بزشكيان مستعد لحوار «جاد» ويرفض الضغوط الخارجية

«مجلس خبراء القيادة»: المفاوضات مع أميركا ليست حلاً لمشكلاتنا

بزشكيان يلقي خطاباً أمام مجموعة من تجار وأصحاب شركات جنوب غربي طهران اليوم (الرئاسة الإيرانية)
بزشكيان يلقي خطاباً أمام مجموعة من تجار وأصحاب شركات جنوب غربي طهران اليوم (الرئاسة الإيرانية)
TT
20

بزشكيان مستعد لحوار «جاد» ويرفض الضغوط الخارجية

بزشكيان يلقي خطاباً أمام مجموعة من تجار وأصحاب شركات جنوب غربي طهران اليوم (الرئاسة الإيرانية)
بزشكيان يلقي خطاباً أمام مجموعة من تجار وأصحاب شركات جنوب غربي طهران اليوم (الرئاسة الإيرانية)

رفض الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الخميس، الرضوخ للضغوط الخارجية، مؤكداً استعداد طهران لإجراء محادثات بشرط أن يظهر الطرف الآخر «جدية واستعداداً للحوار»، متهماً الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل بـ«إثارة الفوضى» في المنطقة.

وقال بزشكيان: «لم نقل إننا نتهرب من الحوار، لكننا لن نخضع للمتغطرسين». وانتقد مجدداً مذكرة أصدرها نظيره الأميركي ترمب لإعادة الضغوط القصوى، والتي اتهمت إيران بزعزعة الاستقرار الإقليمي.

وصرح: «لسنا من يتسبب في تدهور المنطقة، بل إسرائيل هي من فعلت ذلك. إنها تعتدي على أي مكان وتُسيل الدماء دون أن تخشى أحداً، لأن لديها دعماً من قوة عظمى مثل أميركا، التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان والحرية، لكنها تقف خلف المنصات وتتهمنا نحن بتهديد المنطقة. لكن هل نحن من يدمر المنطقة أم أنتم من فعلتم ذلك؟».

وتابع قائلاً: «يريدون تخويفنا؛ فقد شددوا جميع العقوبات ثم يقولون لنتحدث معاً. أولاً: يجب أن تثبتوا أنكم أهل للحوار، وبعدها سنتحاور».

وفي جزء آخر من تصريحاته، قال بزشكيان: «شخص ما في طرف من العالم يتحدث بكلمة، وهنا يبدأون بخلق الفوضى في كل مكان. إذا كنا نؤمن بما نقول، فلن نخلق الفوضى، ولن نذهب لشراء الذهب والعملات في السوق ثم نرفع الأسعار. وفي النهاية، نخيف بعضنا البعض بأن شيئاً سيحدث. نحن لا نخاف، سنبقى ونبني البلاد بقوة».

وكان بزشكيان يشير ضمناً إلى تفاعل الأسواق، وتأثر الأسعار في إيران مع الأخبار المتعلقة بالضغوط الخارجية على طهران بشأن برنامجها النووي، خصوصاً العقوبات الأميركية، وجرت الريال الإيراني لمستويات غير مسبوقة من الانخفاض مقابل العملات الأجنبية، بعدما أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب استراتيجية الضغوط القصوى التي تتمحور حول منع مبيعات طهران من النفط، والتضييق على عائداتها الأجنبية.

وقال: «يجب ألا نهاب ما يسعون لتحقيقه من خلال العقوبات. بعض السادة يقول إنه لا يوجد أمامنا سوى المحادثات، ويجب علينا التفاوض معهم بأي شكل من الأشكال». وأضاف: «نحن لم نقل إننا نتهرب من الحوار، ولكننا لن نخضع للمتغطرسين».

ويتعرض بزشكيان لضغوط من حلفائه الإصلاحيين والمعتدلين -على رأسهم الرئيس السابق الإصلاحي محمد خاتمي، والمعتدل نسبياً حسن روحاني- بشأن الدفع لخوض مفاوضات مع الولايات المتحدة.

وفي 7 فبراير (شباط) الحالي، قال المرشد علي خامنئي إن المحادثات مع الولايات المتحدة «ليست من الفطنة أو الحكمة أو الشرف»، في تصريحات تفسَّر في الفضاء السياسي الإيراني بأنها أوامر لحظر أي محادثات مباشرة مع ترمب.

ودعا خاتمي إلى إجراء مفاوضات، لكنه قال إن «المفاوضات والحوار لا يعنيان الرضوخ لابتزاز العدو وسلطته». وقال روحاني إن «البعض يستشهدون بأن مرشد الثورة معارض للمفاوضات». وأضاف: «المرشد ليس معارضاً لمبدأ المفاوضات، لكن وفقاً للظروف الزمنية، قد يعارض اليوم، لكن بعد بضعة أشهر ومع تغير الظروف، قد يوافق. لا توجد معارضة مطلقة».

والثلاثاء، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، بعد مباحثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف إن طهران لن تجري مفاوضات مع واشنطن بينما تواصل إدارة ترمب استراتيجية الضغوط القصوى. ونفى عراقجي الأربعاء أن تكون طهران تلقت أي رسالة أميركية عبر روسيا أو قطر.

وقال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي، إبراهيم رضائي إن إيران «تستعد لأصعب السيناريوهات المتعلقة بالعقوبات»، وقال: «بعد إعلان المرشد علي خامنئي عدم التفاوض مع أميركا، لا تزال استراتيجية الإدارة الأميركية الجديدة غير واضحة، ورغم عدم إرسال أي رسائل من الولايات المتحدة، تواصل واشنطن تشديد العقوبات وفرض تهديدات جديدة، ما يعكس استمرار سياستها العدائية».

وفي تأييد جديد لموقف خامنئي، قال رئيس مجلس «خبراء القيادة» في إيران محمد علي موحدي كرماني الخميس إن «المفاوضات مع أميركا لن تحل أياً من مشكلاتنا، وكلمات قائد الثورة بشأن التفاوض مع أميركا تستند إلى فهم دقيق وعميق لديه» وفق ما نقلت وكالة «إيسنا» الحكومية.


مقالات ذات صلة

إسرائيل: سنقوم «بكل ما يلزم» لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية

شؤون إقليمية وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس (رويترز)

إسرائيل: سنقوم «بكل ما يلزم» لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية

قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم الجمعة، إن إسرائيل ستقوم «بكل ما يلزم» لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، بحسب صحيفة «هآرتس».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي (يسار) يصافح رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي (يمين) في طهران (د.ب.أ)

إيران: نائب مدير «الطاقة الذرية» سيزور طهران لمواصلة المحادثات الفنية

كشف المتحدث باسم وكالة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي، اليوم (الجمعة)، عن أن نائب المدير العام لوكالة الطاقة الذرية سيزور طهران خلال الأسبوعين المقبلين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يشارك بمؤتمر صحافي مع نظيره الروسي عقب محادثاتهما في موسكو (أ.ف.ب)

إيران: أي طلبات أميركية «غير واقعية» ستقلص فرص التوصل لاتفاق

كشف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم (الجمعة) أن أي طلبات أميركية «غير واقعية» في مفاوضاتها مع بلاده ستقلص من فرص التوصل إلى اتفاق.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو (د.ب.أ) play-circle

روبيو: يجب أن تقرر أوروبا بشأن إعادة فرض العقوبات على إيران

أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن على أوروبا أن تقرر ما إذا كانت مستعدة لإعادة فرض العقوبات على إيران عندما يتضح أنها على وشك تطوير سلاح نووي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب) play-circle

ترمب «ليس في عجلة من أمره» بشأن الخيار العسكري ضد إيران

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الخميس، إنّه «ليس في عجلة من أمره» بشأن القيام بعمل عسكري ضدّ منشآت نووية إيرانية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

أحد فنادق روما مسرحاً لمفاوضات طهران - واشنطن

العلمان الإيطالي والأميركي يلوحان في قصر تشيغي قبل وصول نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس إلى روما، 18 أبريل 2025 (إ.ب.أ)
العلمان الإيطالي والأميركي يلوحان في قصر تشيغي قبل وصول نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس إلى روما، 18 أبريل 2025 (إ.ب.أ)
TT
20

أحد فنادق روما مسرحاً لمفاوضات طهران - واشنطن

العلمان الإيطالي والأميركي يلوحان في قصر تشيغي قبل وصول نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس إلى روما، 18 أبريل 2025 (إ.ب.أ)
العلمان الإيطالي والأميركي يلوحان في قصر تشيغي قبل وصول نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس إلى روما، 18 أبريل 2025 (إ.ب.أ)

تتجه الأنظار، يوم السبت، إلى العاصمة الإيطالية، روما، إذ من المقرر أن تجري جولةٌ ثانيةٌ من المفاوضات بين واشنطن وطهران، بالتزامن مع أسئلة حول مكان انعقادها وبروتوكول التفاوض وطبيعة التغطية الإعلامية.

وتواصل سلطة عمان دورها الوسيط في المفاوضات رغم تغيير الموقع إلى روما، وفقاً لما أعلنته وزارتا الخارجية الإيرانية والعمانية.

ويوم 12 أبريل (نيسان) 2025، قالت إيران والولايات المتحدة إنهما عقدتا محادثات «إيجابية وبناءة» في سلطنة عمان، واتفقتا على استئنافها.

ويهدف الحوار إلى التوصل لحل بشأن برنامج طهران النووي المتسارع بعد تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بتنفيذ عمل عسكري إذا لم تنجح المحادثات في التوصل إلى اتفاق.

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يتشاور مع أفراد بعثته بعد المحادثات «غير المباشرة» مع الوفد الأميركي في مسقط يوم 12 أبريل (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يتشاور مع أفراد بعثته بعد المحادثات «غير المباشرة» مع الوفد الأميركي في مسقط يوم 12 أبريل (أ.ف.ب)

فندق في روما

قال «معهد الدراسات السياسية» الإيطالي، نقلاً عن مصادر إيطالية ودولية مطلعة، إن الجولة الثانية من المفاوضات ستُعقد في فندق بمدينة روما، دون الكشف عن اسمه وموقعه.

وأضاف المعهد الإيطالي أن الجولة ستكون بمشاركة ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس ترمب، وعباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، وبدر بن حمد البوسعيدي، وزير الخارجية العُماني.

ولن تشارك إيطاليا بشكل مباشر في المفاوضات، لكن من المحتمل أن يحضر أنطونيو تاياني، وزير الخارجية الإيطالي، اللقاءات على هامش الاجتماعات، في حضور بروتوكولي.

وكانت إيران أبدت انزعاجاً من نقل المفاوضات إلى روما، لكن تقارير أفادت بأن اختيار روما جاء نتيجة اقتراح بنقل المفاوضات من منطقة الخليج إلى أوروبا، بهدف تسهيل سفر الفريق الأميركي.

وأبدت إيران مرونة بعد انزعاجها من تغيير المكان، بعدما علمت أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب تعهد بعدم اشتراك نائب الرئيس جي دي فانس الذي يزور روما في اليوم نفسه.

وقالت تقارير إيطالية، أيضاً، إن إيران كانت قد اشترطت عدم عقد المفاوضات في أي من بريطانيا أو فرنسا أو ألمانيا، وتمت الموافقة على خيار روما بوصفها خياراً محايداً.

لكن لم يجر تحديد أي الفنادق في روما لعقد جولة المحادثات، إلا أن سوابق تاريخية ترشح مجموعة من الفنادق، بعضها معتمد لدى الخارجية الإيطالية لإقامة فعاليات دبلوماسية.

مدخل فندق «روم كافالييري - والدورف أستوريا» في روما (موقع الفندق)
مدخل فندق «روم كافالييري - والدورف أستوريا» في روما (موقع الفندق)

وحسب منصات الذكاء الاصطناعي «تشات جي بي تي» و «غوغل جيميناي»، فإن الترجيحات تصب لصالح مجموعة فنادق كبرى في العاصمة الإيطالية.

وجاء فندق «روم كافالييري - والدورف أستوريا» على رأس قائمة أجوبة الذكاء الاصطناعي، وهو الذي استضاف في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، النسخة العاشرة من مؤتمر «MED Dialogues»، وهو حدث رئيسي تنظمه وزارة الخارجية الإيطالية بالتعاون مع «معهد الدراسات السياسية الدولية».

كما ظهر اسم فندق «باركو دي برينسيبي» كأحد الخيارات لعقد جولة المفاوضات، إذ استضاف في فبراير (شباط) 2025، منتدى الأعمال الإيطالي، بمشاركة رجال أعمال من منطقة الشرق الأوسط.

وظهرت أسماء فنادق أخرى، من بينها «سانت ريجيس روما»، و قصر «فارنيزي»، الذي يُستخدم مقراً للسفارة الفرنسية في إيطاليا.

قاعة اجتماعات داخل فندق «باركو دي برينسيبي» في روما (موقع الفندق)
قاعة اجتماعات داخل فندق «باركو دي برينسيبي» في روما (موقع الفندق)

مفاوضات على الهواء مباشرة

وقد تخطئ توقعات الذكاء الاصطناعي، ويقرر الوسيط الراعي للمفاوضات، أو أحد طرفي الطاولة، تغيير المكان من فندق إلى مقر دبلوماسي محصن، بعيد عن وسائل الإعلام.

وفي هذا السياق، قال رئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، بيمان جبلي، إن «البث المباشر لمفاوضات روما ليس بأيدينا».

وأضاف جبلي أن التغطية الإخبارية لهذه المفاوضات يجب أن تكون «دقيقةً، ومنسجمةً مع سياسات النظام، ومن خلال السيطرة على الرواية الأولى».

وكانت إيران وصفت نقل مكان المفاوضات مع الأميركيين من سلطة عمان إلى روما الإيطالية بأنه شبيه بـ«تغيير خط المرمى في مباريات كرة القدم».

ومنذ البداية كانت العاصمة الإيطالية هي «الخيار الأفضل للأميركيين»، ومع العودة إليها، السبت المقبل، أظهرت إيران انزعاجاً من وجود نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، في المدينة، باليوم نفسه.

وقالت صحيفة «كورييرا ديلا سيرا» الإيطالية إن «روما الخيار الأول للولايات المتحدة، وإعادة التفكير فيها كانت الطريقة التي يظهرون بها (الأميركيون) على أنهم ما زالوا يملكون بعض القوة».

وشرحت «كورييرا ديلا سيرا» هيكل المحادثات الذي يبدو أنه سيكون كما هو: من جهة، الوفد الأميركي بقيادة المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، ومن جهة أخرى، الوفد الإيراني بقيادة وزير الخارجية عباس عراقجي، ونظيره العماني بدر البوسعيدي.

وقال الصحيفة الإيطالية إن القضايا المطروحة على طاولة التفاوض بروما «لطالما كانت مثار جدل بين البلدين: العقوبات، والتوترات في الشرق الأوسط، والأهم من ذلك البرنامج النووي الإيراني».