دعا كبير مستشاري المرشد الإيراني إلى الجاهزية للسيناريوهات المختلفة، محذراً من «مباغتة» بلاده بـ«مؤامرة» الأعداء، وذلك بعدما ترك الرئيس الأميركي دونالد ترمب الباب مفتوحاً أمام توجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية، لكنه يريد اتفاقاً لتجنب الخيار العسكري.
وقال الجنرال رحيم صفوي، القيادي في «الحرس الثوري»، إن إيران «تخوض حرباً هجينة يشنها الأعداء على إيران»، ودعا المسؤولين والمجموعات والأحزاب إلى «الوحدة حول ولاية الفقيه» من أجل «تحقق تقدم البلاد».
وأشار صفوي إلى إبرام إيران اتفاقية تعاون استراتيجي لمدة 20 عاماً مع روسيا، الأسبوع الماضي، خلال زيارة قام بها الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
وقال في هذا الصدد: «جرى توقيع اتفاقية استراتيجية مهمة بين إيران وروسيا، يجب أن يتم تنفيذها، يجب أن تكون لدينا خطة لذلك، من أجل تحقيق أهداف البلاد، يجب أن نكون عمليين ونسعى جاهدين من خلال التنسيق والوحدة الوطنية».
وأضاف: «يجب أن نكون مستعدين لسيناريوهات مختلفة، ولا يجب أن نسمح لمؤامرات العدو بأن تفاجئنا».
وتخشى إيران من عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى سياسة «الضغوط القصوى» لإجبارها على تعديل سلوكها الإقليمي، خصوصاً مع تقدّم برنامجها النووي لمستويات تخصيب قريبة من إنتاج الأسلحة.
وذكرت تقارير الأسبوع الماضي أن مسؤولي الإدارة الجديدة يستعدون لخطط جديدة للضغط على إيران. وبرزت ملامح أولية عن سياسة ترمب تجاه إيران، لتتضمن استعداداً لتفعيل آلية «سناب باك» للعودة إلى العقوبات الأممية في مجلس الأمن الدولي.
وأعرب ترمب عن أمله في تجنب توجيه ضربات ضد المواقع النووية الإيرانية، وفي التوصل إلى «اتفاق» مع طهران، العدو اللدود للولايات المتحدة وإسرائيل.
ورداً على سؤال طرحته صحافية عما إذا كان سيدعم توجيه ضربات إسرائيلية ضد هذه المواقع، أجاب ترمب إنه سيناقش المسألة مع «أشخاص رفيعي المستوى جداً»، دون أن يحدد مَن هم أو متى.
وقال ترمب: «سيكون من الجيد حقاً أن نتمكن من حل هذه المشكلة دون الحاجة إلى اتخاذ هذه الخطوة الإضافية». وأضاف: «علينا أن نأمل في أن تبرم إيران اتفاقاً، وإذا لم تفعل، فلا أعتقد أن هذه مشكلة أيضاً». وكان قد أشار مراراً خلال حملته الانتخابية إلى أن إسرائيل قد تضرب منشآت نووية إيرانية.
وفي وقت لاحق، قال ترمب في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» الأميركية: «أريد للإيرانيين أن يكون لديهم بلد عظيم. لديهم إمكانات هائلة. الشعب الإيراني رائع. ولكن الشيء الوحيد الذي أقوله هو أن طهران لا يمكنها امتلاك سلاح نووي».
وأشار ترمب إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق مع إيران، قائلاً: «هناك طرق للتوصل إلى اتفاق مع طهران يكون موثوقاً تماماً. إذا كان هناك اتفاق، يجب أن يكون قابلاً للتحقق تماماً. إيران لا يمكنها امتلاك سلاح نووي».
وحذّر ترمب من أن امتلاك إيران لسلاح نووي سيشعل سباقاً نووياً في المنطقة، قائلاً: «إذا حصلت طهران على سلاح نووي، فستسعى بقية الدول أيضاً لامتلاك أسلحة نووية، وسيتحول الوضع بأكمله إلى كارثة».
وقبل يومين من تولي ترمب، وقعت إيران وروسيا على اتفاقية تعاون بعدما تلقت طهران انتكاسات عدة في الشرق الأوسط، مع سقوط الأسد في سوريا، والقصف الإسرائيلي لجماعات مدعومة من إيران؛ مثل «حزب الله» في لبنان و«حماس» في قطاع غزة.
وبموجب الاتفاقية، ستعزز روسيا وإيران التعاون في عدة مجالات منها الخدمات الأمنية والتدريبات العسكرية ودخول السفن الحربية للمواني والتدريب المشترك للضباط. وجاء في الاتفاقية أن أياً من البلدين لن يسمح باستخدام أراضيه لأي عمل يهدد البلد الآخر، ولن يقدم أي مساعدة لمعتدٍ يهاجم أي منهما، وسيعمل البلدان معاً لمواجهة التهديدات العسكرية.