قال «الحرس الثوري» الإيراني، الخميس، إن وقف إطلاق النار في غزة يمثل «هزيمة كبرى لإسرائيل»، محذراً من أي خرق محتمل للاتفاق من جانب إسرائيل، فيما كتب حساب المرشد علي خامنئي على منصة «إكس» أن المقاومة الفلسطينية، «ومحور المقاومة» المدعوم من إيران، نجحا في إجبار إسرائيل على «التراجع».
وتوصلت «حماس» وإسرائيل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، قال وسطاء إنه سيدخل حيز التنفيذ يوم الأحد المقبل.
وبحث وزير الخارجية عباس عراقجي في اتصال هاتفي مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، حسبما ذكرت وسائل إعلام إيرانية.
وأشار بيان للخارجية الإيرانية، أن عراقجي أعرب عن ارتياحه من إبرام الاتفاق، وأشاد بجهود قطر في هذا الصدد.
ولفت البيان إلى أن وزير الخارجية القطري أطلع عراقجي على مسار المفاوضات التي انتهت بالاتفاق.
وأشادت وزارة الخارجية الإيرانية باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، عادّةً إياه «انتصاراً تاريخياً للشعب الفلسطيني»، وقالت إنه «جاء بفضل الصمود والمقاومة أمام الإبادة الجماعية والتهجير القسري». ودعت الوزارة المجتمع الدولي إلى مواجهة «جرائم الاحتلال الإسرائيلي، ومحاكمة قادته المجرمين».
واتهم البيان إسرائيل بارتكاب «انتهاكات جسيمة ومنهجية للقانون الدولي وحقوق الإنسان خلال 15 شهراً، شملت الإبادة الجماعية، وجرائم الحرب، ضمن مخطط الإبادة الاستعمارية للشعب الفلسطيني».
كما تم توجيه التهم إلى الولايات المتحدة، وبريطانيا، وألمانيا، ودول غربية أخرى بـسبب «الدعم الشامل والمباشر لإسرائيل، مما شجّع النظام الصهيوني على مواصلة الإبادة الجماعية للفلسطينيين، وضمان إفلاته من العقاب، وأعاق جهود الأمم المتحدة والمحاكم الدولية لمحاسبة المجرمين»، وأن هذه الدول «شركاء في الجرائم المرتكبة، ويجب أن تتحمل المسؤولية».
وأعربت طهران عن أملها في أن «تساهم الجهود الدولية في وقف الإبادة الجماعية في غزة، وانسحاب الاحتلال، وتقديم الإغاثة، وإعادة إعمار القطاع». وأشارت إلى ضرورة «محاسبة المسؤولين الإسرائيليين على جرائمهم في غزة والضفة الغربية». ونقلت «رويترز» عن بيان لـ«الحرس الثوري» أن «فرض وقف إطلاق النار على النظام الصهيوني انتصار واضح وعظيم لفلسطين، وهزيمة كبرى لإسرائيل».
وقدمت إيران وجماعات مسلحة غير حكومية متحالفة معها في المنطقة من بينهم الحوثيون في اليمن و«حزب الله» في لبنان الدعم لـ«حماس» على مدار الحرب. وقال «الحرس الثوري» إن «المقاومة لا تزال حية ومزدهرة وقوية... ولديها إيمان عميق بالوعد الإلهي بتحرير المسجد الأقصى والقدس»، محذراً من أي خرق لوقف إطلاق النار من قبل إسرائيل. وأضاف أن الاستعدادات الميدانية لمواجهة «حروب وجرائم جديدة» مستمرة.
ومن جانبه، قال رئيس منظمة «الباسيج» التابعة لـ«الحرس الثوري»، الجنرال غلام رضا سليماني إن «نهاية الكيان الصهيوني باتت وشيكة». وتابع: «هذا النصر الكبير ستترتب عليه تحولات تتطلب بعض الصبر لظهور تبعاتها»، حسبما نقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري».
وأشعلت الحرب في غزة الصراع في الضفة الغربية المحتلة، وفي لبنان وسوريا واليمن والعراق، وأثارت مخاوف من اندلاع حرب شاملة بين العدوين الإقليميين اللدودين إسرائيل وإيران. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) اتفق «حزب الله» وإسرائيل على وقف إطلاق النار بعد أسابيع من تصاعد الصراع الذي أدى إلى مقتل الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية على بيروت.
وقال قائد «الحرس الثوري» الإيراني حسين سلامي الأسبوع الماضي إن أعداء إيران لديهم «شعور زائف بالبهجة» إزاء التطورات الإقليمية الحالية، مضيفاً أن القوة الصاروخية الإيرانية أقوى من أي وقت مضى. وذكر مسؤولون غربيون، منهم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان، أن الحرب بين إسرائيل «ومحور المقاومة» المدعوم من إيران أضعفت طهران بشكل كبير.