستعدة للتفاوض على الفور بشأن اتفاق لتبادل جميع الرهائن مع عدد متفق عليه من الفلسطينيين المعتقلين لدى إسرائيل، في إطار صفقة تضمن الانسحاب الإسرائيلي، وتنهي الحرب في القطاع».
وأضاف: «نؤكد استعدادنا للبدء الفوري في مفاوضات الرزمة الشاملة، التي تتضمن إطلاق سراح جميع الأسرى لدينا وعدد متفق عليه من أسرانا لدى الاحتلال. على الاحتلال في المقابل وقف الحرب تماماً على شعبنا والانسحاب الكامل من قطاع غزة».
وسبق موقف «حماس» تأكيد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، الخميس، «نسعى لتقريب وجهات النظر للتوصل لاتفاق ينهي معاناة الشعب الفلسطيني».
وتعوّل مصر وقطر على إنجاز هدنة في أسرع وقت بناءً على مقترحات عديدة من أجل تحقيق الوقف الدائم لإطلاق النار، وتهدئة الصراع في المنطقة، وفق محمد حجازي.