تركيا: احتجاجات واعتقالات بعد عزل رئيس بلدية مؤيد للأكراد

بالتزامن مع ذكرى اعتقال أوجلان والحوار معه لحل المشكلة الكردية

أنصار حزب «العمال الكردستاني» تظاهروا في أنحاء أوروبا السبت في الذكرى 26 لاعتقال أوجلان للمطالبة بإطلاق سراحه (أ.ف.ب)
أنصار حزب «العمال الكردستاني» تظاهروا في أنحاء أوروبا السبت في الذكرى 26 لاعتقال أوجلان للمطالبة بإطلاق سراحه (أ.ف.ب)
TT
20

تركيا: احتجاجات واعتقالات بعد عزل رئيس بلدية مؤيد للأكراد

أنصار حزب «العمال الكردستاني» تظاهروا في أنحاء أوروبا السبت في الذكرى 26 لاعتقال أوجلان للمطالبة بإطلاق سراحه (أ.ف.ب)
أنصار حزب «العمال الكردستاني» تظاهروا في أنحاء أوروبا السبت في الذكرى 26 لاعتقال أوجلان للمطالبة بإطلاق سراحه (أ.ف.ب)

اعتقلت الشرطة التركية عدداً من أنصار رئيس بلدية وان (شرق تركيا) المعارض المؤيد للأكراد عبد الله زيدان، الذي عزلته وزارة الداخلية من منصبه، وعيّنت والي المدينة وصياً عليها.

وعزلت الداخلية التركية، في ساعة مبكرة من صباح السبت، زيدان، الذي انتُخب من صفوف حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، المؤيد للأكراد بنسبة 55 في المائة في الانتخابات المحلية في 31 مارس (آذار) 2024، استناداً إلى حكم صدر الثلاثاء الماضي، بحبسه 3 سنوات و9 أشهر بتهمة «مساعدة منظمة إرهابية مسلحة (حزب العمال الكردستاني)».

وقالت الداخلية التركية، في بيان عبر حسابها في «إكس»، السبت، إنه جرى إبعاد رئيس بلدية وان عبد الله زيدان من منصبه بوصفه «إجراءً مؤقتاً»، بسبب معاقبته بالحبس 3 سنوات و9 أشهر لإدانته بـ«مساعدة منظمة إرهابية مسلحة»، وتعيين والي وان، أوزان بالجي، قائماً بأعمال رئيس البلدية.

احتجاجات واعتقالات

وتم إبلاغ زيدان بقرار «إيقافه عن العمل» من قِبَل الشرطة أمام البلدية؛ حيث يواصل وأنصاره وقفة احتجاجية منذ صدور الحكم النهائي بحبسه الثلاثاء الماضي. وقال زيدان، الذي رفض التوقيع على القرار: «إن إرادة أهالي وان تم انتزاعها».

رئيس بلدية وان المعزول عبد الله زيدان وسط أنصاره (إعلام تركي)
رئيس بلدية وان المعزول عبد الله زيدان وسط أنصاره (إعلام تركي)

وتدخلت الشرطة ضد المحتجين على القرار، وفرقت الحشد أمام البلدية، واعتقلت عدداً منهم.

وقال حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، وهو ثالث أكبر أحزاب البرلمان التركي بعد حزبي «العدالة والتنمية» الحاكم و«الشعب الجمهوري» المعارض بـ57 مقعداً من إجمالي 600 مقعد، في بيان عبر حسابه في «إكس»، إن «تعيين مسؤول حكومي رئيساً لبلدية وان (ضربة لإرادة الشعب) والحزب لن يرضخ لهذا الإجراء غير الشرعي، وسنقف ضد عقلية الوصاية التي تحاول اغتصاب إرادة أهالي وان... البلديات ملك للشعب، وليس لمدبري الانقلاب على إرادته (في إشارة إلى الحكومة)».

ممارسة متكررة

وعزلت وزارة الداخلية التركية منذ يونيو (حزيران) العام الماضي، 8 رؤساء بلديات انتخبوا من حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، واثنين من حزب «الشعب الجمهوري»، بتهم تتعلق بالإرهاب، كما جرى اعتقال رئيس بلدية بشكتاش التابعة لإسطنبول من حزب «الشعب الجمهوري» بتهمة التلاعب في عطاءات.

وندَّد البرلمان الأوروبي بإجراءات اتخذتها حكومة إردوغان بحق رؤساء بلديات ينتمون إلى أحزاب معارضة، خصوصاً «الشعب الجمهوري»، ونظيره «الديمقراطية والمساواة للشعوب» المؤيد للأكراد، بتهم تتعلق بدعم الإرهاب أو الفساد، خلال الأسابيع الماضية، ودعا إلى إطلاق سراحهم.

مظاهرات أمام بلدية وان احتجاجاً على عزل رئيسها عبد الله زيدان (إعلام تركي)
مظاهرات أمام بلدية وان احتجاجاً على عزل رئيسها عبد الله زيدان (إعلام تركي)

وقال رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، الذي يترأس اتحاد البلديات في تركيا، عبر حسابه في «إكس»: «إن إقالة أو اعتقال أولئك الذين استوفوا الشروط المحددة في القانون قبل الانتخابات، لأي سبب كان، بقرارات قضائية واتهامات مختلفة بعد انتخابهم، يتعارض مع الديمقراطية».

وأضاف إمام أوغلو أنه «أصبح من الصعب تقييم هذه الممارسات في وقت واحد مع العملية التي بدأها رئيس حزب (الحركة القومية) دولت بهشلي (مبادرة دعوة رئيس حزب «العمال الكردستاني» السجين عبد الله أوجلان، إعلان حل الحزب وإلقاء السلاح وانتهاء الإرهاب في تركيا)... هذه السياسات المتضاربة تربك أمتنا، وتخلق تصوراً بوجود ازدواجية في إدارة البلاد».

الحوار مع أوجلان

وأطلق بهشلي، الذي يعد حزبه الشريك الأكبر لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم في «تحالف الشعب» دعوة في 22 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لكسر عزلة أوجلان، الذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة في سجن انفرادي في جزيرة إيمرالي في بحر مرمرة غرب تركيا، ودعوته إلى توجيه نداء من خلال البرلمان إنهاء الإرهاب وحل حزب «العمال الكردستاني»، وإنهاء صراع مسلح بدأ منذ عام 1984، وراح ضحيته أكثر من 40 ألف شخص.

وفد الحوار مع أوجلان خلال لقائه رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي (موقع حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»)
وفد الحوار مع أوجلان خلال لقائه رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي (موقع حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»)

في هذا السياق، قام وفد من حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» بزيارة أوجلان في سجنه الواقع على جزيرة إيمرالي التابعة لولاية بورصة، التي تبعد 51 كيلومتراً عن مدينة إسطنبول، مرتين: الأولى في 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، والثانية في 22 يناير (كانون الثاني) المنصرم. وقد تخللت الزيارة جولة شملت رئيس البرلمان، نعمان كورتولموش، إضافة إلى قادة وممثلي الأحزاب الممثلة في البرلمان، باستثناء حزب «الجيد» القومي، الذي رفض المشاركة في العملية بأكملها.

ومن المقرر في هذا الإطار أن يزور الوفد، الذي يضم نائبي الحزب بالبرلمان التركي سري ثريا أوندر وبروين بولدان، أربيل، الأحد، للقاء رئيس الحزب «الديمقراطي الكردستاني»، مسعود بارزاني، ورئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، ثم ينتقل إلى السليمانية للقاء رئيس حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني»، بافل طالباني، ونائب رئيس حكومة إقليم كردستان، قباد طالباني، الاثنين، وسيتم إطلاعهم على ما دار خلال اللقاءين مع أوجلان.

وكان قد تردد أن أوجلان سيصدر نداءه في 15 فبراير (شباط) من أجل بدء عملية السلام وحل المشكلة الكردية في تركيا، لكن تم تجاوز هذا الموعد الذي يوافق ذكرى اعتقاله في كينيا عام 1999.

مظاهرات حاشدة بفرنسا في الذكرى الـ26 لاعتقال أوجلان (أ.ف.ب)
مظاهرات حاشدة بفرنسا في الذكرى الـ26 لاعتقال أوجلان (أ.ف.ب)

وجاء عزل رئيس بلدية وان في وقت خرج فيه آلاف من أنصار حزب «العمال الكردستاني» في أنحاء أوروبا، السبت، في مظاهرات حاشدة بمناسبة الذكرى 26 لاعتقال أوجلان وسجنه، مطالبين بإطلاق سراحه.

وقالت الرئيسة المشاركة لحزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، تولاي حاتم أوغولاري، في مؤتمر صحافي مع الرئيس المشارك للحزب تونغر باكيرهان، عقد بالمركز الرئيسي للحزب في أنقرة تحت عنوان: «عملية الحل والوصي»: «كان الجميع يتساءلون عما إذا كانت الدعوة المتوقعة من السيد أوجلان ستتحقق في 15 فبراير، وتم تعيين وصي على بلدية وان في هذا اليوم الرمزي، ونحن نسأل الرئيس رجب طيب إردوغان؛ هل تريد تقويض العملية الجارية من خلال تعيين وصي على بلدية وان، هل تريد قلب عملية الحوار هذه؟ نحن نعلم جيداً أن الوصي تم تعيينه مسبقاً، كما نعلم جيداً أن الأمر صدر بمجرد عودة من الخارج (عاد ليل الخميس-الجمعة من جولته الآسيوية التي شملت ماليزيا وإندونيسيا وباكستان)».

الرئيسان المشاركان لحزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» تولاي حاتم أوغولاري وتونغر باكيرهان خلال مؤتمر صحافي في أنقرة السبت (موقع الحزب)
الرئيسان المشاركان لحزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» تولاي حاتم أوغولاري وتونغر باكيرهان خلال مؤتمر صحافي في أنقرة السبت (موقع الحزب)

وأضافت إذا كنتم تعزلون عبد الله زيدان وتعاقبونه بالحبس فعاقبوا السيد دولت بهشلي أيضاً، لأنه دعا إلى السلام والأخوة بين الأتراك والأكراد مثلما فعل زيدان.

وأبدى باكيرهان دهشته من ممارسات الحكومة، قائلاً: «من ناحية، يتبعون هذه الأساليب الغاصبة الشبيهة بأعمال العصابات، ومن ناحية أخرى، يتحدثون على السلام والحل، لن يكون هناك حل بهذا الشكل... أدعوكم إلى التعقل».


مقالات ذات صلة

المعارضة التركية تدعو إلى الامتناع عن التسوّق الأربعاء دعماً للطلاب الموقوفين

شؤون إقليمية دعوات للامتناع عن التسوّق الأربعاء احتجاجاً على توقيف طلاب كانوا يتظاهرون دعماً لرئيس بلدية إسطنبول المسجون (أ.ف.ب)

المعارضة التركية تدعو إلى الامتناع عن التسوّق الأربعاء دعماً للطلاب الموقوفين

دعا زعيم حزب «الشعب الجمهوري» في تركيا إلى الامتناع عن التسوّق الأربعاء؛ احتجاجاً على توقيف طلاب كانوا يتظاهرون دعماً لرئيس بلدية إسطنبول المسجون.

«الشرق الأوسط» (اسطنبول)
شؤون إقليمية تركيا عاشت على وقع احتجاجات واسعة عقب اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو (د.ب.أ)

حليف إردوغان يلوّح بـ«مواجهة شعبية» مع المحتجين على اعتقال إمام أوغلو

لوّح رئيسُ حزب «الحركة القومية»، دولت بهشلي، حليفُ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بإطلاق مؤيدي حزبيهما في الشوارع لمواجهة الاحتجاجات على اعتقال أكرم إمام أوغلو.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية الاحتجاجات على اعتقال أكرم إمام أوغلو تحولت إلى مطالبات بالعدالة والديمقراطية (د.ب.أ)

تركيا: اعتقال إمام أوغلو يلقي بظلال على عملية السلام مع أوجلان

ألقى اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، بظلال على عملية السلام الداخلي بتركيا التي اكتسبت دفعة مع النداء الذي وجهه أوجلان لحل «حزب العمال الكردستاني».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية رئيس حزب «الشعب الجمهوري» أوزغور أوزيل تعهّد باستمرار المظاهرات أسبوعياً (أ.ب)

اعتقال إمام أوغلو يهيمن على احتفالات العيد في تركيا

رفض الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، اتهامات «تسييس القضاء» بعد اعتقال إمام أوغلو.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية لقطة من الجو للتجمع الحاشد دعماً لأكرم إمام أوغلو في إسطنبول أمس (أ.ف.ب) play-circle

أكرم إمام أوغلو يدعو من سجنه إلى «الوحدة» بمناسبة عيد الفطر

في مناسبة عيد الفطر دعا رئيس بلدية إسطنبول المعارض أكرم إمام أوغلو الذي تسبب توقيفه بحركة احتجاجية واسعة النطاق إلى «الوحدة» من سجن سيليفري

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)

استقالة سموتريتش... تكتيك لتعزيز «الصهيونية الدينية» 

وزير المالية المستقيل سموتريتش (أرشيفية من «رويترز»)
وزير المالية المستقيل سموتريتش (أرشيفية من «رويترز»)
TT
20

استقالة سموتريتش... تكتيك لتعزيز «الصهيونية الدينية» 

وزير المالية المستقيل سموتريتش (أرشيفية من «رويترز»)
وزير المالية المستقيل سموتريتش (أرشيفية من «رويترز»)

تُظهر الخطة التي وضعها رئيس حزب «الصهيونية الدينية» بتسلئيل سموتريتش، باستقالته من منصبيه؛ كوزيرٍ للمالية، ووزيرٍ في وزارة الدفاع، وعودته إلى الكنيست، أنه يخوض لعبة صغيرة من أجل استعادة مقاعد حزبه في الكنيست، قبل أن يعود إلى منصبيه مجدداً، لكن ذلك قد لا يبدو ممهداً بسهولة.

وكان سموتريتش قد أعلن استقالته، ليل الاثنين، وقال إنه سيعود إلى عضوية الكنيست، احتجاجاً على «خرق تفاهمات» بينه وبين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وإيتمار بن غفير.

وقال حزب «الصهيونية الدينية» إن قرار الاستقالة جاء «نتيجة إخلال بالاتفاقات بين سموتريتش وبن غفير ونتنياهو». ولم يوضح ما هي الخلافات، لكن وسائل إعلام إسرائيلية قالت إن بن غفير يريد الحصول على منصب وزير آخر في الحكومة لأعضاء حزبه، من أجل تمرير اتفاق استبدال النواب في الكنيست، وفق تفاهم سابق.

الوزيران المتطرفان إيتمار بن غفير (يسار) وبتسلئيل سموتريتش (أرشيفية - أ.ف.ب)
الوزيران المتطرفان إيتمار بن غفير (يسار) وبتسلئيل سموتريتش (أرشيفية - أ.ف.ب)

ومن أجل فهم كيف بدأت الأزمة، يجب العودة إلى البداية، عندما تم انتخاب «الصهيونية الدينية» برئاسة سموتريتش للكنيست الأخيرة بقائمة واحدة مع حزب «عوتسما يهوديت» برئاسة إيتمار بن غفير، وحزب «نوعام» برئاسة آفي ماعوز. وحصلت القائمة المشتركة على 14 مقعداً في الكنيست، وذلك حسب التوزيع التالي: 7 مقاعد لـ«الصهيونية الدينية»، و6 مقاعد لـ«عوتسما يهوديت»، ومقعد واحد لـ«نوعام».

ومع تشكيل الحكومة، تم تعيين أعضاء من «الصهيونية الدينية» و«عوتسما يهوديت» وزراء (6 وزراء).

القانون النرويجي

وبموجب «القانون النرويجي»، يتمتع الوزراء ونواب الوزراء الذين يشغلون مناصبهم كأعضاء في الكنيست بخيار الاستقالة من الكنيست، حتى يتمكنوا من التركيز على عملهم في الحكومة، على أن يحلّ مكانهم التالون في قائمة الكنيست.

وفعلاً استقال من «الصهيونية الدينية» سموتريتش من الكنيست، وعيّن وزيراً للمالية ووزيراً في وزارة الدفاع، وفي «عوتسما يهوديت» استقال عميحاي إلياهو من الكنيست، وعين وزيراً للتراث. ومع استقالة الاثنين، دخل إلى الكنيست «التالي في القائمة الموحدة»، يتسحاق كروزر من «عوتسما يهوديت»، وتسفي سوكوت من «الصهيونية الدينية». وفي الواقع تم الحفاظ على توازن القوى (الصهيونية الدينية بـ7 مقاعد في الكنيست، وعوتسما يهوديت بـ6 مقاعد).

لكن مع استقالة بن غفير ووزراء «عوتسما يهوديت» من الحكومة بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس» في يناير (كانون الثاني)، تغير ميزان القوى بين الطرفين، فعاد الوزير عميحاي إلياهو من «عوتسما يهوديت» إلى الكنيست، وأطيح بالنائب تسفي سوكوت، وبذلك ارتفع عدد أعضاء «عوتسما يهوديت» في الكنيست إلى 7 أعضاء، وانخفض عدد أعضاء «الصهيونية الدينية» إلى 6 أعضاء.

صورة لإحدى الجلسات في الكنيست الإسرائيلي (إكس)
صورة لإحدى الجلسات في الكنيست الإسرائيلي (إكس)

وقالت «القناة 12» إنه في إطار الاتفاقات بين الائتلاف وبن غفير، تقرر بقاء الوضع على ما هو عليه. وبعد نحو شهرين، عند عودة بن غفير ووزرائه إلى الحكومة، تم الاتفاق على أن يستقيل وزير من «عوتسما يهوديت» من الكنيست من أجل استعادة توازن القوى الأول، لكن الوزيرين بن غفير وواسرلاوف لم يفعلا ذلك عندما عادا إلى الحكومة، ولم يستقل أي منهما من الكنيست، وبقي حزب سموتريتش خاسراً لمقعده.

وأضافت القناة: «حاول مسؤولون في الائتلاف التوصل إلى اتفاق بين الرجلين، واقترحوا على بن غفير تعيين أحد أعضاء حزبه نائباً للوزير والاستقالة من الكنيست، لكنه رفض وأصرّ على تعيين وزير آخر مقابل استقالته»، وهو ما فجّر الأزمة.

ماذا سيحدث الآن؟ وهل عودة سموتريتش مضمونة؟

تدخل استقالة سموتريتش حيز التنفيذ مساء الأربعاء، بعد 48 ساعة من لحظة الإعلان عنها. وبمجرد سريان الاستقالة، سيتوقف سموتريتش عن العمل وزيراً للمالية ووزيراً في وزارة الدفاع، وسيبدأ خدمته في الكنيست. وبعد عودته إلى الكنيست، سيتوقف عضو الكنيست يتسحاق كرويزر من «عوتسما يهوديت» عن الخدمة فيها، وسيتم الحفاظ على توازن القوى بين الأحزاب.

لكن هذه هي الخطوة الأولى، وتهدف إلى استعادة المقاعد في الكنيست. أما الخطوة الثانية، وهي الأهم، فهي عودة سموتريتش إلى مناصبه.

ويستطيع سموتريتش العودة طالما أنه عضو كنيست، وتوجد أغلبية لذلك، لكن «القناة 12» قالت إن الأغلبية لإعادة تعيين سموتريتش في الكنيست ليست مضمونة حتى الآن، ولم يقرر «عوتسما يهوديت» بعد ما إذا كان سيؤيد إعادة التعيين، ويتناقش «الحريديم» حول ما إذا كانوا سيستغلون الزخم للضغط بشأن قضية التجنيد.

إيتمار بن غفير مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست (أرشيفية - د.ب.أ)
إيتمار بن غفير مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست (أرشيفية - د.ب.أ)

وأكد موقع «واي نت» التابع لـ«يديعوت أحرونوت» أن مسؤولين في «يهوديت هتوراة» نقلوا رسالة في الساعات الأخيرة مفادها أنهم لن يصوتوا بسهولة لصالح عودة سموتريتش إلى وزارة المالية، من دون زيادة في ميزانية التعليم الحريدي. وبحسب الموقع، فإنهم يدركون في الائتلاف بالفعل أن الفصيل الحريدي قد يطرحها على الطاولة كتهديد رسمي.

لجنة اختيار القضاة

مسألة أخرى تهددها استقالة سموتريتش، وهي لجنة اختيار القضاة.

في هذا السياق، قالت «القناة 12» إن كروزر الذي سيخسر موقعه كعضو كنيست يشغل منصب عضو في لجنة اختيار القضاة، وهذا له أهمية كبيرة بالنسبة للائتلاف المعرض لخطر فقدان ممثل واحد من أصل 3 في اللجنة المكونة من 9. وبحسب القناة، فإنهم بحاجة إلى اتفاق من أجل بديل، وإلا فإن المعارضة قد تستولي على الموقع.

وأضافت القناة أن المعارضة تدرس خياراتها الآن، وإذا نجحت في «الاستيلاء» على المقعد الشاغر فقد يؤدي إلى تعيينات في المحكمة العليا من دون أي مشكلة تقريباً.

وهناك انقسام حاد حول لجنة اختيار القضاة.