إيران: الاتفاقية الاستراتيجية مع روسيا لن تتضمن الدفاع المشترك

لقاء بزشكيان وبوتين أكتوبر الماضي (الرئاسة الإيرانية)
لقاء بزشكيان وبوتين أكتوبر الماضي (الرئاسة الإيرانية)
TT

إيران: الاتفاقية الاستراتيجية مع روسيا لن تتضمن الدفاع المشترك

لقاء بزشكيان وبوتين أكتوبر الماضي (الرئاسة الإيرانية)
لقاء بزشكيان وبوتين أكتوبر الماضي (الرئاسة الإيرانية)

قال السفير الإيراني في موسكو إن اتفاقية التعاون الاستراتيجي التي من المقرر أن توقعها إيران وروسيا الجمعة لن تتضمن بنداً عن الدفاع المشترك مثل الاتفاقيات التي وقعتها روسيا مع كوريا الشمالية وروسيا البيضاء.

وأفادت وكالة «تاس الروسية» عن السفير كاظم جلالي، قوله إن «طبيعة هذه الاتفاقية مختلفة. أقامت (روسيا البيضاء وكوريا الشمالية) علاقات شراكة (مع روسيا) في عدد من المجالات التي لم نتطرق إليها تحديداً. استقلال بلادنا وأمنها والاعتماد على الذات في غاية الأهمية. لسنا مهتمين بالانضمام إلى أي تكتل».

وتتضمن اتفاقيات الشراكة بين روسيا وكوريا الشمالية وروسيا البيضاء بند الدفاع المشترك.

ونقلت «تاس» عن جلالي قوله إن إيران كفيلة بتحقيق أمنها.

وقال الكرملين، الاثنين، إنه من المقرر أن يعقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان محادثات في روسيا، الجمعة، وسيوقعان بعد ذلك اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي طال انتظارها.

وقال الكرملين إن الرئيسين سيناقشان خيارات لتوسيع نطاق العلاقات بين موسكو وطهران بشكل أكبر، منها خيارات في مجالات التجارة والاستثمار والنقل والخدمات اللوجيستية والمجالات الإنسانية. وأضاف أن بوتين وبزشكيان سيبحثان كذلك قضايا إقليمية ودولية. منذ بداية حربها على أوكرانيا، تعزز روسيا علاقاتها مع إيران ودول أخرى معادية للولايات المتحدة مثل كوريا الشمالية.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم، إن الاتفاقية لن تستهدف أي دولة أخرى، دون أن يتطرق للتفاصيل.

وقال لافروف في أكتوبر (تشرين الأول) إن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية ستتضمن تعزيز التعاون الدفاعي. واتهمت الولايات المتحدة طهران في سبتمبر (أيلول) بتسليم صواريخ باليستية قريبة المدى إلى روسيا لاستخدامها ضد أوكرانيا، وفرضت عقوبات على سفن وشركات قالت إنها متورطة في نقل أسلحة إيرانية.

ويأتي توقيع الاتفاقية قبل يومين من تولي الرئيس الأميركي دونالد ترمب مهامه لولاية ثانية في البيت الأبيض.

ويعطي توقيع الاتفاقية دفعةً لاستراتيجية «التوجه نحو الشرق»، التي أصرَّ على تطبيقها المرشد الإيراني علي خامنئي؛ بهدف مواجهة العقوبات الغربية، خصوصاً في مجلس الأمن.


مقالات ذات صلة

انتقادات حادة لنفي بزشكيان محاولة اغتيال ترمب

شؤون إقليمية بزشكيان في العاصمة الطاجيكية دوشنبه مساء الأربعاء (الرئاسة الإيرانية)

انتقادات حادة لنفي بزشكيان محاولة اغتيال ترمب

واجه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان انتقادات حادة من أوساط مؤيدة لـ«الحرس الثوري» بعدما نفى أي مسعى من طهران لاغتيال الرئيس الأميركي ترمب.

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)
شؤون إقليمية صحيفة إيرانية تظهر صورة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على غلافها تحت عنوان «القاتل المهزوم» (رويترز)

إيران: وقف إطلاق النار في غزة هزيمة كبرى لإسرائيل

قال «الحرس الثوري» الإيراني إن وقف إطلاق النار في غزة يمثل «هزيمة كبرى لإسرائيل» محذراً من أي خرق محتمل للاتفاق من جانب إسرائيل

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية ظريف على هامش اجتماع الحكومة الأسبوع الماضي (الرئاسة الإيرانية)

على غرار البيجر... إيران تكتشف جهازاً مفخخاً في برنامجها النووي

كشفت إيران عن إحباط عمل تخريبي في برنامجها لتخصيب اليورانيوم، بواسطة عمود «مفخخ» لأجهزة الطرد المركزي.

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)
شؤون إقليمية صورة وزعها الجيش الإيراني من مدمرة «زاغروس» اليوم (أ.ب)

الجيش الإيراني يدشن مدمرة للرصد المخابراتي

أعلنت البحرية الإيرانية عن تدشين أول مدمرة للرصد المخابراتي ورصد الذبذبات، وذلك بعد أيام قليلة من تسلم الجيش ألف طائرة مسيرة جديدة.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية طائرة تدريب محطمة في مطار «بيام» بمحافظة كرج غرب طهران العام الماضي (وكالة فارس الإيرانية)

مقتل 3 في حادث تحطم طائرة تدريب تابعة للشرطة بشمال غربي إيران

لقي ثلاثة أشخاص حتفهم في حادث تحطم طائرة تدريب تابعة للشرطة، بالقرب من مدينة رشت بشمال غربي إيران.

«الشرق الأوسط» (لندن)

تركيا: المعارضة تحشد ضد محاولة إردوغان سلب مكاسبها

آلاف من أنصار حزب «الشعب الجمهوري» احتشدوا أمام بلدية بشكتاش في إسطنبول رفضاً لاعتقال رئيسها المنتخب (موقع الحزب)
آلاف من أنصار حزب «الشعب الجمهوري» احتشدوا أمام بلدية بشكتاش في إسطنبول رفضاً لاعتقال رئيسها المنتخب (موقع الحزب)
TT

تركيا: المعارضة تحشد ضد محاولة إردوغان سلب مكاسبها

آلاف من أنصار حزب «الشعب الجمهوري» احتشدوا أمام بلدية بشكتاش في إسطنبول رفضاً لاعتقال رئيسها المنتخب (موقع الحزب)
آلاف من أنصار حزب «الشعب الجمهوري» احتشدوا أمام بلدية بشكتاش في إسطنبول رفضاً لاعتقال رئيسها المنتخب (موقع الحزب)

اتهمت المعارضة التركية الرئيس رجب طيب إردوغان وحكومته بتنفيذ «انقلاب» على إرادة الشعب باستغلال السلطة القضائية عبر اعتقال وعزل رؤساء البلديات المنتخبين واستبدال أوصياء بهم. في الوقت ذاته، أظهر أحدث استطلاعات الرأي تقدم حزب «الشعب الجمهوري» على حزب «العدالة والتنمية» الحاكم.

واحتشد آلاف من أنصار حزب «الشعب الجمهوري»، أكبر أحزاب المعارضة التركية، أمام مبنى بلدية بشكتاش في إسطنبول استجابة لدعوة من رئيس الحزب زعيم المعارضة أوزغور أوزال، بعد إحالة رئيس البلدية، رضا أكبولات، و39 آخرين من العاملين بها إلى المحكمة بتهمة «الفساد والتلاعب في المناقصات والرشوة».

حيل قضائية

ووجه أوزال، في كلمة ألقاها وإلى جانبه رئيس بلدية إسطنبول رئيس اتحاد بلديات تركيا، أكرم إمام أوغلو، وعدد كبير من رؤساء بلديات الحزب في مقدمتهم رئيس بلدية أنقرة منصور ياواش، انتقادات حادة إلى إردوغان، قائلاً إنه «بات أسيراً للكبر والغطرسة وغرور القوة ولم يعد يسير في الشوارع التي أتى منها وينظر إلى الناس من أعلى».

أوزال متحدثاً أمام حشد من أنصار حزب «الشعب الجمهوري» أمام بلدية بشكتاش في إسطنبول (موقع الحزب)

كانت قوات الأمن في إسطنبول اعتقلت رئيس بلدية بشكتاش التابعة، رضا أكبولات، و46 من موظفي البلدية، في مداهمات جرت فجر الاثنين الماضي، في إطار تحقيقات يجريها المدعي العام في إسطنبول حول منظمة إجرامية يقودها «عزيز إحسان أكطاش» متورطة في التلاعب بالمناقصات والعطاءات، عن طريق رشوة رؤساء البلديات وكبار المسؤولين التنفيذيين في البلديات.

وقال أوزال: «إحسان أكطاش لا علاقة له بحزب (الشعب الجمهوري) ولا برئيس بلدية بشكتاش، لقد بحثنا عنه، ووجدنا أن شركات (أكطاش) موجودة في كل مكان، وتعمل مع الخطوط الجوية التركية، وديوان المحاسبات والبلديات بغض النظر عن الحزب الذي تتبعه، وتشارك في مناقصات المركبات والتنظيف».

وتابع أوزال أن «محاولة الاستيلاء على بلديات حزب (الشعب الجمهوري) من خلال الحيل القضائية ليست من الديمقراطية، لكنها نتيجة الإرهاق، الذي أصبح يعانيه إردوغان»، مضيفاً: «نثق بالقضاء التركي، ونعلم أن مدعي العموم والقضاة يجب أن يكونوا ملتزمين بالقانون ومستقلين تماماً عن أي شخص، وأقول لهم إذا كان هذا الملف سياسياً، أو معداً لتشويه سمعة الأبرياء، فلا تتدخلوا».

أوزال وعدد من رؤساء بلديات حزب «الشعب الجمهوري» خلال التجمع الحاشد أمام بلدية بشكتاش في إسطنبول رفضاً لاعتقال رئيسها (موقع الحزب)

بدوره، عد إمام أوغلو أن ما يحدث ليس مجرد قضية حزب «الشعب الجمهوري»، بل قضية الشعب، مضيفاً: «لقد حان الوقت لرفع أصواتنا معاً ضد أولئك الذين يحاولون قمع إرادة الشعب، إن السياسة مسألة منافسة شريفة، ولا يجب أن تتم عبر سحب السلطة عن طريق فرض الحظر والوصاية».

وقال: «أوجه ندائي إلى المؤسسات القضائية العريقة في هذا البلد، أيها السادة مدعو العموم والقضاة، أرجوكم... أرجوكم. لا تسمحوا أبداً لمجموعة من الأشخاص بتدمير مهنتكم المقدسة، وإلا فإن هذه الأمة لن تسامحكم على تضييع ثقتها بكم».

سلوك متناقض

وانتقدت الرئيسة المشاركة لحزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، المؤيد للأكراد، تولاي حاتم أوغوللاري أوروتش، سياسة الحكومة عزل واعتقال رؤساء البلديات المنتخبين واستبدال أوصياء بهم معينين من جانبها.

أنصار حزب «الشعب الجمهوري» خلال تجمع حاشد أمام بلدية بشكتاش في إسطنبول رافعين لافتات يطالبون فيها بعدم المساس بالبلديات (موقع الحزب)

ومنذ الانتخابات المحلية في تركيا في 31 مارس (آذار) 2024، والتي تفوق فيها حزب «الشعب الجمهوري» على حزب «العدالة والتنمية» الحاكم للمرة الأولى منذ 22 عاماً عزلت السلطات التركية أو اعتقلت 9 رؤساء بلديات، 3 من «الشعب الجمهوري»، و6 من الحزب الكردي، غالبيتهم بتهمة دعم الإرهاب والارتباط بمنظمة إرهابية (حزب العمال الكردستاني).

وفي الوقت ذاته، أطلق رئيس حزب «الحركة القومية»، دولت بهشلي، وهو الحزب الذي يعد الشريك الأكبر لحزب «العدالة والتنمية» في «تحالف الشعب»، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مبادرة حظيت بدعم إردوغان، للحوار مع زعيم حزب «العمال الكردستاني»، السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان، ودعوته إلى البرلمان لإعلان حل الحزب وإلقاء أسلحته وانتهاء الإرهاب في تركيا.

وأبدت أوروتش دهشتها من سلوك الحكومة، قائلة إنها في الوقت الذي تؤيد فيه مبادرة بهشلي التي تطورت إلى حوار مع أوجلان والأحزاب حول حل القضية الكردية وتحقيق السلام والأخوة في البلاد، تواصل عزل واعتقال رؤساء البلديات، وتعيين الأوصياء في «انقلاب» على الديمقراطية.

الرئيسة المشاركة لحزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» تولاي حاتم أوغوللاري أوروتش (من حسابها في إكس)

وأضافت، خلال فعالية لحزبها في ولاية كارص (شمال شرقي تركيا) الخميس، أن حكومة إردوغان تتحدث عن الديمقراطية وتفرض الأوصياء وتتحدث عن الحوار وتلوح باستخدام اليد الحديدية ضد «العمال الكردستاني» في الوقت ذاته.

حرية أوجلان

وتابعت وتابعت أن «حل القضية الكردية لا يمكن أن يقع على عاتق السيد عبد الله أوجلان فقط، بل يجب أن يكون البرلمان عنواناً للسلام الداخلي، كما قال في رسالته التي نقلها وفد حزبنا الذي زاره في سجن إيمرالي (غرب تركيا) في 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي».

أوجلان أثناء محاكمته عام 1999 (أرشيفية إ.ب.أ)

وأكدت أنه يجب ضمان حق أوجلان في الحرية وتوفير الظروف المناسبة له للعمل من أجل السلام.

في الأثناء، أظهر أحدث استطلاع للرأي، أجري في ظل تصاعد الحديث عن احتمالات توجه تركيا إلى الانتخابات المبكرة، تفوق حزب «الشعب الجمهوري» على حزب «العدالة والتنمية» وحصوله على نسبة 31.9 في المائة، مقابل 29.6 في المائة لـ«العدالة والتنمية».

وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي أجرته شركة «أصال» في الفترة من 10 إلى 14 يناير (كانون الثاني) الحالي، حصول حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» على نسبة 9.6 في المائة من الأصوات، وحزب «الحركة القومية» على 8.9 في المائة، وحزب «الجيد» على 4.4 في المائة، وحزب «الرفاه من جديد» على 3.9 في المائة، وحزب «النصر» على 3.6 في المائة.